أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


موقف مروان المعشر من اتفاقية الغاز

02-11-2016 11:16 AM
كل الاردن -


يركز معظم النقاش الدائر حول اتفاقية الغاز الإسرائيلي، خاصة التبريرات التي وردت من الحكومة، على النواحي الاقتصادية. إلا أنه حتى هذه الحجة الاقتصادية التي تقول إن الأردن سيوفر 100 مليون دولار سنويا، لم تُدعّم بأرقام واضحة شفافة، ولم يرافقها أي جهد حقيقي للحوار مع المجتمع ومجلس النواب.
لكن الإشكالية الحقيقية لا تتمثل في مئة مليون دولار، وهو ليس بالرقم الكبير حتى لو صح؛ وإنما تتمثل في نية الحكومة ربط قطاع الطاقة الحيوي بإسرائيل، ولمدة خمسة عشر عاما. ولا أحد من الحكومة يريد التطرق لهذا الموضوع أو الدفاع عنه، لا بل لجأت الحكومة لوسيلة توقيع هذه الاتفاقية من خلال شركة الكهرباء لتجنب مناقشتها في مجلس النواب. إذ تريد الحكومة تمرير الاتفاقية بالرغم من المعارضة الشعبية التي لا يبدو أن حجمها ذو تأثير على القرار.

صحيح أن هناك اتفاقية سلام مع إسرائيل. لكن صحيح أيضا أن هذه الاتفاقية لا تجبر الأردن على توقيع مثل هذه الاتفاقية، خاصة أننا نعيش في زمن غير الزمن الذي وقعت اتفاقية السلام فيه، والذي كان من المؤمل في حينه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. فالحكومة الإسرائيلية اليوم غير راغبة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وقد صرح بذلك رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عشرات المرات أثناء حملته الانتخابية. وبعد أكثر من عشرين عاما، حاول الأردن والمجتمع الدولي جاهدين خلالها إنهاء الاحتلال، يبدو واضحا أن حل الدولتين مات، وأن لذلك تبعات خطيرة على الأمن القومي الأردني، ليس أولاها الحائط العنصري الذي بنته إسرائيل داخل الضفة الغربية، والذي كان للأردن موقف مشرف في معارضته أمام محكمة العدل الدولية؛ ولن تكون آخرها محاولات إسرائيل المستميتة إقحام الأردن في ترتيبات إدارية في الضفة الغربية لمنع قيام دولة فلسطينية.

يضاف إلى ذلك تعديات إسرائيل المستمرة على المسجد الأقصى، والتي أدت إلى تأزيم متصاعد للعلاقة مع الحكومة الأردنية، كان آخرها مشاركة نتنياهو نفسه في الحفريات التي تجرى تحت المسجد الأقصى، ودعوته الشباب الإسرائيلي للمشاركة في عمليات الحفر. هذا ما يحدث اليوم، فما بالك بما سيحدث خلال خمسة عشر عاما مقبلة؛ من المؤكد أن الأمور ستتجه خلالها نحو المزيد من التأزيم سياسيا وأمنيا جراء الممارسات الإسرائيلية.

وسط هذا الواقع الجيوسياسي، لسان حال الحكومة يقول إن كل هذا يمكن تجاهله، ويمكن لنا إدارة الأمور مع إسرائيل لأننا سنوفر 100 مليون دولار سنويا، بالرغم من إدامة الاحتلال، وبالرغم من تهديد إسرائيل للأمن القومي الأردني، وبالرغم مما يجري وسيجري في المسجد الأقصى، وبالرغم من مقتل أردنيين في غضون عام على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من المعارضة الشعبية الأردنية. دعوا كل ذلك جانبا، فنحن سنوفر 100 مليون دولار سنويا، من السهولة بمكان توفيرها عن طريق خفض النفقات في أماكن عدة.

