أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


هل سينتفض الشعب لحماية الخبز ؟!
12-03-2012 09:22 AM
كل الاردن -


alt

د حسين الخزاعي
اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع

المتابع للتصريحات والتلميحات  والمقابلات والتصريحات  الاعلامية  التي تصدر عن الجهات الحكومية ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة  أو نقيب أصحاب المخابز  عبد الإله الحموي يصل الى نتيجة أن الطرفين يؤكدا على أن سعر الخبز خط احمر ولن يحدث اي ارتفاع في الاسعار ،  ورغم هذه التصريحات إلا أن الخفايا الموجودة بين السطور مثيرة للقلق وتؤكد ان تصريحات  الحكومة والنقابة لا تغني ولا تقدم شيء في حل الازمة القائمة بين النقابة والحكومه  كونها لم تأخذ بعين الاعتبار  الحقائق التي تتمسك بها نقابة  اصحاب المخابز وتشير إلى ارتفاع الكلفة التشغيلية لأنتاج الخبز المدعوم ، وأن المخابز تتكبد خسائر يومية  نجمت بسبب  ارتفاع الحد الادنى لأجور العمالة من 150 دينار الى 190 دينارا ، وزيادة رسوم تصريح العمال من 200 دينار إلى 270 ديناراً، وارتفاع أجور نقل طن الطحين من 5 إلى 10 دنانير، فضلا عن رخص المهن والنظافة وأجور المحال وارتفاع تعرفة الكهرباء وسريان قانون المالكين والمسـتأجرين، في المقابل فأن الحكومة تتسلح بدراسة اعدتها وتقدمت بموجبها بمقترحات لتخفيض اسعار الطحين  المدعوم بواقع خمسة دنانير ليباع للمخابز بـ (55) دينار بدلاً من (60) ديناراً، لكن هذه التخفيضات وحسب نقابة اصحاب المخابز لا تواجه الخسائر التي يتكبدونها ، والنقابة تعتبر أن الدراسة التي أعدتها وزارة الصناعة والتجارة لم تأخذ في الأعتبار ارتفاع اسعار الكهرباء او ارتفاع الاجور .
في خضم هذه الدربكات والمعمعات وعدم التوصل الى حلول مرضية للطرفين ، وفي ظل تصريحات النقابة بتعليق اضراب جميع المخابز والذي كان مقرراً امس لاعطاء فرصة لوزارة الصناعة والتجارة دراسة الكلف التشغيلية لأسعار الخبز وعزمها  تنفيذ الاضراب يوم (18) آذار الحالي في حال عدم تلبية وزارة الصناعة والتجارة لمطالبها، فأن المواطنين في بعض المحافظات يقومون بشراء الخبز بكميات كبيره وتخزينه لمواجهة اي طاريء ، وخاصة أن المواطن تابع الفشل الذريع الذي وقعت فيه الحكومه في عدم  القدرة على التوصل الى حل مع اضراب المعلمين  إلا بعد ثلاثة اسابيع من الاضراب مما اضاع على ابنائهم مواصلة التعليم ، الاردنيون صبروا على  عدم تعليم ابنائهم ثلاثة اسابيع ، ولكن لن يصبروا على فقدان الخبز ورفع سعره ثلاث ساعات!!!  وعلما بأن مسلسل تمييع الحلول من الحكومه متواصل وهناك فئات كبيرة من العمال والموظفين كل يوم تعلن وتجدد اضرابها في مجالات خدمية مهمه متعددة ، فالمواطن فقد الثقة  في قدرة الحكومه على انجاز ملف  شعبي اصلاحي واحد. 
وبعد ،،، تعلمنا الاحداث التاريخية إذا استثمرناها بشكل جيد وتنجينا من الوقوع في الاحداث الآنية المشابهه، وباختصار اود تذكير رئيس وزرائنا الاستاذ عون الخصاونة بانه عندما كان رئيسا للديوان الملكي في عام 1996 ، كان صديقه السيد عبد الكريم الكباريتي رئيسا للوزراء ،  وفي عهد الكباريتي وتحديدا بتاريخ 18 آب 1996 اعلنت الحكومة عن رفع اسعار الخبز  فانطلقت من  محافظة الكرك  " ثورة الخبز " والتي  سرعان ما تحولت إلى معارضة شعبية وسياسية ونقابية واسعة، وتسببت بمظاهرات ومسيرات جماهيرية غاضبة، وحدثت اعمال شغب ومظاهرات وطالب المتظاهرون باستقالة حكومة الكباريتي، هذا المشهد الذي جرى في عام 1996 يذكرني بما جرى يوم أمس الأول عندما احرق مشاركون في مسيرة نظمتها حركة اللجان الشعبية في محافظة الكرك نعشا رمزيا للحكومة ومجلس النواب تعبيرا عن اليأس من ادائهما، وهي اشارات بليغة على رئيس الحكومة التقاطها وتفسيرها تفسيرا صحيحاً  بعيدا عن تفسير المتزلفين حملة المباخر والوصفات الخادعة، وعلى رئيس الوزراء الانحياز  للحراك الشعبي فمجلس النواب دق المسمار الأخير في نعشة عندما انحاز للفاسدين ورفض توصية لجنة التحقيق في قضية خصخصة شركة الفوسفات بإحالة المتهمين فيه الى القضاء.

