أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ارحموا فتح!!!

بقلم : رامي الغف
22-03-2014 10:15 AM



بقلم / رامي الغف*



التضحية والإيثار واختيار المواقف الصعبة، نهج أختطه وانتهجه الرواد السابقون واللاحقون في حركة فتح مع لبنات تأسيسها، حيث جبلت عليهم فطرتهم السليمة فورثها باعتزاز قادتها ومسئولوها ونفذوها باقتدار وكفاءة ومهنية، ميدانيا ومؤسساتيا وأمنيا وعسكريا وحتى فكريا وإبداعيا وثقافيا بالمحسوس والملموس، وعلى طول مسارها النضالي التحريري المشرف المزروع بالألغام والمحفوف بالأسلاك الشائكة والعبوات الناسفة والمستهدف من قبل الأعداء.
وشيئا فشيئا تشربته كوادرها وعناصرها واقتنعت به قواعدها واستسلمت لها جماهيرها وموالوها حتى صار عنوانها المميز وسمتها الغالبة وعلامتها الفارقة ومقولة قادتها الأوائل المشهورة ( نحن نحرر والشعب يقرر، ونحن نضحي بكل ما نملك، وليس بالضرورة أن نملك كل شيء، وصار هذا التطبيق الحرفي والمصداق الجلي للمقولة الشهيرة مفكرونا يخططون وأبطالنا ينفذون وشجعاننا يستلمون!!!.
حركة فتح يكون جميع القادة والمسئولين فيها ولاءهم لفتح وديدنهم خدمة أبنائها وجماهيرها، يكون فيها البناء تراكميا يبدأ القائد أو المسئول الجديد من حيث ينتهي القديم، وهكذا تكون فتح في تطور ونمو مطرد والجماهير الفتحاويه في بحبوحة من العيش يرفل فيه بحرية ويتنعم بعدالتها المعهودة، حب فتح فيها فوق كل الاعتبارات وكرامة ورفاهية جماهيرها خط أحمر لا يمكن تخطيها أو المزايدة عليها.
مسؤولية البناء التنظيمي لفتح مسؤولية تضامنية يتحملها الإخوة في اللجنة المركزية مرورا بالمجلس الثوري والقواعد والمنظمات والمؤسسات والهيئات والدوائر الفتحاوية، وكل من له باع في هذا الشأن، وكل من له تأثير وكلامه مسموع عليه أن يؤسس لهذه الحالة الإيجابية التنظيمية والضرورية في آن واحد.
على القائد أو المسئول في أي موقع كان في حركة فتح أن يحاول البناء ما دام يعمل في موقعه وأن يكون حريصاً أتم الحرص على هذا البناء، بمعنى أن يكون تفكيره تفكيراً تنظيميا وأن يبني بناء تنظيميا مؤسساتياً، والسبيل إلى بناء فتح التنظيم هو الارتقاء بدوائرنا ومراكزنا ومؤسساتنا بتقديم الأفضل إزاء كل ما يجذر ثقافة التأسيس لهذا البناء العظيم الذي يمكن بلورته عبر الأمور الآتية:
* العمل الجاد على تحويل الاختلاف إلى تنافس شريف يهدف إلى الارتقاء بالتنظيم الفتحاوي، واعتبار مؤسسات وهيئات فتح وما تقدمه من خدمات خطا أحمر لا يمكن المزايدة عليها من أية جهة كانت.
* تكريس قيم الولاء لفتح والثقة بين أبناءها حافزا نحو التطوير والإبداع.
* تداول ثقافة الرأي والرأي الآخر لانتخاب الأفضل وانتقاء الأكمل حيث إن الحكمة ضالة العاقل يأخذها ولو انطلقت من مجنون.
* انتخاب قيادات الأقاليم والمؤسسات والمناطق الجغرافية على أساس البرامج والمقترحات الناهضة بفتح.
* إنضاج الآراء من قبل القادة والمسئولين باستشارة أصحاب الرؤى والاختصاص كل حسب اختصاصه وفي جميع الميادين.

