أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


هل بدأت مصر بالانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية؟

بقلم : محمد سلمان القضاة
25-07-2013 10:18 AM


معذرة أيها الشعب السوري الأبي الشقيق، فالعالم كله بات يدرك أنكم تتعرضون لأشد أصناف التعذيب والتنكيل في المعتقلات التي تديرها عصابة الأسد ومرتزقته وشبيحته، والعالم كله يعي تماما أنكم تعانون وأنتم تتعرضون للتشريد والتهجير تحت وقع أشد أنواع القصف الجوي والمدفعي والصاروخي والكيماوي المتواصل منذ أكثر من عامين، معذرة ولكن العالم بدأ يعرف أيضا أن ثمة من يسّرهم المولى للدفاع عنكم وحمايتكم ممثلين في الثوار السوريين الأشاوس الأبطال، كما أن أسلحة وقوات خاصة بريطانية وأميركية متطورة في الطريق إليكم، فالتدخل العسكري الدولي بات هو الحل لمواجهة التدخل العسكري الإيراني في سوريا، وهذا الحل بات قاب قوسين أو أدنى.

معذرة أيها الشعب السوري الإسلامي اليعربي الأبي في بلاد الشام، فقلوبنا معكم، ولكن أزمة شعب إسلامي يعربي شقيق آخر بدأت تتفاقم، وحربا أهلية ربما بدأت تطل برأسها في بلاد الكنانة، فها هو رئيس عصابة أخرى ممثلا بالمدعو السيسي هذه المرة، يدعو المصريين إلى منحه الشرعية كي يقوم بقتل المدنيين المصريين المسالمين.

السيسي يدعو الشعب المصري إلى النزول إلى الشارع في الجمعة الثالثة من رمضان، بحجة منحه تفويضا لتوجيه فوهات المدافع إلى صدور المصريين المعتصمين سلميا في ميدان رابعة العدوية وميادين أخرى في شتى أنحاء البلاد، والتي تطالب بعودة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي حفظه الله إلى منصبه، وبعودة الشرعية والمجالس المنتخبة الأخرى إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد هيئة الأركان وزير الدفاع المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي، وذلك بمباركة من لدن شيخ الأزهر المدعو أحمد الطيب ومن طرف غبطة بابا الأقباط المدعو تواضروس الثاني ومن جانب من أصبح يشكل نائبا 'للرئيس المصري الجديد' للعلاقات الخارجية المدعو محمد البرادعي.


دعوة الانقلابي العسكري المصري المدعو السيسي هذه، تعتبر بمثابة إعلان للحرب الأهلية في بلاد الكنانة، فاعتبارا من هذه الليلة قد يسمع العالم عن أنباء عن تفجيرات هنا وهناك ضد أهداف حساسة ومنتقاة في مصر، وذلك بإيعاز من السيسي نفسه، فالسيسي وجد نفسه وحيدا معزولا في مصر، بعد أن اعتكف شيخ الأزهر في منزله وبعد أن عاد البابا القبطي إلى خلوته في كنيسته، بعد أن شاركا في تنفيذ المكيدة والانقلاب العسكري ضد رئيس شرعي منتخب من جانب عشرات الملايين من أبناء الشعب المصري الكرام وحرائره الماجدات بشكل ديمقراطي، وبعد أو رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حتى مجرد الاستماع أو الحديث إلى المدعو البرادعي.

السيسي وجد نفسه وحيدا ومعزولا على حافة مزبلة التاريخ، وذلك بعد أن تخلى عنه القريب والبعيد، وبعد أن تخلت عنه الدول العربية التي شجعته على الانقلاب ضد قائده الأعلى المنتخب. وبالمناسبة، فلعله جدير بالذكر التنويه بكلمات الزميل الدكتور فيصل القاسم في حلقة هذا الأسبوع من برنامج الاتجاه المعاكس، والمتمثلة في قوله إن مزبلة التاريخ لم تعد تستقبل أحدا من الطغاة، وذلك بدعوى أنها قد امتلأت بالكثير منهم، ومن أتباعهم وأعوانهم.

وخلاصة القول، هل يا ترى يمكننا أن نعقد بعض أوجه الشبه بين دعوة السيسي في مصر إلى الحصول على تفويض للفتك بالمصريين العزّل المعتصمين سلميا في ميدان رابعة العدوية، وبين الفعلة الشنعاء للعميد السوري عاطف نجيب، إبن خالة الطاغية بشار الأسد، في سوريا، والذي اقتلع أظافر الأطفال السوريين لمجرد أن أصابعهم الندّية كتبت على بعض جدران مدارسهم 'إجاك الدور يا دكتور'، و'الشعب يريد إسقاط النظام'؟!

الكل يعرف أن بلاد الشام اشتعلت ولا تزال تشتعل انطلاقا من سوء تصرف من إبن خالة الطاغية بشار الأسد في درعا ببلاد الشام، فماذا سيحدث يا ترى في بلاد الكنانة في هذه الجمعة التي ينادي فيها المدعو السيسي المصريين إلى النزول إلى الشارع؟! وهل بدأت مصر بالانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية؟


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012