أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة بلينكن سيزور الأردن بعد السعودية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني 5 وفيات و 33 إصابة بإعصار قوي ضرب جنوب الصين 825 ألف دينار قروض لاستغلال الأراضي الزراعية 1749 عقد عمل للإناث ضمن البرنامج الوطني للتشغيل المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى واشنطن: الرصيف العائم قبالة غزة يجهز خلال أسبوعين أو ثلاثة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الدور المسند للصفوية المعاصرة في تحقيق مشروع الهيمنة الأمريكية على العالم الإسلامي .

بقلم : فلاح ادهيم المسلم
11-06-2013 10:34 AM
الصراع على منطقة الشرق الأوسط قديم قدم الإنسانية ,وقد دخل هذا الشرق في الإسلام منذ 1400سنة تقريبا , وعاش في ظلّ الدولية الإسلامية المترامية الأطراف عزيزا مرهوب الجانب أكثر من 1200سنة ,مع تعرضه لهزّات عنيفة كان أشهرها الغزو المغولي , والغزو الصليبي الذي انتصر عليهما في نهاية المطاف , وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأ يتعرض لهجوم من طلائع الاستعمار الغربي المسلح بنهضة علمية وفكرية لم يعهدها المسلمون من قبل فيمن غزوهم من الغزاة والمحتلين الذين ما كان لهم من مسوّغ لحربهم إلاّ القوّة العمياء , والرغبة بالسلب والنهب .
لقد بدأ الغرب بنهضة عملاقة في جميع مجالات الحياة منذ القرن الخامس عشر الميلادي , وبدأ يسير سيرا حثيثا في الارتقاء في الوقت الذي بدأ فيه المسلمون بالتراجع والانحدار , وقد ظهر ذلك جليّا منذ القرن الثامن عشر الذي ما انتهى إلاّ وقد احتلت الدول الغربية أفريقيا العربية , وما انتهت الحرب العالمية الأولى إلاّ وقد سقط العالم الإسلامي تحت النفوذ الغربي باحتلال مباشر أو غير مباشر .
وإنّ خطورة هذه الهزيمة النكراء , وذلك السقوط المريع _ تكمن في جوهر طبيعة هذه الهزيمة , وطبيعة ذلك الانتصار , وما ترتب عليهما من قبول وقابلية للهزيمة , ورضا بالتبعية , إنّ جوهر المصيبة هو أنّ الغرب ما جاء محتلا لتحرير الأرض والمقدسات المسيحية من المسلمين كما فعل في الحروب الصليبية , وما جاء لقتل المسلمين ونهب ثرواتهم كما فعل المغول , ولكنّه جاء يحمل لهم شعارات النهضة والتحرير , ومحاربة الجهل والتخلف , وبعبارة أخرى جاءهم فاتحا مبشرا برسالة إنسانية جديدة بحلة قشيبة , معززة بمظاهر القوة والتقدم الذي بهرت المسلمين الذين استيقظوا بعد سبات قرون فأول ما شاهدوا ما وصلت إليه الدولة الإسلامية من تخلف , وما وصله الغرب من تقدم , فالغزو في جوهره كان غزوا فكريا معززا بقوة عسكرية , وهو يشبه من حيث الصورة طلائع الفتح الإسلامي الأول الذي خرج حاملا أفكار تحرير الإنسانية , والارتفاع بها إلى المكانة التي أرادها الله لها ,وخذ على سبيل المثال موقف أحد مفاوضي المسلمين لقادة الفرس لما يحمله من دلالة عميقة في هذا الشأن , فقد ذكر الطبري في تاريخه ما نصّه : (( فأقبل المغيرة بن شعبة والقوم في زيهم عليهم التيجان, والثياب المنسوجة بالذهب, وبسطهم على غلوة لا يصل إلى صاحبهم حتى يمشي عليها غلوة ,وأقبل المغيرة وله أربع ضفائر يمشي حتى جلس معه على سريره ووسادته, فوثبوا عليه فترتروه, وأنزلوه, ومغثوه, فقال : كانت تبلغنا عنكم الأحلام, ولا أرى قوما أسفه منكم, إنا معشر العرب سواء لا يستعبد بعضنا بعضا إلا أن يكون محاربا لصاحبه, فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى , وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض, وأن هذا الأمر لا يستقيم فيكم فلا نصنعه, ولم آتكم ولكن دعوتموني, اليوم علمت أنّ أمركم مضمحل, وأنكم مغلوبون, وأن ملكا لا يقوم على هذه السيرة ولا على هذه العقول, فقالت السفلة : صدق والله العربي , وقالت الدهاقين : والله لقد رمى بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون إليه , قاتل الله أولينا ما كان أحمقهم حين كانوا يصغرون أمر هذه الأمة )) .
إذن جاء الاحتلال الغربي حاملا شعارات جذابة , وأفكارا برّاقة , وأستطاع أن يكسب جيشا من الأنصار الذين يحملون فكره , ويدافعون عن وجوده , إلاّ أنّ الجشع الاستعماري سرعان ما كشف عن أنيابه , وظهرت الأطماع الاستعمارية جلية , فبدأ المسلمون يكتشفون هذه اللعبة القذرة وإن كانوا عاجزين عن معرفة طريق الخروج منها , فجاءت الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية وقد قررت أن تحلّ محل الاستعمار القديم الذي خرجت دوله منهكة القوى من تلك الحرب , وترتعد فرائصها من ذلك العملاق الذي بدأ يتشكّل في روسيا ( الاتحاد السوفيتي ) الذي يحمل أيدلوجية مناقضة للأيدلوجية الرأسمالية , وثالثة الأثافي انكشاف وجهها الاستعماري البشع أمام الشعوب التي تستعمرها , ورابعة لا تقلّ عن ذلك أهمية ألا وهي الصراع ما بين قوى الاستعمار القديم فيما بينها , ودعم الثورات التحررية ضدّ بعضها البعض .
إنّ أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى قد انكفأت إلى القارتين الأمريكيتين , وتركت العالم القديم , ولكنّها بعد الحرب العالمية الثانية اتجهت لاستعمار العالم القديم معتبرة أنّ الكرة الأرضية عبارة عن شركة وهي التي تملك أغلب أسهمها , فترى أنّه من حقّها أن تكون هي التي تقودها , ومنذ ذلك الحين بنت إستراتيجيتها على هذا الأساس .
وقد تركز هجوم الأمريكان على محورين هما :
1__ الاتحاد السوفيتي : إذ نصبت من نفسها زعيمة للعالم الحرّ للوقوف في وجه المدّ الشيوعي الذي ترعاه دولة عملاقة ناهضة , تقطع خطوات جبّارة في التقدم , في الوقت الذي خرجت فيه أوروبا من الحرب العالمية الأولى منهكة , محطمة القوى , آيلة للسقوط أمام الزحف الروسي الجبّار , فكانت مضطرة للارتماء في أحضان أمريكا لحمايتها من ذلك الخطر المحدق المحقق , فاستغلت أمريكا ذلك , وسقطت أوروبا في قبضتها , وعملت أمريكا ما في وسعها لتحجيم الاتحاد السوفيتي تمهيدا لتحطيمه , فخاضت معه صراعا عنيفا فيما أطلق عليه الحرب الباردة , ثمّ جاءت مرحلة الوفاق عام 1961م بين كيندي _ خروشوف , وتمّ فيها أشأم اتفاق على الاتحاد السوفيتي إذ حوله من دولة تحمل رسالة إلى العالم إلى مجرد دولة استعمارية تبحث عن المكاسب والنفوذ , وعزلته أمريكيا عن غالبية أقطار العالم الهامّة التي انحازت بدورها للغرب تحت اسم مضلل فيما عرف بحركة عدم الانحياز الذي ما جاء إلاّ لخذلان السوفيت ,وسخّرته للتعاون معها في تصفية قواعد الاستعمار القديم وخاصّة في العالم الإسلامي الذي كان واقعا برمته تحت النفوذ الغربي ,وما كان للسوفيت فيه إلاّ آمال خادعة جعلتها أمريكا له طعما للتعاون معها في صراعها الرهيب مع قوى الاستعمار القديم , ثمّ استدرجته لاحتلال أفغانستان , وفتحت عليه بابين من أبواب جهنم : أولهما تلك المقاومة الشرسة التي أبداها الأفغان ومن ناصرهم في تلك الحرب تسليحا وتجييشا .... والثاني : سباق التسلح الذي أرهق السوفيت , وأدّى لانهياره الاقتصادي الذي أدّى بدوره إلى سقوطه المريع .
