|
|
|
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الشاطر حسن البنا
بقلم : علي الشريف 13-06-2013 09:15 AM البناء حسن الشاطر ---------------- حسن البنا مؤسس الجماعات الاخوانية في العالم هو ببساطة من مواليد عام 1906 ..موهوب منذ صغره وهي حقيقة لا ينكرها أحد ..لكن لم يكن من الشخصيات المؤثرة في مصر ولم يعرفه أحد قبل ذاك التاريخ .. وكانت صعبة وثقيلة ومش خارطة مشطي .. ان يقوم فرد بسيط وبدون رتوش وبهذا العمر ما تم له ومكنه في الارض وما سواها.. في زمن كان فيه الوقوف في وجه الاستعمار قصة كبيرة وفي معظمها فشلت على ان تعود للأنعقاد مرة ثانيه. أذا في عام 1928 كان عمر هذا الفتى 22 عام فقط لا غير وكان مشغولا جدا في دروسه..فهو موظف في وزارة المعارف (التربية والتعليم)..الغريب في الامر ان الاعوام البيطة الفائته التي سبقها التشكيل العرمرم .. كان العام الذي تسلم فيه الباشا سعد زغلول تشكيل الوزارة..وهي بالمناسبة أول وزارة وطنية شعبية يراسها مناضل قاتل وقاوم ونفاه وصحبه الانتداب البريطاني..الى مالطا.. حين بدأت ثورة سعد باشا زغلول ورفاقه عام 1919 . على ان يمنح المصريين الاستقلال والحرية بعد أربع سنوات ..لكن البريطانيين تراجعوا عن ذلك الوعد مما دعى سعد باشا زغلول ان يعمل من خلال الحكومة المصرية . في عام 1923 تم الاتفاق ما بين الوفد الذي تشكل بعد ثورة زغلول والانتداب البريطاني بالعمل على الدستور الذي سمي بدستور 1923 ..والذي اعطى القواعد الشعبية الكثير من الحقوق بما يضمن الحرية للمصرين وان كان تحت الانتداب وهي الخطوة الاولى على طريق التحرر وتقرير المصير للمصريين ذلك في العام 1924 ..وهي السنة التي طلب من سعد باشا زغلول ان يقوم بتشكيل الوزارة اعلاه.. بقدرة قادر وفجأة ودون مقدمات طبيعية اعلن عن تشكيل جماعة الاخوان المسلمين في الاسماعيلية مسقط راس حسن البنا..عام 1928 اي العام الذي تلا اعلان الوزارة بعد وفاة سعد باشا ومحاولة الملك فؤاد للانقلاب على الاتفاق الوفدي البريطاني.. بتشكيل الوزارة الثانية من غير حزب الوفد..لكنها لم تدم ليكلف مصطفى باشا النحاس بتشكيل الوزارة الشعبية الجديدة.. بدات التعئبة منذ اليوم الاول لتشكيل الجماعة في الهجوم والعمل على كسب الشارع المصري تحت ستار الدين.. ليتسنى نسيان المفهوم الثوري وشطب الذاكرة الوطنية المصرية التي أوجدها حزب الوفد..(بعد الوفاة) ومن ثم اسقاط الحكومة الوطنية التي شكلها النحاس باشا (كان ملفتا ان التشكيل جاء مباشرة بعد وفاة الزعيم سعد باشا بعام واحد فقط) .. وعملوا على محاولة كسب الملك فاروق والملك فؤاد من بعده كبديل للحكومة الوطنية التي لم يرغب بها الملك ولا الانجليز لأنها تمثل الشعب المصري وتطلعاته..وحاول الملك الاستفادة من الجماعة في مواجهة حكومة الوفد ..لكن ذلك لم يؤثر على مكانة الوفد وحكومته لانها في قلب ووجدان المصريين .. في عام 1933 تم تسليم الجماعة مبلغ 5000 جنيه مصري من قبل شركة قناة السويس البريطانية المالكة لحقوق القناة... كهبة للجماعة..لدعم نشاطات وتحركات الجماعة ..(يا سلام الاخوان الانجليز يقدمون الدعم لاخوانهم المسلمين) ..وهذا المبلغ يعني الكثير في ذلك الوقت..ولم يقدم تفسير لهذه الهبة الربانية وهل يعني ذلك ان البريطانيين عادوا الى رشدهم وأقتنعوا ان الاسلام السمح الذي تمثله الجماعة هو الاسلام الصحيح وعلى التاج البريطاني ان يلتحق بهذه الجماعة فرضا وطاعة لله جل علاه.. المهم بدات التعبة والحرب على الوفديين بدخول الجماعة على خط المواجهة ودخولهم للانتخابات منفردين وفي مواجهة حزب الوفد بزعامة باشا زغلول...وهذا يعد تفتيت لوحدة الشعب المصري .. خاصة بعد المكاسب التي تحققت بفعل ثورة 1919 التي قادها زغلول الوفديين ومن خلفهم الشعب المصري ..وعلى اثرها تم تحقيق الكثير من المطالب أهمها تسليم الحكومة وضمن انتخابات للشعب المصري.. توالت الاحداث والتطورات وكان واضحا وقوف الاخوان المسلمين في خندق المواجهة مع المشاريع الوطنية المناهضة للاستعمار وفي كل البلدان التي تواجدوا فيها... ولن نطيل ففكرة مواجهة الجماعة مع الوفديين هي نفسها فكرة مواجهة الجماعة اياها (حماس) مع منظمة التحرير.. وفي المرتين جاؤوا بعد تحقيق انجازات مهمة للشعبين المصري والفلسطيني الاولى على يد حزب الوفد وبعد ثورة شعبية ..وعصيان مدني قاده حزب الوفد ضد البريطانيين ولم يكن حينها الاخوان قد ظهروا على الساحة بل كرد فعل على ما تحقق للمصريين... والثاني على يد حركة فتح ومنظمة التحرير وقد شارك الاخوان الفلسطينيون بعد ربع قرن من الدماء والمواجهة المسلحة بين الثورة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي.. اذا هي لم تكن صدفة في المرتين والمتابع والمدقق سيجد ان ما اشبه اليوم بالبارحة... ولكن على الباغي تدور الدوائر...وسيعلم اللذين ظلموا وعاثوا فسادا وقسمة وفتنة اي منقلب ينقلبون...
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
13-06-2013 03:12 PM
.
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق