أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


عودة فلسطينيي غزة إلى بلدهم

بقلم : حمادة فراعنة
06-11-2016 08:12 PM
محقون زملائي عمر كلاب ، وفهد الخيطان ، وخميس عطية ، وطارق خوري وغيرهم ، لإهتمامهم بقضية فلسطينيي قطاع غزة من المقيمين في الاردن ، منذ نكسة عام 1967 ، وتشردهم عن بلدهم ولجوئهم إلى الاردن طوال الخمسين سنة الماضية ، والدفاع عنهم ومطالبة الحكومة بإنصافهم ومنحهم الحقوق المدنية أسوة بالاردنيين لأكثر من سبب .

وبداية لا أزايد على زملائي ، فهم الاقدر والاخلص مني في الدفاع عن هذه الشريحة من الفلسطينيين ، ولكنني أرغب أن أنبه مجرد التنبيه – بلا مزايدة – على أن هؤلاء شريحة من شرائح الشعب العربي الفلسطيني ، وهم ليسوا بغزيين أو غزازوه كما يرغب البعض منا تسميتهم ، سواء كان قاصداً بذلك ، أو جرت العادة وتعود هذا البعض عليها بدون قصد مُسبق ، ولكنني أُنبه لمجرد التنبيه فقط ، على أن هؤلاء جزء من الشعب الفلسطيني وهم فلسطينيون وفلسطينيون أولاً وأخراً وليسوا مجرد غزيين أو غزازوة ، في محاولة التهرب من توصيف هويتهم الوطنية كما هي وكما يجب أن تكون بإستبدالها بهوية بديلة غزيين أو غزازوة ، كما يحلو لمؤسسات المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي تقسيم الشعب الفلسطيني في مناطق الإحتلال الاولى عام 1948 ، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة بإطلاق أربع هويات عليهم وهي :
1- دروز ، 2- بدو ، 3- مسيحيين ، 4- عرب إسرائيل ، ولولا بسالة الشيوعيين وقياداتهم الفكرية والسياسية والادبية جورج طوبي ، توفيق طوبي ، إميل توما ، إميل حبيبي ، محمود درويش ، سميح القاسم ومعهم في وقت لاحق ومتصل بعض القيادات الوطنية القومية أمثال حنا نقاره وصبري جريس وعبد الله نمر درويش وعبد الوهاب درواشة ، ورائد صلاح ، الذين تمسكوا بهويتهم الوطنية الفلسطينية وقوميتهم العربية ودياناتهم الإسلامية والمسيحية والدرزية في مواجهة محاولات الاسرلة ، لما تحقق لهذا القطاع من الفلسطينيين بروز هويتهم وقوميتهم ودياناتهم والحفاظ عليها ، ولذلك يسعى الإحتلال لإطلاق إسم الغزاوي والضفاوي على فلسطينيي مناطق الإحتلال الثانية عام 1967 ، وإظهارها كهويات جهوية بديلة للهوية الوطنية الفلسطينية الواحدة نقيض الهوية الإسرائيلية المفروضة المرفوضة .

لا أقصد من ذلك أن زملائي المحترمين من المتورطين بإطلاق هذه الهوية على فلسطينيي قطاع غزة من المقيمين بالاردن ، ولكن كما قلت لمجرد التنبيه ، وإعادة التأكيد على هوية هؤلاء الضيوف على أرض بلادنا إلى حين حتى ولو طال زمن إقامتهم المؤقتة على أرض الاردنيين ، بكل رحابة صدر كما فعل الاردنيون ولا زالوا مع أشقائهم العراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين الذين تعرضوا ولازالوا لكل أنواع القسوة غير الانسانية وغير الاخلاقية على أيدي المقاتلين في بلادهم الذين دمروا سوريا وليبيا والعراق واليمن كما سبق وفعلوا في الصومال وكما حاولوا في الجزائر وتونس .

الفلسطينيون من أبناء قطاع غزة المقيمون على أرض الاردن لهم حقوقاً مدنية واجبة حتى يعودوا إلى بلدهم ، وإلى وطنهم الذي لا وطن لهم سواه فلسطين ، والاردن ومصر وسوريا والعراق وليبيا والخليج وأوروبا وأميركا وأستراليا مكان مؤقت للإقامة حتى يعودوا لبلدهم ووطنهم بكل كرامة وإحترام كما يستحقون ، حينما تتوفر الفرص والظروف لذلك ، وبعد أن ينتزعوا هذا الحق من براثن الصهيونية والإحتلال والعنصرية .

بسالة أهالي قطاع غزة كلفوا الإحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة متعددة متلاحقة فرضت على شارون أن يختار برنامج ترك غزة وإنحسار قوات الإحتلال عنها وإزالة قواعده العسكرية وفكفكة المستوطنات عنها منذ عام 2005 ، ومنذ ذلك الوقت ، وعلى أثر الانحسار الإسرائيلي وإزالة المستعمرات وقواعد جيش الإحتلال ، هناك سلطة محلية وطنية فلسطينية ، ومنذ حزيران 2007 تقود حركة حماس قطاع غزة منفردة ، على الرغم من الحصار الإسرائيلي على القطاع ، ولذلك ، وتأكيداً على حق العودة ، وتنفيذاً للقرارات الدولية والعربية والفلسطينية ، علينا ، وفي طليعتهم زملائي الاشد حرصاً على أهالي قطاع غزة ، علينا وعليهم وعلى الحكومة الاردنية صاحبة الولاية أن تعمل على تسهيل عودة الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة ، إلى قطاع غزة ، أقول تعمل الحكومة ونحن معها كسياسيين وبرلمانيين وصحفيين وقادة رأي عام ، لتسهيل عودة هؤلاء لوطنهم طالما إنحسر الإحتلال عن جزء من بلدهم وهم منه ، لا أن نطردهم أو نمس بكرامتهم بعد أن عاشوا معنا لخمسين سنة خلت .

على الحكومة صاحبة الولاية ، ومعها وعنها ونضغط عليها من قبل النواب كي تعمل الحكومة على وضع برنامج وطني قومي لعودة النازحين من أبناء قطاع غزة إلى غزة ، بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية ، ومع حركة حماس ، ومع الحكومة المصرية لعودة هذا القطاع من الفلسطينيين لبلدهم ووطنهم ، ويستعيدوا هويتهم الوطنية ، وجواز سفرهم الفلسطيني ، ورقمهم الوطني الفلسطيني ، ومن ثم من يرغب منهم ، ومن لديه مصلحة منهم أن يأتي إلى الاردن زائراً أو مقيماً ، عاملاً أو طالباً للدراسة ، فله ذلك ، طالما أن سوق العمل الاردني يسمح بذلك ، وطالما أن الانظمة والقوانين الاردنية لا تمنع ذلك ، ولكن حينذاك يأتي هؤلاء من فلسطين ، بإعتبارهم مواطنين فلسطينيين وليسوا كما كانوا وكما هم الان حيث يحملون هوية « بدون « أي ليسوا بأردنيين وليسوا بفلسطينيين .

محقة الحكومة أن تتراجع عن قراراتها وتسمح لفلسطينيي قطاع غزة من المقيمين في الاردن ، أن تسمح لهم بحرية العمل والسكن والتملك كحقوق مدنية فقط أسوة بالاردنيين ، ولكن هذه الاجراءات الميسرة لحياتهم عندنا يجب أن لا تكون على حساب العمل الدؤوب والمتواصل لعودة هؤلاء إلى قطاع غزة ، وبأقرب فرصة ممكنة ومتاحة ، وإذا لم تكن متاحة وممكنة علينا أن نعمل لتوفير هذه الفرص ، وأن نجهد كي نوفر الظروف والتسهيلات لجعل عودتهم إلى قطاع غزة ممكنة وميسرة عبر العقبة وسيناء ، ونوفر جسر دائم وأداة تواصل مستمرة لتشجيع هؤلاء لعودتهم إلى بلدهم وإلى وطنهم فلسطين – قطاع غزة ، وبلا تردد وبلا خوف من جانبنا وجانبهم ، هل ندرك ؟ هل نفعل ؟ هل نرتقي إلى مستوى المعرفة الحقيقة كي نعرف أين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني خارج وطنه فلسطين ، وهي أن تكون بإتجاه واحد وخيار واحد نحو فلسطين ، بلد الفلسطينيين كما هي سوريا بلد السوريين ومصر بلد المصريين والاردن بلد الاردنيين .
h.faraneh@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-11-2016 05:11 PM

والله يا اخ حماده ما حدا حكى الصحيح غيرك في زمان صار الصحيح فيه تهمة والكذب والارتزاق بطولة ولا حول ولا قوة إلا بالله

2) تعليق بواسطة :
06-11-2016 05:39 PM

مقال ذو خطاب راقي .. وازن ومتزن .

حتى تتحقق عودة فلسطينيي قطاع غزه لا بد ان يتحقق أمران اثنان :
1- رغبة فلسطينيي غزه بالعوده لبلادهم
2- تجاوز رغبات اسرائيل بافراغ فلسطين من اهلها

ان الافساح للفلسطينيين بالاردن هو بالواقع افساح لليهود بفلسطين . اسرائيل ما فتئت تدفع باتجاه توطين الفلسطينيين خارج فلسطين ، وللاسف تجد من يعينها على تحقيق اهدافها من العرب ومن الفلسطينيين انفسهم . يتم كل ذلك بمبررات الدين تاره والعروبه تارةً اخرى !
هذا هو رأينا ، ولا نحمل الناس عليه .

