أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


جماعة القرط

بقلم : سهام البيايضة
17-05-2014 10:20 AM

بقلم سهام البيايضة

تعاطي المخدرات والحشيش في الأردن، وفي الجنوب خاصة ، ليس بالأمر الخطير أو الصعب الحديث فيه، والاقتراب من أماكن تبادل البضاعة المخدرة، أمر متيسر للجميع بدون أي محاذير أو تستر .

قبل عامين علمت من احد الأصدقاء عند سؤالي عن أحوال صديق آخر لنا ،أن ابنه يتعاط المخدرات وان وضع صديقنا الأب مكسور الظهر ، وانه على وشك أن يفقد ابنه الوحيد الذي يخضعه للعلاج بعد أن أدمن على التعاطي وفقد دراسته ومستقبله .
الآن،وفي اقل من عام ، تطورت تجارة المخدرات وحبوبها في الأردن بطريقة مكشوفة وعلى الأشهاد بعد أن كان الموضوع يضرب عصب الناس استنكاراً واستهجانا، واعتقاداً أننا مجتمع محصن من هذه الآفة التي تفسد عقول ومستقبل أبناءنا.
تردي اجتماعي واقتصادي وهجرات من كل حدب وصوب ،وبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية في الحقوق الإنسانية والبشرية يدفع بسهوله ويسر إلى طلب حالة التغييب والهذيان للهرب من المشاكل التي تراكمت وأصبح من الصعب إيجاد حلول جذرية لها .
الغنى الفاحش والسريع ،أسبابة ليست بسر على احد ،وأحيانا الأبناء يتفاخرون بين زملائهم بثرائهم ولا ينكرون أن آباءهم، يتاجرون بالحشيش والمخدرات وحتى السلاح ،وليس محرجاً أن يشار إلى احدهم بأنه تاجر مخدرات يمارس نشاطه .في أماكن متعارف عليها تبيع الحشيش والحبوب ،يتواجد فيها المروجون للحبوب بأنواعها،
أسماءهم معروفة وأرقام تلفوناتهم متوفرة ،يسهل الوصول إليهم في حالة نقص تأثير المخدر ،وحين جرعنه التي اعتاد عليها .
التعاطي ظاهرة اجتماعية ، لها بيئاتها ومصطلحاتها ،يتبادل فيها أطراف المادة المخدرة ، مفاهيم تعبر عن حالتهم ،التي يغرقون بها دون رقيب أو حسيب .
الترويج عملية سهلة ومكشوفة لا يكتنفها أي حذر أو إجراءات وقائية خوفا من الشرطة أو حتى من مخبر يهدد تجارتهم الرائجة، التي تسير بشكل عادي ومكشوف، وهذا دفع الكثير من الشباب إلى الإفصاح عن تعاطيهم ورغبتهم بالتعاطي ،وبدفع المبالغ المطلوبة بشكل مباشر وعلني للمروج .
هنا تظهر سلطة المروج وقوة شخصيته، التي استقوت ،بسبب ضعف المتعاطين وحاجتهم إليه ،يتنمر عليهم ويسمعهم ما شاء من الكلام ،والحصول على السعر الذي يريد اعتماداً على حالة المدمن ودرجة حاجته للحبة المخدرة ، باللونيين الوردي وهو النوع الأكثر نقاءاً وقوة والبني الفاتح هو الأرخص والأقل قوة من الحبة الوردية.
يستطيع المتعاطي شراء حبة كاملة بسعر دينار واحد للحبة .وذلك حسب قدرته المالية ،كما يمكن تقطيع الحبة إلى أربعة أجزاء ليباع الجزء الواحد بدينار وذلك حسب شدة الطلب على الحبوب .والتي يطلق عليها أسم: ' القرط' ،أما المتعاطون: فهم 'جماعة القرط ' و المتعاطي تحت التاثير يطلق علية اسم : ' المكرز '
أما الحشيش فتداوله سهل أيضا، ويحمل المتعاطون في الغالب بكيت سجائر عادي وبكيت آخر يضعون فيه سجائر الحشيش التي تختلف بطبيعة الحال عن السيجارة العادية ،و تلف بورق سجائر خاص ،طريقة لفها اقرب إلى الشكل المخروطي ،يمكن تناولها دفعة واحدة أو أكثر من مرة ..حسب حالة الإشباع 'المزاج' والحالة المادية للمتعاطي .

أما طريقة تداول الحشيش فيكون على شكل قطعة صغيرة يشكلها المتعاطي في سجائر قوتها تعتمد على كمية الحشيش في السيجارة الواحدة فهناك من يرغبها مركزة أكثر ،، وهناك من يفضلها خفيفة كل حسب المتعاطي وقدرة تحمله لها ولرائحة دخانها الذي يشبه رائحة الخشب المدهون حديثا ،كما وصفها لي احدهم .

عند سؤالي حول استخدام الحشيش في الاراجيل .قال: البعض لا يطيقونها كونها ثقيلة على الارجيله ،وأنهم لا يستخدمونها ، لكن هناك من يستخدمها وبشكل مستمر في أماكن مختلفة بعيدة عنهم .هي تجمعات لتداول الحبوب وتعاطيها ، أماكن معروفة للجميع يلتقي فيها المتعاطون دون وجل أو خوف .

