أ . د . سعد حجازي في حضرة جلالة الملك
01-09-2019 01:02 PM
كل الاردن -
يغادر الجسد وتبقى الروح تسكن أركانها
ثلاثون عاماً ونيف وقلبي ينبض محبة وعقلي يستنير وينير ارجاءها و انا احمل على كتفي ثمانين عاما و مسيرة طويلة حافلة بالممارسة الطبية و البحث العلمي و التأليف و التدريس و الإدارة وروحي لم ولن تغادر حجرها وشجرها وإنسانها،
إنها الاقدار دائماً تهزمنا , إنه العمر ونقوش الازمان تغافلنا وتفرض سطوتها علينا معلنة لحظة الرحيل , لكنني هزمت الرحيل بروحي التي لن تفارقها .
كيف اعتزلها وهي التي رافقتني مشوارا حافلا بالعلم والمعرفة , منذ ثمانينيات القرن العشرين كنت شاهداً على الميلاد في المهد وعلى مسيرة حافلة بالعطاء الى إكتمال بدرها ليشع بهاء في سماء المعرفة وينير دروب طالبي العلوم
والطبابة .
لقد بدأت مشواري معك ايتها الجميلة استاذاً وعميداً و نائبا ثم رئيساً وشهدت كل إنجاز سطرناه وكل مراحل التقدم والارتقاء الذي حققناه سوياً مع رجالات العلم الاكفاء ,فكيف ترحلين عن قلبي ؟
نحتنا انا ورفاق الدرب الاساتذة العلامات كامل العجلوني ووجيه عويس و بسام صنوبر و عبدالله ملكاوي و عمر الجراح و انور البطيخي و محمود الدويري و احمد ابو الهيجا زخارف مبانيها ومحتوى مناهجها من المكتبة ذات الطابع المعماري الاسلامي وكليات الطب و الهندسة والزراعة وقاعات تلقي الدروس والمختبرات والعديد من الصروح التي نفاخر بها الدنيا الان و على و على رأسها مستشفى الملك المؤسس حيث اصبحت تتبوأ اعلى المراتب بين جامعات العالم , واستصلحنا المياه لتروي عطش اشجارها التي هي الان غابات من الشجر والورد والزيتون المبارك .
ابتعثنا المئات من الطلبة في شتى حقول الطب و العلوم وهاهم الان يمضون يحملون الراية في كل مكان ومنهم من يكمل المشوار على ارض الاردن العزيز بهمة و اقتدار .
تحية نقية لك ايتها الجميلة (جامعة العلوم و التكنولوجيا ) العشق الابدي ولن اقول لك ولكادرك التعليمي و الاداري والتعليمي و الخدماتي وطلبتك الأحبة ولرئيسك النبيل والمميز د .صائب خريسات وداعاً بل أقول سأكون دائماً الاقرب لك من الفؤاد وسأبقى في خدمتك وخدمة التعليم العالي ما دام القلب ينبض بالحياة , والى احبتي الطلبة وزملائي في الجامعة وفي كل المكان أختم وأقول :
ليبقى الاردن وطناً وشعباَ وقياد هو المنارة والملاذ الاَمن وفلسطين الحبيبة وقدس الاقداس هي البوصلة.
سلاما على فلسطين و شعب فلسطين و ان غدا لناظره قريب
أرجو من اَي زميل او زميلة اسأت اليهم او انني لم أنصفهم معذرة ....ان الكمال لله وحده.