مسك الكلام ،،، مطلوب من رئيس الوزراء اليوم قبل غدا التوجه إلى وزارة الصناعة والتجاره، وان يقعد على ركبه ونص في الوزارة، ويعقد اجتماع مصيري مع كل جهه لها علاقة في ملف خبز المواطن الغلبان سواء كانت هذه الجهه من الوزارة او نقابة اصحاب المخابز او وزارة الطاقة  والعمل للخروج بحلول توافقيه ترضي الجميع، وعدم الاعتماد على الجنس اللطيف والناعم أو بعض خناشير ومخاتير وكهول وزارة الصناعة والتجاره لحل هذه الازمة، اننا امام اضراب قادم من فئة اصحاب المخابز فلا تقلل من هذه الازمة، نصيحة لك دولة عون الخصاونة وكان الله في العون. 


ohok1960@yahoo.com


 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-03-2012 12:49 PM

تحية للأستاذ الكاتب ، الجهات الرسمية المعنية بالأسعار بشكل عام و الخبز منها ، لا يفكرون بحلول سوى جيب المواطن / قبل يومين تابعت مقابلة على فضائية أردنية ، نقيب أصحاب المخابز كان يدافع دغاعا مستميتا عن أصحاب المخابز و يقول بأنهم يتحملون خسائر !! و أتسائل هل عندما كانوا يربحون كانوا يقاسمون الآخرين أرباحهم ، اللهم لا حسد ، أصحاب المخابز و ضعهم جيد و من لا تكفيه الأرباح التي يحققها فليغلق مخبزه ، و هذا المنطق لم يهجب نقيب أصحاب المخابز - لدى المسؤولين وسائل عدة -1- التأكد من نسبة أرباح المخابز -2- بالامكان تخفيف التكلفة على المخابز اما بتخفيض سعر الطحين و هو يأتينا مجانا أو / و تخفيض رسوم تصاريح العمالة أو / و تخفيض سعر الكهرباء للمخابز أو / و نقل المخابز الى أماكن منخفضة التكاليف أو أن تقيم الدولة مخابز و توزع أكشاك في جميع أنحاء العاصمة ، عندها سينتفي أسباب رفع الأسعار ، و عندها سيقبل أصحاب المخابز بالمعروض عليهم حاليا - 3 - تعودنا على التجار ان نقصت نسبة أرباحه المعتادة أن يقول بأن تجارته خاسرة - أقترح انشاء شركة وطنية مساهمة للخبز و توزيع أكشاك في عدة مراكز و تعمل 24 ساعة و بامكان هذه الشركة تغطية المملكة بالكامل - هناك مثال لذلك ، دولة الكويت أقامت مثل هذا المشروع قبل ما يزيد عن 30 عاما و لا يزال يعنل و ناجح جدا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012