أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


روسيف: قلب البرازيل يخفق لاستقبال أولمبياد 2016

12-08-2015 12:45 AM
كل الاردن -
خاطبت رئيسة الجمهورية الاتحادية البرازيلية ديلما روسيف العالم الرياضي بمناسبة استضافة بلادها لدورة الالعاب الاولمبية المقررة في مدينة ريو دي جانيرو صيف العام المقبل 2016.

وتناولت الرئيسة البرازيلية في الرسالة العديد من المحاور وعرضت فيها الجوانب الرئيسة ومدى قدرة بلادها على استيعاب حدث بقية الاولمبياد واكدت قدرة البرازيل بكافة مكوناتها على انجاح هذه التظاهرة العالمية بأدق تفاصيلها.

وفيما يلي نص الرسالة:
رغم وجود عام كامل على بدء العد التنازلي لانطلاق أولمبياد ريو 2016، إلا أن البرازيل ومنذ الآن تحبس أنفاسها استعداداً وشوقاً لاستضافة هذا الحدث العظيم.

إن قلب البرازيل السخي يخفق بشدة لاستقبال شغفيها والمتمثلين في الترحيب بالزوار من مختلف أنحاء العالم من جهة، والتنافس بحماس وروح رياضية عبر تقديم أداء رياضي متميز من جهة أخرى.

لقد شهدنا هذا الشغف خلال استضافة البرازيل لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وسيتكرر هذا المشهد مجدداً في 5 آب 2016، حيث سيشتعل شغفنا بالرياضة مع إضاءة الشعلة الأولمبية ورفع الراية ذات الحلقات الخمسة المتداخلة في استاد ماراكانا العظيم.
لم يكن بمحض الصدفة اختيار البرازيل لتنال شرف أن تكون أول دولة من دول أمريكا الجنوبية لاستضافة الألعاب الأولمبية.

تشتهر البرازيل عالمياً بتنوع طبيعتها ومناظرها الخلابة، كما أنها دولة ذات تاريخ مشهود له بالتسامح واحترام التنوع، والذي أصبح رمزاً عالمياً لهويتها الاجتماعية.

وبالطبع تستقبل البرازيل مختلف الأشخاص والثقافات بكل ترحاب وسعادة ولقد تمكن الشعب البرازيلي -من عمال ورجال أعمال وطلاب وعلماء وفنانين- من جعل البلاد واحدة من أكثر الشعوب انفتاحاً في العالم، بفضل قدراتهم الإبداعية وتضامنهم ومحبتهم واحترامهم للآخرين.

لقد نجحنا في بناء ثقافة راسخة للسلام والعمل.. تلك المجموعة من القيم والتي من شأنها توجيه عملنا الجاد لجعل الألعاب الأولمبية القادمة إحدى أفضل الأحداث الرياضية على الاطلاق، ولقد تمكنا من تحقيق هذا الإنجاز في بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتتوافر لدينا كافة الإمكانيات لتكرار هذا الإنجاز مجدداً في أولمبياد ريو 2016.. إننا نواجه هذا التحدي الكبير يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وذلك منذ فترة طويلة قبل البدء الفعلي للألعاب الأولمبية.

لقد بدأت التحضيرات للألعاب الأولمبية بالاستثمار في أهم الموارد لدينا: وهم رياضيونا، واستمرت من خلال الاستثمارات الكبرى في البنى التحتية الرياضية، وستستمر لتصل ذروتها في العملية الكبرى الجارية لتطوير مدينة ريو دي جانيرو -مما لا شك فيه بأنها المدينة ذات الطبيعة الأجمل لإقامة الألعاب الأولمبية منذ أيام اليونان القديمة.

خلال الأعوام الماضية، قمنا بالاستثمار بشكل كبير لتوفير الدعم المادي المناسب لرياضيينا ومدربيهم وفرقهم، وذلك من خلال برامج مثل «منحة الرياضي» و «خطة الميداليات البرازيلية».

لقد نجح رياضيونا المتميزون في تطوير أدائهم بشكل مستمر وذلك في كافة المنافسات التي قاموا بخوضها، مما يجعلنا ننظر إليهم كأبطال كبار وهم يشكلون مصدر إلهام لنا.

إن النتائج التي حصلت عليها الفرق البرازيلية في دورة الألعاب الأمريكية الأخيرة تعتبر مثال راسخ على مدى تحفز ودافعية رياضيينا.

