أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


بين الأردن والإمارات وتركيا!

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
18-06-2015 11:18 AM
هناك خمسة أسباب على الأقل من شأنها أن تسقط أي مشروعية للتشبيه بين الإمارات أو تركيا والأردن من حيث إقامة مشاريع نووية. فالقول إن الإمارات تبني مفاعلات نووية على الخليج العربي؛ فلماذا لا نفعل نحن ذلك، هو قول متهافت للأسباب التالية:-
السبب الأول هو اقتصادي وملاءَة مالية حيث أن الدخل القومي الإجمالي للإمارات تجاوز 400 مليار دولار سنويا (وفي تركيا أكثر من ضعف ذلك لعام 2013) بينما في الأردن فهو أقل بعشرة بالمئة من الدخل القومي الإجمالي للإمارات. وفيما تتراكم المديونية سنوياً في الأردن فإن الفائض في الميزان الإماراتي ضخم.
السبب الثاني وهو قدرة الشبكة الكهربائية الضخمة في الإمارات والتي سوف تتجاوز 35 غيجاواط عام 2020 بينما في الأردن لدينا الآن القدرة على توليد 10% من هذه القدرة وحسب الظروف الاستثنائية ولن تزيد عن 4 – 4.5 غيجاواط عام 2020 فإن شبك المفاعلات الإماراتية على شبكة قوية بنسبة مساهمة نووية في الشبكة لا تزيد عن 10% في حال انها عملت بمعدل إنتاجية 80% Load factor كما هي حال المعدل العالمي اليوم، بينما في الأردن فإن المساهمة النووية سوف تكون أكثر من 50% وهذا يعني احتمالية عالية جداً أن تنهار الشبكة تماماً. عند ذاك سوف يتطلب الأمر ربط الشبكة الأردنية على شبكات إحدى الدول المجاورة بعد تحديثها وإنفاق مئات الملايين من الدنانير.
السبب الثالث وهو أن الإمارات وتركيا لديهما صناعات بتروكيميائية وتكميلية متطورة ومصانع لمختلف الشركات العالمية وأيدي عاملة ماهرة باستطاعتها أن توفر الدعم الفني والصناعي لها خلال مراحل البناء والتشغيل.
السبب الرابع هو توفر كميات مياه هائلة في موقع البركة الإماراتي الواقع على الخليج العربي وله قدرة عظيمة على تحلية المياه لتبريد المفاعلات وكذلك مياه البحر المتوسط المتوافرة لموقع أكويو الأول ومياه البحر الأسود لموقع سينوب الثاني المقترح للمفاعلات النووية التركية.
السبب الخامس هو بُعد الموقع عن أقرب مدينة (أبو ظبي) بما يكفي، أي نحو مئتي كيلومتر، كما يبعد الموقع المسافة نفسها عن قطر وعن أقرب قرية سعودية على الحدود الشمالية الغربية بينما مدينة الازرق على بعد 20 كيلومترا فقط.
وبالرغم من أن الإمارات تعتمد على 98% من قدرتها التوليدية للكهرباء على الغاز الطبيعي وهو مستورد في معظمه من قطر وبسعر متدني جداً ولكنه غير مستدام فإنه ليس سبباً كافياً للتوجه صوب الطاقة النووية طالما أن لديها شدة شمسية عظيمة. ولكن الذي يشفع للإمارات أنها وضعت خطة لاستثمار مئة مليار دولار في غضون السنوات الخمسة القادمة في الطاقة المتجددة وبالتالي فإن الاستثمار في الطاقة النووية لا يزيد عن 20% من حجم الاستثمارات في الطاقات المتجددة النظيفة (الشمس والرياح وغيرها). بينما في الأردن فإن الاستثمار كله سيكون في الطاقة النووية بينما الشركات تتهافت للاستثمار في الصخر الزيتي والطاقة الشمسية رغم المعيقات ومن دون أن يكلف الدولة شيئاً يذكر.
وبناء على ما سلف هل يحق لأحد التذرع بأن الأردن ينبغي أن يحذو حذو الإمارات أو تركيا التي لا تقل عنها قدرة وملاءَة وتقدماً من حيث الأسباب المذكورة جميعها بل تزيد تركيا عن الإمارات في سعيها نحو الطاقة النووية كونها تستورد 90% من الفحم الحجري والنفط المستهلك فيها وتستورد نحو 98% من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه في حين سوف تناهز مستوردات تركيا من الطاقة 200 مليار دولار في السنوات الثلاث القادمة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-06-2015 09:34 AM

الكل يعلم ان السعودية وقعت مع الروس لترهيب ايران والحوثيين لا اكثر ولا اقل فهم ليس بحاجة للنووي لتوليد الطاقة ولن يصلوا الى تلك المرحلة قط

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012