أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ماذا وراء قصف الطائرات الاميركية لشمال العراق؟

بقلم : الدكتور شفيق علقم
12-08-2014 11:26 AM


 تنطلق الطائرات الامريكية بمختلف اشكالها وانواعها، محملة بمختلف انواع اسلحة القتل والدمار، تنطلق من ارض عربية في الخليج العربي ، بوقود عربي، وبمباركة عربية ايضا ، وعبر اجواء عربية ؛ لتقصف مناطق واراض عربية في العراق ، وابين في اليمن، كما تنطلق الطائرات الاسرائيلية (اميركية الصنع )في اجواء غزة في فلسطين تصول وتجول وتحمل الموت والدمار !!فالى جانب قصف الطائرات الامريكية في العراق ثمة تحليق دائم للطيران الامريكي بمختلف انواعه في الاجواء اليمنية طولا وعرضا ، وهناك قصف عشوائي بمشاركة الطيران اليمني والسعودي لمناطق في ابين في اليمن ، يطال المدنيين العزل ،ويصل الى كل شيء تقريبا، كما ان ثمة قصفا عشوائيا مستمرا للطيران الاسرائيلي فوق قطاع غزة بموافقة اميركية وعربية ايضا ، يستهدف البشر والشجر والحجر، وفي كل الحالات ثمة دمار وخراب وتقتيل وتشريد ،والمتضرر الاكبر في كل ذلك هم المدنيون ، فقد تعددت الاسباب والقصف واحد!
فالهدف في اليمن كما يزعمون، هو القضاء على تنظيم القاعدة المترسخ الجذورفي ابين ، وكذلك خلق حالة من الجفاء والامتعاض لدى السكان من تواجد قوات هذا التنظيم في مناطقهم، وبهدف ابعاد الناس عنهم وحماية المدنيين كما يزعمون.
اما في غزة فاهدافهم لا تبتعد عن ذلك كثيرا ، فهم يرمون الى تجريد المقاومة من اسلحتها المتطورة وتسييسها وتطويعها وربطها بنظام السلطة الفلسطينية المطواعة ؛وذلك عن طريق ارعاب الناس وتخويفهم وخلق حالة من الجفاء والعداء ورفض بالمقاومة، ممثلة بحركة حماس ، وخلق حالة من النفور وعدم التعاون معها ؛لانها كما يزعمون سبب في جلب الدماء والقتل والدمار والخراب والتشريد، ويدعون انهم يهدفون الى حماية الناس وارواح المدنيين ،واعادة الامن والامان للشارعين الاسرائيلي والفلسطيني وفق زعمهم.
اما في العراق فاهدافهم ثمة كبيرة وواسعة ،يغطونها بهدف معلن هو حماية المدنيين من المسيحيين والايزيديين، وحماية الاميركيين الموجودين في اربيل وبغداد ،وانقاذ ارواح الناس مما زعموا ان اعمال ابادة تجري هناك.لكن الحقيقة من التحرك والقصف الامريكي جاء لعدة اسباب واعتبارات ليس منها انقاذ الاقليات الدينية والعرقية كما يزعمون ، فمعطيات قصف الطائرات الاميركية تشير الى غير ذلك تماما ، فهو يهدف الى حماية الكيان الكردي العميل ،حامي المصالح الاميركية في هذه المنطقة الاستراتيجية، والذي يشبه الى حد كبير الكيان الصهيوني في فلسطين ،او هو نسخة طبق الاصل عنه لحماية المصالح الاميركية.فهذه الضربات الجوية ما جاءت الا استجابة لاستغاثة عميلهم البارازاني بعد اندحار وتقهقر قوات البشمركة ، وبعد الهزائم التي الحقها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية بها ، كما ان هذا القصف جاء تطمينا وتهدئة لشركات النفط الغربية الكبرى ، وتثبيتا لها ،بعد ان اعلنت عن نيتها سحب موظفيها من شمال العراق بسبب تهديد وتقدم قوات الدولة الاسلامية وسيطرتها على اجزاء واسعة من شمال العراق ، وبالتالي تهدف الى المحافظة على امدادات النفط المهددة بالانقطاع .
لقد جاءت هذه الضربات اثر سقوط سد الموصل الحيوي ذي الاهمية البالغة للمنطقة وما حوله بيد تنظيم الدولة الاسلامية ، والذي يؤذن ويشجع الزحف الى بغداد ودخولها والاستيلاء عليها ،وانهيار دولة عميلهم المالكي ،
كما جاء هذا القصف اثر سقوط الاقليم الكردي الذي يفتح بسقوطه الطريق امام مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية لتهديد دول الجوار ، شرق العراق وشماله ؛ مما يؤدي الى اتساع المناطق التي يسيطر عليها هذا التنظيم ؛ليصبح دولة قوية ذات شأن ،تهدد المصالح الاميركية والاوروبية الحيوية في المنطقة.
