أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


موقف سعودي سياسي مبدأي أم قبلي مزاجي ؟

بقلم : عبدالحليم المجالي
20-08-2013 11:01 AM
بلغ الموقف السعودي المؤيد للقوات المسلحة المصرية الممثلة بقائدها الفريق عبدالفتاح السيسي ذروته في تصريحات وزير الخارجية السعودي في باريس وبعد عودته والتي تضمنت بالاضافة الى التايد تلميحات الى المساندة المادية والمعنوية والتعويض عن اي خسائر مادية تتعرض لها مصرمن عقوبات قد تفرض عليها اسوة بمواقف اخرى من الدول الغربية مع دول يرى فيها الغرب انها مرقت من جعبة سهامهم وغردت خارج سربهم وبات من الواجب تاديبها بقصد واضح يتبنونه او بقصد مضمن يصب في النهاية في اهداف الغرب المرتكزة على امن اسرائيل ومصالح الغرب . القوات المسلحة المصرية تقف اليوم على راس طرف مصري ينضم اليه الامن العام واعداد هائلة من المواطنين الرافضين لحكم الاخوان مقابل طرف اخر على راسه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي والاخوان المسلمون ومن يساندهم من تيارات وجماعات دينية . الحكم الدقيق على تلك الاطراف ومن يقف منها على الحق ومن منها على باطل غير متاح الان في ظل ظروف تتزاحم فيها المواقف السياسية ونظرتها الى شكل الحكم المطلوب بعد ثورات ولنتفاضات عربية ترفض الواقع ويتطلع فيها المواطن العربي عامة والمصري خاصة الى مستقبل مشرق يقوم بالاساس على التغيير الشامل وليس بالضرورة المفاجيء المتسرع .

هذا الموقف وحسب تعليقات المحللين السياسين جدلي ويحتار كل من يريد رسم صورة واضحة عنه , وفي اي اطار يمكن وضعه .هذا الموقف يهدف كما يبدو الى نظرة وحدوية عربية ويهدف الى وضع حد للتدخل الاجنبي في الشأن العربي والسؤال هنا هل هذا ينطلق من سياسية سعودية ثابتة في هذين المجالين الوحدة العربية والحرية ؟ الجواب ومن تجارب تاريخية سابقة وقريبة العهد يكتنفه الشكوك والريبة .... السياسة السعودية المعهودة في مثل ازمة مصر الحالية كانت تنطلق من ادارة الازمات وليس حلها ... المواقف السعودية في مجال الحرية والتخلص من الهيمنة الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية لا تحتاج الى عناء في البحث والتحليل لاثبات انغماسها في كل تدخل غربي بالشان العربي . الموقف السعودي في الازمة السورية والبحرينية واليمنية والليبية لا ينسجم تماما مع هذا الموقف مع مصر لنقول انه مبدأي سياسي . مضمون تصريحات عميد الدبلوماسية السعودية الاخيرة بعد عودته من باريس تدعو الى التساؤل عن مدى مصداقيتها ومطابقتها للنهج السياسي والفكري للمملكة السعودية . الامير الفيصل يدعو الغرب الى ترك العرب ليعيشوا باستقرار مثلهم والواقع فيه من الامثلة العديدة على مشاركة السعودية احيانا وقيادتها احيانا اخرى لمعارك جانبية فكرية واصطفافات تعد من اسباب عدم الاستقرار في المنطقه . التصريحات نوهت الى قدرة العالمين العربي والاسلامي على تعويض مصر عن اي دعم غربي والواقع يقول ان هذا الاجراء وما يترتب عليه جاء متاخرا مع مصر وغيرها من الاقطار العربية المحتاجة وكان من المفروض ان يتم ذلك قبل حجز الاموال العربية كرهينة في بنوك ومصارف وشركات الغرب وتاثر تلك الدول بالحاجة ورضوخها للاملآت الغربية, التصريحات تقول ان السعودية ملكا وحكومة وشعبا مع مصر وقواتها المسلحة والمتابع لما يجري يجد ان قسما كبيرا من الشعب السعودي يقف في الصف الاخر .

في كل الاحوال , ومن اي زاوية ننظر الى هذا الموقف وتاثيره على المصالح الوطنية العربية فانه مرحب به عربيا مع بعض التحفظات , اولها ان لا يكون اقصائيا لطرف مصري كجماعة الاخوان المسلمين ونتجاهل فيه دورهم في الحياة السياسية العربية وان لا يفتح جبهة ذات طابع فكري يطول فيها الصراع وتتضاعف فيه الخسائر . اذا كانت السعودية قد اعطت لمصر وجيشها الاهمية المناسبة من حيث الدور في الوطن العربي فعليها اعطاء نفس الاهمية لسوريا وجيشها ولباقي الجيوش العربية التي باتت صمام الامان في اي نزاع داخلي . اذا كان الموقف السعودي يضع اللوم على عاتق الاخوان ويحملهم مسؤلية ما يجري فعلى السعوديين الانصاف في توزيع تلك المسؤلية على الاطراف الاخرى كالقوميين مثلا الذين ساهموا مع غيرهم في تردي الاحوال في الوطن العربي من جراء الافعال والرد عليها . اذا كان هذا الموقف يهدف فعلا الى تحرير مصر من الهيمنة الغربية فمن الواجب ان يكون ذلك ضمن نهج مدروس وضمن مباديء عامة متفق عليها ومعلنة للجميع ويلتزم بها الجميع دون استثناء .اذا كان هذا الموقف من باب الفزعة القبلية العربية فمن الواجب ان يكون من باب السياسة المدروسة وان يؤسس من خلاله لمشروع نهضوي عربي يحظى بدعم جماهيري ويوظف فيه كل الطاقات العربية المادية والمعنوية . ندعو الله ان يكون في هذا الموقف منطلقا لمراجاعات فكرية وسياسية هادفه بنهج علمي مؤسسي وان تمارس السعودية دورها الذي لا يمكن ان يكون فاعلا الا بمشاركة الطاقات العربية الكامنة في الوطن العربي والتي يضمن النجاح فيها قيادة عربية راشدة قل تعالى ' ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى 'وقال عليه الصلاة والسلام انصر اخاك ظالما او مظلوما والمعنى بنصرة المظلوم وردع الظالم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-08-2013 12:44 PM

غريب جداً هذا المقال من الاستاذ عبد الحليم..!؟

2) تعليق بواسطة :
21-08-2013 01:41 PM

انصحك بعدم الكتابة وابحث لك عن مجال آخر فربما صلحت لكل شيء إلا الكتابة

3) تعليق بواسطة :
24-08-2013 07:52 AM

أشكر شيخنا الأستاذ الكاتب
الموضوع بالمختصر هو محاربة للديمقراطية خوفا من توسعها في المنطقة ، الحرب المعلنة في مصر تبدو و كأنها على الإخوان ، لكن في الحقيقة هي حرب على الديمقراطية .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012