أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


انتخابات الصحافيين.. مماحكات لعرقلة التغيير

بقلم : عدنان برية
12-04-2014 01:05 AM



تؤشر مماحكات، تشهدها أروقة نقابة الصحفيين الأردنيين، على تجاهل متعمد لحجم المأزق الذي يعيشه الإعلام الأردني، وتقفز عن هموم الهيئة العامة، التي ظلت تستدعي التغيير بفقهه وفعله، خروجا على ساكن عاب مفاصل العمل الإعلامي النقابي.

ثمة شواهد عديدة، عايشها ورصدها كاتب المقال، ضمن جولات متعددة على أروقة الصحافيين، لعل أحدثها ما يمكن تسميته 'واقعة الشمال'، التي تعتبر سابقة في تاريخ الانتخابات النقابية، وتكشفت تفاصيلها اليوم الجمعة.

المنافسة الانتخابية حق طبيعي، وفعل محبور، أما أن يجري توظيف 'الموقع النقابي' في إطار المنافسة الجارية، فهذا يُفقد العملية نزاهتها، ويحيلها إلى نموذج مصغر لما تشهده العمليات الانتخابية في مجمل الدولة الأردنية.

'واقعة الشمال' شهدت ما يرقى إلى الجريمة الانتخابية، وفق التعريف السائد، إذ أوعز طرف، أو ضغط، لإغلاق مبنى النقابة أمام رواده من المرشحين، والإعلان عن إلغاء فعالية، حظيت بالموافقة مسبقا، لتجنب مشاركة الهيئة العامة في مناقشات ما قبل الانتخابات، وهي المناقشات الواجبة لتمكين الهيئة الناخبة من الانحياز لمصالحها عبر التمييز بين الغث والسمين.

في التفاصيل، قال رئيس فرع النقابة في الشمال عدنان نصار إن 'إلغاء الفعالية جاء لوجود شبهة بتمويلها من شركة زين'، لذا 'لجأ اثنان من إدارة الفرع إلى شن حملة لمقاطعة الفعالية'.

مبرر الزميل نصار لا يرقى إلى خطورة الواقعة، وهو بذلك معذور، فالفعالية منظمة من قبل 'مبادرة حوار'، وقد أقامت فعالية مناظرة في مقر النقابة الرئيسي، بموافقة النقيب الحالي الزميل طارق المومني، وهو مرشح لموقع النقيب مجددا، وفعالية الشمال، المحظورة أو المقاطعة، حظيت بموافقة مجلس النقابة.

الزملاء الصحافيين، اللذين حضروا إلى مبنى النقابة – فرع الشمال، أشاروا إلى 'مؤامرة'، حيكت بالخفاء لتعطيل الفعالية، التي هي مناظرة بين المرشحين لموقع النقيب والمجلس.

تفاصيل الواقعة، التي تكشفت الجمعة، تدور حول 'عدم رغبة أحد مرشحي موقع النقيب بتقديم المرشح، لنفس الموقع، الزميل راكان السعايدة، برنامجه ورؤيته للعمل النقابي في المرحلة المقبلة بين يدي الزملاء في الشمال، فعمد إلى تحريك أدواته داخل إدارة الفرع لتعطيل الفعالية'.

بيانان توضيحيان، لما جرى، صدرا عن فرع النقابة في الشمال، وعن الزميل راكان السعايدة، كلاهما لم يؤشر على موطن الخلل بشكل واضح، ولم يكشف المدان الحقيقي في الواقعة، ربما لدبلوماسية الحفاظ على 'شعرة معاوية'.

في ظل المأزق العميق، الذي تمر به نقابة الصحافيين ومنتسبيها، لم تعد المواربة ممكنة، ففي عام 2013 فصل كاتب هذا المقال من عمله لنشاطه النقابي، الذي لم يطالب فيه بكسر القيود عن حرية الإعلام، ورفع القبضة الأمنية عن وسائل الإعلام، كل ما طالب به انتظام تسليم الإعلاميين في المؤسسة حقوقهم المالية، وعجزت النقابة، بنقيبها ومجلسها الحالي، عن حمايته ورفع التعسف عنه، رغم اعتصام دام 60 يوما، هو الأطول في تاريخ الصحافة الأردنية، ورغم إضرابه عن الطعام 17 يوما، وهو أيضا الأول من نوعه في تاريخ الصحافة الأردنية.

وأيضا، عجز مجلس النقابة الحالي عن التصدي لتعطل قرابة 60 صحافيا عن العمل خلال 2013، ولم يكن مؤهلا البتة لإدارة الأزمة وفق أدنى معايير العمل النقابي، حتى أن 5 من أعضاءه، بما فيهم النقيب الحالي، غادروا الأردن – في خضم الأزمة - إلى الصين، في رحلة، قيل - سخرية - إنها 'تخدم الهيئة العامة'.

