أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الاحتلال يضيق على المسيحيين بمحيط كنيسة القيامة زخات مطرية الأحد والاثنين .. والأرصاد تحذر الفراية: تطبيق قانون السير الجديد بحزم ودون تمييز الجمارك تُحذر من صفحات تدعي مزادات وهمية ورسائل احتيالية تحويلات على الطريق الصحراوي بدءا من الأحد ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34654 شهيدا و77908 مصابا تثبيت 55 عامل وطن في بلدية مأدبا العام الماضي .. و250 غير مثبتين حملة لمكافحة الذباب المنزلي في الأغوار الشمالية مصدر مصري رفيع: وفد حماس وصل مصر وتقدم ملحوظ بالمفاوضات ضبط 34 مطلوبا ومروجا وتاجرا للمخدرات في إربد والعقبة والبادية الشمالية أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية البوتاس العربية تحقق أرباحاً صافية بقيمة (52) مليون دينار في الربع الأول من العام 2024 وتواصل مسيرة النمو والتطوير عدد سكان الأردن تضاعف في أقل من 20 سنة وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن حراك طلابي تضامني مع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


المناضل المجاهد الشيخ راشد الخزاعي

بقلم : د .احمد عويدي العبادي
02-08-2015 01:25 PM
هو الأمير الشيخ راشد ابن الأمير الخزاعي بن درغام بن فياض بن مصطفى بن سليم من عشيرة الفريحات من قضاعة الأردن، وقضاعة من أقدم قبائل الأردن الضاربة جذورها في تراب الأردن وتاريخه منذ الوثنية الى يومنا هذا.

انه أمير عربي أردني , وواحد من اعلام حماة التراب الأردني وأهله وهويته وشرعيته الوطنية وحرية الأديان والعبادات ومن عشاق الكرامة والشهامة وحب الوطن وصدق الانتماء وجزيل العطاء , وهو من رواد الداعين الى حوار الحضارات , ومشاركا فاعلا وهاما في تأسيس العديد من الحركات القومية في العالمين العربي والإسلامي , وهو امير كابرا عن كابر وينتمي الى بني عوف امراء عجلون زمن صلاح الدين الايوبي وهم من قضاعة الأردن والتي كانت من أقوى قبائل الأردن وظهر منها الملوك الأردنيون الضجاعمة الذين حكموا الأردن قبل الغساسنة وكانت جرش عاصمة مملكتهم الأردنية , لذا ورث الأمير راشد المجد عبر جينات الدم الممزوج بجينات تراب الأردن منذ زمن الوثنية الى يومنا هذا .

1 = حياته ونشأته

ولد الأمير راشد الخزاعي رحمه الله وتوفي في جبل عجلون، وكانت عاصمته بلدة كفرنجة قرب مدينة عجلون، وكان أجداده القدماء حكام عجلون ويتبعهم ما يحاذيها من فلسطين حتى مدينة نابلس غرباً، وقد عرف عن الأمير راشد معارضته وثورته علناً ضد الادارة الانتدابية لأنها اعتدت على شرعية الأردنيين وتمادت عليهم، ونهبت حقوق الأردنيين في السيادة والقيادة والمناصب والمراتب وعاملت زعامات الأردن وأهله بالتهميش والتطنيش والاقصاء، وعاملت الأردنيين بالفوقية والاحتقار. كما وقف الأمير راشد الخزاعي بوضوح وبقوة مع جهود الملك عبد العزيز آل سعود في توحيد جزيرة العرب باسم المملكة العربية السعودية، وتنظيفها من الزوائد الدودية الملوثة العميلة للاستعمار والصهيونية والماسونية

2 = دوره في الجهاد ودعم المجاهدين

واما دوره في الجهاد فقد قاد الأمير راشد الخزاعي مباشرة حملة وطنية اردنية من أبناء العشائر الأردنية بعامة وجبل عجلون بخاصة , لدعم ومناصرة ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين عامي 1935 م و 1936 م وتلبية نداء الثورة الفلسطينية الجهادية التي أطلقها الشيخ القسام رحمه الله ، وبذلك تفرد الأمير الخزاعي انه الزعيم الوطني العربي الوحيد الذي وقف إلى جانب الشيخ عز الدين القسام في ثورته , وأنه استقبل المجاهد القسام عندما لجأ ومعه كوكبة كريمة من فرسان المجاهدين الى جبل عجلون فأجاره الأمير راشد وعشائر جبل عجلون يدا واحدة وإرادة واحدة .

