أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


زيد وعبيد والشعب والحكومة
11-02-2012 08:25 AM
كل الاردن -

alt

طايل البشابشة

الاخ الاكبر زيد في الثامنة من العمر..مشاكس قوي البنية والشخصية ..انتهازي نوعا ما.عبيد الاخ الاصغر في السابعة ..فوضوي..عنيد..يستغل ترتيبه كصغير العائلة ومدللها يستفيد من مظلة الحماية التي يوفرها له الوالد عبد الجبار..والعطف والحنان الزائد التي تمنحه اياه الام صابرة.
يستغل عبيد الصغير ذلك في التمرد على ابجديات النظام في البيت ..وقت النوم..المساعدة في التنظيف والترتيب وخلافه من الواجبات البيتية التي تفرض من الام على الابناء والبنات من افراد الاسرة.
في احد الايام لاحظ الاب تغيرا على سلوك عبيد الصغير اليومي..حيث اصبح منضبطا يقوم بواجباته اليومية دون تذمر او تمرد
يتخلى طوعا عن دراجته لاخيه الاكبر..لايشاكس ولا يتشاقى كعادته..ينفذ اوامر شقيقه زيد دون نقاش او مماحكة كما كان سابقا.
في احد الجمع التي تجتمع فيها الاسرة..((عبيد روح جيب لي كاسة ميه))قالها زيد الاكبر وهم يشاهدون مسلسلا كرتونيا
..كعادته رد عبيد بجلافة((روح اشرب لحالك)).نظر اليه زيد نظرة كلها تهديد ووعيد..وحول نظره ببطء الى وجه الاب ثم اعاد النظر الى وجه اخيه الاصغر الذي انتصب واقفا ليحضر الماء بصمت مريب دون تردد.
لفت هذا المشهد نظر الوالد الذي ناداهما معا بعد انتهاء المسلسل وبادرهما سائلا بعد ان جلسا امامه((فهموني ايش القصة))؟قالها
بنبرة تهديد وعيناه تلمعان غضبا..انهار عبيد فورا وقال..((اخذت لعبة ابن الجيران))رددها وهو يتأتأ باكيا شاكيا اذلاله وتحقيره ومناداته بأبشع الاوصاف((الحرامي)).
صمت زيد قليلا وصاح بأعلى صوته((لم يأخذها بل سرقها))فالها بخبث الانتهازي وهو يقف ملوحا بيد ويشير بالاخرى الى اخيه
واضاف لقد هددته باني ساعلمك بذلك لكي يتادب.
على كل حال اعيدت اللعبة الى ابن الجيران وعاد زيد وعبيد الى سابق عهدهما في الشجار والشقاوة.
استحضرت حكايتي هذه لانها تنطبق على حكومتنا الغير رشيدة الوريثة الغير شرعية لحكومات خلت هيمنت على رقاب العباد وحكمت البلاد طوال العقد الاخير من عمر الوطن.
حكومات..اقل ما يقال عنها انها اجرمت بحق هذا البلد واهله..فقد تغول فيها الفساد واستشرى كداء عضال اصاب مفاصل الدولة
اكلا الأخضر واليابس..تاركا اياها محطمة مهشمة عليلة..ترزح تحت سطوة ديون ثقيلة افقدتها قرارها وهيبتها ..فأضحت خارجيا دولة تابعة لاملائات واهواء من يتصدق عليها.
اما داخليا..فحدث ولا حرج فبفعل الديون وفوائدها المركبة دمر الاقتصاد الوطني بعد ان افرز ميزانية تنوء بعجز كبير جراء فقدان
الموارد من مقدرات البلد التي كانت تصب في خزينة الدولة..المحصلة من مؤسسات ودوائر باعها الفاسدون بأسم الخصخصة
لكي يسددوا الديون..فكان ان زادت الديون وطارت الموارد لتضحي في جيوب تلك الثلة من المجرمين السراق عديمي الضمير
اعداء الوطن واهله وكل من ينتمي له.
فكان نتيجة ذلك فقدان هيبة الدولة وتقزيم دورها المركزي الراعي للامن المجتمعي بعد ان تمرد عليها من كان تحت جناحها.
فعلى صعيد الاحزاب لم يشهد الاخوان المسلمون الحزب الاكبر في الاردن وقتا افضل من هذا الوقت فانتهزوا الفرصة وفرضوا
شروطهم ومطالبهم ليتنمروا بعد ان كانو القط السيامي المدلل القابع في حضن النظام لعقود خلت.
