أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ملوخية نائبات البرلمان الأردني

بقلم : باسل الترجمان كاتب تونسي
06-12-2014 01:20 PM

'أختلف الأئمة والشيوخ في تقديم تعريف متفق عليه للملوخية، فمنهم من قال مصرية، ومنهم من قال شامية، وذهب بعضهم لاعتبارها مغاربية، وذهب بعض الغلاة لاعتبارها قادمة من كوكب أخر أو قارة أخرى، والله أعلم ومازال الخلاف قائما عن الفئة الناجية في تعريفها الأدق لصحة أصلها وكيف تطبخ'.


فجرت الملوخية أزمة خطيرة بين نواب محسوبين على التيار الاسلامي في البرلمان الأردني وعدد من النائبات بعد هجوم شنه عدد من النواب عليهن معتبرين أن من واجبهن تزيين أنفسهن لأزواجهن وطبخ الملوخية وتنظيف المنزل.


النقاش تفجر على خلفية اعتقال نائب مرشد جماعة الإخوان في الأردن بعد أن هاجمت النائبة هند الفايز تصرفات الجماعة ومواقفها، بينما وجهت النائبة خلود خطاطبة نقداً لاذعاً للإسلاميين اتهمتهم فيه بأنهم يتلقون أوامر من الجماعة الأم وينفذون أجندة بعيدة عن قضايا الوطن.


المشكل تحت قبة مجلس النواب الأردني ليس خارجا عن نطاق الحياة البرلمانية، لكن موقف جماعة الإخوان من المرأة وإصرارهم على النظرة الدونية واحتقار دورها السياسي يعكس رؤية تحمل الكثير من الموروث الديني والسياسي السيئ، وتعيد صياغته تحت راية الإسلام السياسي دون احترام لواقع المرأة في المجتمع ودورها الذي لم يتوقف عند أحلام الأخوان في تزيين غرف النوم وطبخ الملوخية.
رفض عقل الإخوان قبول فكرة المرأة المناضلة والسياسية والقادرة على مواجهتهم يقفز بهم للحلقة الثانية في منهج ردودهم المعدة سلفا على الخصوم، التكفير والاتهام بهتك أستار الدين أو دعوتها للعودة للمنزل لأنها عورة عقلً وجسدا.


هذا التوصيف للمرأة يجعلهم يفقدون صوابهم بسرعة عند خروج الحديث معها عما يعتقدون انه ممكن ومباح، والممكن والمباح مرتبط بالمزاجية، فالسياسة من العلوم الخاصة بالرجال حتما، والشارع وأحواله لا يعنيها إلا بما يهم حاجياتها المحدودة والقليلة، والقرارات القيادية في المنزل وما سيأكلون غدا إلى تزويج البنات القاصرات برجال في عمر الآباء وماذا سيدرس الأبناء هذا كله من واجبات ومسؤوليات رجل الإخوان العظيم الذي تكرم على المرأة وتزوجها وأطعمها ومنحها سقفا تعيش تحته.


الصدام الذي شهده البرلمان الأردني يؤكد أن هؤلاء خارج الزمن ويرفضون ما يجري بعيدا عن نظرتهم، فليس عيباً أن تطبخ المرأة الملوخية وتتزين، لكن العيب أن توصف بأنها وجدت لذلك.
قبل دخول مجلس النواب مارسن حياتهن بكل واجبات المرأة فيها، والعادي والإنساني أن تهتم المرأة بأبنائها وبتفاصيل جمالها لأنه ليس محصورا في غرف النوم بل الجمال رؤية إنسانية مشتركة تهوى النظر لكل ما يرتبط بفلسفته بعيدا عن هستيريا الجنس والحلال والحرام المسيطرة على عقول لا ترى فيه سوى انعكاس للكبت الساكن في عقول لا تعرف الشبع.


سيدات البرلمان الأردني لم يدخلنه من باب الترف بل من باب الالتزام الوطني ومسؤولية تجاه قضاياه، ودخولهم لم يكن بالتأكيد بأصوات ناخبي الإخوان، ومواقفهم لا تأتي بتعليمات من المرشد بل مما يمليه عليهم ضميرهم وولائهم لوطن وليس لجماعة.