إذ إن بناء المؤسسات التنظيمية في فتح سهلة في اللسان صعبة في المراس، وعلاوة على ما ذكر لابد على القضاء على حالات الفساد المالي والإداري والمحاصصات والمنسوبيات والواسطات، لنبني حركة نضالية قائمة على مؤسسات حضارية تحاسب المقصر وتكافئ المبدع، وتدفع فيها عجلة الحياة باستمرار دون أن تتأثر بالأفراد والعائلات والتوجهات ومن أية جهة كانت، فإن هذه الأمور تعد الحلقة المتغيرة الداعمة للحلقة الثابتة في النظام التنظيمي الفتحاوي، وتدار من قبل أكفاء نزهاء أقوياء يوالون لفتح ويحترمون جماهيرها ويقومون ببناء فتح التنظيم لا تنظيم فتح، وفي الأولى فتح المتجددة في خدمة الجماهير كما هو الحال في الأنظمة الديمقراطية وفي الثانية التنظيم في خدمة الدولة المشيخة تنهار بانهيارها كما في الأنظمة الشمولية.
إذا لا ننكر أن العملية التنظيمية الجارية في حركة فتح تمر، اليوم بمرحلة حرجة ومنعطف خطير يستدعي بذل الجهود الحثيثة ومن قبل الكل التنظيمي الفتحاوي كافة, بغية إيجاد حل للخروج من الأزمة الراهنة التي يصفها بعض القادة الشرفاء فيها بالحادة والخطيرة. ففتح تتعرض ومنذ رحيل الرمز عرفات إلى هجمة شرسة يقودها البعض ممن يحملون في نياتهم الخبث والخبائث لتدميرها.
ورغم هذا الوضع الشاذ والتحديات الكبيرة التي تواجه الفتحاويون والتي تستوجب تكاتفهم ووحدتهم , فإن البعض ممن يعتبرون أنفسهم قادة فيها أثروا إلا أن يكونوا أداة طيعة بيد أعداء فتح، خارجيا وداخليا، ممن لا يريدون لفتح ولا لأبنائها خيرا، فيهدفون إلى تخريب وتدمير العملية التنظيمية وإدخال فتح في دوامة حرب شعواء لا تبقي ولا تذر بين هؤلاء وهؤلاء، وبدلا من أن يقفوا في صف سائر أبناء فتح في هذه الحرب التي تستهدف وجود فتح والفتحاويون، فلم تترك هذه القيادات التي تنسب نفسها إلى فتح، فرصة إلا وسعت من خلالها لإجهاض العملية التنظيمية سواء عبر تعطيل البرامج والقرارات التنظيمية بل وشلها, أو عبر خلق المتاعب للقيادة العليا لفتح وللجنتها المركزية ومجلسها الثوري وإضعافهما بغية إسقاطها وإدخال الحركة في حالة من الفراغ والفوضى التنظيمية.
وفي ظل هذا الوضع الحرج فلا تملك الكوادر الفتحاوية المناضلة التي ضحت وقدمت الكثير في سبيل الحصول على حريتها وكرامتها وديمومة حركتها وبقاءها, لا تملك غير خيار دعم العملية التنظيمية ولو مؤقتا من أجل تمتين ديمومتها، ومنع كائن من يكون وتحت أي اسم أو مسمى من العبث بالوضع التنظيمي الفتحاوي وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والإطاحة بالمكتسبات التي تحققت للمظلومين من الفتحاويون بعد سنين وسنين من الاضطهاد والاستعباد.
لقد وضعت تلك القيادات مصالحها الشخصية والفئوية الضيقة, ولقد أن الأوان لوقف هذه القيادات عند حدها, ورسم خطوط حمراء لها لن يسمح لأي كان بتجاوزها. ففتح خط أحمر ولن يسمح لأي كان بتعطيلها أو تدميرها، غير أن هذه الديمومة للعملية التنظيمية ورعايتها لن تتحقق إلا بتشكيل قيادة مهنية نزيهة وقويه منتخبه من الكل الفتحاوي تكون قادرة على رعاية المسيرة الديمقراطية التنظيمية والحفاظ عليها, وتحقيق أمال الفتحاويون في الانتماء الهني والرغيد.