أما على صعيد التشريع، وفي عام 2013، غض نقيب ومجلس النقابة نظره عن حظر المواقع الإلكترونية، الذي وضع الإعلام الالكتروني في مواجهة مفتوحة مع هراوة السلطة؛ ولولا جهود فردية، من لدن زملاء المهنة، لما سمع أحد بذلك.

وبطلوع العام الحالي 2014 أخفقت النقابة في تحرير زميل صحافي وناشر موقع الكتروني من قيد التوقيف 'غير القانوني'، على جرم لا يعرفه أحد حتى الآن، ودون جهود فردية من الهيئة العامة للنقابة ومن نشطاء نقابيين وحزبيين ووطنيين، لما تحرر هؤلاء حتى الساعة.

وقبيل أيام، ساهم نقيب ومجلس النقابة الحالي – بشكل مباشر وغير مباشر – في تعديل مجلس النواب لقانون النقابة، وهو تعديل شكلي لم يلامس مخاوف ومشكلات المهنة، ولم يتضمن أية روافع أو حمايات للإعلام الوطني، بل كرس – بتعديلاته – وضعا قائما، طالما تعالت أنّات الهيئة العامة من ضعفه وهوانه.

هذا قيض من فيض، وليت الأمر يتوقف عند هذا، إذ تطلع علينا في الهيئة العامة أصوات رسمية تنعق بتدخلها في مجريات العملية الانتخابية، لتعلن انحيازها إلى طرف بعينه، وتوظف أذرعها للضغط من أجل إنجاحه بأية وسيلة.

الغريب أن هذا يحدث في بيت الصحافيين، المكلفين – وفق مقتضيات مهنتهم – كشف هذه الممارسات في مختلف مفاصل وأركان العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأردن، وقد سجلوا سوابق - على مستوى المنطقة - باختراقهم لدوائر النار، وتحطيمهم للقلاع والتابوهات المقدسة.

ثمة شمس يجب أن تشرق، لتحلق أقلام الصحافيين الأردنيين في بيئة نقابية رافعة، وقادرة على حمايتهم من البطش، ودونما ارتهان للواقع المعاش.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-04-2014 08:22 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
11-04-2014 08:30 PM

مماحكات ؟؟

3) تعليق بواسطة :
12-04-2014 12:45 AM

عاش بيان العسكر

4) تعليق بواسطة :
12-04-2014 03:36 AM

تحيه طيبه

نعيب على الدوله فساد بعض أركانها وهم مواطنين مثلنا , وقد أنبرى ولا زال ينبري العديد من صحافيي الوطن للكتابه في ذلك , وما فتؤوا يلكمون الدوله وأركانها بلكمات بعضها يدمي العين لحقيقتها وبعضها يفقأ العين ظلما وزورا وبهتانا , والأنكى من ذلك الغمز واللمز في هذا السياق والذي وضع الوطن بسمعته في مراتب متدنيه .

العيب فينا ؟؟ أم في الدوله وأركانها ؟؟ أم في المكون الوطني بلا إستثناء ؟؟

الحقيقه المره, ومن خلال ما ورد في وقائع مقالك بأن الفساد والترهل والمحسوبيه والإصطفافات الجهويه والشخصنه قد بلغوا مبلغا مقلقا على صعيد الوطن لا يمكن السكوت عليه .

العيب فينا وليس في زماننا , نحن جميعا فاسدون , كل حسب موجبات ومتطلبات مصلحته الشخصيه, والإعتراف بالذنب فضيله , والفضيله تعني وطن ,
والوطن يستغيث , من يأخذ بأيدينا لنصلج أنفسنا ؟؟

الفساد طامة كبرى , وقوم لوط الذين سبقونا في العيش والإقامه على بقعه من هذا الوطن كانوا قد سبقونا بممارسة فساد أخلاقي لا يقل خطوره على المجتمع مما يمارس فيه من فساد بأشكاله المتعدده .

الخوف من الله واجب فطري, وفريضه شرعيه إن لم نعمل بها ونتقيه فليخسفن الأرض بنا ولن نجد من يكتب في ذلك .

إسحبوا أقلامكم من أغمادها وحاربوا فسادنا المستشري في كل مرافق حياتنا
قبل أن تمطر السماء حجارة من سجيل .

والسلام على من إتبع الهدى وأصلح

5) تعليق بواسطة :
12-04-2014 08:38 AM

اخي وصديقي الحبيب عندنان
طول عمر نقيب الصحفيين بالذات مسير وليس مخير .. فهو موظف نابع وخاصة في العقد الاخير اصبح مش بس تابع غدا مراسل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012