أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


شغب الجامعات .. ماذا ننتظر؟
04-12-2011 08:07 AM
كل الاردن -

alt
 عمر كلاب

 
رغم كميات الورق المصروف على الحديث عن شغب الشباب الجامعي وتحول هذا الشغب تدريجيا الى عنف جامعي يكاد يطيح بكل موروث التعليم العالي الاردني وقيمة الجامعات وتعدادها، بوصف الاردن اكبر بلد حاضن للجامعات في الاقليم، فإن المشكلة تعمقت وباتت ازمة حقيقية تنذر بما هو اعمق في المجتمع الذي بات يتشظّى افقيا وعاموديا بتسارع مريب وصمت عجيب على كل التجاوزات وبات السؤال عن هيبة الدولة ودورها سؤالا مشروعا ومقلقا.

اسلحة بيضاء واسلحة فردية صارت ضمن الحقيبة الجامعية وكتب المنهاج المقرر, كميات من العصي والقناوي تكفي لبناء عمارة من اربعة ادوار تجدها في كل جامعة وتحت مقاعد سيارات الطلبة التي تدخل الجامعات يوميا وسط اعداد من الحرس الجامعي التي يفترض انها تقوم بتفتيش السيارات.

خلال الاسبوع المنصرم، سمعت روايات من طلبة الجامعات تنذر بكارثة قادمة، شباب اقارب لمرشحين، يأتون الى كليات يسألون فيها عن مرشحين خصوم لاقاربهم وبشكل فاضح يقومون بنقل الاسلحة البيضاء من جيب الى اخر لايصال رسالة للمرشح المنافس، تحالفات تجرى في كليات على اسس جهوية واقليمية وعشائرية وقصص اخرى لا تصلح للنشر والاخطر ثمة وسائل اعلامية ترعى هذا الجانب وتسعى لتكريسه وتثقيفه تحت لافتة المساهمة في حلّه.

ثمة احداث شغب مقلقة وابواب موصدة بين الطلبة والرئاسات والادارات في معظم الجامعات الاردنية، التي تعمل اما وفق نظام الخدمة العامة الفوقية، وكأنها تتمنن على الطلاب بالمقعد الجامعي من جيوبها الخاصة، او تمارس العمل الجامعي بطريقة استثمارية على غرار السوبر ماركت او تاجر محتكر يقدم سلعته بتفرد، فما ان تناقش مستثمرا في جامعة حتى يقول لك بأنه استثمار، قافزا عن جانب مهم بأنه استثمار له ابعاد اخلاقية وثقافية لا تجارية فقط.

مللنا من الحديث عن الشباب ودورهم ونسبتهم، فقد باتت هذه النسبة مصدر خطر بدل ان تكون مصدر امان، وحتى لا نظلمهم فهم يدفعون ثمن استهتارنا بهم والقفز عن احلامهم، ووضعهم في خانة يفاضلون فيها بين انواع الكرات واشكال القناوي وانواع الجل والواكس، وحرمناهم من السياسة والثقافة، بل ان بعض القوى والاحزاب استثمرت اوجاعهم لاجندة ثأرية او انتقامية.

لا نريد لجانا لحل الازمة فهذا اسلوب ممجوج وقاتل، نريد تحركا سريعا من وزارة الشباب الطازجة ومن وزارة التعليم العالي والاهم نريد افقا ديمقراطيا في الجامعات يمنح الشباب فرصة التعبير عن ذاتهم بدون وصاية ونريد حزما ضد من يستثمر في اوجاعهم وتاجر بها، ونريد ثورة تواصل معهم يقودها فريق محترف من السياسيين والاعلاميين، ممن توفر فيهم معايير النزاهة والاحترام لوجدان هذا الجيل الذي لوثته الجروبات الافتراضية والنسيان الرسمي لفترات طويلة.

غضب الشباب وعنفهم، يمكن استثمارهما ليكونا بوابة الوجع الدائم لا سمح الله ويمكن ان تتم اعادة انتاجه في مرجل الفعل الايجابي ليكون طاقة وطنية خلاّقة اذا ما اعدنا لهم اتحاداتهم الشبابية ومجالسهم الطلابية المنتخبة ومعسكرات العمل التطوعي والتواصل الاجتماعي الحقيقي، دون تركهم اسرى للتواصل الافتراضي على جروبات وهمية واسماء وهمية تبعث في داخلهم كل الغضب وكل التفرقة.

omarkallab@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012