3) تعليق بواسطة :
06-11-2016 07:08 PM

اول مرة يطرح كاتب هذا الطرح الوطنى الصادق وبدل ان يكون الضغط على الاردن ان يكون على من طكردهم من بلدهم ولكن يجب ان يكون هناك تشجيع لهم ببنا مساكن لهم علاوة على مدهم باموال واقامة المشاريع لهم لماذا اليهود يجلبوا اليهود من جميع اصقاع العالم وبناء المساكن ومدهم بالمال وهم اصلا لا صلة لهم بهذة البلاد وبغير ذلك لم يتم ما طرحة الكاتب وسيلاقى الكاتب نقد شديد من الكثيرين على العرب ان يكون موقفهم مشجع وبذل الغالى والنفيس وان لا نشجع الهجرة من فلسطين مقابل جواز سفر ووظيفة مهما كانت وبغير ذلك يكون تنظير

4) تعليق بواسطة :
06-11-2016 07:18 PM

هذه غزة محرره ليذهب الكاتب ويعيش بها يستثمر ويؤسس مؤسسه اعلامية فيها ما المانع .

5) تعليق بواسطة :
06-11-2016 10:07 PM

نضج واتساع افق من الكاتب المحترم الغيور على حقوق اهل غزة نتمنى على كتابنا وبعض الصحفيات اللذين انهالوا على حكومتنا بتوجيه اللوم والمسؤلية دون ادنى مراعاة للاردنييين والفلسطسنين على حد سواء فقط لاغراض شعبوييه بالية مستهلكة اشبعونا فيها ومكتسبات رخيييييبصة لك الشكر

6) تعليق بواسطة :
07-11-2016 08:08 PM

تحية للكاتب على جرأته ونطقه بالحق كونه جاء ردا على ما تتداوله هذه الأيام بعض أقلام تدس السم في الدسم تحت ستار الإنسانية والرحمة والمودة وهي المدفوعة من جهات معينة
تشجع على التوطين والتجنيس ووأد الهوية الوطنية.وكأنك نطقت كفرا أستاذنا الكريم فراعنة وقطعا ستهاجم وسيقولون بك ماقاله مالك في الخمر مع أنك لم تنطق إلا بالحقيقة فشكرا على شجاعتك ونخوتك للحفاظ على وطن الجميع وليس الطارئين عليه ويعلمون أن الديموغرافيا والعبث بها هو مقتل هذا الوطن وبداية النهاية لأمنه واستقراره

7) تعليق بواسطة :
07-11-2016 10:47 PM

كلامك و كانك تطالب بالتوطين و التجنيس و ليس بحق العودة ,,,,

8) تعليق بواسطة :
08-11-2016 12:04 AM

الحكومه ليست محقه باعطاء أبناء غزه حقوقا مدنيه لان هذه الخطوه هي البدايه للتوطين والتجنيس ..

9) تعليق بواسطة :
09-11-2016 09:19 AM

ذكرتني بعادل امام . محدش يسألني حاجه لاني مش فاهم كلمه من اللي انا بقولها .

مع احترامي الك كاتبنا :

بس انتا بواد والحكومه بواد .
شلو امل الغزاويه وصارو وافدين بعد خمسين سنه .بتحسهم كفار قريش .
الاولى والاجدر ارجاعهم غصب وخاوه مش تقطع رزقهم مشان يموتوا جوع هون.لا عمل ولا تعليم ولا صحه

10) تعليق بواسطة :
09-11-2016 12:21 PM

كلام منطقي وحيادي بعيد عن العواطف والشعارات المستجدية للشعبيات الفارغة. لكن على الاستاذ الفراعنة ان يكون جاهزا لتفادي سهام الاتهامات التي ستدب عليه من كل حدب وصوب لانه حلل بأسلوب عقلاني معضله ووضع لها حلولا ترضي جميع الأطراف وتوضد حق الفلسطينيين في العودة الى ارضهم رغم انف الاحتلال. من ينادي بغير هذا الطرح هو من يطالب بالوطن البديل وتكريس الاحتلال كواقع وضياع الحق الفلسطيني.

11) تعليق بواسطة :
13-11-2016 02:33 PM

شو رأي النائب خليل عطيه لما أتحدى وزير الداخليه ....وقال ...روحهم اذا بقدر ....الآن شو جواب وزير الداخليه ..جاوب الأردنيين يا حماد

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012