وقد امدهم الأمير راشد وعشائر عجلون بكل ما يلزم ويقدرون عليه، مما ترتب عليه غضب الانتداب والإدارة الانتدابية بالأردن على الأمير راشد، وضيقوا عليه وضايقوه بكل الوسائل لأهميته في الثورة ضد الصهاينة والانتداب وأذنابهم في الأردن وفلسطين، مما أجبره على مغادرة وطنه الأردن لاجئا سياسيا في السعودية في ضيافة الملك عبد العزيز ال سعود، ونتيجة لذلك اندلعت ثورة عجلون بالأردن عام 1937 م للمطالبة بعودة الأمير راشد واحتجاجا على الإدارة الانتدابية في الإساءة اليه.

عاصر الأمير راشد الخزاعي تأسيس الإدارة الانتدابية بالأردن ولم يكن راضيا بل كان رافضا أن يحكم الأردن ويتحكم به أناس من غير أبنائه وأهله من الغرباء والمطاريد والمقاطيع , على حساب الأردنيين الذين كانوا أكثر كفاءة ورجولة وعراقة واخلاصا من هذه القطعان الضالة الوافدة على البلاد , وكان الأمير راشد من كبار قادة الحركة الوطنية الأردنية وشكل مع أمراء الأردن من زعامات العشائر من الشمال والجنوب والبادية كوكبة مضيئة , ولكن التاريخ ظلمهم لأن السياسة الرسمية التي كانت ولا زالت , قائمة بالأساس على طمس معالم الأردن هوية ووطنية وشرعية وقيادات كبيرة وعظيمة , ليقال أن الأردن مصاب بالتصحر السياسي والقيادي والارحام العقيمة من ان تلد الاردنيات قادة وامراء ورجال , فيدعي الغرباء ان الأردن ارض بلا شعب ولا تاريخ ولا قيادات ولا زعامات ليكون للوافدين الذين ادعوا أنهم زعامات .

3 = الأمير راشد من زعامات الحركة الوطنية الأردنية

وحيث كان الأمير راشد الخزاعي من زعماء وقادة الحركة الوطنية الأردنية، فقد ترأس المؤتمر الوطني الأردني للحركة الوطنية الأردنية الذي انعقد في 6 آب عام 1933 م. (حيث تعرض لمحاولة اغتيال بعد انتهاء اعمال المؤتمر) وكان المؤتمر يهدف الى:

(رفض إعطاء فلسطين لليهود ومقاومة الخونة في شرق الأردن وفلسطين والعالم العربي ومقاومة القيادات العربية التي باعت فلسطين بكل الوسائل حيث قام الأمير راشد الخزاعي بفضح ومحاربة عملاء وسماسرة الوكالة اليهودية في شرق الأردن والذين قاموا للأسف ببيع أراضي أردنية في ذلك الوقت لحساب الوكالة اليهودية وهذا مثبوت رسميا برغم اخفائه).

, وكان رحمه الله يكرر القول: نحتج بكل قوانا على أقل تقسيم يمس البلاد العربية ونحن متهيئون للدفاع عنها , كما كان عضوا في العديد من الحركات القومية ومنها حركة القوميين العرب وحزب الشعب الأردني الذي تشكل عام 1927م، كما قاد ا مظاهرة إربد الشهيرة التي شاركت بها شخصيات من مختلف أنحاء الأردن للاحتجاج على إعدام الإنكليز للشهداء : فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد خليل جمجوم في سجن عكا إثر ثورة البراق الفلسطينية عام 1930م، كما شارك الخزاعي في المؤتمر الإسلامي في القدس، فضلا عن مشاركته في مؤتمر بلودان عام 1946 م الذي دعا إلى استعادة وحدة سوريا الطبيعية (بلاد الشام) والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها ناجي السويدي ,

