أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


السنيد يكتب... وأوى احمد الدقامسة الى غرفته

بقلم : النائب السابق علي السنيد
05-03-2017 05:15 PM

كتب النائب السابق علي السنيد

عندما اقبل الليل، ولف المهاجع في ظلمته، وأوى بطل الباقورة إلى غرفته، وأغلقت عليه الأبواب الحديدية، وداعب النوم الجفن السجين ، فتلك حكاية من حكايات الحرية، رددها الليل الحزين على جرح فلسطين، وبوابة الشعب الحزين.

في الليلة الأولى حدث السجن احمد الدقامسة عن قصص الذين تركوا فيه سنين العمر على مذبح الوطن، وفسرت له الحيطان بقايا أسمائهم التي نقشوها هناك للأبد، وكلمته الأقفال عن سجناء غرباء قلوبهم مآذن تدق بالحرية، وأسرت له الزوايا عن حكاية الدمعة الحرى التي سكبتها على موعد مع الشوق عين سجين متخف مضى، وترك في السجن حلمه، والدمعة المقتولة تطلع كل يوم في حلق السجانين، فالسجن سجل وطني.....

هناك كان ليث شبيلات منفردا، وتوجان الفيصل، وزكي بني ارشيد ، واحمد عويدي العبادي، وعطا ابو الرشتة، وعلي العتوم، ومحمد أبو فارس، وعلي أبو السكر، ووصفي الرواشدة.

وفي الزاوية البعيدة ما يزال يتردد صوت عكرمة الغرايبة، واحمد الصعوب، وسالم جرادات، وأيمن العتوم، وماجد المجالي، وكامل نصيرات، ومحمد الفقهاء، وضيف الله قبيلات، وهشام الحيصة.

وفي زاوية أخرى يطل خيال ميسرة ملص، وعلاء الفزاع، وفهد الريماوي، وسعود القبيلات، ويوسف غيشان. في كل مكان قصة، وعلى كل حيط نقش وطني.

الأماكن لا تنسى، وهي تحدث عن ساكنيها، هل هي خزانة الحزن الوطني، ام سجل المعذبين؟؟؟

أما الساحة فما زالت تردد أسماء من عذبوا فوقها على خجل، وتعترف بصرخات زياد غزال، ومجاهد محمد طايع. وهناك تلك الشبابيك سودتها قصص من 'شبحوا' عليها . وكل بلاطة تحمل قصة معذب، عذبه عذاب شعبه، وعذبه من عذب شعبه، وعذبه نسيان شعبه لعذابه.

والسجن يحكي، ويحكي، وعين الدقامسة كلما حط عليها النوم جاءتها روح سجين سابق تداعب أحلامها، وتقرأ عليه السجل الوطني منذ أول الوطن، فالسجن سجل وطني، ارواح السجناء فيه حرة تحلق في سماء الوطن الابهى.

العذابات في السجن لا تموت.. لأنها صارت من الأملاك الوطنية، والسجان، والقفل، والكلبشات، وموعد الزيارة، ووقت التفتيش، والغرفة، والشاويش، والبربيش، ودمعة الأم، ، والابن، والأخ، والوالد، والزوجة، والاحتقار، والأمراض المعدية، والغرف التي تنظفها دموع المساجين، ووقت الغروب، وقطع الكهرباء، وهبوط الليل على جدران المعتقل، والنجمة التي لمعت من السماء، وتراءت من طاقة الباب الحديدي، وهمسها للسجين أن روحه حرة. حقا 'إن كل ثانية أخذت من عمر صاحب رأي' هي أمانة في عنق الأردن.

كل شيء يحدث احمد عن نفسه، وكل دمعة تدله على مكانها، وكل صرخة تزور الدقامسة، وما تزال تحمل هم صاحبها، وتعلن أن عمر السجناء لم يذهب هدرا، وانه في ذمة الشعب.

و الدقامسة يحط في كل مكان، وفي كل الإرجاء، وتحمل الأماكن عطره، والباقورة التي نقشها على جدار القلب ما زالت على الجدار.

من بعيد يلوح مجلس ليث الذي جلس فيه وحيدا، بقي وحيدا، وجريدته التي قرأها ذات يوم ربيعي في الشمس أمام الزنزانة 'ها' ما زالت تقرأ نفسها. حقا إن عمر السجناء لم يذهب هدرا.