ليست العاطفة هي الدافع من وراء هذا المقال. لكنني، كما كثيرون، لا أشعر أن مثل هذا القرار يمكن أن يتخذ بهذه البساطة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كل العوامل المذكورة أعلاه. من حق المواطن الأردني أن يناقش هذا الموضوع، وأن يتناوله بالتمحيص الكافي، أما أن يعامل الأمر وكأننا نستورد الغاز من سويسرا، فهذا لا يجوز. ولنفترض أن الغاز لم يكتشف في إسرائيل، فما كنّا فاعلين؟ ألم نكن سنبحث عن خيارات أخرى؟ وهل نصدق أن 100 مليون دولار سبب كاف لتعريض الأمن القومي الأردني لهزات مستقبلية؟

 أخشى أن السبب الرئيس وراء هذه الاتفاقية سياسي وليس اقتصاديا. وما أزال غير قادر على تخيل كيف ستصمد الحجة الاقتصادية الواهنة أمام ما ينتظرنا من تعنت إسرائيلي خلال الخمسة عشر عاما المقبلة، وكيف نقبل أن نرهن قطاعا حيويا في اقتصادنا لدولة تعمل ضد أمننا القومي، وضد الحقوق الفلسطينية.

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-11-2016 11:39 AM

ﻻ شك ان المتصهينين اﻻردنيين اضحوا يزاودوا على نتنياهو في خدمة اليهود . وليس ملف الغاز وحده يشهد على ذلك لكن تعديﻻت المناهج اﻻنسانيه دون العلميه واقحام ذكر الهيكل في احدها ( هيكل مطمور تحت التراب فيه أسرار الكون ) دليل على مدى اﻻستهتار الذي يمارسه هؤلاء بحق الشعب اﻻردني ودونما اي مراعاة لمبادءه ومصالحه اﻻستراتيجيه وقضاياه وعلى رأسها قضيه فلسطين والقدس واﻻقصى فالصراع مع اليهود لم ينتهي مالم ينسحبوا من الضفة والقدس واﻻقصى .واية مشاريع مهددة بالفشل في ضوء التطورات التي يمكن ان تحصل ازاء هذا الصراع

2) تعليق بواسطة :
02-11-2016 12:02 PM

وجهة نظر تحترم من سياسي قوي.
اذا كان هناك توفير ل 100 مليون سنوي فالاردن اولى بها.
هل نستطيع ان نقول غن مثل هذه الاتفاقيات تعتبر من ثمار السلام الموعود؟

3) تعليق بواسطة :
02-11-2016 12:04 PM

غواية المقالة دفعتني لقرآءته مثنى وثلاث ورباع.تميزك د.مروان بريادتك للمشهد،وطرقك ابواباً مجهولة لكتبة السلطة الذين هللوا للاتفاقية،واقتحامك للمسكوت عنه دون خوف.لقدعزفت على المفارقات واستولدت الاجنة المخبوءة وتحايلت على الكلمات لتمرير معلومات خطيرة يمكن للحصيف استدلالها من بين السطور.مقالتك قليلة الكلمات عميقة الدلالات ان دلت على شيءفانهاتدل ان من خطط اتفاقية العار سيجعلنا كقطاع غزة تحت رحمة الصهاينة فكلما غضبواعلى الغزيين اغلقوا الحنفية مصيبتنا في مخططناانه باع امننا الوطني بمائة مليون ورقة

4) تعليق بواسطة :
02-11-2016 12:28 PM

الدافع وراء توقيع هذه الاتفاقيه سياسي بامتياز ، وليس اقتصادي كما تدعي الحكومه ،
كافة وساءل الاعلام الغربيه التي اشارت للاتفاقية أكدت الدافع السياسي لتوقيع هذه الاتفاقيه ،
اتفاقية الغاز مع ما هو قادم من اتفاقيات في مجالات المياه ، النقل ، الزراعه ،التعليم لكافة مستوياته ، الأمن ، ترهن مستقبل الاْردن بيد اسراءيل ،
لا اعرف اذا كان صاحب القرار في الاْردن لديه أية خيارات في كثير من الأمور
وذلك ليس خافيا على الدكتور المعشر

5) تعليق بواسطة :
02-11-2016 12:29 PM

كنت آمل واهما ان لا يكتفي معالي المعشر بالتوصيف المكرور والذي يعرفة كل مواطن بان السياسة وراء كل ذلك وليس المنفعة لاقتصاد على الحافة. الاسئلة من، لماذا وكيف بامس الحاجة للتوضيح وهذا ما ينقص المضمون.