فهل جاءت هذه الحملات الجوية بهدف القضاء على هذا التنظيم واضعافه واحتوائه؟
ام ان ثمة مصيدة اميركية جديدة ؟ اوثمة مسلسل عراقي اميركي ايراني بريطاني عربي لتقسيم المنطقة وبلقنتها؟
وهل تزج هذه العمليات الجوية الولايات المتحدة الاميركية في حروب جديدة قذرة في المنطقة ؟
بخاصة بعد ان حقق مقاتلو الدولة الاسلامية مكاسب كبيرة على الارض؟
ام ان الاجهزة الاستخباراتية الاميركية والاسرائيلية وبعض الدول العربية وضعت مخططا جديدا مدروسا للمنطقة تريد تنفيذه ؟
ان القصف الامريكي يعتبر نقطة تحول خطيرة في المنطقة بشكل عام ،وفي العراق بشكل خاص ، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية ،وبخاصة فان اوباما لم يحدد موعدا لانهاء هذه العمليات ؛ بل واكد على استمراريتها وتوسيعها!
فهل يمكن ان تغير الضربات الامريكية من الواقع الجديد شيئا ؟
في اغلب الظن ومن خلال استقراء احداث التاريخ ومعطياته؛ فان تدخل اميركا لن يقلب الموازين العسكرية على الارض في المنطقة . وستفشل هذه الغارات الجوية الامريكية في تحقيق اهدافها ، كما فشلت في ابين ، وكما فشلت اسرائيل في غزة ؛ لان مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يتطلب وجود قوات اميركية كبيرة على الارض ،وهذا ما جربته اميركا في العراق وفشلت فيه، ولن تكرر خطيئتها التي ارتكبتها ؛اذ من المستبعد مشاركة قوات اميركية في نزاع عسكري طويل الامد في المنطقة ، كما ان التدخل الاميركي يفتقر الى قاعدة شعبية سواء داخل اميركا نفسها ،او داخل العراق او في المنطقة برمتها ؛بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الامريكية ( المارينز) اثناء احتلالها العراق.
ورغم مساندة ومباركة دول اوروبية وعربية واستعدادها القيام بدورها ، مثل فرنسا وايطاليا وبريطانيا وغيرها .ومع استشعار اغلب دول العالم للخطر الذي يمثله تنظيم الدولةالاسلامية ؛حيث اخذت بعض الدول تحشد قواتها وتستنفر اعلامها لمواجهة هذا الخطر الداهم ، وبخاصة اميركا واوروبا التي شعرت بانه خطر وجودي على كثير من الدول. فالنجاحات الكبيرة والهائلة التي احرزتها قوات هذاالتنظيم في المنطقة كلها سواء في سوريا او في العراق ،والتي تزداد باطراد كبير على الارض، وعلى مستوى التقدم والتعبئة والاستنفار والمبايعة والحشد ؛ فان ذلك يتطلب التاني ودراسة هذه الظاهرة الداهمة ،ومعرفة طبيعتها وقوتها واثارها.
فهذا التنظيم ليس تنظيما عشوائيا عبثيا ينتصر بالرعب كما يشاع ، بل هوتنظيم يحتاج الى معرفة حقيقة قوته ومن يدعمه ويحركه ويقوده ،والذي اصبح ظاهرة عسكرية قوية مرعبة ،وظاهرةعالمية بانخراط الشباب فيه من مختلف بلاد العالم ، ويمثل كما يزعمون خطرا اقليميا بخاصة بعد غزوته الناجحة في لبنان ،وتخطيطاته ورؤاه المستقبلية الكبرى التي يعلن عنها للسيطرة على المنطقة باسرها ،واعادة هيبة الخلافة الاسلامية من جديد ،واستيلائه على عدد كبير من حقول النفط في سوريا والعراق ، ومواقع استراتيجية حصينة واقتصادية، مما يزيد من قوته ومنعته ،بعد النجاحات المتلاحقة التي حققها في توطيد علاقاته مع السكان، حيث يقال انه خلق حالة من الود والارتياح لدى الناس في المناطق التي يسيطر عليها ،وبخاصة لان معظم مقاتليه ينتمون الى هذه المناطق ،كما انه يقال ان جرائم القتل والسرقة وغيرها من الجرائم قد زالت واختفت من المناطق التي يسيطر عليها ،كما هو الحال في ابين في اليمن ،وانه يعلن ان معركته الحقيقية مع اميركا ومن يحالفها ليس غير ،مما يجعله اكثر قوة ومنعة في توطيد علاقاته مع السكان ويزيده قوة على قوته ، ويظهر مقاتلوه اشد عزيمة وصلابة في الميدان ونصرا ، حيث ان هذا التنظيم يغير من استراتيجياته القتالية باستمرار، فتارة يقود حرب عصابات ، وتارة ينفذ عمليات استشهادية جماعية واحيانا فردية ، وتارة يغزو ويهاجم بجيش كبير جبار، لا تعرف تكتيكاته واستراتيجياته ونواياه.
الدكتور: شفيق علقم


