أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


مصر.. هدوء ما قبل العاصفة!

بقلم : محمد كعوش
09-08-2013 12:02 AM
الطريق الى مصر سالكة على خطين اولهما عربي والاخر غربي، هذا الحراك الدبلوماسي المكثف في سباق مع الزمن لأن القاهرة تعيش حالة الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولأن العيد سيشكل نقطة الفصل ما بين الحوار وبين حسم الموقف في الميادين.
في هذه المساحة الفاصلة تسعى كل القوى الناشطة في مصر الى توظيف الفترة الزمنية القصيرة لمصلحة اهدافها المرحلية ضمن اسوار الواقعية السياسية المتاحة على الصعيدين الداخلي والخارجي. فالاخوان المسلمون ومعهم من حالفهم من التيار السياسي الاسلامي يعتبرون ان ساحة رابعة العدوية والنهضة والميادين الاخرى في بعض المدن المصرية هي خنادقهم الاخيرة، وان هذا التجمع هو فرصتهم المصيرية، لذلك سيدافعون عنها بكل قوة بالنار والدم، او انهم يلوحون بهذا السلاح !
اما جماهير 30 يونيو فهي تحاول الضغط على قيادة المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرارها بفض الاعتصام وانهاء الازمة مع منح التيار السياسي الاسلامي فرصة المشاركة في الحياة السياسية المصرية من خلال الدولة المدنية والنهج الديمقراطي باعتبار ان مصر تعبر المرحلة الانتقالية الى حالة الديمومة الجديدة.
الحقيقة ان لا احد في مصر اليوم، لا في السلطة ولا في المعارضة، من يملك سحر القوة او سرها لمنع التاريخ من التقدم الى الامام، لأن اجمل التاريخ هو الغد، ومصر مقبلة على اعادة صياغة تاريخها الوطني والقومي، ولا يمكن لقوة، منضبطة او فوضوية، ان تنجح في منع حركة التاريخ، او اعادته الى الوراء، لأنه في نهرالحياة تجري مياه جديدة في كل لحظة زمنية.
واذا عدنا للتوقف امام التطورات السياسية والدبلوماسية الجارية في مصر الان، نعرف مدى اهمية ما يحدث داخل المشهد المصري، ونعرف حجم الضغوطات التي تمارسها اطراف عربية وغربية على القيادة المصرية الانتقالية، لأن التغيير في مصر سيشكل مفصلا مهما على المستوى المحلي وعلى الصعيدين العربي والاقليمي، وربما على الصعيد الدولي ايضا، لأن التغيير في مصر سيعيد تشكيل وصياغة التحالفات في المنطقة، ولأن جماعة الاخوان في مصر تشكل المقر الرئيس المركزي للتيار السياسي الاسلامي في الاقليم وربما العالم، فهي المرجعية للحركة في تنظيمها الدولي.
واذا كنا نقول في الحركة القومية ان مصر هي الام والاهم والاقوى، اذا استيقظت نهض العرب واذا نامت خسر العرب، كذلك الاخوان يعتقدون ايضا ان نجاح الجماعة في مصر يمنحم القوة خارجها وان تراجعهم في مصر يضعف التنظيم في كل اطراف الدنيا. ومن هذا المنطلق نراهم يتمسكون بموقفهم ويحاولون التلويح باستخدام القوة في التصدي لقوات الامن اذا حاولت فض الاعتصام.
في النهاية نرى ان عقارب الساعة تتقدم باتجاه لحظة حاسمة، وقد تكون بعد عطلة العيد مباشرة، لأن ليس بالامكان الانتظار اكثر تحت ضغط جماهير 30 يونيو، وضغط الحاجة الى عودة الحياة الى مصر الدولة والشعب، بعد تعطيل طويل لحركة الانتاج.
واعتقد ان لدى الجيش المصري والقيادة السياسة الغطاء الكافي لحسم الموقف، خصوصا ان ما يحدث في سيناء من سفك دم وما حدث من عمليات عنف وفوضى في الشوارع والميادين، يدفع باتجاه الحسم، بعد استخدام كل الوسائل السياسية لحل المشكلة دون جدوى، ولكن رغم كل ذلك نتمنى ان تتغلب الحكمة والعقلانية لحل الازمة سلميا وتجنيب مصر وشعبها الدخول في نفق العنف والفوضى.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012