الطفيلة: تعليمات التشعيب تحرم طالبات من استكمال تعليمهن

الأحد , 19 أيار/مايو 2024

الطفيلة: تعليمات التشعيب تحرم طالبات من استكمال تعليمهن

06-09-2016 12:58 AM
كل الاردن -
تتسبب تعليمات وزارة التربية المتعلقة بتشعيب طلبة الصف العاشر وفق معدلاتهم، لتحديد المسارات الأكاديمية التي عليهم التوجه لدراستها، بحرمان طالبات في جرف الدراويش الواقعة شرق الطفيلة وتبعد عنها أكثر من 45 كم من استكمال تعليمهن.
وأدى قرار الدمج الذي طبقته الوزارة العام الماضي لحرمان تسع طالبات في التوجيهي من إنهاء تعليمهن والحصول على شهادة الدراسة الثانوية العامة، نتيجة رفضهن الانتقال لمدارس في الحسا البعيدة عن مساكنهن أكثر من 20 كم.
ويشير أولياء أمور أن وزارة التربية والتعليم حرمت الطالبات في منطقتهن البعيدة عن الحسا لأكثر من عشرين كم، وعن الطفيلة لأكثر من 45 كم، من الاستمرار في التعليم، بعد أن قبعن في المنازل، حيث لا يفضلون انتقال بناتهم إلى مسافات بعيدة وبشكل يومي.
وأكدوا أن مثل تلك التعليمات تسهم في تخفيض نسبة الطالبات اللواتي يكملن تعليمهن، بما يضطرهن إلى أن يقبعن في منزل ذويهن دون القدرة على استكمل التعليم، خصوصا في مناطق البادية والمناطق النائية، والتي على الوزارة أن تعمل على تشجيع البنات لإكمال دراستهن حتى إنهاء المرحلة الثانوية.
وأكدوا أن مناطق أخرى يطبق فيها القرار تتوفر فيها المدارس بكافة أشكال التعليم سواء المهني أو غيره من مسارات التعليم، بكل سهولة ويسر، فيما تحرم المناطق النائية من ذلك.
وقالوا إن على الوزارة عند تطبيق مثل تلك التعليمات أن تراعي الأوضاع المختلفة للطلبة ولسكان المنطقة، لا أن تفترض أن جميع السكان في المملكة تتوفر لديهم كافة المقومات التي تسهم في استمرار الطلبة في التعليم، لافتين أن مثل تلك القرارات تسهم في تراجع التعليم في تلك المناطق المحرومة من خدمات أساسية عديدة والتي يحتاج أبناؤها إلى مزيد من الفرص التي تهيئ وتساعد في الإقبال على التعليم خصوصا الإناث فيها.
وأكد قاسم بنيان من قرية جرف الدراويش أن الطالبات في جرف الدراويش حرمن من إكمال تعليمهن جراء العديد من التعليمات التي وصفها بـ'الجائرة'، والتي لا تراعي القدرة على التطبيق كما في مناطق نائية وبعيدة عن المدارس في سواء في الحسا التي تبعد نحو 25 كم، أو في الطفيلة، علاوة على كونها لم تراع طبيعة المجتمع بعاداته وتقاليده المحافظة، التي تفضل بقاء البنات في المنزل على أن يكملن تعليمهن في مناطق تبعد لمسافات طويلة عن مناطق سكناهن.
وبين بنيان أن حصول الطالب على معدل أقل من 60 % يجعله يتحول تلقائيا إلى مسار التعليم المهني دون الأكاديمي، فيما لم تعمل وزارة التربية على توفير مدارس مهنية قريبة تنتقل الطالبات إليها دون معاناة بعد المسافة، التي تضطر إلى أن يقطع الطالب نحو 100 كم يوميا.
وأكد أن ابنته في الصف العاشر وحصلت على معدل أقل من 60 % وجهها لدراسة فرع تعليم الاقتصاد المنزلي، في الوقت الذي حيث لم تهيئ مديرية التربية والتعليم مدرسة مهنية للبنات قريبة يتمكن من دراسة هذا الفرع التعليمي فيها.
وأشار إلى أن بلدة الحسا تخلو من مدرسة مهنية أو مركز تدريب مهني، سوى مركز تدريب مهني للذكور دون الإناث، ولا يعقل أن تذهب الطالبات إلى الطفيلة التي يوجد فيها مدرسة واحدة تدرس هذا المسار التعليمي، وتبعد عن جرف الدراويش 48 كم، في ظل عدم قدرة ذوي الطالبات على نقل بناتهم يوميا نتيجة أوضاعهم المالية الصعبة، علاوة على عدم وجود خط نقل عام يخدم تلك المنطقة، ومشكلات تتعلق بخطورة انتقالهن إلى تلك المدرسة. ولم تتمكن 'الغد' من الحصول على رد من مدير التربية والتعليم في الطفيلة سالم المهايرة بالرغم من الاتصال به هاتفيا مرات عديدة.