أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ثمار رحلتي الى الكونغو...

بقلم : م مدحت الخطيب
14-05-2014 11:15 AM
من روائع الامام علي ابن أبي طالب في الناس انه قال.. إن الناس صنفان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على مداخل السفارات وابواب المطارات... في شوارع العالم الاول مدعي الحريات والمدافع عن الكرامات...يجب ان تنقش على ابواب مجلس الامن وفي صالونات المنظمات المتحدثة عن الكائنات.... ..يجب ان تكون نشيدا عالميا ان كنا بالفعل نهتم باقراننا من البشر.. الغارقون في بحر الظلمات..نعم انها كلمات ليست كالكلمات.... فبها الخلاص من الشر والحقد والقتل واحترام الذات.....،هي عبارة يجب أن تنشدها البشرية لنعيش بسلام وامان في زمن ينفق فيه على اكتشاف الفضاء والتسلح والتجسس مئات المليارات .....
نعم (ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ، هي كلمة خلدها التاريخ البشري وستبقى على مر الزمان متوهجة لاتنطفىء، لانها منطلقة من روح الكتب السماوية ومن اخلاق وسلوك النبي محمد(ص) خاتم المرسلين..والذي قال ..(عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله )
ولانها خرجت من قلب مفعم بالايمان ، وعقل منفتح على الجنس البشري ، فلا فرق بين البشر فالكل سواسية لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى، فلا استغلال ولاعبودية ولا هيمنة لفئة او أمة على اخرى، وانما العبودية المطلقة لله الواحد القهار...فالكل احرار كما قال الخليفة عمر بن الخطاب(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)....
بعد كل هذه المقدمة الاخلاقية والدينية والمجتمعية..ساتكلم كما هو العنوان (ثمار رحلتي الى الكونغو)...هذا البلد الذي اوجع قلبي عند زيارتي له ..شعرت بحرقة الظلم العالمي.. لاهله ومن هم على شاكلته.....مع انني زرت الكثير من البلدان المتماثلة في الامها.. الغارقة في اوجاعها وجوع سكانها؟؟؟الا ان لهذا البلد خصوصيه تفوقت على الكثير من بلدان العالم الثالث ..فالسما ء تمطرهم كل يوم لترثي حالهم وتبكي على جوع اطفالهم وتشردهم.. ..
.المني مشهد تلك الطفلة والتي لم تبلغ من العمر 3 سنوات وهي تبكي بحرقة العاشق... وحال المحروم ...تبكي (تشتكي) العالم الذي نعيش .. تنعى انسانيته وقساوة قلبه.....بكت باختصار لا من اجل لعبه جديده.. او هدية ثمينة تريد اقتنائها...بكت لانها تريد بعض اللقم ..لستد بهن جوعها الذي لا يفارقها منذ عشرات الساعات...اردات من امها ان تشتري لها الاستمرار في الحياةصرحت لتقول لها معا عدت اقدر على البقاء....ما زاد من بكائها.. انها شاهدت قليل من الخبز (الجافر) المعفر بالتراب والممزوج بالكثير من الحشرات مع احد البائعات....تريد ان تاكل..فالجوع كافر. والحال تشتكي الى الله........اوجعني بكائها لا لانها لا تلبس على جسدها الاسمر النحيل..شي يغطي عورتها.فعورة البطن اشد عار من عورة الجسد هناك.....ما المني أن العالم المتحضر ..ينفق ملايين الدولارات على صنع القنابل والمتفجرات وخلق البلابل هنا وهناك...ولا ينفق دولار واحد من اجل كرامه الانسان والذي من اجله قامت الحضارات.. ... فمن دارفور الى لاهور ومن قندهار الى جنوب السودان ومن كراتشي الى الصومال...جوع وتشرد وقتل وظلم فاين انتم يا طلاب التحرر ودعاه الحرياات...
نعم شعب كامل لا يمتلك من قوته الى القليل وان امتلكه استغلت الجراثيم جنباته والحشرات خلاياه لتتقاسمه .. لا يريد عالمكم المنافق ..ولا كلامكم المعسول المخادع.. الكذاااااااب ..!!!!.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012