2__ وراثة الاستعمار القديم , وتصفية قواعده فيما يسمى بالعالم الثالث , وخاصة العالم الإسلامي والشعب العربي , فرفعت شعارات التحرر , وتقرير المصير , ودعمت الحركات التحررية , وخاضت صراعا عنيفا مع الاستعمار البريطاني فزلزلت أقدامه ,وكادت تقضي عليه قضاء مبرما إلاّ أنّه استطاع أن يحتفظ ببعض مكاسبه في العالم الإسلامي , وانحنى مرارا وتكرارا أمام الوحش الأمريكي الهائج , ولجأ الإنجليز لمكرهم المعهود فبنوا سياستهم في التعامل مع أمريكا على مقولة لأحد حكمائهم مفادها { إذا أردت أن تقتل العملاق فأثخنه بالجراح } .
والعالم الإسلامي كما هو معلوم كان واقعا برمته تحت النفوذ الغربي ,وعندما انقسم العالم إلى معسكرين : شرقي وغربي ما كان العالم الإسلامي إلاّ جزءا من المعسكر الغربي لأنّه من مستعمراته , وعلى الرغم من الصراع الذي دار بين أمريكا وقوى الاستعمار القديم وخاصّة بريطانيا إلاّ أنّ كلا الطرفين متفقان على إبقاء العالم الإسلامي مستعمرا للغرب , وحماية ذلك الاستعمار من أعدائه , وهما متفقان على أنّ للاستعمار الغربي عدوّان اثنان : أولهما عدوّ حقيقي ,وواقعي موجود وهو أهل هذه المنطقة التي تملك كلّ أسباب النهوض الفاعل , والنهضة الحقيقية , فأتّفق المتصارعون جميعا على إشغال المسلمين بما يحول بينهم وبين قضيتهم الحقيقية التي بها فقط يكون نهوضهم وتحررهم , ودفعهم للسير في سياسات تؤدي إلى تركيز الاستعمار , وتثبيته على أيديهم , أمّا الثاني فعدوّ محتمل يتمثل في روسيا وسائر الدول الشيوعية الذي اتخذ وسيلة لزيادة التصاق العالم الإسلامي بالغرب .
إنّ الغرب كافّة يدرك أنّ الخطر الحقيقي على نفوذه , واستعباده للبشرية إنّما هو الإسلام , وقد صرّح كثير من طواغيتهم ومفكريهم بذلك صراحة , وإليك طائفة مما قالوه بهذا الشأن : يقول ( غلادستون ) رئيس وزراء بريطانيا سابقا : { ما دام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق } ,ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر : { إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن , ويتكلمون العربية ,فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ,ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم } ,ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952م :{ ليست الشيوعية خطرا على أوروبا فيما يبدو لي ,إنّ الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدا مباشرا وعنيفا هو الخطر الإسلامي , فالمسلمون عالم مستقل كلّ الاستقلال عن عالمنا الغربي , فهم يملكون تراثهم الروحي الخاصّ بهم , ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة ؛ فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية , فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الثمين , وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية , ويقذفون برسالتها إلى متاحف التاريخ .
ويضيف قائلا : { وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة , فكان الإخفاق نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة ... إنّ العالم الإسلامي عملاق مقيّد , عملاق لم يكتشف نفسه اكتشافا تامّا , فهو حائر , وهو قلق , وهو كاره لانحطاطه وتخلفه , وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن , وحرية أوفر .
ثمّ يضيف ناصحا لبني قومه :{ فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء ,ولنقوا في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي ,والفني ,حتى لا ينهض , فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف بإبقاء المسلم متخلفا , وتحرر العملاق من قيود جهله , وعقدة الشعور بعجزه , فقد بؤنا بإخفاق خطير , وأصبح خطر العالم العربي ,وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطرا داهما ينتهي به الغرب ,وتنتهي معه وظيفته كقائد للعالم }
وهذه السياسة التي أشار إليها ذلك المسؤول الفرنسي سبق وإن وضّحها القس صموئيل زويمر في خطابه الذي ألقاه بطائفة من المبشرين في مؤتمرهم الذي عقد في القدس عام 1935م حيث قال فيه ما نصّه:(( أيّها الإخوان الأبطال,والزملاء ممن كتب الله لهم الجهاد في سبيل المسيحية, واستعمارها لبلاد الإسلام, فأحاطتهم عناية الربّ بالتوفيق الجليل المقدس... لقد أدّيتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن الأداء,ووفقتم لها أسمى التوفيق ,وإن كان يخيّل إليّ أنّه مع إتمامكم العمل على أكمل وجه لم يفطن بعضكم إلى الغاية الأساسية منه... إنّ مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية ؛ فإنّ في هذا هداية لهم , وتكريما,وإنّما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله, وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها, ولذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية ,وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام,وهذا ما أهنئكم عليه , وتهنئكم دول المسيحية,والمسيحيون جميعا من أجله كلّ هذه التهنئة.
(( لقد قبضنا أيّها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية المستقلة, أو التي تخضع للنفوذ المسيحي أو التي يحكمها المسيحيون حكما مباشرا,ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير المسيحي,والكنائس والجمعيات ,وفي المدارس الكثيرة التي تهيمن عليها الدول الأوروبية , والأمريكية ,وفي مراكز كثيرة, ولدى شخصيات لا تجوز الإشارة إليها ,الأمر الذي يرجع الفضل فيه إليكم أولا, وإلى ضروب كثيرة من التعاون باهرة النتائج, وهي من أخطر ما عرف البشر في حياته الإنسانية كلّها.
(( إنّكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كلّ التمهيد,[ إخراج المسلم من الإسلام]_ إنّكم أعددتم نشأً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها, وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية,وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراده له الاستعمار لا يهتم بعظائم الأمور,ويحبّ الراحة والكسل,فإذا تعلم فللشهوات,وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات... إنّ مهمتكم تتم على أكمل الوجوه, وقد انتهيتم إلى خير النتائج ,وباركتكم المسيحية , ورضي عنكم الاستعمار ,فاستمروا في أداء رسالتكم, فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الربّ)) انتهى.
ويقول مرماديوك باكتول : { إنّ المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقا , بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول ؛ لأنّ هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم } .
