أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


وحش التوجيهي يتحرر..

بقلم : إسراء ابو جبارة
26-02-2014 08:24 PM


إن المرحلة الثانوية العامة من أهم المراحل التي يجتازها الطالب باعتقاده أنه في حال النجاح يكون قد أنهى مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج .. و تتعلق كل أحلامه في هذه المرحلة باعتقاده أن الحياة الجامعية هي مرحلة تتدرج نحو الاستقلالية.. إلا أن وحش التوجيهي سكن به منذ بداية السنة الدراسية .. و عند بدء الامتحانات (الوزارية) تبدأ بوادر المخاض للتخلص من هذا الوحش الذي لازمه طيلة الفترة .. و ينطلق هذا الوحش عند صدور النتائج فإما بصورة (عفريت) يقلق البلد بضجيج الفرح و إما بالبكاء و العويل كمن فقد أحد أبناؤه .. لما كل هذا..؟ أليس الثانوية العامة هي مرحلة من المراحل الدراسية أم أن (التوجيهي) ضيف ثقيل الدم في بيوت الأردنيين يقلق راحتهم إلى حين رحيله أو إن ساء الحظ .. تطول إقامته الجبرية لديهم..؟

بالرغم من كل الآلام الذي يعانيها الأهالي في بعض بيوت الأردنيين إلا أنه سيتم إعادة هيبة التوجيهي من جديد.. فلم تكتف الوزارة من رؤية حالات الذعر بين الأردنيين عند صدور النتائج .. بل تسعى إلى تلاشي الآمال و تهبط العزيمة و طريق النجاح غير معبد .. أما في حال تم فتح المجال لطلاب التوجيهي للنجاح المبهر و التفوق محبة بالدراسة و ليس عبئاً و ذعراً.. لاحتوت الجامعات بالفكر والتميز و الإبداع .. و لخلت الجامعات من المحسوبية والواسطات و الرشوات من أجل النجاح دون جهد يذكر..

كل ظاهرة من الظواهر لا بد أن تولد ظاهرة أضخم عبئاً و أكثر عنفاً و أشد صدمة .. إلا أنه دائماً تلجأ الحكومة إلى أسلوب الضغط على المواطن و في هذه الحالة (الشباب) من أجل الظهور بمظهر الحازم الذي تهمه مصلحة الوطن و الآن (التعليم) ليس لكل مواطن بل (التجنيد) وزجهم في ساحة قتال لمن يخرج منها حياً.. و النتيجة تنعكس سلبياً حيث أثبت في هذا الحال تدني المستوى التعليمي فيه وليس رفعته .. فالطالب يبذل أقصى جهده للخروج من هذه المرحلة بسلام إلا أن قوانين التصليح و وضع العلامات هو القاضي الحاكم غير العادل في حق الطالب.. و لا نزال نسمع صوتأ يقول (سوف نعيد للتوجيهي هيبته).. بل رهبته التي لا تأمن من خوف و لا تسمن من جوع..

عليكم بالسلم في العلم .. حبذا ألا تعبث النفوس في سلاح قد يطلق سهاماً تصيب هنا و يخيب في كل مكان.. الغاية تبرر الوسيلة و لكن أن تكون حافزاً و ليس رادعاً..


كاتبة و محللة سياسية

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-02-2014 09:52 PM

كل الاحترام للكاتبه واريد ان اضيف اه ومع الاسف لم يعد التوجيهي مقياس للنبوغ فكم من الطلاب من ابدع في دراسته الجامعية وتمييز رغم ان معدله في التوجيهي متواضع لكنه تمكن من الحصول على نتائج راعة بالجامعة والعكس الكثير من الذين حصلوا على معدلات مرتفعة وقبلوا في كليات الطب والهندسة نجدهم يتوسلون عند المدرسين ليحصلوا على النجاح في حده الادنى حتى يتخرجوا مشروعاً فاشلاً في المجتمع بصراحة يجب بحث حل لمشكلة التوجيهي بعيدا عن التعقيد والتوتير وانصاف الناس بعد ان ثبت فشله كمقياس لما بعه من مراحل الدراسة ......تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012