أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


البرلمان اللبناني ينتخب عون رئيسا للبلاد غدا

30-10-2016 12:55 AM
كل الاردن -
ينتخب البرلمان اللبناني غدا الزعيم المسيحي ميشال عون رئيسا للجمهورية ما سينهي عامين ونصف من شغور في المنصب انعكس شللا في المؤسسات كافة، لكنه لن يكون كافيا لوضع حد للانقسام السياسي العميق بين الفرقاء على خلفية نزاع دام مستمر في سورية المجاورة.
ويأتي الانتخاب في إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف اللبنانية الذين يختلفون حول كل شيء تقريبا، لا سيما حول الموقف من الحرب السورية. وتشمل التسوية، بحسب ما اصبح واضحا من التصريحات المعلنة، ان يكلف الرئيس الزعيم السني سعد الحريري الذي تبنى ترشيح عون أخيرا بعد خلاف طويل، تشكيل حكومة جديدة.
وفي بلد يقوم على التحاصص الطائفي في مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية والمناصب العليا في الدولة وصولا الى الوظائف العادية، يتوقع ان تكون مهمة تشكيل الحكومة شاقة وطويلة.
وتقول الباحثة في 'مجموعة الأزمات الدولية' سحر الاطرش لوكالة فرانس برس 'انتخاب عون ليس عصا سحرية. سينهي الشغور الرئاسي بالتأكيد، لكنه لا ينهي الأزمة السياسية وترهل المؤسسات والانقسام الكبير حول ملفات داخلية واخرى خارجية على رأسها الحرب في سوريا'.
وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في ايار/مايو 2014. ودعي مجلس النواب منذ نيسان/ابريل 2014 الى الانعقاد 45 مرة، من دون أن ينجح في انتخاب رئيس. وقاطع عون (81 عاما) مع نواب كتلته البرلمانية وكتلة حليفه حزب الله جلسات الانتخاب، مشترطين حصول توافق على الرئيس.
وانعكس الشغور في منصب الرئاسة شللا في المؤسسات الرسمية وتراجعا في النمو الاقتصادي في بلد صغير ذي امكانيات هشة ويرزح تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجئ سوري، ومن أزمات معيشية واجتماعية عديدة، على رأسها الفشل في التخلص من النفايات التي تملأ شوارع المدن والقرى.
وتقول استاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت كارول شراباتي 'من الماضي الذي نعرفه والشخصيات التي تحالفت مع بعضها والجو السياسي السائد، لا شيء يضمن الذهاب أبعد من تعبئة موقع شاغر'.
وتضيف 'نحن امام تحالف مصالح ولكل طرف حساباته. فعون يريد الرئاسة بأي ثمن، والحريري يريد إعادة بناء حلقته السياسية المنهارة، اما حزب الله فلا خيار آخر لديه وعليه ان يظهر انه ثابت على موقفه السياسي بدعم عون'.
وترى ان السؤال الحقيقي اليوم 'هل تسمح الاجندة الشخصية لكل طرف ببناء استراتيجية مشتركة على المدى الطويل طالما ان تحالفها ليس مبنيا على قاعدة مشتركة؟'.
وبحسب الاطرش، لا يمكن الحديث عن 'تحالف سياسي'، بل عن 'تلاق آني من الصعب ان يستمر، لان مصالح الاطراف اساسا متضاربة حول كيفية تقاسم السلطة'.
ويقدم عون نفسه منذ العام 1988، على انه 'الرئيس الاقوى'، مستندا بذلك الى قاعدته الشعبية المسيحية العريضة. وقبل الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام، ترأس سعد الحريري حكومة بين 2009 و2011 لم تنجح في ايجاد حلول لازمات البلد العديدة، لا سيما بسبب الخلافات الحادة بين فريقي الحريري المعادي للنظام السوري وحزب الله حليف النظام. وعاش الحريري معظم السنوات الماضية خارج لبنان، ما عرضه لتراجع شعبيته، على حساب تنامي التيارات الاسلامية المتطرفة.
كما يعاني الحريري على الصعيد الشخصي من مشاكل مالية، يغذيها تراجع اهتمام السعودية التي كانت تضخ أموالا ومساعدات على نطاق واسع للبنان ولحلفائها، وعلى راسهم الحريري، بالبلد الصغير الذي تأخذ عليه خضوعه لارادة حزب الله.
ويستبعد ان يفوز عون غدا من الدورة الأولى التي تفترض حصوله على أكثرية الثلثين. لكن سيتم التصويت مباشرة في دورة ثانية يكتفى فيها باغلبية النصف زائد واحد، أي 65 صوتا.
والى جانب كتلته (20 نائبا)، يحظى عون بتأييد 28 نائبا على الاقل من كتلة تيار المستقبل بزعامة الحريري، وكتلة نواب حزب الله (13 نائبا)، وكتلة حزب القوات اللبنانية (ثمانية نواب)، بالاضافة الى مستقلين. واعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بعد لقائه عون مساء الجمعة ان 'غالبية' أعضاء كتلته (11 نائبا) سينتخبون عون.
وبدأ التيار الوطني الحر الذي يترأسه عون استعدادات لاحتفالات ستقام بعد الانتخاب. واقدم ناشطون منه في عدد من المناطق على تعليق صور لعون مذيلة بتوقيع 'الرئيس القوي'.
وبحسب الدستور اللبناني، يكلف الرئيس بعد انتخابه شخصية سنية يتوقع ان تكون الحريري، تشكيل حكومة، ويجري رئيس الحكومة المكلف مشاورات مع الكتل النيابية تمهيدا لاختيار وزرائه وتوزيع الحقائب.
ويجمع المحللون على ان تشكيل الحكومة سيواجه عقبات كثيرة.
وتتوقع الاطرش ان 'نشهد انقساما جذريا عند تأليف الحكومة، وسنكون على الارجح امام مزيد من الصراعات الداخلية عند بحث كيفية توزيع الحصص'.
واحتاج الحريري في العام 2009 بعد تكليفه من ميشال سليمان، خمسة اشهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية. بينما أمضى رئيس الحكومة الحالي تمام سلام عشرة اشهر لتشكيل حكومة لم تنجز الكثير منذ تأليفها في شباط (فبراير) 2014.
ولم يستبعد رئيس البرلمان نبيه بري الذي أعلن معارضته لوصول عون الى الرئاسة ان يستغرق تشكيل الحكومة 'على الاقل بين خمسة وستة اشهر'، ما سيتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية.
وتقول شراباتي 'ليس مستبعدا حينها أن نجد أنفسنا أمام سيناريو رئيس جمهورية ورئيس مكلف بلا حكومة وبرلمان لا يفتح ابوابه، وبالتالي سنكون أمام افق مسدود'.
وفي حال النجاح في تشكيل الحكومة، ترى الاطرش انها ستكون 'حاوية للتناقضات والسؤال هو الى أي حد ستكون قادرة على ان تسيّر ولو جزئيا المؤسسات وان تعيدها الى المسار الصحيح؟'.
وتضيف 'لا يمكن توقع المعجزات ابدا من الحكومة'.