إنّ هذه الأقوال هي غيض من فيض من أقوال ساستهم , وسدنة الوحش الاستعماري التي تبين بما لا مجال للشك فيه رعبهم من الإسلام القائم على العقل السليم , والموافق للفطرة الإنسانية , فهم يدركون أنّ الإسلام لن يحرر المسلمين فحسب , ولكنّه سيحرر الإنسانية جمعاء من استعباد القارونية المعاصرة التي مسخت الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها , وامتصت دمائها , وامتهنت كرامتها , وسخرتها في خدمة حفنة من القار ونيين والفراعنة من أصحاب الشركات الرأسمالية العملاقة التي تستعبد جميع الشعوب بما في ذلك الشعوب الغربية التي تظنّ نفسها حرّة وهي في الواقع مستعبدة أسوأ استعباد , فتكد وتكدح خدمة لذلك الوحش الرأسمالي البشع الجشع , ولا تنال من ثمرة كدحها إلاّ ما يبقيها آلات إنتاج , وقد أشار إلى هذا المعنى المبشّر لورانس براون إذ يقول : { إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم , أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة على العالم , أمّا إذا بقوا متفرقين فإنّهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير .... يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين بلا قوّة ولا تأثير }
ويحسن بنا أن نسوق هذا النصّ عن كاتب إنجليزي اسمه براندشو ,1817—1902م له مؤلف اسماه محمد – ينقل بعض ما فيه , وقد أحرقته السلطة البريطانية , فيقول : { إنّ العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد , هذا النبي الذي وضع دينه موضع الاحترام والإجلال فإنّه أقوى دين على هضم المدنيات , خالدا خلود الأبد , وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة ,وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة ( يعني أوروبا ) .
ويضيف :{ وإذا أراد العالم النجاة من شروره فعليه بهذا الدين , إنّه دين السلام والتعاون والعدالة في ظلّ شريعة متمدينة محكمة , لم تنس أمرا من أمور الدنيا إلاّ رسمته , ووزنته بميزان لا يخطئ أبدا ,وقد ألفت كتابا في محمد ولكنّه صودر لخروجه عن تقاليد الإنجليز }
ويقول مستشرق إنجليزي آخر اسمه بالمر _ 1795—1883م في مقدمة ترجمته للقرآن : { لقد جاء محمد بمبدأ للعالم عظيم , ودين لو أنصفت البشرية لاتّخذته لها عقيدة ومنهجا تسير على ضوئه , وقد كان محمد عظيما في أخلاقه , عظيما في صفاته , عظيما في دينه وشريعته , وإنني لا أبالغ إذا قلت : إنّ شريعته تحمل إلى الناس تعاليم ونظما ,وقوانين ليس في غيرها مما سبق مثلها , ولقد كانت الأمم السابقة تعتنقها مبدءا وعقيدة لأنّها لمست ما فيها من حياة روحية وركائز رصينة } , فالقوم عندما يشنون تلك الحرب العنيفة على الإسلام لا يجهلون أنّ الإسلام هو وحده المبدأ الصالح لإنقاذ الإنسانية المعذبة , ولكنّهم يفعلون ما يفعلون رغبة في استعباد الإنسانية وإذلالها , وجحودا للحقّ وعنادا له ,وصدق الله العظيم فهو الحقّ وقوله الصدق حيث يقول : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} .
فالقوم يدركون أنّه لا نهضة للعرب والمسلمين إلاّ بالإسلام , ويدركون أنّ الإسلام هو القادر على حلّ مشكلات الإنسانية جمعاء , لذلك فإنّهم بإعلانهم الحرب على الإسلام إنّما أعلنوا الحرب على الإنسانية جمعاء التي تعاني من ظلمهم واستعبادهم والطريف أنّهم استطاعوا تسخيرها لتكون أداة في أيديهم في التآمر على نفسها , وصدق الله العظيم حيث قال : { وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} .
والآن نريد أن نلقي الضوء على سياسة قوى الاستعباد العالمي ضدّ الإسلام بصفته الأيدلوجية الصحيحة القادرة على تحرير الإنسانية من طاغوت الرأسمالية العفنة , وتحقيق السعادة الحقيقية للإنسانية المعذبة _ بإيجاز شديد ملخص بالنقاط التالية : _
1_ شنوا غزوا فكريا كاسحا على الجانب العقائدي في الإسلام بشكل خاصّ , وعلى جميع الأديان بشكل عامّ , ونشروا بين المسلمين أفكار ملاحدة أوروبا حتى كان يخيّل إلى الدارسين أنّ أوروبا قد أصبحت قارة ملحدة لا تؤمن بدين , وقد كان هذا الهجوم يلبس لباس العلم والعقل مما ولّد في نفوس الجهلة , وأشباه المثقفين أنّ عصر الدين والغيبيات قد ولى إلى غير رجعة ؛ لأنّ العقل والعلم التجريبي قد أثبت أنّ الدين مجرد خرافات لا تصمد أمام البرهان العقلي .
3_ قادوا حملة تشكيك بنبوّة محمد { صلى الله عليه وسلم } ,وتشويه لصورته عليه السلام , وتشويه صور عظماء الإسلام , وشككوا في مصادر الإسلام , وشنوا هجوما عنيفا على السنّة النبوية التي تمثّل الطريقة الشرعية لتنفيذ الإسلام في واقع الحياة .
2-شنوا هجوما على النظم الإسلامية , والأحكام الشرعية , مدّعين تناقضها مع مصلحة الإنسانية , ومعطيات العقل السليم .
4_ ثمّ قاموا بالقضاء على دولة الخلافة الإسلامية , وحرفوا كلّ توجّه يحمل الطابع الإسلامي , وأقاموا أنظمة , وأحزابا علمانية تتولى الدعوة إلى الفكر المصدّر خصيصا لإفساد العقل المسلم _ نيابة عنهم , وقد كان .
5_ لقد ظهرت طلائع البعث الإسلامي منذ أواخر القرن التاسع عشر , وحاولت الوقوف أمام هذا الغزو الفكر المسلّح بالقوة , الممكيج بأصباغ العلم , المتخفي بثياب المنطق , المموّه على الجهلة بالتعالم , إلاّ أنّ تلك المحاولات التي قامت بها طلائع البعث الإسلامي كانت ذات صوت خافت خجل , ارتضى أن يقف موقف المدافع عن الإسلام باعتراف ضمني بصحّة التهم , فكان المسيطر على الطرح الفكري لطلائع البعث الإسلامي هو محاولة التوفيق بين الإسلام والفكر الغربي الوافد , وبيان أنّ الإسلام يحتوي على محاسن ما عند الغرب , وما كانت محاسنه عند هؤلاء إلاّ ما بهروا به من شعارات خدّاعة لا تصمد أمام البرهان العقلي السليم , وفيها السمّ الزعاف الذي تعاني منه الإنسانية عند التطبيق .
5— ثمّ تطور هذا الطرح , وقيّض الله لهذه الأمة من عباقرة العلماء الربانيين من استطاع أن يستوعب الفكر الوافد بشقيه الرأسمالي , والاشتراكي , ويكشف تهافته , ويقدّم الإسلام بصفته البديل الرباني الوحيد القادر على إنقاذ الإنسانية المعذّبة , وتحقيق السعادة لها , وازداد هذا الطرح تقدما عند بعض عمالقة الفكر الإسلامي بالتبشير بمشروع إسلاميّ نهضوي شامل لجميع جوانب الحياة , وبعبارة أوضح تقديم مشروع دولة الخلافة المعاصرة التي توحد الأمّة جمعاء في دولة واحدة, وتطبّق الإسلام في الداخل , وتحمله رسالة إلى العالم , وتستعيد مكانتها بين الأمم .... إلاّ أنّ هذا الطرح لم يكن مسموعا من قبل الأمّة من شدّة ضجيج المهرجين من أصحاب الشعارات الثورية الرنانة الذين قادوا الأمّة مخدرة , غافلة , فما استيقظت إلاّ على تلك الهزيمة النكراء عام 1967م , حيث سقطت فلسطين , والقدس وسيناء , والجولان ببضع ساعات أمام جيش ذلك الكيان الممسوخ .
6_ لقد كانت هزيمة 1967م نقطة تحوّل في تفكير الأمّة الإسلامية بشكل عامّ ,وتفكير العرب بشكل خاصّ , فسقطت جميع المشاريع الثورية التي بهر بها الناس , وطبّلوا لها وزمروا , وبدأت العودة للإسلام , وبدأ الناس ينصتون للداعين للمشروع الإسلامي , فبدأ الحديث من بداية السبعينات من القرن العشرين عن الصحوة الإسلامية , وأدرك الغرب وعلى رأسه أمريكا أنّ جميع المحاولات التي بذلت للقضاء على الإسلام لم تفلح , وأدركوا أنّ عودة الإسلام وشيكة بعد أن شاهدوا أنّ جهودهم قد ذهبت أدراج الرياح , وشاهدوا عودة الشباب المسلم المتعلم إلى دينه , وشاهدوا الجيش المصري الذي نشأ على يد الإنجليز, وتربى على التطبيل والتزمير , قد اجتاز خط بارليف وهو يهتف بالتهليل والتكبير , وشاهدوا أنّ الذين يقبعون في المعتقلات الثورية والبقرية , ويحاكمون بتهمة العمل للإسلام هم من خيرة شباب الأمّة علما , وخلقا , وسلوكا , وأغلبهم من خريجي العلوم المعاصرة من أطباء ومهندسين , وعلماء طبيعة, وما شاكل ذلك وأقلهم من حملة العلم الشرعي , وخريجي المعاهد الشرعية .
