أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


مرّ الكلام

بقلم : عصام احمد الشرع
16-03-2013 11:22 AM


من شعر الشاعر العربيّ الكبير أحمد فؤاد نجم قصيدة يقول مطلعها ( مرّ الكلام .. زي الحسام .. يقطع مكان مايمر ) وهي قصيدة جميلة جدّا' زاد جمالها وألقها غناء الفنّان الكبير الشيخ امام رحمه الله لها ، ولست أدري كيف خطرت هذه القصيدة ببالي عند سماع ماصرّح به أحد النوّاب أمام رئيس الوزراء عن رغبته بتفجير مديرية المتابعة والتفتيش في وزارة الداخليّة وتطبيق مبدأ المحاصصة بين الأردنيين بعد أن قسّمهم الى أردنيين من شرقيّ النهر وأردنيين من غرب النهر وبعد أن توهمنا بأن هذه المقولة قد ذهبت أدراج الرياح بعدما رأينا ماحلّ بأمتنا العربيّة الواحدة من مآس والآم تجعل من مثل هذه الطروحات فتن بكلّ معنى الكلمة لايقصد منها الا الاساءة لهذا البلد الذي حمل على أكتافه ماعجز عنه الآخرون ، وضحّى أبناؤه في سبيل القضايا العربيّة دون أي منّ أو تذمّر واستمروا في تضحياتهم رغم أن أصحاب القضايا في الوطن العربيّ تخلّوا عن قضاياهم .

ولأن الأردن لم يقصّر في أي واجب من واجباته رغم لغة التخوين والعهر السياسيّ لأناس نستطيع تسميتهم بالاسم ، ورغم ردود الفعل التي تعلن على الملأ بعد كلّ شرّ يتعرّض له أبناء الشعب العربيّ في أي من أقطار وطننا الكبير والتي تحمّل الأردن وزر مايقع عليهم بطرق مختلفة ، ولأن مبدأ ( كبير القوم لايحمل الحقدا) ماعاد نافعا' مع أناس يعتبر المبدأ آخر همومهم ، ولأن الأردنيّ مهما كان منبته أو أصله لايسكت عن الحقّ الا اذا استدعى التضامن العربيّ والحفاظ على الحدّ الأدنى من التوافق في وجه أكبر هجمة على وطننا العربيّ سجلّتها صحف التأريخ ، فان ماقيل ومايقال تعدّى المنطق حتى وضحت أهدافه بكل تفاصيلها بعد أن كانت مغلفّة ويعتريها الخجل عند طرحها لعدم منطقيتها ولمحاولتها استبدال وطن سلب من شعب صابر مكابر بوطن له أهله وربعه وحماته ، ولكنّها لم تكن أبدا' بهذه الطريقة الفجّة التي أوردتها وسائل الاعلام على لسان النائب الأردنيّ الذي يحتلّ مقعدا' من مقاعد مجلس نوّاب الأردن بحدوده الجغرافيّة المعروفة لكلّ الدنيا .

وباستعراض سريع لما جرى منذ عام 1965 وحتى يومنا هذا ، وماتخللّ هذه الفترة الزمنيّة من محاولة الاستيلاء على السلطة في المملكة عدّة مرّات تمهيدا' لتحقيق الحلم الصهيونيّ بما عرف بالوطن البديل ومؤتمر الرباط الشهير الذي أعلن منظمّة التحرير الفلسطينيّة ممثلا' وحيدا' وشرعيّا' للشعب الفلسطينيّ في الداخل وفي الشتات ، ثم الاتفاقات السريّة التي شهدتها أوسلو في غفلة عن أبناء الوطن العربيّ وما أدّت اليه من انقسامات ، وقرار فكّ الارتباط الذي أجبر الأردن على اتخاذه تلبية لرغبة القيادة الفلسطينيّة آنذاك وبضغط عربيّ ودوليّ ، رغبة' من تلك القيادة للسير على البساط الأحمر ورفع علم الوطن على أرض محتلّة والاستفادة ما أمكن من ألقاب سيادته ودولته ومعاليه بعد فشل المسعى بأن يكون الأردن هو مقر تلك القيادة بفضل حرص أبنائه على فلسطين أولا' ومن ثم وطنهم الغالي الذي بنوه بتضحيات لاينكرها الا جاحد أو فاقد للبصيرة ، لنجد أن الأردن لم يكن الباديء أبدا' بأي خطوة لفصل الوحدة بين الشعبين الشقيقين ، وأنّه كان يمهد بأي طريقة لتحرير الأرض التي كانت تحت سيطرته قبيل حرب الأيّام الستّة في عام 1967 ومن ثم استفتاء الشعب العربيّ المقيم عليها عن رغبته في استمرار الوحدة أو فصم عراها .

ولأن في الفم ماء وخوفا' من أن يسجّل على أي أردنيّ أنّه مع مثل هذه الطروحات التي تعني الاستغناء عن الوطن الأصليّ الذي شبعنا عنتريّات من البعض تعلن أنّ هدفها العودة الى الوطن وعدم قبول التعويض بدلا' عنه كذّبتها كلّ ممارساتهم ، فاننا نقول لسعادة النائب المحترم أنّ للأردن ربّ يحميه وشعب بناه بعرقه وجهده وقيادة تأريخيّة لامجال لأي أحد في المساومة عليها ، وستبقى الدوائر التي تحافظ على عروبة فلسطين وضمان عودة أبنائها اليها محط العناية والرعاية والحماية منّا جميعا' وعلى رأسها دائرة المتابعة والتفتيش .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012