(ا ف ب)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-10-2016 09:15 AM

شاهدنا السفير المطرود من العراق
يتفتل بين ساسة لبناني
لإعطاء صوره إعلاميه أن
أن السعوديه لها دور بما يجري بلبنان
وإنها محرك الطبخه
وإنها من يوسع صحون الحصص السياسيه
وإنها عراب اللعبه اللبنانيه
طيب يا حبيبي
من سنوات قد خلت ترفضون الجنرال عون
كونه توأم لحزب الله
وكونه من جماعة المقاومه والممانعه
واليوم كيف تقبل السعوديه المسلمه
عون حليف الأسد وإيران وحزب الشيطان
وجميعهم بالمنظور السعودي كفره
ماذا أصاب السعوديه لتلعب مع حزب الشيطان
هل يريدون بعد جاستا التحول لحلف المقاومه والممانعه
يا هلا
يا هلا

2) تعليق بواسطة :
30-10-2016 10:24 AM

لبنان مرآة العالم العربي افهم ما يجري في لبنان تفهم ما يجري في العالم العربي .تحالف مسيحي شيعي ضد السنه . وايران ومليشياتها اضحت المحارب بالوكاله عن الغرب ﻻ اقول ضد اﻻرهاب ﻻبل ضد اهل السنه جميعا . وامريكا تكرر غلطتها بافغانستان عندما دعمت متطرفي السنه واليوم تكرر نفس الخطأ بدعم متطرفي الشيعه فهذه الميليشيات ستنقلب عليها بعد ان تتمكن ويصعب عﻻجها.

3) تعليق بواسطة :
30-10-2016 05:46 PM

....
الساحة اللبنانية ليست اولوية للسعودية حاليا ونتمنى ان تبعد عن لبنان لان لبنان المستفيدة من المليارات .

4) تعليق بواسطة :
30-10-2016 08:31 PM

الحق عالطليان، لمدة قرن تقريبا، تسيد اهل السنة في بلدان كانوا فيها الأقلية، وكان سبب سيادتهم هو تعاون قياداتهم مع المستعمر كونهم النخبة المتعلمة في تلك البلدان، ويقال ان السنة قد اساءت التعامل مع غيرهم من المواطنين ما عدا المسيحيون، ثم دارت الدوائر اكتسب خلالها اهل الشيعة وبعض الأقليات التي تشبههم دينيا، مفاصل القوة في عدد من البلدان العربية حيث وقعت الواقعة، اليوم اصبح من الصعب التنازل عن المكتسبات، والامل في المصالحة اصبح شبه مستحيل، و مبروك للبنان رءيسة الجديد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012