7_ وإدراكا من أمريكا لخطورة عودة الإسلام عليها فقد قام جيمي كارتر بإصدار أوامره عام 1976م إلى الأجهزة الأمنية الأمريكية بدراسة الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي دراسة دقيقة وشاملة لمعرفة مكمن الخطر فيها , واحتواء ما يمكن احتوائه منها , وتسخير ما يمكن تسخيره , ومحاربة ما لا يمكن احتوائه , والقضاء عليه :
وكانَ ما كانَ مما لستُ أذكرهُ ليقضي اللهُ أمراً كانَ مفعولا
8_ إنّ أهمّ ما توصلت إليه الإدارة الأمريكية في مجال محاربة المشروع النهضوي الإسلامي الحقيقي ـــ هو ما يلي:
أولاً _ الاستمرار في النهج القديم الذي وضعته قوى الاستعمار الغربي كافّة القائم على دعم بعض الاتجاهات الإسلامية من حركات , وجمعيات , وشخصيات علمية لا تحمل مشروعا واضح المعالم للنهضة على أساس الإسلام لتحقيق جملة من الأهداف أهمها :
1— صرف الأمّة عن طريق النهضة الصحيح , ودعاتها الحقيقيين وإشغالها بالسير في طرق غير منتجة تتركها تدور في حلقة مفرغة , ومتاهة رهيبة .
2_ تسخير هذه القوى الإسلامية في معركة الغرب الفكرية مع الاتحاد السوفيتي القائم على عقيدة إلحادية تحارب جميع الأديان , وإيهامها بأنّ الغرب الرأسمالي أقرب إلى المسلمين من الاتحاد السوفيتي الملحد باعتبار الغرب من أهل الكتاب الأقرب مودّة للمسلمين .
3_ لإضفاء الشرعية على الأوضاع القائمة في العالم الإسلامي والعربي التي أقامها الكافر المستعمر المتمثّلة بتجزئة الأمّة إلى دويلات هزيلة تطبّق الأنظمة والقوانين الغربية , وتعمل على تغريب الأمّة , وترسّخ في الأذهان فكرة { فصل الدين عن الحياة } .
4_ تسخير بعض هذه الاتجاهات لتعميق الهوّة بين مذاهب الأمّة , ومدارسها الفكرية والانشغال ببعث الخلافات التاريخية , والأفكار المندثرة , وإشغال الأمّة بها , وقيادة حملة التكفير والتضليل والتفسيق لكلّ من خالفهم في مسائل ظنية لا يمكن أن تتفق عليها العقول.
5— تلميع كثير من الشخصيات الإسلامية , وإضفاء هالة عليها ثمّ تسخيرها لإصدار الفتاوى التي تخدم مصالحها كتلك الفتاوى التي باركت وأباحت احتلالها إلى بلاد المسلمين .
ولم تنجح أمريكا وسائر القوى الغربية في تسخير كثير من القوى والحركات الإسلامية في تحقيق هذه الأهداف فحسب , ولكنّها استطاعت تسخيرها إلى جرّ الأمّة إلى صراعات تصبّ في مصلحة قوى الاستعمار بطريق مباشر أو غير مباشر , ومع كلّ ذلك فإنّها كانت تدرك أنّ احتوائها وتسخيرها لتلك الحركات هو أمر مؤقت قائم على التضليل والتدجيل , وكانت تعلم أنّ العقيدة الإسلامية , والمنظومة الفكرية الإسلامية القائمة على الكتاب والسنّة _ ستدفع كثيرا من أبناء تلك الحركات لتغيير مسارهم , واكتشاف الطريق الصحيح أو على الأقل اكتشاف الخطأ في تلك المناهج التي رسمها كبراؤهم , وقد بدأت أمارات ذلك تظهر فعلا في مصر , وفي العراق بعد انقلاب البعثيين السريع على حلفائهم من الإسلاميين عام 1968م , وما حصل من بوادر في جزيرة العرب تمثّلت بثورة جهيمان وقد دفعت تلك المظاهر بعض الشخصيات الإسلامية التي أبرزها الغرب وعملاؤه إلى رفع شعار { ترشيد الصحوة الإسلامية } منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين , ذلك الشعار الذي كان دعوة صريحة لاحتواء الصحوة الإسلامية التي بدأت تشبّ عن الطوق , وتحاول الخروج عن حدود السيطرة , وتنقلب على ذلك النهج الذي زيّن لها في الماضي , وجعلها تستنزف طاقاتها وهي تتخبط في ذلك التيه الرهيب .. لذلك فقد كان من الطبيعي جدّا أن تفكّر أمريكا جدّيّا بإسلام لا خطر منه لا عاجلا ولا آجلا , وهذا ما وجدته في المشروع الصفوي المتشيع .
ثانياً _ دعم المشروع الصفوي الشيعي الإيراني بقيادة الخميني , والذي أهل المشروع الصفوي المتشيع للقيام بهذا الدور العوامل التالية :
1— إنّ هذا المشروع يقوم على عقيدة فرّغت الإسلام من مضمونه , وألغت مشروع الدولة الإسلامية من الأذهان إذ جعلت تطبيق الإسلام هو من اختصاص الإمام المعصوم الذي اختفى في سرداب سامراء قبل أكثر من ألف ومائتي عام , وهم ينتظرون خروجه , ويسمّونه المهدي المنتظر .... ,وما كان للخميني أن يمارس السلطة في جمهوريته التي ألبسها ثياب الإسلام إلاّ بالالتفاف على هذه العقيدة بما أسماه بولاية الفقيه , وقد خاض صراعا فكريا عنيفا مع مراجع الشيعة لإقناعهم بتبني فكرة ولاية الفقيه التي أحياها وطوّرها ليتمكن من ممارسة الحكم, وإلاّ فإنّ نظرة القوم للحكم وشؤونه كنظرة أهل الكتاب الذين يقيمون ملوكا تباركهم الكنيسة , ويستمدون سلطانهم منها , وما قامت دولتهم الصفوية الأولى إلاّ على ذلك الأساس , فقد نصّبوا ملوكا تباركهم المرجعيات , وتمنحهم السلطة , وهذا على النقيض تماما من نظام الخلافة الإسلامية القائم على أنّ السلطان للأمّة تمنحه للخليفة عن طريق البيعة الشرعية ليطبّق الإسلام في الداخل , وتحمله دولة الخلافة رسالة إلى العالم ,والحقيقة أنّ نظام الحكم عند الصفوية المتشيعة خليط عجيب من مذاهب شتّى أبرزها نظرية الحقّ الإلهي عند الأكاسرة , والتي يطلق عليها البعض ( الثيوقراطية ) ومفادها أنّ الملك ممثل لله , ويستمد سلطانه منه , فدفعت القوم للقول بعصمة الأئمة , ولكنّ الغيبة فرضت على العمليين منهم أن يتبنوا نموذج الكنيسة الغربية في الماضي التي تنصّب الملوك , وتمنحهم السلطة .
2_ الموروث الفكري الرهيب القائم على الكراهية والبغضاء والذي جمع حقد اليهود , والمجوس , وجميع الملل والنحل الحاقدة على الإسلام , والموجّه ضدّ العرب , وتاريخ الإسلام , ورموزه , وعظمائه , فالقوم لا يرون في هذا التاريخ الزاهر , وما فيه من عظمة _ إلاّ الطغيان , والاستبداد , والانحراف عن الإسلام , وإنّ نظرة الغرب إلى تاريخ هذه الأمة , وعظمائها , وحضارتها فيها من الإنصاف والتقدير والإجلال ما لن تجده عند هؤلاء القوم الذين لا يرون في تاريخ دول الإسلام العظمى إلاّ السيئات والسيئات فقط .
3— إنّ الغرب الصليبي له تجارب سابقة مع الصفوية , فقد تحالف عباس الأول أحد ملوك الصفويين ( 1502م) مع الإنجليز ضدّ العثمانيين , وأخلص لهم إخلاصا شديدا وقبله قام مؤسس الأسرة الصفوية إسماعيل الأول بفرض التشيع على إيران بالحديد والنار ما جعلها تصبح حاجزا بين أهل السّنة من العجم من جهة , والعرب والترك من جهة أخرى , كما أنّ الغرب لا يجهل أهمية تلك الشجرة الملعونة في محاربة الإسلام , وإجهاض أيّ مشروع إسلامي جادّ .... ولا يجهل ما فعلته منذ قتل شهيد الإسلام وعظيمه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي كسر كسرى , وقصر قيصر , وأجلى بقايا يهود من جزيرة العرب , ومرورا بالفتنة الكبرى وما تولد عنها من فتن إلى يومنا هذا .... والغرب لا يجهل أنّ الفكر الصفوي الذي فرض على إيران منذ عدّة قرون هو فكر مجوسي فارسي يتخفى بثياب التشيع , ويموّه على الجهلة بالولاء لأهل بيت النبي { صلى الله عليه وسلم } ,وهو في الواقع يحارب الإسلام الذي جاء به محمد { صلى الله عليه وسلم } ,ويحاول إعادة أمجاد ملوك فارس المتألهين .... ويدرك جيدا أنّ الصفوية لا عدو لها إلاّ أهل السنة الذين يشكّلون الغالبية العظمى لا بل الساحقة من المسلمين , ويدرك أنّها مستعدة للتحالف مع الشيطان الأكبر والأصغر في سبيل القضاء على هذا العدو , ويدرك أنّها لن تتورع عن التحالف مع دولة يهود لتحقيق هذه الغاية .