حنت الجدران على أصحابها ، والأقفال والشبابيك تحمل أثار من كانوا بها يعدون أيامهم، يرسمون بالوقت، والهم، والحزن المستقبل المفقود، هكذا حدث السجن الدقامسة في لياليه المالحة.

وفي اليوم الثاني أغمض الدقامسة عينيه على الجرح، وأوى إلى النوم متعبا، وهو الذي يحمل فوق عمره المتعب عشرين عاما من السجن مضت في عمر الوطن الاردني، من الأقفال، والأبواب الحديدية، والجدران، والنجمة التي لمعت من طاقة الباب الحديدي، وكل السنوات السجينة لسجناء مضوا تحيط بغرفته، وتحميه من أصوات الغدر السياسي الذي كتب بيد صهيونية، ومضت الأيام تسجن احمد، واحمد يسجن السجن، وباقورته الشهيرة التي نقشها على جدار الوطن تنتصب و لا تكف عن تحدي الصهاينة، وتؤكد ان الدم العربي لا يمكن ان يصبح ماءا.

وكل يوم يأتي محملا بالصمت، والعار من يسجن من؟؟؟، واحمد يكتب قصة الفداء لعيون فلسطين، وأغنية للوطن لا تموت..
في معركة يربحها الجسد... وفي ساعة رهيبة يلتحم فيها النضال بايام العمر الهارب من سجن الجسد، ما زال احمد الدقامسة يحمل سيفا لكل معاركنا، ما زال يتمرد فينا مقاومة جريئة برغم اكاذيب السلام..

واليوم يطلع احمد من كل الحارات، ومن الأزقة، والدواوير، ومن الأرياف والمحافظات. فأحمد ليس عابرا أو محطة غضب مؤقت، إنما هو قضية شعب تهافت الصهاينة على دمه، واقتسموا على التوالي مأساة روحه المحطمة.
وأوى احمد إلى غرفته.

يقولون أن أغنية الحرية ظلت تنطلق من غرفته عبر نوافذ السجن لعشرين عاما، ويسمعها كل السجناء، وان القمر ما فتئ يلقي عليه مسحة من النور، والضياء.

غنت معه الصحراء... يا ظلام السجن خيم خيم. ولذا نمت أزاهير الحرية على الطرقات. الكل يؤكد انه سمع الأغنية، وان زهرة في داخله نمت اثر ذلك، وانها تمايلت على وقع فلسطين.....

ارجع يا ابا سيف فقد انتهى بك المشوار، واشتاقت لك الديار، ارجع فالطعنة لا يمكن أن تقتل وطنا مات كثيرا.
إياك أن تتذكر القيود، ارمها عند بوابة السجن، فلا غرفة التوقيف باقية، ولا زرد السلاسل...
* الكاتب سجين سياسي سابق



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-03-2017 06:08 PM

سمفونية رائعة لكاتب رائع عزف بها لحن وطني رائع سلمه الموسيقي الوطن ومفاتيحه قامات وطنية أردنية شريفة أبت إلا أن تقول لا لمن يؤذي الوطن ويجور على مواطنيه .
لكن ولكن أقولها كلمة حق أتردد في نطقها لئلا أؤذي مشاعر آلاف من أبناء هذا الوطن وهذه الأمة الذين تعاطفوا مع الجندي الدقامسة وقضيته التي اعتبرها البعض بطولة وغيرة على فلسطين المغتصبة من أبناء بني صهيون وثأرا لدماء الشهداء شبابا وشيبا وأطفالا

2) تعليق بواسطة :
05-03-2017 06:16 PM

بداية انا لا اتفق ولا أوافق جميع من أوردت أسمائهم واستطيع ان أحاج انهم في عدة مراحل اضروا بالأردن سواء عن قصد او غير قصد ولكني احترمهم لأنهم أصحاب فكر واعتبر مساواة قاتل الطفلات بهم تنزيل من قدرهم واحصائهم مع الدون فكيف يمكن مساوة صاحب قلم واديب بمن لا يعرف حتى الانضباط اثناء تأديته وظيفة عسكرية , اعتقد انك بحاجة لمراجعة الأسس التي بنيت عليها مقالتك .

