أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


حكاية "الضحية رقم 5" في الدوري الأردني!

21-10-2015 09:21 PM
كل الاردن -
الإعتراف بالذنب فضيلة، والبعض يعتبره فضيحة، ولذلك فإن كثيراً من الحقائق قد تغيب لسبب بسيط يتمثل بتسرعنا في إصدارنا للأحكام، وعدم مقدرتنا على التشخيص الصحيح للعلة، لكن وكما يقال: 'الشمس لا تغطى بغربال'، والحقائق ستكشف عاجلاً أم آجلاً.

نسوق ما سبق لنتحدث ضمن حكايات 'اقرأ واستمتع' في تقرير لهذا اليوم، عن حكاية جديدة بدأ يتداولها عشاق كرة القدم الأردنية فيما بينهم على سبيل الحسرة تارة، وعلى سبيل السخرية تارة أخرى، وتحديداً بعدما شهدت الملاعب الأردنية سقوط 5 ضحايا 'مدربين' بنيران الإقالة والإستقالة خلال بطولة دوري المحترفين لكرة القدم.

قالوا: 'بأن للخسارة أب واحد هو المدرب، وللفوز ألفُ أب'، وهو قول ينطبق فعلاً على واقع كرة القدم الأردنية، فالمدرب 'الغلبان' سيبقى 'الشماعة' الوحيدة التي تعلق عليها إدارات الأندية جميع أخطائها وقراراتها الإرتجالية والمزاجية، وهي لن تلتفت لـ 'دمعة' في عين مدرب يرحل، و'حسرة' في قلب جمهور يعشق، فكل ما يهمها البقاء في السراء والضراء.

إن البعض من إدارات الأندية في الأردن تكتفي بالدفاع عن نفسها بإتخاذ قرار جديد يعالج قرار سابق خاطىء اتخذته هي أصلاً، وربما نكتشف فيما بعد بأن القرار الجديد يكون خاطئاً أيضاً، فتعود الأيام لتدور على المدرب الجديد، وهكذا إلى أن ينتهي الموسم الكروي بأكبر عدد من 'الضحايا'.

خمسة مدربين حزموا الحقائب وهي سابقة تعتبر من 'العجائب'، فبطولة الدوري ما تزال في أسبوعها الثالث، والحُكم على المدربين يجب أن يكون ضمن مرحلة كاملة، وليس ضمن مباراة أو مباراتين لا تبلغ مدتهما 180 دقيقة، هذه إبجديات التعامل مع كرة القدم والمدربين على وجه الخصوص.

قرارات مستعجلة ومصالح شخصية وأخطاء تتراكم وحبل تسريح المدربين ما يزال على الجرار، صحيح بأن خمسة مدربين رحلوا لأسباب مختلفة ومتعددة، لكن العدد ما يزال مرشحاً للزيادة، هناك مدربين هم الآن تحت التهديد، والأسبوع الرابع قد يشهد تسريحهم في حال سارت الرياح بعكس ما تشتهي سفن الأمنيات.

لقد أصبحت الكرة الأردنية مرشحة لتحطيم الرقم القياسي في عدد 'إقالات المدربين'، وهو إنجاز يدعو في الحقيقة إلى خيبة أمل، ويكشف عن مدى غياب الإحترافية عن إدارات الأندية بالدرجة الأولى، وعن سوء واضح في إدارة شؤون فرقها، فضلاً عن افتقارها للخبرة والدراية الكافية في التعامل مع ملف كرة القدم.

وكرة القدم في الأصل، هي لعبة توقعات واحتمالات تخلو من المسلمات، تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ، مدرب قد يجتهد ويصيب، لكنه قد يخطىء في المرة المقبلة، وآخر قد يجتهد ويخيب، لكنه قد يصيب في المرة المقبلة، وفي الحالتين لا بد من إتاحة الفرصة الكافية للمدرب، والصبر على الخطأ في عالم كرة القدم، فيه من الحكمة والعقلانية الكثير.

وليس من المنطق، أن يغادر مدرب منصبه بسبب خسارة أو خسارتين، وبخاصة أن الطريق ما يزال طويلاً، بل يجب على الإدارات أن تتحلى بشيء من الصبر، وإلا لما قالوا 'الصبر مفتاح الفرج'.

أندية أردنية هي بطبيعة الحال 'تشكو' الطفر، وما تزال 'تتورط' بمزيد من الطفر بسبب قراراتها المستعجلة وغير المدروسة، فتسريح المدرب لا يكون 'بالمجان'، فهنالك شروط جزائية وأموال ستُدفع، والتعاقد مع مدرب جديد لن يكون أيضاً 'بالمجان' فهنالك عقد جديد ينص على اتفاق مالي، ولذلك فإن البعض من إدارات الأندية الأردنية تشتري 'الطفر' بإرادتها كنتيجة حتمية لغياب الإحترافية عن عملها.

والمدرب الغلبان.. مغلوب على أمره فعلاً، فهو اعتاد تقمص دور الرحيل وحزم الحقائب لكونه الحلقة الأضعف، وأصبح (أي المدرب) يؤمن بقرارة نفسه بأن الخسارة تعني رحيله، ولذلك أثره السلبي الكبير على عمل المدرب، حتى أن بعض اللاعبين أصبح نفوذهم يفوق نفوذ المدرب، والسبب إدارات هاوية.

يرحل المدرب بصمت، يذرف دمعة أو دمعتين، في حين يبقى اللاعبون، وتبقى الإدارات تمارس دورها وقراراتها المتسرعة بإقالة مدرب وجلب آخر، دون حسيب أو رقيب، ودون أن تستشير أصحاب الإختصاص.

وإدارات بعض الأندية 'الهاوية' تجد من اقالة واستقالة المدربين السلاح الوحيد لدرء الأنظار عنها، وبالتالي تنجح في تجنب تحمل أي مسؤولية قد تقع على عاتقها وتمتص بهذه الطريقة غضب الجماهير، فما يهمها أولاً وأخيراً المحافظة على كراسيها، 'فالبرستيج' هو الأهم قبل كل شيء، وحب الظهور على شاشات التلفاز في حال فاز الفريق، هي نقطة الإلتقاء الوحيدة بينها وبين جماهيرها.

وهنا نتساءل.. إليس الإدارات هي من اجتمعت قبل بداية الموسم وقامت بدراسة الخيارات التدريبية، اليس من هي التي تروت كثيراً قبل التعاقد مع أي مدرب؟، بلى، وهنا نتسائل، لماذا لم نسمع بعد رحيل خمسة مدربين ، تصريحاً أو تلميحاً يصدر عن إحدى الإدارات تحمّل فيه نفسها مسؤولية ما حدث؟... بإختصار لأن هنالك مدرب تعتبره 'جمل المحامل'!.

ختاماً، المشكلة ليست بالمدربين، فهنالك مدربون رحلوا قد أبدعوا مع فرق سابقة ، لكن مشكلة كرة القدم الأردنية تكمن ببعض مجالس الإدارات، إدارات تتقن فن الظهور وتعشق 'البرستيج'، أكثر مما تعشق العمل؟.


(كووورة - فوزي حسونة)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012