إنّ هذه العوامل الثلاث دفعت أمريكا لإحياء المشروع الصفوي بقيادة أبي الفرس الخميني , فأسقطت الشاة , واستقبل الشعب الإيراني الخميني استقبال الأبطال , واتفقت معه هو وزمرته على سياستها المعروفة مع عملائها المخلصين القائمة على شعار { اشتم واخدم } .
{{أهداف الإدارة الأمريكية من إقامة الكيان الرافضي الصفوي }}
إنّ أمريكا في إقامتها هذا الكيان كانت تهدف إلى ما يلي :
1_ أرادت أن يكون هذا الكيان حليفا استراتيجيا لها ــ له صبغة عقائدية وفكرية تؤهله لقيادة المنطقة , وتحقيق ما تريده أمريكا بأساليب مختلفة , وليكون أداة للقضاء على أيّ تحرك إسلامي جادّ سواء أكان في بلاد العرب أم عند مسلمي آسيا, ولا شكّ أنّه مؤهل لهذا الدور الشبيه بدور الكيان اليهودي في فلسطين حيث أنّه يقوم على فكر معاد للعرب والمسلمين , وليس من السهل أن يهضم العالم الإسلامي هذا الكيان كما أنّه لن يستطيع هضم الكيان اليهودي , وهذا شرط لتحالف مصيري أبدي مع أمريكا , وهذا بعكس الكيانات السنية التي لو أتيحت لها فرصة الإنعتاق لقادت العالم الإسلامي فعلا ولوجدت ترحيبا من المسلمين وتأييدا , بعكس الفكر الصفوي الرافضي الذي لو انخدع به المسلمون فإنّه سرعان ما يكشف عمّا يكنّه من عداوة وبغضاء لهم .
2— نشر فكر التشيّع في العالم الإسلامي ؛ لأنّ فكر التشيّع القائم على انتظار قيامة الإمام هو المؤهل للقضاء على مشروع دولة الخلافة التي ينادي بها العلماء ( الربانيون) من أهل السنّة وغيرهم من الفرق باستثناء الإمامية, والتي بها فقط يعود الإسلام قوّة خيّرة تنقذ الإنسانية مما تعانيه من ظلم وضنك واستعباد , وما كانت أمريكا لتجهل هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة الضحى , وإن جهلها كثير من عمي القلوب من أبناء هذه الأمّة {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} .
3__ لقد سبق وإن اتفقت كلمة الغرب منذ عدة قرون على إقامة كيان غريب في فلسطين ليكون عازلا بين عرب آسيا وعرب أفريقيا , وأثمر ذلك إقامة الكيان اليهودي المرتبط بالغرب ارتباط مصير , فأرادت أمريكيا أن توجد كيانا عقائديا ليكون عازلا بين مسلمي العجم , ومسلمي العرب والترك , والموروث العدائي لهذا الكيان يجعله يلتصق بالغرب , ويرتبط به ارتباط مصير لشعوره بأنّه يشكّل جزيرة في بحر من الأعداء , وإنّه على الرغم مما عرف عن أهل السنّة من تسامح فقد تبنى النظام الصفوي في إيران كلّ ما يشعل نار العداوة بين المسلمين من شيعة وسنّة , من اضطهاد السنّة في إيران , إلى التآمر على نظام طالبان السني , وتبجح رفسنجاني بدور الجيش الإيراني في إسقاطه , والإصرار على استهانتهم برموز أهل السنّة , ورفض الاعتراف بإيمانهم , واعتبارهم مجرد مسلمين لا مؤمنين من باب قوله تعالى {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} , ثمّ جاءت كارثة احتلال العراق فانكشف المستور , وكشّفت الصفوية المجوسية الحاقدة عن أنيابها , وفعلت في أهل العراق وخاصّة أهل السنّة ما لا تفعله سباع البهائم في فرائسها , وهذه الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الصفوية جعلتها تربط مصيرها بمصير الاحتلال الأمريكي للمنطقة .
4 _ إنّ أمريكا كانت تسعى منذ الحرب العالمية الثانية للسيطرة على نفط الخليج , ونفط العراق , وقد بنت إستراتيجيتها على هذا الأساس منذ عام 1947م ,فاستطاعت توريط العراق باحتلال الكويت عام 1990م , واستغلت ذلك فاحتلت الخليج احتلالا مباشرا بتأييد دولي , إلاّ أنّ أمريكا بحاجة إلى مسوّغ للبقاء , ولا مسوّغ لها بعد سقوط العراق واحتلاله إلاّ حماية الخليج العربي وجزيرة العرب من الخطر الإيراني الذي يملك مشروعا نوويا , وهو في طريقه لإنتاج السلاح النووي , فأصبح العرب بين فكّي كمّاشة : اليهود من الغرب , وإيران من الشرق , ومن هرب من الخطر الإيراني سقط في أحضان إسرائيل , ومن هرب من خطر إسرائيل سقط في أحضان إيران , وإسرائيل وإيران حليفان إستراتيجيان لأمريكا , والنتيجة سيطرة أمريكية مطلقة على المنطقة .
5_ إجبار إسرائيل على أن تبقى مجرد قاعدة أمريكية في المنطقة , والقضاء على طموحها في التوسع , والاستقلال , وذلك أنّ إسرائيل تطمح للاستقلال , وتسعى لاستكمال مشروعها التوسعي لإقامة دولة إسرائيل الكبرى إلاّ أنّ أمريكا تريد إبقائها مجرد قاعدة عسكرية غربية متقدمة في قلب العالم الإسلامي , وأداة في يدها لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة .
6__ إحكام عزلة تركيا آخر معقل للخلافة لتظل تلهث وراء أمريكا لحمايتها من المدّ الصفوي الذي كان من ألد أعدائها التاريخيين , وعزل العرب بما يملكونه من إمكانيات النهوض ومؤهلات القيادة عن مسلمي العجم بهذا الحاجز الرافضي الرهيب.
7_ استمرار احتلالها لجزيرة العرب تحت ذريعة حمايتها , وحماية المصالح الأمريكية من الخطر الإيراني .
{ أهم أعمالها لإحكام السيطرة على العالم الإسلامي بالتعاون مع الصفوية الخمينية}
ولكي تنجح أمريكا فيما تسعى إليه من سيطرة مطلقة على العالم , وإبعاد شبح عودة الإسلام الحقيقي فهي تعمل على إقامة الهلال الرافضي الصفوي الذي يمتد من بحر قزوين إلى الأبيض المتوسط , وكان من أعمالها في هذا المجال ما يلي :
1—تقوية إيران , وإعطائها الفرصة لامتلاك التقنية النووية ليكون لأمريكا قاعدتان نوويتان في الشرق الأوسط : إيران , وإسرائيل لخلق جوّ من الرعب عند العرب للارتماء عند أقدام أمريكا لتحميهم , وليربطوا مصيرهم بالاحتلال الأمريكي كما ارتبط مصير إيران وإسرائيل به .
2_ تحطيم العراق تمهيدا لتقسيمه وتقزيمه لما يملكه من إمكانيات النهوض والاستقلال الفعلي , والقدرة على الصمود في وجه المدّ الصفوي , فكان إغرائه باحتلال الكويت , ثمّ خداعه حتى دمّر أسلحته بيده , ثمّ كان احتلاله , وقبل ذلك كان احتلال أفغانستان , وتحطيم إمارة طالبان الإسلامية بتعاون مع إيران .... وبسقوط العراق , وتفتيته قد أزيل الحاجز الذي كان يفصل إيران عن حليفها النظام العلوي الذي يحكم سوريا , والذي يعدّ إحدى فرق الفكر الصفوي الرافضي , ومن أهم عملاء أمريكا السريين في المنطقة , والذي بقي متخفيا حتى فضحته عاصفة الصحراء التي لو أنصف الساسة لأسموها الفاضحة , ثمّ يأتي دور حزب الله الموالي لسوريا وإيران فيكون الطوق قد أحكم على العرب من جميع الجوانب , وقد عزلت تركيا السنية المسلمة عن بلاد العرب بهذا الطوق الصفوي الرافضي .