وسوف نجني ثمار هذه الاستثمارات في الأشخاص والبنى التحتية ونحقق المزيد من النتائج بعيدة المدى وذلك في السنوات القادمة وبعد الانتهاء من الألعاب الأولمبية المقبلة.

وبالطبع فإننا نقوم بتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، إلى جانب الاستثمار في المنشآت الرياضية لمجموعة واسعة من أنواع الرياضات في كافة أنحاء البلاد، مما سيشكل الإنجاز الأبرز والذي سوف نجنيه من ألعاب ريو 2016.. إننا نؤمن بأن التعليم والرياضة هما أفضل حلفاؤنا لضمان تحقيق الاندماج والتكامل الاجتماعي، ومن خلالهما نعمل على تحفيز الشباب للسعي لتحقيق أهدافهم والشعور بروعة الإنجاز وتخطي حدود قدراتهم وتعلم العمل بروح الفريق واحترام منافسيهم.

تحفز الرياضة لدينا ثقافة التعاون واحترام الأخلاق والعمل الجاد كأدوات لتحقيق أهدافنا واحترام إنجازاتنا والاحتفال بها، إلى جانب ما يتمتع به أبناء الشعب البرازيلي المضياف من الشعور بالسعادة الطبيعية وتقدير للذات، فإننا سنتمكن من تحقيق الإنجاز الأبرز في ريو 2016.

كذلك فإن الإنجاز العظيم الآخر والذي سنجنيه من أولمبياد ريو 2016 هو التطوير الحضري لمدينة ريو دي جانيرو، إحدى أجمل مدن العالم والتي تشكل الرمز الوطني الأكثر شهرة.

لقد تم استثمار ثلثي المصادر المالية المخصصة لاستضافة أولمبياد ريو 2016 في إعادة هيكلة وتأهيل مجموعة واسعة من أعمال البنى التحتية والحضرية للمدينة، بما في ذلك: إنشاء خط قطار مترو جديد، وكذلك ترام يربط وسط مدينة ريو بكافة أنحائها، بالإضافة إلى عمل مسارات سريعة للحافلات التي تربط ما بين القاعات الرياضية التي ستقام فيها الألعاب. إن الهدف من هذه المشاريع الاستثمارية هو تحسين الخدمات في مجال النقل العام وتوفير خدمة التنقل للأشخاص أثناء وبعد الإنتهاء من الألعاب، لا سيما للمقيمين في الأماكن البعيدة والذين يعتمدون على وسائل النقل العام.
هذ ولن يقتصر التطوير على مجال البنى التحتية، بل سيتعداها ليصل إلى قطاعات أخرى، على سبيل المثال، سيصبح ميناء ريو منطقة ترفيهية وثقافية جديدة تجذب السكان المحليين والآلاف من السياح الذين تستقبلهم البرازيل في كل عام.

وفي المستقبل، سيتم بناء مكاتب جديدة ومباني سكنية في ميناء مارافيليا. وبذلك فإننا سنعمل على إستعادة الألق لمدينتنا الرائعة، والتي لطالما سحرت الناس من مختلف أنحاء العالم منذ اعلانها عاصمة للبلاد.

إن ألعاب ريو الأولمبية 2016 تعمل وبقوة على جذب استثمارات القطاع الخاص البرازيلي - وليس فقط في مجال الدعاية والرعاية أو في مجال تطوير الشبكات الفندقية الجديدة – حيث تصل إلى مجالات أخرى، فعلى سبيل المثال، فإن المتنزه الأولمبي «حديقة بارا الأولمبية» قد تم بناؤه بمساهمة كبيرة من قبل القطاع الخاص، واشتمل ذلك على أعمال البنى التحتية في تلك المنطقة.

كذلك فإن القرية الأولمبية، والتي ستقوم باستضافة الرياضيين من كافة أنحاء العالم، قد تم إنشائها من قبل القطاع الخاص، والذي بدأ في بيع الشقق الموجودة في تلك القرية. هذا ومن الممكن القول بأن ألعاب ريو 2016 سوف تحصل على أحد أعلى معدلات الاستثمار من قبل القطاع الخاص مقارنة بالألعاب الأولمبية خلال الـ 20 عاماً الماضية.

وسوف يصبح مجمع ديودورو الرياضي، وهو أحد المنشآت الرياضية والتي سيتم إقامة بعض المنافسات فيها، والواقع في وسط أحد المناطق الفقيرة لكنها ذات أعلى نسبة تركيز من حيث عدد الشباب في مدينة ريو، منطقة لجذب هؤلاء الشبان لممارسة الرياضات التقليدية ومركزاً لتدريب أفضل رياضيينا.