4 = حمايته للمسيحيين من المذابح

اما في الاحداث والوقائع الإقليمية، فقد كان للأمير راشد الخزاعي دور في كثير منها على المستويين الوطني الأردني والقومي العربي زمن العهدين العثماني والبريطاني. فعندما اشتعلت الفتنة الطائفية في لبنان ومحيطها أواخر العهد العثماني قام الأمير راشد الخزاعي بمشاركة الأمير عبد القادر الجزائري بجهود جبارة وذلك بتطويق واخماد تبعات نار تلك الفتنة حيث أعلن الأمير راشد: أن كل من يقوم بالتعرض أو الاعتداء على أي مسيحي أو كتابي فإن ذلك سيعتبر اعتداء على شخصه وقبيلته وعلى كل العشائر الأردنية بعامة وعشائر عجلون بخاصة.

وأعلن أنه سيوقع العقوبة بالمثل على كل من تسول له نفسه بالاعتداء على أي مسيحي. وبناء عليه احتضن الأمير راشد أبناء الطائفة المسيحية من كافة أرجاء بلاد الشام وعمل على حمايتهم من أي تنكيل أو قتل، داعيا للتعايش السلمي بين الأديان ولاحترام جميع العقائد، مما ساهم بشكل مباشر في اخماد نار الفتنة التي بدأت شرارتها في لبنان واستشرت في بلاد الشام ابتداءً من بيروت وجبل لبنان، حتى أن بعض المسيحيين في تلك الاصقاع هاجروا إلى جبل عجلون طلبا لحماية الأمير راشد الخزاعي.

ولقد لقيت هذه اللفتة الكريمة التاريخية ذلك الصدى الواسع بين كافة الطوائف المسيحية في جميع بلاد الشام، ونال على أثرها وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في روما في عام 1887 م وهو أعلى وسام يمنحه بابا الفاتيكان للمطارنة والكاردينالات وهي المرة الوحيدة التي منحت فيها لمسلم، تقديرا لدور الأمير راشد في حماية الأديان وإرساء مبادئ حوار الحضارات ولجهوده في حماية وايواء مسيحيي المشرق العربي.

5 = رئيس حكومة عجلون

على أثر الفراغ الذي عانت منه الأردن بعد سقوط الحكومة في دمشق عام 1920 بعد معركة ميسلون، بادر الأمير راشد بتأسيس حكومة عجلون المحلية، وذلك لملء الفراغ السياسي في الأردن، حيث لعبت حكومة الخزاعي هذه، دورا في حفظ النظام، وإدارة شؤون الناس وأحوالهم، الى ان تم تأسيس الإدارة الانتدابية بعمان.

دعم الأمير راشد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي , إذ استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية اعتبارا من 25 تموز عام 1920 وقدم لهم , وبدعم من جميع عشائر منطقة عجلون كل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم، وباتت منطقة كفرنجة من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال، وصار منزل الأمير راشد مكانا للاجتماعات السرية للثوار السوريين , ومنه انطلقت الرسائل والاتصالات إلى معظم المجاهدين السوريين، هذا فضلا عن العلاقات المميزة والتعاون الوثيق مع الأمير سلطان باشا الأطرش وزعامات جبل لبنان عامة إضافة لدعمه المنقطع النظير للثورة الليبية بزعامة الشهيد عمر المختار ضد الاستعمار الإيطالي

6 = دور الأمير الشيخ راشد الخزاعي في ثورة القسام في فلسطين عام 1935 م

عمل الأمير راشد على امداد المجاهد عزالدين القسام ورجاله بالمال والسلاح والمأمن، واستقبلت جرود عجلون الثوار وكانت مع أهلها فراشا وغطاء لبذور الثورة في أرض فلسطين فكان الأمير راشد الأمير العربي الوحيد الذي وقف إلى جانب عز الدين القسام والذي لجأ مرة إلى جبال عجلون مع عدد من الثوار، وكانوا في حماية الأمير راشد ، وقد استمر الأمير راشد بدعم القسام ومعارضة عبيد الانتداب واذنابه إلى أن تمّت محاصرته رحمه الله بشكل سافر لا يطيقه الاحرار ، حينها غادر إلى السعودية، وجراء ذلك انطلقت ثورة جبل عجلون عام 1937 م ضد الإدارة الانتدابية كما ذكرنا أعلاه . واتخذت هذه الثورة بُعداً قومياً واضحاً، لأنها كانت تعبيرا عن هموم من هم 'شرقي الشريعة -نهر الأردن'، أي هموم الأردنيين.

