أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


بريمر المسؤول الأول والأخير

بقلم : خالد عياصرة
02-07-2014 11:42 AM
لعل البذرة الأولى التي زرعت في أرض العراق بعد احتلاله، وأسهمت لأحقا في شرذمته، تحت مسميات الصراع من أجل السلطة، تمثلت في الدستور الذي وضعه الحالكم الاميركي للعراق بول بريمر، الذي أدار البلاد ما بين آيار ٢٠٠٣ إلى حزيران ٢٠٠٤م.

الدستور شرخ الوحدة الوطنية العراقية، وأسس لحالة من عدم الإستقرار، وعزز الاصطفافات المذهبية، لا بل عمل على نقل الصراع من سياسي إلى مذهبي وطائفي وعرقي، يشبه الصراع الدائر منذ عقود بين مكونات الدولة اللبنانية.

لذا لا أعلم لماذا يصبون لجام غضبهم على رئيس الوزراء نوري المالكي، إذ يعتبرونه طائفيًا تارة وعنصرياً، وشعوبياً، وفارسياً، تارة اخرى. مع انه ليس إلا حلقة من متوالية سابقة له تؤدي دورها لمطلوب على اتم وجه.

هؤلاء في الحقيقة كمن يفضل محاسبة الواقع، ويرفض النظر إلى الأسباب التي أدت إلى إنتاجه .

فمنذ اليوم الأول لإحتلال بغداد في 9 نيسان2003، وهي واميركا تمارس دوراً تفتيتياً، أسهم في رسم الطريق لتقسيم العراق لاحقاً، وإلا كيف لنا أن ننظر إلى قرار حل الجيش العراقي - المكون من ٤٠٠ ألف جندي - الذي تحول إلى مجاميع مقاومة، بعدما شعر بالغبن والتهميش، ليتحد طيف منه فيما بعد مع التيارات الجهادية، وتشكل تهديدا اصيلًا للمالكي، وحلفاءه داخلياً وخارجياً.

بالمقابل، لماذا لم نرى هذه الجوقة، يعترضون على مفاعيل المندوب الاميركي السامي بريمر، عندما عاث فوضى في قلب العراق، خصوصاً بعدما أقر دستور المحاصصة الطائفية، ما شكل نواة لأنتشار فكر الإعتراض الشعبي، وبعد ذلك المعارضة الطائفية المتطرفة. الفعل البريمري، لقي تشجيعاً وترحيباً عربياً، لم يعترض عليه أحد.

يقول بريمر: “ يجب إقامة نظام سياسي جديد: وهذا لا يتطلب تجريد معظم المقاتلين من أسلحتهم فقط، وإنما كذلك خطة لتحديد إطار سياسي يبنى عليه نوع من الحكم التمثيلي”.

لهذا استغرب مطالبتهم برحيل المالكي بالرحيل، واستبداله بآخر، دون المطالبة، بهدم دستور بريمر، الذي هو أساس الداء.

لا اعتقد أن المشكلة اليوم، محصورة فقط ببقاء أو برحيل نوري المالكي، ولا عتقد أن المشكلة تنتهي برحيله، إذ أن المصائب التي تعتمل في قلب العراق أعمق بكثير، لها علاقة بالحقوق المغتصبة على يد بعض الفئات، لن ترحل برحيل رئيس الوزراء الحالي، سيما وأنها مستقلة مالياً وتنظيميا، وبقراراتها، وافعالها، ورؤيتها عن المالكي، وحكومته المصابه منذ تشكيلها الأول بعاهة دائمة، يمكن وأدها في أي لحظة.

هذه الفئات مدعومة بالمليشيات المسلحة ذات الأصل الديني، وتتبعها الأحزاب، لها سطوتها، وسلطتها على الدولة، ومن خلفهما ممراجع دينية تأمر فتطاع.

يا ترى ماذا أختلف العراق، منذ احتلاله عن اليوم ؟ في الماضي قاده اياد علاوي، و ابراهيم الجعفري، ألم تكُ النتيجة واحدة، خلفت عنصريات قاتلة، وسمنت هويات متصارعة، واحزاب إرهابية، واقطاعيات محروسة بجيوش مدربة.

المشكلة كانت ومازالت تنحصر في الولايات المتحدة، وتدخلاتها، والتي استقبلتها إيران بشيء من الغضب جعلها تتدخل، كمنافس مشروع. في حين رفضت الأطراف العربية الدخول والوقوف بوجه إيران، لأنها حقيقة لا تملك مشروعاً مضاداً لها.

كيف لي أن اتسامح مثلًا مع تدخلات واشنطن، وأرفض تدخلات إيران، إن كانت واشنطن تعتبر العراق أحد أهم أضلع مشروعها للشرق الأوسط الجديد، وحجره الأساس. ألا ينطبق هذا الأمر على طهران نفسها.

لو فكرت الأنظمة العربية للحظة واحدة، ووقفت بوجه التدخلات الامريكية في العراق، لم تجرأت إيران على التدخل بشكل مباشر.

المشكل، كانت وماتزال تتعلق بواشنطن وأفعالها وبذور الفرقة التي زرعتها بين مكونات الشعب العراقي الذي تريده بلا هوية وطنية جامعة. وهذه المشكل لن تنتهي، بمجرد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرساله ٣٠٠ مستشاراً للحكومة العراقية، أو طائرات بدون طيار أو بطيار لدعم القوات العراقية في معركتها مع الدولة الاسلامية التي تسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

وعليه، فحل معضلة العراق الحالية لابد أن يبدأ بإلغاء دستور بريمر، واستبداله بدستور آخر يجمع المكونات العراقية حسب المواطنة لا حسب الديانة أو الطائفة أو القومية. أما بقاء الصورة على هذا النحو فان المشهد قابل للتطور، والاتساع والامتداد.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-07-2014 01:31 PM

بريمر ليس هو المسؤول الاول والاخير المسؤول الاول والاخير هي الادارة الامريكية الجمهورية المجرمة بقيادة الصهيوني جورج بوش الابن وماقبله الاب ككل التي غزت ودمرت العراق وما بريمر الا موظف ارسل ليقوم بدور مرسوم له ارجع الى مانشر قبل احتلال العراق وما اعدله خلال الاحتلال ومابعد الاحتلال ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
02-07-2014 01:53 PM

لاحقاً لتعليق 1 انفق مع الكاتب بخصوص ان اساس البلاء هو الدستور العراقي الذي صدر من قبل بريمر وأسس للطائفية والمذهبية والمحاصصة والتقسيم ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012