أما عمل المروجون فهو اقرب إلى العشوائية من التنظيم، يقدمون خدماتهم التي تدر عليهم أرباحا هائلة من جيوب الطلاب والطالبات اللواتي أصبحن جزء من منظومة اجتماعية شبابية تتعاط المخدرات والحشيش .
شباب فقدوا شعورهم بكل ما يدور حولهم من مشاكل اجتماعية و اقتصادية، لا يهتمون بقضايا الوطن ولا حتى تنمية مناطقهم أو حتى المطالبة بحقوقهم وبتحسين مستوى معيشتهم وبيئة قراهم ومدنهم التي أصبحت أماكن لترويج والشغب الجامعي .

الإهمال وعدم الاكتراث والضياع ،وفقدان الوازع الديني ودور المربين الإنساني في المدارس والجامعات ،وفقدان دور الدولة في تحسين معيشة المواطن جعل من الحبوب وسيلة ، يهربون بها من الفقر، وفقدان القيمة الإنسانية للفرد في مجتمعة والتفاوت الطبقي الواضح بين من يملكون وبين من لا يملكون ،ومستقبل مجهول لا يحمل لهم أكثر مما يقدمه الواقع الذي يعيشون .

فقراء معدمين لا مبالين أصبح طريق تجارة المخدرات والحشيش وسيلة أنعشت أوضاعهم الاقتصادية وودع الكثير منهم الفقر والحاجة وأصيح لهم قيمة عند زبائنهم الذين رضخوا بكل فئاتهم الاجتماعية لضعفهم ولإدمانهم هروبا من واقع فقدوا فيه كل أمل بحياة أفضل وبمستقبل يضمنون فيه الحياة المثلى والعمل الجاد .

سؤال البحث عن الحلول والى متى ستبقى هذه الحالة تنتشر وتحصد معها عقول الشباب وتفسد المجتمعات ، حتى في اشد حالاتهم تأثراً وإدمانا يقولون :

- هذا واقعنا الذي نعيش به ..هم يريدوننا هكذا !
- هم ؟!!...من هم هؤلاء الهم ؟؟!

في لحظة تفرق الجلوس ..بلا جواب

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-05-2014 11:05 AM

هذا الحصاد المر زرعه العلمانين وافكارهم واحزابهم وحربهم على الاسلام وقيمه وفضائله واتهامه بالتخلف عن روح العصر على مدار عشرات العقود
ابتداء (بالشارلستون ) ثقافة الستينات ومصطلح الحداثه الماسوني وانتهاء بمجتمع على ابواب الدمار مخدر هذا مازرعه الآباء يحصده الابناء قالمشكله ليست وليدة اليوم ولا بتهاون اجهزة الامن الامر تراكمي والعلمانيين وافكارهم والحداثه المشبوهه ومحاربة وتجفيف الدين من حياة الناس هم المسؤلين عن هذا المآل المخيف ...

2) تعليق بواسطة :
17-05-2014 11:05 AM

الموضوع مهم و نشكرك على طرحه...

3) تعليق بواسطة :
17-05-2014 11:36 AM

شكرا للاخت المحترمة سهام البيايضه :
لا يوجد اراده حقيقية لمكافحة الظواهر الخطيرة سواء من الناس او من الجهات الرسمية (كل يعطل دور الاخر) الناس مثل من يوجعه ضرسه لكنه يرفض ان يلمسه طبيب الاسنان ..خوفا من الالم ,ماذا يفعل رجل المكافحة اذا كان الناس يتسترون على المتعاطي والمروج بل ويتوسطون لهم ..ماذا يفعل الاب اذا كان (ساقط )اقتصاديا (الغلاء والهجمة الاستهلاكية ,الضرائب ..) هذا الاب المفلس من يحترم تعليماته او يهابه ...عليكي بالامهات فهن القلعة الاخيرة التي لم ولن ينزع سلاحهن الاستراتيجي (العاطفة )لعل وعسى لان الاب والحكومات سلطات مزيفة شكلية صوتها عال ويدها مغلولة !!

4) تعليق بواسطة :
17-05-2014 01:42 PM

لقد ساهمت الحكومات المتعاقبه والاجهزه صاحبه الاختصاص بقصد او بدونه .... بأن جندوا وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه والمقروءه منذ اكثر من عقدين من الزمان ليرددوا على مسامعنا بأن الاردن ما هو الا بلد ممر وليس مقر لآفه المخدرات حتى حفظنا هذه الجمله عن ظهر قلب ومرت الايام ونحن مطمئنين على ان بلدنا خال من هذا البلاء حسب اعلامنا المأزوم حتى وجدنا ان الممر بات مقر لا بل وباء وانتشر من خلال البسطات ومحلات بيع القهوه المغليه وغير المغليه والادهى والامر جامعاتنا التي تحولت من مراكز اشعاع ونور وثقافه الى معاقل للفتنه والطوشات والعنف .
على الحكومه ان تضع حد للمروجين والباحثين عن الثراء السريع فلابد يوما ان يبتلى بهذه الآفه اللعينه فلذات اكبادهم ويومها لن ينفع المال ولا الحسره والندم .
كل الشكر والتقدير والاحترام لأختي سهام البيايضه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012