دراسة: 99 % من مرجان الأردن والعالم سيتعرض للابيضاض القرن الحالي

الأحد , 19 أيار/مايو 2024

دراسة: 99 % من مرجان الأردن والعالم سيتعرض للابيضاض القرن الحالي

26-01-2017 10:24 PM
كل الاردن -
كشف برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن أن 99 % من الشعاب المرجانية في الأردن والعالم خلال القرن الحالي، ستتعرض إلى ما يسمى بـ'الابيضاض'، نتيجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.
ووفق توقعات، بحث علمي جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن المشكلات المناخية الجديدة ستعرض أولى الشعاب المرجانية للابيضاض السنوي، والذي يعد أخطر تهديد على أحد أهم النظم الإيكولوجية في كوكب الأرض.
وتحدد هذه التوقعات عالية الدقة، التي تستند إلى نماذج مناخية عالمية، موعد ومكان حدوث الابيضاض السنوي للشعاب.
ووفق الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، تعرضت الحيود المرجانية للعديد من المهددات، كانت في معظمها بفعل الإنسان، مثل إقامة المشاريع المتعددة ذات الطابع الصناعي والتجاري والسياحي بشكل عشوائي، والتي أثرت على مساحات شعاب المرجان.
كما أن الشعاب المرجانية في العالم، تتأثر بالتغير المناخي خصوصاً عند ارتفاع درجات الحرارة وتغير حموضة مياه البحر بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، وما يرتبط بها من ارتفاع مستوى سطح البحر، حسب القائم بأعمال المدير التنفيذي في الجمعية إيهاب عيد.
وقال عيد، إن ظاهرة التغير المناخي ما تزال غير واضحة المعالم في خليج العقبة، ونسبياً، فإن نسب ابيضاض المرجان ما تزال في 'الحد المقبول'.
وأضاف إن ظاهرة الابيضاض قد تكون طبيعية تحدث بسبب بعض الكائنات الحية التي تتغذى على الطحلب الموجود في المرجان، أو أسباب بشرية مرتبطة بالتغير المناخي أو غيرها.
وبحسب الدراسات وبرامج المراقبة التي تقوم بتنفيذها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، من خلال برنامج المراقبة الوطني، فإن الخصائض الفيزيائية والحيوية لخليج العقبة ما تزال 'متقاربة' ما يؤكد بأن تأثيرات التغير المناخي ما تزال 'غير مؤثرة على الحيود المرجانية في الخليج'.
وكان تقرير نشر العام 2008، حول حالة المرجان في العالم، أظهر أن الدول خسرت 19% من النسبة الحقيقية للمرجان، في وقت تصل نسبة المهدد منها بالانقراض والزوال لحوالي 15%، وذلك خلال العام المقبل.
ولفت التقرير، الذي تضمن آراء 372 خبيرا بالمرجان من 96 دولة، إلى أن ما 'نسبته 20% من المرجان مهددة بالخطر خلال 20-40 عاما المقبلة، وأن 46 % من المساحة الحالية له يمكن اعتبارها حيوية، ومعظم المهددات هي بشرية المصدر'.
وأكد مدير برنامج البيئة البحرية في الجمعية محمد الطواها أن 'ظاهرة التغير المناخي هي ظاهرة واقعية تحدث في دول العالم ومنها الأردن وهو من الدول المتأثرة وهي مسألة وقت فقط لظهور تأثيراتها على خليج العقبة ان لم يتم اتخاذ اجراءات محلية ووطنية ودولية للحد من هذ الظاهرة'.
وبين أن المرجان 'يعتبر جزءا من الحيوانات، ويعتبر معدل نموه بطيئا جدا (حوالي 1 سم في العام)، لذلك فإنه من الممكن مشاهدته هذه الأيام في خليج العقبة، والذي يعود عمره إلى مئات وآلاف السنين'.
وبالإضافة إلى كونه مركز الجذب الرئيسي للسياح، وفقه، فإن الحيد المرجاني يلعب دورا مهما في دعم بقاء العديد من الأشكال الحياتية.
ومن أجل حماية الحيود المرجانية في الأردن، تم العمل على تأسيس متنزه العقبة البحري، الذي ساهم في توفير حماية لمساحة مهمة منها، إضافة إلى إطلاق برنامج المراقبة الوطني، حيث تتم مراقبة صحة المرجان وحيويته وقياسها من خلال مراقبة النوع الصلب منه.
وتم تسجيل أكثر من 300 نوع من المرجان الصلب والطري، حيث يلاحظ على طول شاطئ المتنزه البحري تجمعات مرجانية مشاطئة تسمى بالحيود المرجانية أو الرصيف المرجاني.
ووصف رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة إريك سولهايم تلك التوقعات بـ'الكنز بالنسبة لأولئك الذين يناضلون لحماية أحد أكثر النظم البيئية روعة وأهمية في العالم، من ويلات تغير المناخ'.
وأضاف أن الحيود 'تسمح لمحبي البيئة وللحكومات بإعطاء الأولوية لحماية الشعاب التي قد يكون الوقت متاحا لتأقلمها مع الاحتباس الحراري في البحار، وتظهر لنا هذه التوقعات أن الوقت ما يزال متاحا للعمل قبل فوات الأوان'.
وستتعرض شعاب أخرى، مثل تلك التي تقع قبالة ساحل البحرين، وفي شيلي وبولينيزيا الفرنسية، للابيضاض، وفقا لدراسة نشرت مؤخرا في مجلة التقارير الطبيعة العلمية.
وتشير التوقعات إلى أن الشعاب في تايوان وحول أرخبيل جزر تركس وكايكوس ستكون من بين أول شعاب العالم التي ستتعرض للابيضاض السنوي.