أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


معان ..جرح ينزف

بقلم : عقيد ركن متقاعد : حجازي البحري المحاميد
10-07-2014 12:38 PM
عهدت ومعي جيل كامل مدينة معان القابعة على اطراف الصحراء مدينة يسودها الهدوء والتناغم والعلاقات الطيبة والنخوة والشجاعة والعادات العربية الاصيلة كأخواتها من المحافظات ,واذكر بداية السبعينيات من القرن الماضي واذكر النخب المميزة من مدراء المدارس والمعلمين والاداريين والمشرفين التربويين واذكر ومعي الكثيرون المحافظ ومدير الشرطة ومسؤولي الادارة المحلية في المدينة حيث كنا نعرفهم بالاسم ونراهم باستمرار بين المواطنين في الافراح والاتراح ومختلف المناسبات اذكر ومعي الكثيرون حيوية المدينة انذاك حيث كانت ملتقى للقرى المجاورة للتسوق وانجاز المعاملات الحكومية حيث كانت معان مركز المحافظة يتبعها اداريا العقبة والشوبك ووادي موسى والبادية الجنوبية اذكر ومعي الكثيرون حركة أسطول النقل البري وكثافة الشاحنات المحملة والعابرة اما الى عمان او بغداد او السعودية واذكر المئات من ابناء المدينة وعائلاتهم كانوا في اوضاع مادية جيدة اذكر ومعي الكثيرون معان التي يعرف الناس بعضهم بعضا بالتفصيل وأهل معان يذكروا المرحوم مدير التربية والتعليم لمحافظة معان الاستاذ محمد خليل خطاب الذي كان يعرف الاسم الثلاثي للطلبة مع اسماء امهاتهم اذكر ومعي الكثيرون اسماء المسؤولين الحكوميين والعسكريين من محافظة معان عموما حيث كانوا يشكلوا ثقلا كبيرا و قوة تأثير في المجتمع . اذكر ومعي الكثيرون الشيوخ الافاضل من محافظة معان الذين نفاخر بهم الدنيا من معان والحسينية والجفر والطيبة والشوبك ووادي موسى والديسة والقويرة والعقبة والفرذخ وغيرها من القرى العامرة بالنشامى ..
بقي الحال وحتى عام 1989 حيث كانت هبة نيسان في معان واتسعت لتشمل العديد من المحافظات وكشف المستور وظهر حجم الفساد وانكشف حجم الدين الخارجي والداخلي وانخفضت قيمة الدينار لمستويات خطيرة.
ومنذ ذلك التاريخ يبدو ان معان صنفت كمدينة خارجة على القانون ومنذ ذلك التاريخ تدفع الثمن غاليا .حيث تم تقزيم المحافظة وانسلخت عنها العقبة واصبحت محافظة مستقلة لاقت من الرعاية والاهتمام مالم تلاقية اي محافظة اخرى . وبعدها انسلخت وادي موسى واصبحت اقليم مستقل . وبعده تم ترقية الشوبك الى لواء وبهذا قزمت محافظة معان الى الحدود الدنيا ولم تعد المدينة مقصدا . وبعد دمج شركات النقل بحجج تطوير اسطول النقل اضطر مالكي الشاحنات الفردية القديمة في معظمها الى بيعها واصبحوا عاطلين عن العمل وترتب عليهم ديون بمبالغ كبيرة . وفي تسعينيات القرن الماضي تم تصفية مصنع الزجاج الذي كان يعمل به اكثر من 300 موظف وبدلا من تطويرة اغلق وتم تسريح العاملين لينضموا الى طابور العاطلين عن العمل . بدأ مسلسل الوعود بتحويل معان الى هونج كونج من خلال شركة تطوير معان وبدأ الحديث عن الميناء البري والروضة الصناعية ومدينة الحجاج ومصانع الروفر وتأمل الناس بهذه المشاريع خيرا وانتظروا بفارغ الصبر انجازها ولكن بلا جدوى . وللاسف لم نعد نرى ونسمع عن مسؤوليين حكوميين وعسكريين وامنيين من محافظة معان كما عهدنا سابقا وان وجد القلة منهم فمنعزلين ومتقوقعين على انفسهم ولم يساهموا بالفزعة الى ابناء محافظتهم ومدينتهم كأقرانهم سابقا . وللاسف بدأنا نرى شيوخا مصطنعين بدلا من الزعماء الوطنيين الذين عاصرناهم .وهؤلاء لا هم لهم الا انفسهم ولا تأثير لهم على اقرب الناس اليهم
لما ذكر نشأت اجيال في معان تعاني الامرين حيث لا وظيفة ومصدر دخل يمكنهم من ان يعيشوا حياتهم بهدوء ولا اراضي زراعية يمكنهم زراعتها والاستفادة من عوائدها ولا مهنة وحرفة تساعدهم على الخروج من المدينة للعمل ولا قادة للمجتمع المحلي يمكنهم اللجؤ اليهم لمساعدتهم .
المسؤولية هنا تقع مباشرة على السياسات الحكومية المتعاقبة كون الحكومة هي المسؤولة عن رعاياها من حيث تأمين الوظائف سواء بالقطاع العام او الخاص وايضا منح الشباب اراضي (تأجير) وتدريبهم وتاهيلهم ليكونوا مزارعين منتجين حسب طبيعة المنطقة . وكذلك تأهيلهم وتدريبهم على مهن مختلفة تساعدهم على استكمال حياتهم بشكل طبيعي .ومسؤولة عن خلق قيادت تكون حلقة الوصل بينها وبين افراد المجتمع.
هذا الواقع خلق جيلا من العاطلين عن العمل يسيطر على حياتهم الفقر واليأس والاحباط وهذا مناخ ملائم جدا لتفريخ متطرفين او مجرمين او ناقمين وحاقدين على كل شيء بدء من الاهل وانتهاء بالحكومة .
حل مشكلة معان يبدأ :
• بقرارت حكومية سريعة باستقطاب العاطلين عن العمل في مشاريع انتاجية سواء زراعية او صناعية بحيث يشعر المواطن بان لدى الحكومة النية الصادقة للحل .
• اعادة دراسة الواقع الاقتصادي والتنموي والاجتماعي والامني للمحافظة عموما ومعان خصوصا.
• اجراء تغيير في بعض الادارات التي فشلت بادارة الازمة واستبدالها سريعا لاثبات حسن النية في ايجاد حلول .
• جلوس الجميع مع الادارة المحلية والحوار للاتفاق على اليات تسليم المطلوبين للقضاء وليس لاي جهه أمنية ممكن ان تسيء لهم .
معان بكافة عشائرها مع الوطن وقضاياه ومع القيادة الهاشمية الحكيمة . ويتطلع ابناء معان الى حل جذري للملف الذي فشلت الحكومات المتعاقبة في معالجتة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012