رائع أن تعود السيدة النائبة لمنزلها لتجد أسرتها فتشارك معها في كل شيء، ومؤسف أن يعود نائب الأخوان لبيته فيجد من ينتظروه ليتلقوا التعليمات وينتظروا منه كل شيء من بشرى قراره بالزواج بثانية أو ثالثة أو صب غضبه على العائلة التي لم تلتزم الهدوء بعد أن عاد متعبا وصولا لإهانة أم المؤمنين لأنها لم تجد طبخ الملوخية.

الملوخية تعكس أزمة عقل الإسلاميين الجدد ورؤيتهم ليس فقط للمرأة بل لمجتمعات يحلمون بعودتها لعصور الجواري، كيف سيخرج الإخوان من زمن الملوخية إلى زماننا قصة تستحق الكثير من مراجعاتهم الفكرية وما أكثرها والتي انتهت دائما لمزيد من الانغلاق.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-12-2014 02:45 PM

.

-- واضح أن الكاتب التونسي إما لا يعلم او يعلم و يتجاهل أن النائب الاردني " يحي السعود " ليس عضوا او محسوبا على الاخوان المسلمين .

-- ومع ذلك استغل كاتب المقال المناسبة لمهاجمة حركةالاخوان المسلمين في بلده تونس مستغلا ما فعله السعود في البرلمان الاردني .

-- ليت كل حركات النهضة العربية اسلامية او يسارية او قومية في التنور و إعتماد المشاركة السياسية كحركة الاخوان في تونس .

-- ليت كل قادة الاخوان المسلمين في العالم كقادة اخوان تونس "راشد الغنوشي " و "عبد الفتاح مورو " و غيرهما في احترام الرأي المخالف و خيار الشعب في الحكم و التفاعل مع العصر في شؤون العقيدة .

.

2) تعليق بواسطة :
06-12-2014 05:53 PM

كلامك سليم --- في تونس عزيزي المغترب الأسلاميون قدّموا السياسة على الأيدولوجيا وما زالوا فنجحوا اما في مصر فقد قدّموا الأيدولوجيا على السياسة ففشلوا --- هنا المعضلة --- التونسيون اذكياء

3) تعليق بواسطة :
06-12-2014 06:51 PM

الاخ المغترب تحيه وبعد:

-الكاتب لم يخطي واظنك انت من ازحت الموضوع عن واقعه
-النائبه هند الفايز كانت ترد على الاقطش والشيخ الذان هاجما القوميين العرب

-السعود كان دوره في الحديث واراد ان تنهي هند كلامها وجدالها مع النائب الشيخ والنائب الاقطش

-اي ان القضيه كانت بين الاسلاميين والقوميين وتداخل السعود كان فقط لان دوره في الحديث قد حان

-حتى ان النائب الدغمي ايضا هاجد بشده ماتفوه به الاقطش وكان مع الدغمي العديد من النواب منهم القطاطشه مثلا لا حصرا

-نظرة الاسلاميين للمراة في 2014 مزرية ومنحطه وهاهم رعايا الخلافه وخليفتها يبيعون النساء في 2014
-قد تقول لي بان الاخوان يختلفون واقول لك بانهم جميعا ""قاريين عن شيخ واحد""-كما يقول التعبير الاردني

-سلمت اخي المغترب ومداخلتي للتوضيح وليس لاثبات ان مخطئ لاسمح الله

4) تعليق بواسطة :
06-12-2014 06:55 PM

يتناسب ازدياد التطرف ازدياداً طردياً مع ازدياد الهجوم على فئة معينة و محاولة الغائها تماما و استبدالها بفئة أخرى مخالفة لها بالأفكار.
هذا ما يفعله العرب ضد الاخوان المسلمين و محالة تكبير دور المرأة و تعظيم مفعولها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي مما يُنشئ فئة متطرفة إما منفصلة عن الفئة المضطهدة كالإخوان المسلمين أو فئة جديدة ليس لها ارتباط بأي طرف.

5) تعليق بواسطة :
06-12-2014 08:28 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012