وسيشكل متنزه بارا الأولمبي حجر الأساس لإنشاء مركز التدريب الأولمبي والمنوي إقامته في المستقبل، والذي سيتولى مسؤولية إعداد وتأهيل أفضل الرياضيين في البلاد. كما ومن شأنه العمل على تعزيز علاقات التعاون الرياضي مع الدول الأخرى، لا سيما مع دول الجوار في أمريكا الجنوبية.

ولقد تم دعم هذه الجهود المبذولة من خلال الاستثمار في مختلف أنحاء البرازيل، وفي المجمل هنالك 12 مركزاً تدريبياً و 261 مركزاً لتدريب الناشئين، بالاضافة إلى 46 مضمار رياضي رسمي. وبلغ حجم الاستثمار في الإنجاز الرياضي في مدينة ريو وفي المناطق الأخرى من البلاد إلى ما مجموعه 1.2 مليار دولار أمريكي.

كما وأننا حريصون على أن تكون هذه المنشآت ملائمة من حيث التكلفة وقابليتها للاستدامة في المستقبل، ومن الأمثلة على ذلك، صالة المستقبل الرياضية، والتي ستستضيف منافسات كرة اليد في المتنزه الأولمبي، حيث تم بناؤها باستخدام وحدات مؤقتة، ليتم تفكيكها وتحويلها إلى (4) أربعة مدارس وذلك بعد الانتهاء من الألعاب الأولمبية.

ولضمان سير هذا المشروع العظيم بسلاسة، فإن ذلك يتطلب إيلاء انتباه كبير وبذل جهود مشتركة من قبل كل من الحكومة المحلية والولاية والحكومة الفيدرالية، وبالتنسيق مع اللجنة المنظمة وسلطة الألعاب الأولمبية العامة «اللجنة الأولمبية البرازيلية». هذا وستبقى كافة الأطراف ملتزمة بأداء دورها ومسؤوليتها لحين انتهاء الألعاب البارالمبية في أيلول 2016.

ويتطلب مثل هذا الحدث العظيم التركيز والانتباه لأدق التفاصيل بشكل مستمر، حيث أنه قد تم فحص جاهزية البنى التحتية والمشاريع الأولمبية لمدينة ريو من خلال إقامة عدة فعاليات أولية في مختلف أنحاء المدينة، وفي بداية عام 2016، سنكون قد نظمنا منافسات في 40 منشأة رياضية.

إن البرازيل على أتم الاستعداد لاستضافة الألعاب الأولمبية المقبلة. وسنظهر بكل فخر للعالم وبالتعاون مع اللجنة المنظمة آخر إنجازات الديمقراطية الراسخة والفاعلة، والتي تسعى لتقليص التفاوت الاجتماعي من خلال التنمية والاستثمار الاقتصادي. وهي نتيجة لجهود جماعية مبذولة من قبل جميع أفراد ومؤسسات الدولة.

إن قدرتنا على تجاوز كافة التحديات سوف تظهر للجميع، بما في ذلك 15 ألف رياضي أولمبي وبارالمبي والآلاف من الحضور وكذلك المليارات من المشاهدين.

وسيلاقي الرياضيون والسياح ترحيباً دافئاً بهم من قبل المجتمع البرازيلي، كما حصل خلال مباريات كأس العالم 2014، حينما سحرت البلاد جميع العالم بأجواءها الاحتفالية وبأمنها وفعاليتها بشكل عام.

في تلك الفترة، ومما لا شك فيه فإن جميع من شاهد أجواءنا الاحتفالية عبر شاشات التلفزيون أراد القدوم للبرازيل.

وفي عام 2016، لا تتطلعوا فقط للقدوم للبرازيل -بل قوموا بزيارتها للاستمتاع بكل ما هو متميز من خلال حضور هذا الحدث الفريد المتمثل في الألعاب الأولمبية - بالإضافة للاستمتاع بكل ما تستطيع دول كالبرازيل من تقديمه لكم وذلك في كافة الأوقات: بما في ذلك السلام والمحبة والأوقات الممتعة والكثير من السعادة!
نحن بانتظاركم بقلوب وأيادي مفتوحة.

بقلم: ديلما روسيف
رئيسة الجمهورية الاتحادية البرازيلية
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012