3— سياسة تلميع عملائها , وإظهارهم بصورة المعارضين لها لئلا يفقدوا تأثيرهم على الشارع العربي والإسلامي , في الوقت التي تظهر عملاء غيرها بصفة التابعين الأذلاّء لها , ولا تعطيهم أدنى هامش للمناورة , ومن الأمثلة على ذلك صمود سوريا وعدم عقدها سلام مع إسرائيل لحد الآن , وتلميعها لحزب الله الذي جعلته يخوض حربا مع إسرائيل , وأدخلت إسرائيل في تلك الحرب مرغمة من قبل أمريكا , وانتهت تلك الحرب بتدمير سمعة الجيش الإسرائيلي , وتدمير البنية التحتية في لبنان , وخرج حزب الله يتبجح بذلك الانتصار المزعوم ليتمكن من إعادة النفوذ الأمريكي الذي يمارسه الأمريكان عن طريق عملائهم من السوريين إلى لبنان , وقبل ذلك الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 1999م والذي نسب فضله إلى ذلك الحزب.
4_ احتلال جزيرة العرب احتلال مباشرا , والعمل المتواصل على تفكيك النسيج الاجتماعي العربي الذي حافظت عليه الجزيرة العربية طيلة القرن الماضي , فلم تتعرض لما تعرضت له حواضر الشام ومصر من تغريب وإفساد .
والخلاصة أنّ السياسة الأمريكية تجري على قدم وساق على إقامة ذلك الهلال الصفوي الرافضي الحاقد المتحالف مع أمريكا تحالفا مصيريا , وقد قطعت خطوات واسعة في إنشائه , وهي تعمل على تركيزه من خلال تقسيم العراق , وإقامة كيانات طائفية شيعيها يرتبط بإيران الصفوية , وسنيّها يرتبط بالنظام العلوي في سوريا , وكرديها يشغل الترك بأنفسهم , ولن يتورع عن التحالف مع إسرائيل .
وإنّ نجاح هذا المشروع سيكون كارثة تجلّ عن الوصف على العرب بشكل خاصّ , وعلى المسلمين بشكل عامّ , وعلى الإنسانية المعذبة بشكل أعمّ , ونجاح هذا المشروع الإجرامي الكارثي يكاد يتوقف على تقسيم العراق , فإذا نجحت أمريكا في تنفيذ التقسيم فقد تمّ ما أرادت , وحلت الكارثة على الجميع .
والملاحظ أنّ أمريكا قد عملت على التمهيد لتقسيم العراق منذ عام 1990م عندما جاءت لاحتلال الخليج بحجّة تحرير الكويت ,فقد قسّمت العراق إلى ثلاثة أقسام , وحظرت الطيران في شماله الكردي, وجنوبه الشيعي , وقامت عن طريق عملائها في طهران بإغراء الشيعة بثورة , ووعدتهم بالنصر ثمّ خذلتهم ,وتركتهم يواجهون مصيرهم مع النظام العراقي الذي بطش بهم وما ذلك إلاّ لزرع مزيد من العداوة والبغضاء في نفوس الشيعة الذين أضلهم كبراؤهم , وأوهموهم أنّ النظام العراقي ما بطش بهم هذا البطش إلاّ لأنّهم شيعة , مع أنّ الحقيقة أنّ النظام ما بطش بهم إلاّ بسبب ثورتهم , وتمردهم التي دفعهم للقيام بها النظام الصفوي الرافضي في إيران وعملاؤه ممن نصبوا أنفسهم مرجعيات للشيعة , ومثل ذلك فعلوا مع الأكراد , فأغروهم بالثورة , والتآمر على النظام العراقي ثمّ خذلوهم ليلاقوا نفس المصير ليزداد التباعد بين العرب والأكراد ......
ولم يشفع للنظام العراقي ما قدّمه من تنازلات مذلة , وتلبية جميع مطالب مجلس الأمن وهيئة الأمم التي هي في حقيقتها مجرد أدوات طيعة بيد الوحش الرأسمالي الأمريكي المتصيهن , وما ذلك إلاّ لأنّ العراق قد وقف في وجه مشروعها الصفوي الرامي لتجديد الاستعمار بثوب ووجه جديد ؛ ولأنّ الوحش الاستعماري الأمريكي المتفرعن يدرك خطر العملاق العراقي وإن كان مكبّلا , يدرك أنّ العراق بلد الأبطال والأموال , ويدرك أنّ بقائه موحدا , متماسكا , محافظا على عروبته وأخلاقه , ونسيجه الاجتماعي, سيعيد في يوم ما أمجاد هارون الرشيد , والمأمون , والمعتصم , وإنّ ذلك اليوم- الذي يراه بعض المتخاذلين بعيدا- فإنّ قوى الشرّ والاستعباد يرونه قريبا ,ألم يقل بوش صراحة في مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض بتاريخ 11/10/2006م ما ترجمته :{ ويريدوننا أن نغادر لكي يقيموا خلافة أيدلوجية ليس لديها مبدأ الحرية الطبيعي في معتقداتها }.
لقد كانت أمريكا تسعى لذلك منذ زمن بعيد إلاّ أنّها لم تستطع ذلك لما بين العراق وأوروبا من تحالف , ولما كان لأوروبا من تأثير آنذاك وأخيرا استطاعت أن ترعب أوروبا بما قامت به أو مهّدت له من عمليات تدميرية عام 2001م , فاستسلمت لها أوروبا وسائر دول العالم تحت تأثير تلك الصدمة , وأسباب أخرى لا يتسع المقام لشرحها .
ومهما يكن من أمر فقد استطاعت أمريكا أن تجيش العالم خلفها ,معلنة الحرب على ما أسمته بالإرهاب, رافعة شعار { من لم يقف معنا فهو ضدنا } فحالفها الضعفاء رعبا , وحالفها الأقوياء مكرا وكيدا , ولأمور في نفس يعقوب .
وقد عمدت بعد احتلالها للعراق مباشرة إلى تغيير هوية العراق , ونزعه من جذوره ,وخلق كيان طائفي فيه , وهذا ما فصّله له قانون ودستور بريمر القائم على أسس طائفية وعرقية , ليكون هذا القانون المشؤوم أساسا لتقسيم العراق بعد إشعال حرب أهلية لأسباب عرقية وطائفية , وقامت بحلّ الجيش العراقي , وسمحت لمرتزقة الصفويين بنهب أسلحته ومعداته , وغضّت النظر عن تشكيل ميليشيات الغدر الطائفية المدعومة والمسخرة من قبل الصفوية الحاقدة , وميليشيات عرقية ربّاها وغذّاها الموساد الإسرائيلي , وأطلقت أيديها لتعيث في أرض العراق فسادا , ولم تكتف بهذا فحسب وإنّما عمدت إلى القيام بعمليات مروعة استهدفت شعب العراق , ومساجده , وكنائسه , ومستشفياته , وأسواقه , وبيوت مآتمه ,وهي تنسب تلك الأعمال القذرة تارة إلى تنظيم القاعدة , وتارة إلى غيرها , وما ذلك إلاّ لإشعال حرب أهلية لن تنتهي إلاّ بالتقسيم المشؤوم , إلاّ أنّ الشعب العراقي قد كان واعيا على هذه المؤامرة فلم يتحقق ما كانت تسعى إليه .
فجاءت آخر محاولة لإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية , وهي إعدام الرئيس العراقي صدام حسين وإبراز دور المراجع الغبية العميلة للصفويين التي طالبت بإعدامه على المنابر , وأجّلت عيد طائفتها إلى يوم آخر , مفتية ضمنا ببطلان حجّ من حجّ منهم في هذا العام , وما رافق عملية الإعدام من زجّ للتيار الصدري الذي تصدّر لتمثيل وتزعم شيعة العرب , ثمّ إعلان أمريكا براءتها من هذه الجريمة النكراء في أقل من أربع وعشرين ساعة من وقوعها وحمّلت المسؤولية لحكومة الهالكي الصفوية وسرّبت شريط الإعدام لاستفزاز أهل السنّة , والهدف من كلّ ذلك هو إشعال نار حرب أهلية طائفية تأكل الأخضر واليابس , وتصرف المقاومة عن العدو الحقيقي , وتؤدي إلى تقسيم العراق لتحقيق الهدف الذي جاءت أمريكا من أجله والتي كادت أن تفقد الأمل بتحقيقه أمام ضربات المقاومة الباسلة التي زلزلت الأرض تحت أقدام أمريكا وأثبتت للعالم أجمع أنّ مقاومة أمريكا ليست مستحيلة , وأنّ هزيمتها ليست ممكنة فحسب , ولكنّها واقعة فعلا .
إنّ أمريكا تقف الآن أمام خيارين صعبين : خيار الهزيمة الذي سيؤدي إلى سقوطها عالميا , وخيار الصمود وتحمل الخسائر الفادحة التي ألحقتها بها المقاومة في العراق , والخيار الأول لابدّ منه بسبب الضغط الداخلي عليها , والضغط الدولي إلاّ أنّها الآن تلعب في الوقت الضائع , وهي تقوم بمحاولات يائسة بائسة لعلّها تخرجها من هذا الوضع الكارثي , , ولعلّها هي الجانب غير المعلن في إستراتيجيتها الجديدة التي أعلنها بوش قبل أيام , وهذه المحاولات البائسة تقوم على المرتكزات التالية :_
1—تفريغ بغداد من أهل السنّة ,وتهجيرهم قسريا منها _ لتصبح بغداد منطقة خضراء لحكومة العصابات الطائفية الصفوية العميلة .
