دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الخميس الدول والشعوب العربية إلى اختيار طريق وخيار المقاومة ، متوجها إلى إسرائيل بالقول 'لقد انتهى الزمن الذي كنتم تخيفوننا به'.

وأضاف في كلمته بالضاحية الجنوبية 'نحن في لبنان حسمنا خيارنا منذ البداية وراهنا على المقاومة وانتصرنا، وسينتصر شعب فلسطين وكل المقاومين ما دامت هناك ارادة'.

وتابع 'إسرائيل هذه التي تهدد هزمتها المقاومة في لبنان عام 96 ، 2000 ، 2006 ، لقد هزمت هذه المقاومة كل جنرالاتكم وستهزمكم ان شاء الله'.

ووسط هتافات ملايين الشيعة الذين حضروا إلى الضاحية الجنوبية ، قال نصر الله 'تعلمنا من الامام الحسين في كربلاء أن نتمسك في الحق ولا نتخلى عنه ، لا أحد مخول التنازل عن حبة تراب من أرض ولا قطرة ماء ولا قطعة من مقدساتنا الغالية ولا عن كرامة الأمة، اليوم فلسطين والقدس هما العنوان الكبير للحق في هذا الزمان'.

ومضى نصر الله بالقول 'هذا الحق لا يمكن ان ينتهي الا بعودة القدس للأمة وهذا هو الخيار والحق.

، نطلق صرختنا ونحن خارجون من حرب وما زلنا في دائرة التهديد لن نعترف بإسرائيل ولن نتخلى عن شبر واحد من ارضنا'.

واستطرد نصر الله 'بالأمس اجتمعت اللجنة العربية وقالت ان الاجتماعات مع اسرائيل مضيعة للوقت، لقد اكتشفوا هذا في وقت متأخر، ولكن على كل حال قالوه بالأمس' .

وجدد الأمين لحزب الله رفض اي فتنة بين اللبنانيين وخصوصاً بين السنة والشيعة ، قائلا 'نحن خلال السنوات الماضية مع كل ما حملت من الخطابات والعذابات لم نلجا الى الخطاب الطائفي لأننا نعتبر ان من يلجأ الى الخطاب الطائفي ضعيف ،يجب ان نقطع الطريق على كل اشكال التآمر وعلينا ان نكون اكبر من هذه التهديدات'.

وبالطبع لم يتجاهل نصر الله الحديث عن المحكمة الدولية الذي كان الموضوع الأبرز في خطابة بالأمس ، قائلا 'ما يسمى بالمحكمة الدولية وما يسمى بالقرار الظني، لقد تحدثنا عنه كفاية ولكن اليوم سنختصر الامر، نحن نرفض اي اتهام ظالم، نحن سنسقط اهداف هذا الاتهام كما اسقطنا جزءاً منه، نحن سنحمي المقاومة وسنحمي بلدنا'.

وتابع 'أقول لكم أن مؤامرة المحكمة الدولية ستذهب ادراج الرياح كما كل المؤامرات السابقة ،  سوف نبقى في مواقع الجهاد نصنع كرامة امتنا وكرامة وطننا لنحمي هذا الشعب من كل هذه التهديدات التي تحيط به'.

فساد ليمان

وكان نصر الله فاجأ الجميع بعرض أدلة موثقة حول عدم نزاهة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري في كلمته التي ألقها أمس الاربعاء.

وشدد نصر الله على أنه يمتلك أدلة موثقة ضد جيرهارد ليمان نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتليف ميليس تؤكد أنه شخص فاسد ، مشيرا إلى أن ليمان باع أقوال شهود الزور ووثائق سرية بـ 50 ألف دولار لأحد الأشخاص اللبنانيين الذي أعطاها بدوره إلى حزب الله ، بالإضافة إلى قيامه ببيع شهادات قيادات سياسية لبنانية كبيرة ، كما عرض على حزب الله بيع كافة الوثائق والنتائج الخاصة بالتحقيقات في جريمة اغتيال رفيق الحريري بمليون دولار ولكن الحزب حينها رفض هذا الأمر باعتباره غاليا ولا يستحق هذا الثمن .

ولم يكتف نصر الله بما سبق ، بل إنه أكد أيضا أنه يمتلك مزيدا من الأدلة حول حماية المحكمة الدولية لشهود الزور سيعرضها في الوقت المناسب .

واستطرد ' فيما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية ، جاء في بعض الصحف منذ 2006 أن التحقيق بات يتخذ مجرى اتهام حزب الله ، هذا ليس سراً بل تتداوله شخصيات في لبنان والعالم منذ سنوات ولم نحرك ساكناً لأننا حريصون على بلدنا ، لم نتصرف في يوم من الأيام لإيجاد ذريعة للإمساك في السلطة أو الانقلاب على اتفاقية الطائف أو غيرها، إذا كنا نريد هذه الحجة في موضوع القرار الاتهامي كانت بأيدينا منذ سنوات ولكن لم نلجأ إلى هذا الأمر'.

وقال الأمين العام لحزب الله إن المحكمة الدولية سيأتيها يوم أصعب من 'ويكيليكس' ، قائلا :' كل من تآمروا سيأتيهم يوم أصعب من ويكيليكس وهم لهم علاقة بشهود الزور ويعرفون كل شيء بالتفصيل، سيأتي يوم يظهر فيه الخيط الأبيض من الأسود ، فهل من الطبيعي أن نسكت، كلا، ففتحنا الموضوع منذ أشهر وقمنا وواجهنا بشكل منطقي وبالعلم وقدمنا معطيات وقرائن وتكلمنا ولم نذهب إلى السلبية ولم نقم باعتصامات ولم نعطل البلد ولم نقم بعصيان مدني ولا عطلنا الحكومة ونحن نعرف أن هناك قراراً اتهامياً سوف يصدر بعد أيام وربما قد لا يُعلن'.

وأضاف نصر الله 'يقال إن المدعي العام للمحكمة بلمار سيقدم ظرفا مغلقا ومعروف ما فيه، ونعرف أن الأمور تتوجه إلى هذا الاتجاه ولكن هل ذهبنا إلى السلبية؟ بعض الناس قالوا إن حزب الله لأنه يدافع عن نفسه فهو متورط؟ كيف يمكن هذا الكلام؟ ويظهر من المبالغة بالجهد الذي يبذله حزب الله بأنه متورط ، هل هناك بدعة كهذه بالتاريخ؟ ، هذا كله لا يعنينا بل ما يعنينا هو القيام بواجبنا وواجبنا كان في الأشهر الأخيرة أن نشرح مسار الأمور، قيادات المعارضة عندما أبلغتها بالأمر قالت لماذا أنت ساكت فقلت : أنا لا أريد توتراً في البلد'.

وتابع ' بعض الجهات قامت بتسخيف القرائن التي قدمها حزب الله وتم إهمالها ثم توالت التسريبات ، أي تحقيق يصبح مسرباً إلى هذه الدرجة لا يكون صحيحاً '.