أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ثلاثة بثلاثة

بقلم : حماد فراعنة
26-06-2014 09:50 AM
إستد جيش الإحتلال وأجهزته الأمنية ، ثمن خطف الشبان الإسرائيليين ، بتصفية ثلاثة شبان فلسطينيين ، ليسوا لهم علاقة بعملية إختفاء طلاب المدرسة الدينية، ومع ذلك ، تم إستهدافهم ، وقضوا ضحية البرنامج السياسي الإستعماري ، والعربدة والتصرف الإرهابي الرسمي ، من قبل حكومة المستوطنين الأجانب على أرض فلسطين ، حكومة نتنياهو .

لقد قتل جيش الإحتلال محمد دودين عن ثلاثة عشر سنة ، سقط شهيداً برصاص الجنود الذين يبحثون عن المخطوفين الثلاثة ، ولم يكتف الجنود بصبي واحد ، فقد أصروا أن تكون المعادلة ثلاثة بثلاثة ، وهكذا كملوا برنامجهم ومشوارهم ، وقتلوا الطالبين نديم نوارة ومحمد أبو طاهر ، وهكذا سدد بيني غانتس رئيس الأركان ، ويورام كوهين رئيس المخابرات ، الضريبة الأمنية ، لجعل وزير الدفاع موشيه يعلون ، ومنه ومن خلاله ، لرئيس وزراء حكومة المستوطنين الإستعمارية الإحتلالية ، نتنياهو ، كي يناموا هادئين ، غير قلقين من زعل المستوطنين وغضبهم جراء عملية الإختطاف ، التي ستسجل على أنها بداية مرحلة جديدة ، من عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الأرض الواحدة ، أرض فلسطين ، والتي بدأت بالصعود والإنتصارات المتلاحقة للمشروع التوسعي الإستعماري الإسرائيلي المتفوق ، أمام ضعف القدرة والأمكانية المحدودة المتاحة للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، ومع ذلك يتوهم قادة المشروع الإستعماري الإسرائيلي إذا إعتقدوا أنهم يستهدفون حماس ، دون الشعب العربي الفلسطيني وكأن حركة حماس ، خارج السياق الكفاحي الفلسطيني ، وكأنها من رحم غير رحم معاناة الفلسطينيين ، وخارج تطلعاتهم .

صحيح أن هنالك خلافات ، وقد تكون عميقة ، بين حماس الأصولية ، وبين فتح الوطنية ، وبينهما وبين فصائل التيار القومي ، وبينهم وبين فصائل التيار اليساري ، ولكن الصحيح أيضاً أن التباينات والإجتهادات الحزبية والفصائلية والسياسية والفكرية ، هي سمة يتباهى بها المجتمع الفلسطيني ، وهي إحدى مقومات حضوره وتفوقه ، لأنها سمة طبيعية جداً ، وإنسانية حقيقية ، تعكس قيم البشرية وتراثها التعددي مثل كل الشعوب المتحضرة ، وهي إحدى مواصفات القوة والحيوية التي يتمتع بها مجتمع العدو الإسرائيلي ، ومصدر من مصادر تجديد الدماء والبرنامج لديهم وبين صفوفهم ، ولذلك ستبقى أيضاً مصدر إثراء للشعب العربي الفلسطيني ، وإسقاط للأحادية واللون الواحد الإستبدادي العاجز عن التجديد وعن صون التعددية وشيوعها ، ولذلك مثلما يوجد الليكود والبيت اليهودي والعمل وشاس وغيرهم عندهم ، لدينا في المجتمع العربي الفلسطيني حماس وفتح والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة والجهاد والتحرير الفلسطينية ، والتحرير العربية والقيادة العامة وغيرهم ، وهذا مصدر فخر وإعتزاز لوجود هذه التعددية والحفاظ عليها وتطويرها ، ليبقى التنافس في العمل ، وفي البرنامج ، والأبداع في خلق الأدوات الموجعة ضد المشروع الإستعماري العنصري الإسرائيلي ، والإقتراب من تحقيق البرنامج الواحد الموحد لجزئي الشعب العربي الفلسطيني المعذب : 1- الجزء المطرود المنفي المشرد الذي يتوق لوضع حد لمعاناته في مخيمات اللجوء خارج فلسطين ، وتحقيق العودة وإستعادة الممتلكات والكرامة والأمن والإستقرار على أرض فلسطين ، كل فلسطين ، وفق القرار 194 . و2- للجزء الباقي الصامد في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ، وفي القدس والضفة الفلسطينية والقطاع ، بإنتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، بالدولة الواحدة ثنائية القومية ، متعددة الديانات ، يتقاسمان السلطة وفقاً لنتائج صناديق الإقتراع ، وإفرازاتها ، أو بالدولتين للشعبين وفق قرار التقسيم الدولي 181 .