6) تعليق بواسطة :
02-11-2016 12:31 PM

اتفاقية الغاز سياسية بامتياز واقتصادية لاسرائيل لان الشركة الاجنبية التي ستخرج الغاز من ابار حيفا شرطها التسويق لاتمام عملية الحفر والتحديث للابار وليس هناك احد بالعالم يريد شراء الغاز الاسرائيلي فقامت حكومتنا بشرائه. فمن المستفيد هنا؟

7) تعليق بواسطة :
02-11-2016 01:33 PM

.
-- وصف اتفاقيه الغاز بانها سياسيه به رفع لقدرها ، الدافع لتوقيعها هو العمولات بغطاء اقتصادي وسياسي ، لم يأتي الوقت لتوضيح اكثر .

.

8) تعليق بواسطة :
02-11-2016 01:36 PM

ﻻ نريد ان نجر انفسنا لبيت الطاعه اليهودي كغزة والضفه طواعة ونرهن اساسيات الحياه لدينا من تعليم وماء وغاز بيد اسرائيل .فالماء من بحيرة طبريا والغاز من اسرائيل .ومناهج التعليم تعدل حسب رغبة اسرائيل .لقد سلمنا انفسنا طواعة ﻻسرائيل لنصبح كغزة او الضفه وعندما تصادر إسرائيل اراضي الضفه وتهجر اهلها الينا او تهدم اﻻقصى يقال لنا حينها لن نستطيع ان نفعل شيء واﻻ قطعوا عنا الماء والغاز والمساعدات اﻻمريكيه هل تستطيعوا ان تعيشوا بﻻ غاز وماء ..عجبا ﻻمة تتنازل عن استقﻻلها طواعة .كالشاة تسعى الى حتفها بظلفها .

9) تعليق بواسطة :
02-11-2016 01:46 PM

تم الاتفاق بين تركيا اردوغان الاسلاموي واسرائيل مد انبوب تحت البحر لايصال الغاز الى تركيا التي يمكنها ان تشتري ما تحتاجه منه وايصال ما تبقّى الى اوروبا,وهذا يعني ان شراء الاردن لهذا الجزء من الغاز لا يشكّل اي استفادة اقتصادية لاسرائيل,بل هي استفادة اقتصادية للاردن.

اذا كانت الاردن محاطة بكل هذه الدول

العربية المنتجة للنفط والغاز ولا يريدون بيع هذه المنتجات الا بالسعر

العالمي اضافة الى مصاريف النقل وكلنا يعلم ان الاردن غير قادر على

ذلك.

أما ان هذا الغاز فلسطيني,فعلى الفلسطينيين استعادة وطنهم!

10) تعليق بواسطة :
02-11-2016 06:13 PM

فتش عن المستفيد ،، لا بد ان هناك مستفيد ما

11) تعليق بواسطة :
02-11-2016 09:48 PM

الظاهر انك غير ضليع في عالم السياسة..صحيح هناك علاقات تركية اسرائيلية لكنها علاقة ند بند قوي مع قوي والدليل ان اسرائيل عندما قتلت مواطنين اتراك اجبر اردوغان الصهاينة على الاعتذار ودفع تعويضات لاهالي القتلى لكن علاقتنا نحن مع اسرائيل علاقة حمل مع ذئب والدليل ان اسرائيل قتلت القاضي زعيتر وقتلت سعيد العمر الكركي وقتلت رجل الامن ابراهيم الجراح وماكان من صاحب القرار الا الخنوع والصمت

12) تعليق بواسطة :
03-11-2016 12:07 PM

الدافع مادي وليس سياسي ولا اقتصادي ، فتش عندك عن الشخص المستفيد ،تحياتي

13) تعليق بواسطة :
03-11-2016 12:46 PM

مع الإحترام لكل ما تفضل به معاليه ولكن ألم تملوّ من ترديد نفس الإسطوانات وترجمتها للشعب بكافة اطيافه لتصبح مقالات تتردد على الصفحات؟المصيبه انكم من اصحاب القرار كنتم ولا زلتم ما علينا!