اما المواطن الاردني الذي طحنه الفقر جراء الغلاء الفاحش وتآكل القوة الشرائية لعملته الوطنية(الدينار)فقد ترجم مثقفيه من النخبة
الواعية غضبهم بمسيرات واعتصامات..حاولت احتوائها باللين تارة كما في بداية الاحتجاجات كتوزيع الماء والعصير على المحتجين ..وبالقوة تارة اخرى كما في دوار الداخلية ومعركة المنقل في ساحة النخيل..او بتوظيف البلطجية لترهيب وقمع المتظاهرين المطالبين بالاصلاح ومكافحة الفساد كما في الكرك وسلحوب والمفرق وغيرها.
هذا عدا عن الاضرابات التي نظمتها النقابات والجماعات والعمال والفلاحين ومربو الماشية من ابناء العشائر وغيرهم من المواطنين المقهورين بكافة اشكال الاحتجاج ومنها للاسف قطع الطرق..هذا عدا عن الاضراب الكارثة المتمثل اخيرا باضراب المعلمين الذي القى بفلذات اكبادنا في الشوارع والازقة .
ومما زاد موقف الدولة صعوبة وتقزيما  وقلة هيبة هو معالجته المتخبطة لقضايا الفساد والاصلاح بطريقة انتقائية سلحفائية بفتح ملفات وأهمال اخرى..رغم المحاولات اليائسة لاثبات وجودها وارجاع هيبتها في قضايا جانبية لاتؤثر على عمق الازمة بين الدولة والمواطن كقضية الدكتور العبادي وقضية عدي ابو عيسى واعتقال وتهديد محتجين في الطفيلة وكلها قضايا رأي سواءا اختلفنا معهم او اتفقنا فهي تزيدها تقزيما وقلة هيبة خصوصا في هذه الأجواء الملتهبة في الاقليم المطالب بالحرية والديمقراطية.
والان لنرجع قليلاالى حكايتنا الاولى ونرى ان حكومتنا لايختلف موقفها عن موقف عبيد..فكيف لسارق كعبيد ان يرفض امرا
لزيد..؟بعد ان امسك عليه زلة..هذا ما حدث لدولتنا العتيدة فقد قامت مضطرة للاستجابة لبعض الطلبات مما يفاقم الازمة
ويزيد الطين  بلة..وتزداد أيضا ارقام العجز والمديونية ..فكيف ومن وممن ومتى تسدد هذه الديون.؟
ايسددها المواطن البائس  بضرائب  تثقل كاهله فتزيده فقرا على فقر..ام نتركها عبئا ثقيلا تتوارثه الاجيال من الأبناء والاحفاد؟
..هذا اذا بقي لهم وطن وهوية..ام الطامة الكبرى باعلان الدولة افلاسها..؟
وعن الفاسدين سبب الكارثة هل لنا ان نسألهم لماذا فعلو ذلك ؟..هل قامو بذلك الفعل القذر وكأن بينهم وبين هذه الارض ثأر
بائت قاصدين الانتقام؟ ام هم جماعة ينفذون مخططا جهنميا تشارك به اطراف دولية هدفه الرئيس القضاء على الهوية؟ ام هم الطماعون الجشعون عبيد المال والجاه من ابناء جلدتنا الذين سارو في ركب هذه الجماعات ؟
بعد هذه التساؤلات اجد نفسي اجيب وأقول ان من قامو بذلك هم (كارتيل)واحد اتحد وانصهر في بوتقة واحدة صبت على هذه
الارض نتاج ما عملو عليه طوال عقد من عمر الدولة الاردنية..وكانت هذه الكارثة.
ولنا ان نسأل من جديد هل تكفي تلك المهازل من المحاكمات الصورية لبعض الفاسدين ان تطفئ غضب او تشفي غليل شعب جرت محاولة اغتيال وطنه؟ نريد ان تطرح هذه الاسئلة على جل هذا الكارتيل وهو يحاكم في قفص الاتهام ..محاكمة علنية تهدئ غضب الشارع وترجع للدولة هيبتها.   
مطلوب عقد مؤتمر وطني للمخلصين من ابناء هذا الوطن وما اكثرهم من مثقفين وأساتذة جامعات في شتى التخصصات ..ومتقاعدين من ابناء العشائر المخلصين وليس المسحجين المتكسبين وأبناء المخيمات المنتمين لهذه الارض المؤمنين بالوحدة
الوطنية والاعلاميين الشرفاء  ممن لم تشملهم قائمة العار (القبيضة)لمناقشة اوضاع الوطن ومحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه
قبل ان تقع الفاس بالراس ويستمر سباتنا قبل ان نصحو على اشلاء من بقايا وطن.

