أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


العاملون في الجامعات الرسمية يحشدون صفوفهم انتصارا للوطن
05-02-2012 07:24 AM
كل الاردن -

alt

 الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
 
 صفة إضافية جديدة للربيع العربي تبرز من خلال شمولية الحراك وتحرر قطاعاته وفئاته المختلفة من قيود الماضي وتسلط الحكومات وتفردها بقرارات أقل ما يمكن قوله فيها أنها لم تخدم المصالح العليا للوطن ومؤسساته التي كلفت وما زالت تكلف المجتمع كلف مالية باهظة من خلال الضرائب التي تجبى من الناس تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان لدرجة أن حكوماتنا نضبت قواميسها من أسماء الضرائب لتتفتق قريحتها عن عناوين مبتكرة لتعظيم إيراداتها باسم "ضرائب أخرى".
 الحراك السياسي يبدوا أنه قد بدأ يأخذ مجاله وحيزه الطبيعي في أوساط العاملين في الجامعات الذين تنادى عدد كبير منهم أمس للتباحث والتنسيق بخصوص الأوضاع الكارثية التي آلت إليها جامعاتنا الرسمية والمتمثلة بتراجع جودة أدائها التعليمي والبحثي ،وتضخم مديونيتها ،وسيطرة الأجهزة الأمنية على قياداتها وانتخاباتها الطلابية وتعيينات الكوادر التدريسية فيها،والأهم من ذلك كله إهمال الحكومات المتعاقبة لشأن التعليم العالي ككل وتخليها ليس فقط عن دعم الجامعات ولكن استمرارها في حجز الأموال التي تجمعها كضرائب باسم الجامعات واستخدامها لأغراض أخرى.
 ومما يبعث المرء على الفخر والاعتزاز بالنوايا والمقاصد الوطنية الراقية للمجتمعين أن جل اهتمام ونقاش الزملاء تركز على الانحسار المؤلم للتفوق الذي تميزت به جامعاتنا في الماضي، وتراجع المد الأكاديمي والزخم التعليمي الذي تميزت بها هذه الجامعات في العقود الأربعة الماضي، في حين أن تحقيق مكتسبات مهنية ووظيفية لم يكن على أهميته ووجاهته المحور الرئيسي في هذا الاجتماع الموسع للعاملين في الجامعات.
 المستمع لشجون التعليم العالي في الأردن من أفواه المدرسين في الجامعات لا بد له إلا أن يصاب بحزن وإحباط شديدين وهو يلمس مرارة كبيرة من قبل فئة تسهم في صناعة الأجيال وتشارك في صياغة فكر الأمة وعلى يديها تتحول مدخلات التعليم العالي إلى مخرجات لسوق العمل . كثير من العالين في الجامعات يشعرون بأن التعليم العالي ليس من ضمن أولويات الحكومة وبرامجها المختلفة. أعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعات يشعرون بإهمال الحكومة لقطاع التعليم العالي الذي لم يعد بمقدوره الاستمرار دون خطة طوارئ مرحلية عاجلة لإنعاشه ابتدءا ثم تتبع باتخاذ إجراءات متوسطة وطويلة الأجل استنادا لحوار وطني جاد يتمخض عنه تشخيص حقيقي لمواجع الجامعات وآلامها علما أنه ولحسن الحظ يوجد في أرشيف التعليم العالي خطط مدروسة وتوصيات لجان مؤتمر التعليم العالي الذي عقد برعاية ملكية سامية قبل سنوات قليلة ماضية.
 تجاهل الحكومات المتعاقبة للجامعات والعاملين فيها لم يعد مفهوما ولا مقبولا لا من الجامعات نفسها ولا من المجتمع الذي استثمر وما زال يستثمر في مؤسساته التعليمية التي طالما وصفها أشقائنا في دول الخليج العربي بأنها الأفضل والأرقى والأقوى على المستوى العربي إن لم يكن الإقليمي .أشقائنا في الخليج الذين تتلمذوا في الجامعات الأردنية انخرطوا ليس فقط في تقليد جامعاتنا كما كانت عليه في الماضي ولكن تفوقوا عليها عبر الإفادة من أخطائنا وإهمال أصحاب القرار لتأمين الدعم والتمويل اللازم للتطوير المستمر للجامعات وكوادرها ومناهجها وتشريعاتها وقياداتها وبنيتها التحتية والفوقية ومختبراتها.
 الحكومة تعطي أولوياتها لأي حركة تضغط عليها عبر مسيرات واعتصامات وتلتقي مع هذه الحركات الاحتجاجية وتفاوضها وتحقق مطالبها إلا الجامعات فما زالت الحكومة مصابة بعمى الألوان إذ لا تعتبرها أولوية مهمة ولم ترى أن الأمر يستأهل فتح باب حوار متعلق بالتعليم العالي في الأردن في حين أن رئيس وزراء سابق حسب رأي أحد المجتمعين التقى أهلنا من مربي الأغنام مرتين . أعتقد أن أعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعات قد أدركوا ، ولو متأخرين بعض الوقت ، قواعد اللعبة وأن تحقيق مطالب مهنية وأكاديمية محددة لا يمكن أن يتأتى دون ممارسة الضغط على الحكومة عبر وسائل وآليات حضارية تخرج عن مألوف مظاهرات ومسيرات أيام الجمعة لتشمل إبداعات في التعبير المؤثر والفعال الذي يحفظ المكتسبات التي حققتها جامعاتنا الرسمية ويعيد لها ألقها الذي تولى بفعل سياسات التهميش والإهمال والتخبط من قبل الحكومات المتعاقبة ووزراء التعليم العالي الذين ما أن يتسلم أحدهم مهامه حتى يبدأ بكشط أو مسح القوانين التي لم يمضي على نفاذها سنة أو سنتين.
 من حضر الاجتماع الكبير الذي عقده أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الرسمية أمس لا يملك إلا أن يرفع القبعات احتراما لهم ولرؤاهم وبعد نظرهم في عرض وتشخيص الواقع المأساوي لجامعاتنا الرسمية وسيبقى الأمل معقودا على ما سيتمخض عنه تململهم ونفضهم لغبار راكمته الحكومات المختلفة على واحد من أبرز وأنبل أصول الأردن واستثماراته ليس فقط الاقتصادية ولكن الفكرية والإنسانية على وجه العموم


 khassawneh_anis@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-02-2012 10:52 AM

وين الاجتماع لما لم ندعى!!!!!!!!!!!!!!!!!!

2) تعليق بواسطة :
06-02-2012 01:50 AM

اخي انيس اهمال التعليم العالي في الاردن لم يكن فقط من الحكومات المتعاقبة من منطلق ان الحكومات الاردنية من ابام رشيد طليع للان هي عبارة عن اميين وجهلة رؤساء ووزراء بل ايضا النظام على مدى تاريخ الاردن القصير والطويل كان ولايزال يحابي العسكري على العالم وياخي عندما تكون البارودة اهم من القلم تكون الامور قد وصلت الى حد الهزال.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012