هي ليست عواطف نعلم تماما بل هي كرامة أرض وشعب وهويه مستقله وحكم ذاتي له هيبه وسياده!هي كذلك بغض النظر عن باقي التفصيلات المشروحه والمطالبات التي لم تنتهي منذ زمن إتفاقية الإستسلام والتسليم بلسانٍ عربي أصيل بأن إسرائيل هي السيده الأولى التي تتربع على عرش الوطن العربي!

أخي بالهويه الأردن سلّم رأسه للمقصله اليهوديه

14) تعليق بواسطة :
03-11-2016 12:58 PM

وعندما كان احد يريد سبّ اخر بأكبر مسبّه أن يقول له أنت يهودي أي صهيونية الديانه!

إتفاقية الغاز توقعت والزلمه فيكو يزحزحها! لا تلعبو على وتر المقدسات فستصبح مكرمه صهيونيه

نحن دوله وجودها بوجود إسرائيل وغير ذلك كله تخريف وتحريف, سياسه إقتصاد بزنس لا يهم المهم الأساسي أن العرب جميعاً اتفقوا ولأول مرّه بحياتهم على أن إسرائيل تاج رأسهم وهم لا يستطيعون الإستمرار بدونها وهي دوله قويه تحافظ على كيانها ولها قوتها وعندها مصادرها وزعماء بتعرف كيف تشتغل بين مجموعة رعاع يلهثون ولا يستحقون ما انعم الله عليه.

15) تعليق بواسطة :
03-11-2016 01:04 PM

ومن هذه الصفحه والمقاله أوجه شكري وإحترامي للقامه المحترمه سعادة فؤاد البطاينه على مقالته الأخيره ولأنه أغلق باب التعليقات وهذا حقه أحببت ان أقول له بانها من اروع ما كتب لأنها اختصرت مسافات وعبّرت بسلاسه ولخصت جميع المشكلات الكبيره والعويصه والمعقده بجملتين,فله جزيل الشكر والإحترم لإحترمه عقولنا.

16) تعليق بواسطة :
03-11-2016 05:16 PM

الأخوه الأفاضل المغترب والتعليق رقم ١٢
العمولات امر مفروغ منه ، في كافة المشاريع والصفقات ، والخصخصه و قناة البحرين والتعهدات ووووووو.......... الخ ،
وفِي تقييم اتفاقية الغاز ودوافعها اقصد الطرف الاخر وليس نحن
لكم تحياتي

17) تعليق بواسطة :
04-11-2016 02:46 PM

مياه طبريا تشرب منها عمان منذ عشرات السنين لم يحتج احد والبضائع بمختلف أنواعها تعبر باتجاهين بين الاْردن وإسرائيل الولايات المتحدة تدفع للأردن سنويا ٢ مليار دولار منح هل يعقل في عالم الاقتصاد ان تشتري الاْردن بدولارات أمريكا غاز من اي مصدر وتتخطي الشركه الامريكية نوبل اريجي المنتجه للغاز الاسرائيلي شاءت الظروف ان تكون الاْردن مخيم لاجئين لكل الدول ألعربيه بعدد سكان عشره ملايين في بلد بلا موارد ومحاصر من الأخوه الأعداء ويتم الطلب منه ان يحرر فلسطين وان يحارب شيعه العراق وسيسي مصر لخ

18) تعليق بواسطة :
05-11-2016 11:40 AM

الكومبرادور هو المستفيد من صفقة الغاز الاسرائيلي والبولندي ايضا

19) تعليق بواسطة :
05-11-2016 03:59 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012