3) تعليق بواسطة :
05-03-2017 06:21 PM

الذين أزهقت أرواحهم على يد ذلك العدو اللئيم .
كلنا يعلم مافعله الصهاينة بشعبنا العربي عامة والفلسطيني الأكثر إيلاما وقهرا فنحن لن ننسى دير ياسين وكفر قاسم وغيرها من مذابح في فلسطين ولن ننسى تشريد أهلنا واحتلال مقدساتنا ..لن ننسى مذبحة طلاب مدرسة بحر البقرفي أرض الكنانه
ولن ننسى مجزرة قانا في لبنان الشقيق ، ولن ننسى ولن ننسى الكثير من المجازر التي ارتكبت على يد ذلك العدو الغاشم وآخرها مجازر

4) تعليق بواسطة :
05-03-2017 06:33 PM

أهلنا في غزة التي لم يسلم منها لاالبشر ولا حتى الحجر .
كل هذا الذي سردته من أعمال همجية قام بها جنود ذلك الكيان رغم خستها ونذالة من قام بها لاتبرر بنظري ما قام به ابن جلدتي الجندي الدقامسة بقتل أطفال مسالمين مستأمنين لم يشهروا سلاحا في وجهه .
فهذا الفعل يدينه ديننا الإسلامي الحنيف ووصايا أبي بكر للجيش الإسلامي حاضرة وهي دستور نمشي ونهتدي به
فديننا لكل زمان ومكان .
كذلك تأبى قيمنا وأخلاقنا العربية

5) تعليق بواسطة :
05-03-2017 06:43 PM

أن نقوم بهذا الفعل مهما كانت المبررات .
أعلم بأني ربما فتحت علي عش الدبابير وقد يصفني البعض بالمتصهين وربما العميل الذي يتزلف للصهاينة وخصوصا هذه الأيام التي لايستحي البعض من المجاهرة بصلته ببني صهيون طمعا بالحصول على رضاهم فالتطبيع والتواصل معهم هو الطريق الممهد والمعبد للوصول لمنصب مرموق
ومفتاح سحري يفتح كل الأبواب .
لكن أخشى أن لايترك الصهاينة جندينا الدقامسة بحاله فعليه الحذر من غدرهم

6) تعليق بواسطة :
05-03-2017 08:58 PM

عطفا على تعليق الاستاذ طايل البشابشه اقول للسيد المحترم الامريكي الاردني سيدي لو كانت قواعد الاشتباك عند اسرائيل محترمه ويلتزمون بها فقد يكون كلامك مقبولا لكن كيف تريد منا ان نحترم دماءهم وهم كلهم مستوطنون وعسكر ولا يوجد مدني واحد في اسرائيل وهم لا يحترمون دماء من شردوهم في المخيمات .وقاعدة العين بالعين والسن بالسن هم من سنوها .عسكري اردني دمه يغلي هل يجوز ان نجلد انفسنا .

7) تعليق بواسطة :
06-03-2017 04:09 AM

الأمريكي الأردني ..فقط أعادنا إلى وصية أبو بكر ...دققوا بماكتب. .فلسطيني اردني

8) تعليق بواسطة :
06-03-2017 09:38 AM

.
-- مع الاحترام مقال شعبوي ، النائب السابق الكريم قادر لو رغب بالاطلاع على تفاصيل الحادث من شهادات الجنود فان قرائها وكتب المقال فتلك مصيبه وان لم بقرائها فالمصيبة أعظم

-- لا يستساغ بتاتا وضع الوطنيه الكبيره توجان فيصل والمناضل علاء الفزاع والمورخ الصريح الدكتور عويد العبادي والدقامسه في نفس المرتبه فهو شخص قتل أطفالا والجنود الاسرائليين كانوا على بعد أمتار منه .!!

.

9) تعليق بواسطة :
07-03-2017 08:28 PM

_

مقال يصلح للدعايه الإنتخابيه

و لكنه بعيد عن المنطق .

_

الباشا العتوم و الدكتور العبادي و توجان فيصل

لا يمكن مقارنتهم مع الدفامسه

_

هناك فرق بين الوطني و المناضل و بين ( المجرم )

_

كما قال الأخ المغترب : عليك معرفة كواليس قضية

الدقامسه ( لا علاقة لها بصلاته ) .

_

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012