أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


"مِعراج الكرَك"

بقلم : ابراهيم جابر ابراهيم
07-02-2015 01:52 AM
أرى تقلُّبَ وجهك في السماء. كأنَّ يداً ما معلَّقة فوق رأسك تمتدُّ لتحملك.
فاصعَد خفيفاً هذه المرَّة، بلا طائرةٍ وبلا مشيّعين، أنت الطائر.. ومحلُّ كل نجمةٍ ضع كعبكَ، يا طفلها الملوَّن العينين، هذي الطريق ستأخذك إلى سدرة المنتهى، فضع هناك رأسك ونَم.
يا قلب أمّك.
نم مثل سيدٍ مُنتصر، مثل فارسٍ خلا إلى نفسه، الحرب انتهت، والسماء غنيمتك الصغيرة، ضع رأسك على ركبة أوّل ملاكٍ تصادفه، وقل له أنَّك جئتَ من “الكرك”، تلكَ التي منذ جدّك جعفر تُنبتُ للشهداء أجنحةً، لأنّها تخجلُ أن لا تحملهم إلى الله كاملين !
..
أرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء.
والأسئلة تملأ فمك، لكنَّك ساكتٌ عمّا حولك كأنَّك في صلاة، أو تُعدُّ روحكَ لمعراجها، لتصعدَ الآن السموات التي لم تخضها بطائرتك، السموات التي يصعدونها مشياً، وصعدتها أنت مثل شمسٍ خاطفة، أو كما تُتمتمُ أمُّك بين صلاتين بدعاء قصير!
..
الحربُ وضعَت أوزارها على فوَّهات الأسلحة، الأسلحة التي أحاطت بك مثل غربانٍ سوداء، أمّا انتَ فاصعد الى الله واضحاً وصريحاً مثل ضحكات المنتصرين، هذه السماء الآن لك، تحت أشجارها سيجيء الأنبياء للسلام عليك، ويقرأون كتبهم المنزلة على جروحك،.. وتحتَ شجرةٍ سعيدةٍ هناك ستجدُ أوسمتك العسكريةَ كاملةً !
..
أرى تقلُّبَ وجهك في الركام.
في أنقاض البيوت، ووجوه الجنود، وأنتَ مثل ضوءٍ شحيح، يخفتُ قليلاً ثم يصَّاعدُ في السماء،
تنهضُ بين البيوت فيكاد ركامُها يضيء، ووحيداً .. واحداً .. تصعدُ، مثل سرٍّ ثمينٍ ضاقت به الأرض، .. وبدون اسمك أو رتبتك، دون “واحدٍ وعشرين طلقةً”، ... تصعدُ مثل أذان الفجر في “عيّ” .. وتصعدُ أرشقُ وأخفُّ وأسرعُ من النشيد الوطني!
..
والبنات يمشين في معراجك ضاحكات، منتشياتٍ، راقصات، يغنيّن للغزال الذي اصطدنه بغمزة عين، للفارس الذي ذاع عطره بين السموات، ويحلفن أنَّ لمثلك تتحنَّى العرائس، “ يا زريف الطول .. يا زين الشباب”.
..
أرى تقلُّبَ وجهك، وجهكَ الكريم.
وأرى السماء تنحني على ركبتَيها، تمدَّ لك يدها، تنتشلك، وتضع نجومها الكثيرة على كتفيك، وأنتَ تُقلِّدُها حروف اسمك الأربعة، حتى وإن احترقت أطرافها!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-02-2015 12:09 PM

بالامس رأيت عبارات على الفيس بوك تساوي الشهيد بابي الانبياء ابراهيم الخليل على نبينا وعليه السلام وهذا كفر ورعونه وترف عاطفي سخيف ؟
اما كاتبنا المقدام فاعلم ان الجنة لا يوجد فيها تبليغ للكتب السماويه ولا اوسمه عسكريه تحت الشجر هناك ؟وعسى الله ان يتقبل شهيدنا قبولا حسنا عنده حيث لا "هبل وحميه غبيه"
لماذا كل هذا التصعيد يا دولتنا العميقه ؟اين ستأخذون الاردنين هذه المره؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012