أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


"تصدع جبل سلحوب الصخري".. خطر لا يعرف موعده

01-02-2017 12:23 PM
كل الاردن -
فتحت حادثة الانهيار الجبلي على طريق جرش قبل ايام الباب على مصراعيه أمام تخوفات من انهيارات مماثلة في مناطق اخرى في المملكة.

«التصدع او الفلق الصخري» في منطة سلحوب، الذي وقع بعد استخدام المتفجرات في فتح وتوسعة طريق جرش في التسعينات ، ادى الى تشققات عميقة في الجبل الصخري بحسب احد القاطنين في المنطقة عليان الخوالدة.

وقال الخوالدة ان التفجيرات التي استخدمتها وزارة الاشغال انذاك كانت قوية وبشكل يومي ، وقدم سكان المنطقة انذاك شكوى بهذا الخصوص، دون جدوى ، وكان رد وزارة الاشغال حينها ان هذه الطريق ستخدم عامة الناس.

واضاف الخوالدة انه وبعد الانتهاء من التفجيرات سمع القاطنون في المنطقة والجيران اصوات غريبة تشبه «الهدر والفقع» ، وكأنه «نواح» عالي الصوت ، وجاء اقرب الجيران القاطنين بالقرب من مكان وقوع الفلق من الجهة الشرقية هاربا ، ويشكو من سماع اصوات غريبة تحت الارض واهتزازات في احدى الليالي ، وفي الصباح بدأت هذه التصدعات العميقة بالظهور ليصار الى ترحيلنا من المنطقة.

وكشف الخوالدة ان وزير الاشغال انذاك المهندس سعد هايل السرور جاء بفريق من المهندسين وتحدث معنا وتم تعويضنا عن المنازل وترحيلنا لمناطق متفرقة.

واضاف ان الوزارة انذاك احضرت خبيرا اجنبيا لدراسة الحلول حيث تم عمل قاعدة للجبل من الصخور والاتربة ومن ثم ضغطها حتى اصبحت هذه القاعدة هي نفس الطريق الحالية باتجاه محافظات الشمال.

نقيب الجولوجيين الاسبق بهجت العدوان ،اكد رواية الخوالدة ، وقال «ان الانزلاقات الارضية في تلك المنطقة ظهرت على الجانب الشرقي من الطريق بعد إنشاء الطريق الدولي الذي يربط عمان في الشمال في التسعينات من القرن الماضي».

واضاف العدوان ان هذا الفلق يتحرك ببطئ نتيجة وقوعه على ارض لينة ودخول المياه اليها في كل موسم شتوي ، ونتجت بسبب قطع وقص قاعدة الصخور المائلة باتجاه الطريق مما ساهم بزيادة الضغط الافقي باتجاه ميل الطبقات وتحرك الكتل الصخرية الهائلة لتضغط على قاعدة الطريق وغير القادرة على تحمل هذه الأوزان، ما ساعدها على الإنزلاق.

وبين ان التربة اسفل الطبقة الصخرية تشبعت بالمياه وساعدت على تسهيل حركة الطبقات الصخرية وإنزلاقها، لذلك تم تسجيل اقوى الانزلاقات واشدها ، حسب التقرير الجيولوجي التفصيلي الذي أعده الدكتور الجيولوجي علي الناقه والدكتور محمد عبدالغفور في الاعوام 1991-1992 و 2004-2005 جراء تساقط كميات كبيرة من الأمطار.

واضاف ان الخارطة الجيولوجية التي أعدت عام 1993 للدكتور الجيولوجي علي السواريه والدكتور مجدي برجوس لصالح سلطة المصادر الطبيعية تظهر مناطق الانزلاقات على طول الطريق وهي مثبتة بشكل واضح على الخرائط.

وقال العدوان « رغم توفر هذه الدراسات والخرائط الجيولوجية التي تزخر بها رفوف مكتبة سلطة المصادر الطبيعية ومكتبات الجامعات الاردنية، إلا أنه لم يتم الأخذ بها عند إنشاء مشاريع البنية التحتية وخاصةً الكبرى منها ، ما سيؤدي بالنهاية الى خسائر مادية وبشرية محتملة، لا سمح الله ، لو حدث إنزلاق مفاجئ في اوقات الذروة».

وبين إن أية محاولات لحلول آنية وقصيرة المدى لن تكون لها فائدة ، مؤكدا ضرورة الايمان بقاعدة إستحالة معاندة الطبيعة ، لذلك فإن أفضل الحلول هو نقل المسرب الحالي والمحاذي للإنزلاق الى الجانب الغربي ليصبح محاذياً للتحويلة القادمة من اربد الى عمان بعد دراسة فنية جيولوجية تفصيلية قبل الإنشاء.

وزاد العدوان «أما فيما يخص باقي الطريق فيجب العوده لفتح الدراسات المعمولة أصلاً للبحث عن نقاط الخطر والتفكير بحلول هندسية قبل حدوث أي إنزلاق.

مصدر هندسي رسمي في وزارة الاشغال العامة والاسكان قال ان هذا الفلق وبحسب المختصين لم يصل بعد الى مرحلة الخطر وهناك متابعة دورية من الوزارة لمراقبة اي تحرك لهذا الجبل.

واضاف ان دخول مياه الامطار لهذه التشققات تضعف البنية التحتية للجبل والكتل الصخرية التي تزن ملايين الاطنان.

وحول تحرك هذه الصخور قال ان هناك ضغطا ملاحظا وزحفا على السناسل الحجرية الملاصقة للجبل والتي تحمي الطريق في حال سقوط اي كتل صخرية وهذا الضغط والتحرك البطيء يشكل خطرا لا يعرف متى سيقع.

وطالب المصدر بانشاء طريق متلاصق بمسربين للطريق المؤقت الذي انشئ على الجبل الغربي والذي تسير عليه المركبات القادمة من محافظات الشمال نحو العاصمة وهي ارض مستقرة وثابتة ولا يوجد عليها اية ضغوط.

«الرأي» حاولت الاتصال بامين عام وزارة الاشغال للوقوف على تداعيات هذا الفلق الصخري على مدى اربعة ايام، ولم يتسنى لها الاتصال به ، ففي كل مرة يكون الرد من مكتبه: سنتصل بك لاحقا ، وفي النهاية طلبت سكرتيرة الامين العام التواصل مع مديرة الدراسات في الوزارة ، والتي كانت وقتها في اجازة بحسب احد زملائها ، وعند الاتصال بهاتفها المحمول لمرات كان مغلقا.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012