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-08-2014 01:59 PM

داعش مجردة من اي صفة لاتخيف امريكا ولا غيرها بأي شكل من الاشكال ، ولكن مبرر الخوف من داعش انها تحمل صفة الاسلامية وصفة الخلافة وهذا مايخيف اسرائيل واذا ماخافت اسرائيل فمعنى ذلك ان امريكا ستخاف تلقائيا لخوف اسرائيل لأن قيام الخلافة يعني التفاف المسلمين وتوحدهم حولها ومعنى ذلك رفع راية الجهاد الاسلامي الذي يخيف الغرب والشرق معا .

2) تعليق بواسطة :
12-08-2014 09:58 PM

مقال لافت للأنتباه وخصوصا العباره (حيث يقال انه خلق حالة من الود والارتياح لدى الناس في المناطق التي يسيطر عليها ،وبخاصة لان معظم مقاتليه ينتمون الى هذه المناطق) ....وهذا امر عجيب ,فكيف خرج الكاتب بهذا الأنطباع !!!

فما هي حاله الود والأرتياح لدى الناس من بيع النساء العراقيات الأزديات في سوق الرقيق أو موت الأطفال ضمئا في جبل سنجار او قتل مئات الأشخاص او تهجير الأزديين والمسيحيين من الموصل ؟؟؟ وماهو وجه الأرتياح في ارتكاب الفظائع والأدعاء بعد ذلك أن الداعشيين " مسلمين" , وما وجه "حاله الود" اذا كان التنظيم يحارب التنظيم الذي يشبهه في نفس المشروع وهو جبهه النصره الذي اعلن هو الآخر عن "اماره اسلاميه " ويتقاتل الطرفان ويكفر كل منهما الأخر ويسيران على نفس طريق صراعات تلك التنظيمات في افغانستان والصومال ؟؟

كيف يمكن أن يكون مشروعك "تكفير الآخرين وقتلهم " وينشأ من ذلك وطن موحد !!!,فكما أنك تؤمن بمعتقدك الديني وتعتبره صوابا فالأخرين كذلك يومنون بمعتقدهم ولا يمكن ان تكون علاقتك معهم هي التكفير والقتل والسبي ويكون هناك ود وأرتياح حسب رأي الكاتب .

انه من المؤسف ان "الكتًاب" الذيين من المفروض أن يتصًدوأ لمهمه تنوير الأنسان العربي اصبحوا هم راس الحربه في تفتيت هذه الأوطان التي لديها اكثر تنوع ديني ومذهبي في العالم فلا ينفع أن يفرض احد على اخوانه في الوطن مذهبه او طائفته ,حيث يستفيد طرف واحد من هذا التمزيق العبثي للأوطان وهو اسرائيل التي لن تحقق هدفها بيهوديه دولتها والتخلص من فلسطينيي الداخل والضفه الا بوجود دول للشيعه والسنه والأكراد والعلويين ,,وبالتالي فهل هناك منطق بوجود "سنه" في دوله اليهود اذا كانت داعش تريد اقامه دوله "السنه" .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012