2—إذكاء نار الفتنة الطائفية والعرقية ليصبح مشروع التقسيم مطلبا للجميع ,وقد سخّرت كثيرا من الفضائيات , وعقدت المؤتمرات والندوات تحت شعار { التقريب بين السنّة والشيعة} وهي في الواقع لإظهار التناقضات , وتضخيم الاختلافات لنشر مزيد من العداوة والبغضاء بين الطرفين , وتولى كبر ذلك أناس ممن يوصفون بالعلم من سدنة الطائفية البغيضة الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات بيد المستعمر الكافر الذي أعلن جهارا نهارا أنّه يعمل على صناعة { الفوضى الخلاّقة } في بلاد المسلمين والتي تعني حروبا أهلية تهلك الحرث والنسل ,وبعدها يصوغ المنطقة بطريقة تكرّس استعماره , وتحكم سيطرته عليها , لقد قام سدنة الطائفية بهذا الدور القذر وهم يتلون قول الله {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } . وقوله :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ***أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ***ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
3—إعطاء إيران دور تبني شيعة العراق في الجنوب لإقامة كيان طائفي موال لأمريكا , وإعطاء النظام العلوي السوري دورا لصناعة كيان سنّي في الوسط , أمّا الكيان الكردي فهو قائم فعلا , والتواجد الإسرائيلي فيه ليس سرّا , واستقلاله بدولة كردية هدف إستراتيجي لأمريكا , ولها منه أهداف لا تقل خطورة عن مشروعها الصفوي .
والذي نريد تأكيده هنا أنّ أمريكا مهزومة حتما , وهي الآن تقوم بآخر محاولة للتشبث بالنصر الذي يبعد عنها يوما بعد يوم , ولتفويت الفرصة على أمريكا , ولإلحاق هزيمة ساحقة فيها فإننا ننصح بما يلي :
1_ أن يتعاون جميع المسلمين في جميع أقطارهم على رفض تقسيم العراق , وأن يعملوا كلّ ما في الوسع لتكريس وحدة العراق , وأن يدعموا ويساندوا جميع شرفاء العراق وعلماء أهل السنّة المناهضين للاحتلال , وكذلك دعم المخلصين من الشيعة العرب , والمرجعيات الشريفة التي يستهدفها الصفويون استهدافهم لأهل السنّة , وأن تتاح الفرصة لتلك المرجعيات الشريفة لمخاطبة الشارع العربي الشيعي من خلال الفضائيات العربية , بدلا من اشتغال تلك الفضائيات بإشعال الحرائق , ونشر الفتن الطائفية والعرقية التي تتولى كبرها مرجعيات الحقد الصفوي من تلاميذ ابن سبأ , وأبي لؤلؤة , ويقابلهم المهرجون من أصحاب الألسنة والأقلام المأجور التي تنعق بالويل والثبور وعظائم الأمور .
2__ نبذ الحكومة الصفوية في بغداد , ومقاطعتها , وانسحاب جميع الشرفاء منها على اختلاف طوائفهم وأعراقهم , فالمشاركة فيها جريمة كبرى بكافّة المقاييس .
3— أن يدرك الشعب العراقي بكافّة طوائفه وأعراقه , وأديانه أخطار وأبعاد المؤامرة عليه فلا يسقط فيما يريده العدو , وليعلم الجميع أنّ العدو الحقيقي إنّما هو أمريكا وقوى الاستكبار العالمي , فبقوة أمريكا انهارت العراق واستنسرت بغاث الصفوية , واستأسدت ثعالب اليهود , ودمّر جيش العراق , واعدم رئيسه وقادته.
4_ والأهم من كلّ ما ذكر أن يقوم العلماء الربانيون , والدعاة المخلصون باجتثاث جذور الفتنة الطائفية وذلك لن يكون إلاّ بالعودة إلى الوحي المنزل على محمد { صلى اله عليه وسلم } والمتمثل في الكتاب العزيز, والسنّة الزهراء, وما أرشدا إليه ونبذ تلك التسميات السياسية التي ألبست لباس الدين , وقسّمت المسلمين إلى فرق متناحرة , وطوائف متباغضة فهذا سنّي , وذاك شيعي , وآخر زيدي أو أباضي , وجميع العلماء الراسخين في العلم يعلمون علم اليقين أنّ هذه التسميات ما هي إلاّ تسميات سياسية لا سند لها من الشرع لا بل هي من أشدّ المحرمات الشرعية , والتي حذّر منها الله في كتابه حيث قال : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ,وقال جلّ من قائل : {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ**فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ***مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ *** مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} , والتسمية الشرعية هي ما نطق به الكتاب العزيز حيث قال سبحانه {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} وأمّا الخطّة العملية لتطبيق هذه الأفكار عمليا فهو بإتّباع ما يلي :
1__ الالتزام الدقيق بمنهج الراسخين في العلم من علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم والقائم على أنّ العقائد وأصول الأحكام لا تبنى إلاّ على يقين , فيشترط لها قيام أدلة شرعية قطعية الثبوت , قطعية الدلالة , وكلّ ما لم يقم عليه الدليل فإنّه لا يحلّ لمسلم أن يعدّه من عقائد الإسلام التي بها يتمّ الإيمان , وتكون النجاة , وإذا ما تمّ الالتزام بهذا المنهج الشرعي الدقيق فإنّ جميع الخلافات العقائدية بين تلك الطوائف والفرق تسقط تلقائيا .
2_ عدم الخلط بين الإسلام الذي هو الدين الذي ارتضاه الله للبشر , وبين التاريخ , والتعامل مع التاريخ وفق القاعدة القرآنية {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} , فلسنا مكلفين شرعا بتفضيل فلان على فلان ,ولا بإتّباع فلان دون فلان , وإنمّا أمرنا أن نعتصم بما أوحاه الله لمحمد { صلى الله عليه وسلم } فقال سبحانه : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } , وأخرج ابن حبّان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيرا صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه ؟ فقال : نعم وإنه صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال : ( إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ) , وأخرج الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( إنّ هذا القرآن مأدبة الله , فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم, إن هذا القرآن حبل الله و النور المبين و الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم و لا تنقضي عجائبه و لا يخلق من كثرة الرد )) .
3_ أمّا في مجال الأحكام الشرعية العملية فقد اتّفقت كلمة الراسخين في العلم على جواز بنائها على الظن الغالب , والاختلاف فيها أمر طبيعي , والقاعدة في ذلك أنّ ما يغلب على الظنّ فيها هو صواب يحتمل الخطأ , والرأي المخالف هو خطأ يحتمل الصواب , فلا يجوز تفسيق المخالف أو تضليله مادام رأيه يستند إلى دليل أو شبهة دليل , ورأي الخليفة هو وحده الذي يرفع الخلاف إذا تبنى أحد الآراء المتخالفة .
4_ فضح سدنة تلك الطوائف من أدعياء العلم , وبيان الدور التضليلي الذي يقومون به حفاظا على الرئاسة والجاه , والمصالح الضيقة , وبيان أنّهم في سبيل ذلك لا يذعنون للحقّ ولا يقيمون له وزنا ,وأنّهم من الذين قال الله عنهم {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
وختاما فإنّ , البشرى لأمة محمد التي تكفل لها الله بالنصر والتمكين فقال سبحانه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .
بقلم فلاح أديهم المسلم .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-06-2013 11:14 AM