esamjordan@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-02-2012 06:34 PM

ابن العم الاستاذ طايل...
(اقتباس)...وعن الفاسدين سبب الكارثة هل لنا ان نسألهم لماذا فعلو ذلك ؟..هل قامو بذلك الفعل القذر وكأن بينهم وبين هذه الارض ثأر
بائت قاصدين الانتقام؟ ام هم جماعة ينفذون مخططا جهنميا تشارك به اطراف دولية هدفه الرئيس القضاء على الهوية؟ ام هم الطماعون الجشعون عبيد المال والجاه من ابناء جلدتنا الذين سارو في ركب هذه الجماعات ؟.
اضافة لما ذكرت ارى ان السبب الاهم كان اختيار هذه العصابة استنادا لعنصر الولاء النفعي...وانعدام عنصر الانتماء...الانتماء...الانتماء لهذا الوطن الذي ابتلي بهم وبغيرهم من الخلايا المستنومة عديمة الانتماء وهي الخطر الاكبر مادام لها حضوة وحضور عند النظام...اما ابناء جلدتنا الذين سارو بركبهم فابحث عن الخال والنسايب تجد الجواب.

2) تعليق بواسطة :
12-02-2012 06:42 AM

ابن العم طايل لقد شخصت الحاله التي وصل اليها الوطن الغالي والذي نفتديه بالمهج والارواح بسبب تلك الزمره الفاسده المتسلقه على اكتاف هذا الشعب الطيب ولكن الطامه الكبرى انه مازال هناك من ينخدع بكلام هؤلاءالمنافقين المفسدين المتسلقين تارة باسم الدين واخرى باسم الوطنيه والقوميه لكن اصبحوا الان مكشوفين للناس بفضل امثالكم من الشرفاء من ابناء الوطن الكريم المعطاء ارجو الله ان يحفمي هذا البلد عزيزا امنا

3) تعليق بواسطة :
12-02-2012 07:35 AM

الاخ طايل



حكاية معبرة عن واقع الحال ........ اذكر لي رئيس وزراء لم يتنازل عن حقة الدستوري في الولاية العامة لجهات متنفذة اوجهات فاسدة اوارتبط اسمة بقضية فساد الا من رحمى ربي لقد ابتلى الوطن ... منذ تأسيس الدولة الاردنية وكما قال سيدنا علي ابن ابي طالب علية السلام ( ما أكثر العبر وأقل الاعتبــــار ) ولم نعتبر ,,,,,,,

4) تعليق بواسطة :
13-02-2012 11:52 AM

المشكلة الطامة في بلدنا الغالي ليس هنالك حسيب ولارقيب كلها حرامية من الساس للراس

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012