أخذ الإسرائيلييون حصتهم وأكثر من خطف أبناء المستوطنين المستعمرين الأجانب ، من الفلسطينيين بقتل ثلاثة من الشبان الفلسطينيين الذين لن يعودوا لعائلاتهم ، وبعد أيام أضافوا عليهم مزيداً من الضحايا الشهداء بعد أن سقطوا ضحية الإحتلال والعنصرية والتوسع ، وضحية العقوبات الجماعية المنفلتة ، على أيدي جيش الإحتلال وأجهزته الأمنية المتفوقة ، تأكيداً لمنطق القوة والرصاص ، والحل الأمني ، ومع ذلك ، إذا لم يدرك الإسرائيلييون ، أن الموت والعنف ومصادرة حقوق وأرض الفلسطينيين ، لن تمنحهم الحياة والإستقرار ، بل سيبقوا يدفعوا الثمن ، مهما كان تفوقهم ، ومهما كان الضعف الفلسطيني بائناً وفاقعاً ، فالحياة تتغير ، والموازين تتبدل ، والشعوب مثل البشر ، تبدأ حيوية وتنتهي بالشيخوخة والكهول والرحيل ، وهذا ما يجب أن يفهمه ويعيه النائب دان دانون عضو الكنيست عن الليكود والذي يشغل موقع نائب وزير الدفاع – الحرب – الإسرائيلي ، والتيار الذي يمثله ومن معه .

إستد جيش الإحتلال ، وأجهزته الأمنية ، وحكومة المستوطنين ، بقتل ثلاثة شبان فلسطينيين بعمر الورد ، وألحقوا بهم أخرين تم إستهدافهم ، مع إعتقال مئات المناضلين من قيادات الشعب الفلسطيني ، وعلى رأسهم وفي طليعتهم النائب عبد العزيز الدويك ، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ، و24 عضواً من النواب المنتخبين ، بدون أدنى إحتجاج عربي ودولي ، وإذا تم فهو إحتجاج خجول ، لن يمنح للشعب الفلسطيني الحماية ، ولن يعيد الشهداء لأهاليهم ، ولن تتوقف مسيرة الشعب الفلسطيني ، بإعتقال المئات ، عن مواصلة الطريق والمشوار حتى يتم كنس الإحتلال ومعه كل المستوطنين والمستوطنات ، كما حصل في قطاع غزة ، سيحصل في القدس والضفة الفلسطينية ، ذلك هو الدرس الذي يجب أن يتعلمه ، ويستفيد منه ، ويفهمه المجتمع الإسرائيلي بكافة أطيافه ، وهي أن أرض فلسطين ستبقى للفلسطينيين ، أبناء الوطن المقيمين ، وأبناء الوطن المشردين خارجه في المخيمات .

نتمنى عودة المخطوفين من المستوطنين الأجانب إلى عائلاتهم سالمين ، لأن الشعب الفلسطيني لا يكره أحداً بسبب دينه أو معتقداته ، بل يكره الظلم ، ومن يمارسه ، سواء كان عربي أو إسرائيلي ، وسواء كان مسلماً أو يهودياً أو مسيحياً ، فهل يفهم المستوطنون الأجانب ؟؟ نرجو ذلك .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-06-2014 12:25 PM

باعتقادي لسبب ما استثنى الكاتب الفاضل المتخصص بالشأن الفلسطيني أفضاله من الشعب الفلسطيني في الشتات -عندما حصر بند 1 و2 فقط -ممن لا يعيشون في المخيمات عسى أن تكون زلة قلم وليست بمتعمدة وإلا كان معناها "إنا هنا قاعدون "ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012