.
-- لم يكن من السهل قراءه المقال لطوله و لكني فعلت .

-- يذكر كاتبه بأن بريطانيا "أحرقت" كتاب برناردشو عن رسول الله, بريطانيا ليست طالبان و لا تحرق كتب احد فمن اين أتى الكاتب بهذا .. !!

-- يروي الكاتب عن فلان قال لفلان قبل الف و اربعمائه سنه و نحن "نشاهد"اليوم حدثا على الفضائيات بثلاث صور مختلفه حسب توجه القناة , فليكف ايا منا عن الإستناد لروايات من قبل اكثر من الف سنه لا نعرف مدى دقتها.

-- يتحدث عن الشيعه الصفويين الفرس فهل نحن السنه العرب افضل منهم بين أنفسنا.. قبل ان نكون سنه و شيعه و فبل ان يدخل الفرس الإسلام إقتتل الصحابه في معركه الجمل فوقع سبعين الف قتيل من الجانبين, فلا نحمل عيبنا لغيرنا.

-- اتمنى على الكاتب الباحث ان يكتب و ينشر لنحاوره و لكن الا يطيل بالمقالات المقبله لنملك الوقت للتمعن .

.

2) تعليق بواسطة :
11-06-2013 12:53 PM

بادئ ذي بدء أشكر موقع كلّ الأردن على تكرّمه بالنشر , وأشكر صاحب العليق المغترب على تعليقه وأنوّه لما يلي :
1. أنّ ما كتبته هنا أرسلت معه بعض المراجع التي استندت إليها ومنها قصة حرق الكتاب وما اقتبسته منه , وهي مذكورة بكتاب محمد عند علماء الغرب _ تأليف الشيخ خليل ياسين – دار مكتبة الهلال –بيروت _ ط3- 1984م ص 135.
2. من حقّ المعلّق ألا يقبل بروايات التاريخ , ولكن أنا لست بمقام كتابة التاريخ واثبات مصادره , وجوهر مقالي يتحدّث عن مخطط استعماري نحن الآن نكتوي بناره بغضّ النظر عن الأسباب التي خلقت هذا العداء التاريخي , فهذا المخطط يستثمرها وهاهي دماء الطرفين تجري في العراق والشام .
3. لست بمقام الدفاع عن العرب أو تبرئة ساحتهم من كلّ عيب , وهذا الأمر لا يعنيني بقدر ما يعنيني التعامل مع هذا المخطط الشرير , أمّا رأيي بالفرق والطوائف الإسلامية فقد كتبت فيه ونشرته على موقع كلّ الأردن تحت عنوان ("القواعد القرآنية الذهبية للقضاء على الطائفية وتوحيد الأمّة الإسلامية "
4. موضوع الإطالة لأنّ هذا الأمر بحاجة إلى توسع نظرا لأهميته

3) تعليق بواسطة :
11-06-2013 04:26 PM

.
-- أستاذي الفاضل, أشكر ردكم و اود إيضاح التالي:

-- برنارد شو هو من اعظم مفكري و ناقدي الغرب في النصف الاول من القرن العشرين .له أقوال تبدي تقديره لشخصيه الرسول و لكنه لم يكتب كتابا بهذا الشأن . لذلك ما افاد به الشيخ خليل ياسين من تأليف برنارد شو لكتاب بإسم محمد و إحراقه من قبل السلطات البريطانيه غير صحيح و أشكر ذكرك للمرجع و هذا يحسب لك يكل تقدير.

-- انت يا سيدي باحث جاد كما يتضح من المفال لذلك من مصلحه الناس إتفقوا معك ام إختلفوا ان يقرأو ما تكتب لفائدتهم , لذلك طلبت منكم كتابه المقاله القصيره او نشر بحثك على مراحل لا تتعدي كل منها خمسون سطرا.

-- لا أتفق معكم مع الإحترام بما تراه من مخطط شرير من طرف ايران و الشيعه.. إيران تدافع عن مصالحها منذ اربعه آلاف عام تقلبت فيها بين الزردشتيه و الإسلام بمذهبيه الرئيسيين .. نحن العرب بحاجه للدفاع عن مصالحنا و يبدأ ذلك بالبحث عما يوحدنا و ليس ما يفرقنا سنه شيعه, مسلمين و مسيحيين وحتى اليهود العرب الذين هُجروا قسرا لإسرائيل و هم في قلوبهم اقرب للعرب و تراثهم.

-- مكررا للباحث الاستاذ فلاح إدهيم المسلم تقديري لجهدكم المشكور.
.

4) تعليق بواسطة :
14-11-2013 08:35 PM

كتابتك رائعة ومبدعة وهي نتاج مفكر مبدع ومتخصص بالفكر الاسلامي ونحن نرى التحديات التي تواجه الامة الف شكر لكم

5) تعليق بواسطة :
25-11-2013 06:50 PM

كتابتك رائعه جداً لك كل التقدير على كل
حرف , واناأقول الله يعطيك العافيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012