لقد أنشأ الشيخ عز الدين القسام وحدات تنظيمية متعددة ومتخصصة من أجل دعم جهود المقاومة، ولم يكن يفصل في عمله بين الدين والسياسة، كما تعلم في الأزهر أن السياسة من أمور الدين، لذلك كان خلافه مع العلماء الذين حاولوا حصر الدين في الأمور العبادية، وهذا أمر تفسره اتصالاته السياسية مع الأمير راشد الخزاعي الفريحات من شرق الأردن وأمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر.

, التقى الأمير راشد بالحاج أمين الحسيني وقيادات فلسطين وزعماء آل جرار وآل عبد الهادي وقام بتمويلهم المباشر بالسلاح والأموال اللازمة للثوار الفلسطينيين عبر الوسطاء الذين كانت مهمتهم إرسال هذه المعونات الى الثورة الفلسطينية مباشرة، بالإضافة لقيام الأمير راشد بزيارات سرية متعددة الى فلسطين , يرافقه فيها مناضلون أردنيون أرسلهم الأمير راشد للقتال في فلسطين وتحت إمرة الثورة الفلسطينية مباشرة , كما أستقدم في طريق عودته الى الأردن مناضلين فلسطينيين مطاردين من اليهود والانتداب البريطاني واخفائهم وحمايتهم في الأردن وعند كثير من العشائر الأردنية .

إن الدعم المباشر من الأمير راشد لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام في فلسطين استدعى منه ومن معظم العشائر الأردنية الوطنية الموالية له مواجهة مباشرة مع أذناب الإدارة الانتدابية بعمان والعملاء والمتصهينين، حيث حاولت الأداة الانتدابية تصفية الأمير الخزاعي بقصف مواقعه وقتل كثير من الثوار الأردنيين التابعين للخزاعي في ذلك الوقت مما اضطره بعدها إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى السعودية كما ذكرنا أعلاه.

7 = وثيقة لجوء الأمير راشد الى ابن سعود

وقد وقعت أيدينا على وثيقة تاريخية نادرة من مجلة الصباح الصادرة في القاهرة بتاريخ التاسع والعشرين من آذار عام 1938 م بخصوص لجوء الأمير راشد الخزاعي للملك عبد العزيز آل سعود، وفيما يلي نص الخبر:

( كنتيجة مباشرة وبشكل خاص لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام وتحت سياسة الضغط والإرهاق من قبل الانتداب البريطاني وأعوانه في إمارة شرق الأردن في ذلك الوقت فقد اضطر الأمير راشد الخزاعي ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937 م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية , حيث عاش الأمير راشد الخزاعي لعدة سنوات في ضيافة الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في فترة عصيبة من التاريخ السياسي الأردني واللافت للنظر أنه ومن خلال وجوده في الأراضي الحجازية استمر الأمير في قيادة وتوجيه أتباعه القوميون العرب والموالين لفكره النضالي برغم صعوبة الاتصال في ذلك الوقت ) .

وفور انتشار خبر لجوء الأمير راشد إلى الديار السعودية انطلقت عدة ثورات شعبية في الأردن سميت ب 'ثورة عجلون' تشكلت من مجموعة من الثائرين الموالين للأمير راشد وقاموا بتفجير خط البترول (أنابيب النفط) القادمة من العراق مروراً بالأراضي الأردنية لفلسطين والذي كان تابعا للانتداب البريطاني في ذلك الوقت وقد اعتمد الثائرون الأردنيون في ثورتهم تلك على أسلوب حرب العصابات كوسيلة ضغط على الانتداب البريطاني وأعوانه واذنابه للقبول بعودة الأمير راشد الخزاعي ورفاقه للأراضي الأردنية.