إن المقصود بالقيادة القوية هي تلك القيادة التي تتمتع بأوسع تأييد جماهيري وبقاعدة فتحاوية عريضة تقف خلفها وتسندها وتدعمها وتقاتل من أجلها، في عملها وبرامجها وآليات وقرارات التنظيم، ولا تعرقل مسيرتها، لقد كان أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في إضعاف التشكيلات القيادية السابقة والحالية هو ضعف التأييد الجماهيري لهذه التشكيلات، وكذلك فإن المقصود بالقيادة القوية هي تلك القيادة التي يعتمد مبدأ الكفاءة في انتخاب أعضائها, لا مبدأ المحسوبية والمنسوبية والانتماء الجغرافي أو العائلي والولاء لهذا وذاك, بل المطلوب الكفاءة والنزاهة والمهنية والولاء لفتح أولا وأخيرا، حيث إن الكفاءة تعني معرفة القرار والقدرة على اتخاذ القرار والقدرة على تنفيذه. لقد كان احد نقاط ضعف التشكيلات السابقة والحالية هو اعتماد سياسة المحاصصة عند تشكيلها بدلا من اعتماد مبدأ الكفاءة بغض النظر عن الانتماءات الجغرافية والعائلية والأقاربيه الأمر الذي ساهم في ضعف أدائها، فالقيادة القوية هي تلك القيادة التي تعتمد في سياستها, مبدأ العدل والمساواة بين الفتحاويين جميعا بغض النظر عن أفكارهم وتوجهاتهم.
وأخيرا وليس بآخر إن البناء التنظيمي لفتح بحاجة إلى ثقة متبادلة بين القادة والمسئولين وبينهم وبين الكوادر والجماهير، وإذا لم تكن الثقة موجودة سيُتهم كل من يفكر ولو كان تفكيره تفكيراً صحيحاً وسينهار العمل ولو كان سليما!! فالكل الفتحاوي معنيون بالدرجة الأساس بمد جسور الثقة فيما بينهم حبا لفتح الذي يعيشون في كنفها، وولاء للجماهير التي رفعتهم إلى مواقعهم التي هم عليها الآن، فكفانا سنوات وسنوات مضت ونحن نراوح مكاننا، لا نتقدم خطوة إذا لم نتراجع خطوات إلى الخلف، فلابد إذن من وجود ثقة فيما بيننا حتى نستشعر فعلاً إن البناء التنظيمي الفتحاوي بدأ يدخل حيز الواقع والتنفيذ ولو في خطواته الأولى.

إعلامي ومفوض سياسي
mediaramy@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-03-2014 10:39 AM

.
-- المقال ينسجم مع الحملة الموآزره و الحملة المضادة لتلميع دحلان .

-- من باب المقارنة نسمي نحن الاردنيين هذه المقالات فيما يخصنا بالمقالات " التسحيجية" و لا ادري ما هي التسمية التي يستعملها الإخوة ابفلسطينيون لذات الصنف .

.

2) تعليق بواسطة :
22-03-2014 05:47 PM

انشاء .. انشاء انشاء ...
منذ اليوم الاول لتأسيسها كان لفتح قناة اتصال ب سي اي ايه ان لم تكن هذه الوكاله هي المؤسسه بالفعل .

3) تعليق بواسطة :
23-03-2014 10:21 AM

وين مضاربهم عيال عشيرة الغف ؟؟!!اكيد ما قرأة المقال لانه عنوانه منفر .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012