وبالفعل تمت العودة بعد عدة سنوات رغم انف الادارة الانتدابية , نتيجة مطالبة معظم العشائر والمشايخ الأردنية بها وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمير المناضل راشد أمثال الشيخ مثقال باشا الفايز زعيم عشائر بني صخر والشيخ حديثة الخريشة من مشايخ بني صخر والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة الفلسطينية والمساندة للأمير راشد الخزاعي، وقد كان استقبال الأمير راشد الخزاعي ورفاقه حين قدومهم من الحجاز استقبالا وطنيا وقومياً مهيباً شارك فيه الوطنيون والمواطنون الأردنيون بالإضافة للقوميين والثوار العرب وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني

8 = علاقات الأمير المناضل راشد الخزاعي بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود

كانت للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود علاقات وطيدة مع الأمير الشيخ راشد الخزاعي (1850 م-1957 م) , وتجدر الإشارة إلى أن السلطان العثماني قد استحدث إمارة (سنجقية) عجلون عبر مئات السنين ومنذ عام 1517 م لإدارة تلك المنطقة من بلاد الشام , ، وقد دعم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المناضل الأمير راشد الخزاعي دعما مباشرا وقويا من خلال احتضانه ومنحه الحماية لأسرته وأتباعه الشيوخ واستضافته لعدة سنوات منذ عام 1937 م , ، كما دعم الأمير راشد الخزاعي بوضوح وبقوة جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في توحيد الجزيرة العربية والتي كانت قد توحدت حديثاً في تلك الفترة نتيجة لتلك الجهود الإعجازية . كما وتم عقد المؤتمر الوطني الأول عام 1928 م بزعامة الأمير راشد الخزاعي

9 = نتائج نضال الأمير راشد الخزاعي

كان لمواقف الأمير الشيخ راشد الخزاعي وتحركاته السياسية والنضالية، ومشاركته في المؤتمر الوطني الأردني العام، ودعمه للثوار ثمن لم يتوان عن دفعه، حيث بلغت الحكومة بالأردن في ذلك الوقت معلومات بأن هنالك اتصالات وعلاقة بين الأمير راشد الخزاعي والثورة في فلسطين ، فاعتقل رحمه الله ومعه كل من سالم الهنداوي وأحمد الروسان وتم نفيهم إلى العقبة , حيث لجأ الأمير الخزاعي منها الى السعودية، وأقام في الحجاز حتى تمكن من العودة، واستقبل بحفاوة صادقة لدى عودته إلى بلدته كفرنجة، التي أقام فيها حتى وافته المنية فيها، عام 1957 م، بعد حياة حافلة بما يستحق الاعتزاز والفخر.

لقد تم تغييب وإخفاء كثير من المعلومات التي تلقي الضوء على تاريخ الأمير راشد الخزاعي وعشيرته الكريمة وهم الفريحات، ودورهم المحوري في التاريخ السياسي الأردني المعاصر والوسيط والقديم، بسبب مواقف الأمير راشد الوطنية الأردنية التي كانت تصطدم بالغرباء والعملاء والاعداء والمتصهينين ، وضرباته الموجعة والموجهة ضد الاستعمار والانتداب البريطاني وزوائدهم الدودية في بلادنا ومطاياهم في بلاد الشام، فضلا عما كانت عليه معارضته الصادقة المعلنة للإدارة الانتدابية ومطاياها، ودوره الحيوي الرئيسي في دعم الثورة الفلسطينية ومحاربة الصهيونية.

ليس هذا فحسب، وانما كان الأمير معارضا شرسا لعمليات بيع الأراضي لعملاء الوكالة اليهودية في شرق الأردن، وترتب على ذلك محاربة العنوان السياسي بشراسة لهذا الأمير وعائلته بشتى الوسائل والطرق وتغييب سلالته واحفاده بشكل واضح عن تسلم أي موقع أو منصب رسمي في الأردن يليق بهم وبتاريخهم الوطني والعشائري العريق.


توفي في كفرنجة في عجلون مسقط رأسه عام 1957 م بعد حياة حافلة بالكرم والكرامة والاباء والشمم، حيث عاش محارباً مجاهداً مدافعا عن وطنه وقضيته وهويته وعقيدته الوطنية ولم يخشى في الحق لومة لائم، كان عربيا اردنيا مسلما ابيا عصيا، وقد رحل ودخل القبر لكنه دخل التاريخ من أوسع ابوابه.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012