أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


آذار وشهداء الكرامة الأبرار
20-03-2012 08:46 AM
كل الاردن -

alt

العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
                                                 
            في  كل  عام  يطل  علينا  آذار  الخير  ببشائر النصر التي  تحققت في  هذا الشهر  الأردني الاذاري منذ يومه الأول حيث تحقق الاستقلال مع الإرادة بتعريب قيادة الجيش هذا الشهر  الذي تميز  بإنجازاته عن باقي شهور السنة  بما تحقق  وأنجز  يطل  علينا  وفي جعبته  محطات  تاريخية ومفصلية في تاريخ الأردنيين على وجه الخصوص وفي  تاريخ العرب  على وجه  العموم  حيث  رسم الاردن  لنفسه سيمفونية ثلاثية الأبعاد    شاركت  بها القيادة  الهاشمية الحكيمة  بإرادتها القوية  مع الجيش الأردني العربي المصطفوي  حامي الحمى  وحامل  رسالة الثورة العربية الكبرى  ثورة العرب  الأولى  التي قادها  الشريف الهاشمي الحسين بن علي  ومع الشعب  العربي  الأردني  الرديف القوي  لجيشه  والمنتمي  لوطنه والوفي بإخلاصه    وبولائه  لقيادته  هذا الانسجام  لا بل التلاحم  ما بين القيادة  ، والجيش ، والشعب  له أكبر  الأثر  في  تحقيق  إرادة الأمة واستقلالها  من خلال ما تحقق من انجازات تاريخية  كبيرة  منذ  بدايات  تأسيس الإمارة  عام 1921  ومرورا بتعريب قيادة الجيش  الذي  خاض غمار معركة الشرف والبطولة معركة الكرامة الخالدة  في  شهر  آذار  الخير  آذار  النصر والتحرير وفي الثلث  الأخير منه في عام 1968 الحادي والعشرين من آذار  حقق  الاردن  بجيشه المغوار  أول نصر  مؤزر على العدو الإسرائيلي منذ تاريخ  الصراع العربي الإسرائيلي  ،حيث  جرت  معركة  حامية الوطيس  في بلدة الكرامة التي سميت المعركة باسمها  هذا الجيش  الذي حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر في حرب  غير  متكافئة  وبما تبقى معه من أسلحة  حرب عام 67  حيث  كان الجيش الأردني  في مرحلة إعادة التنظيم  بصفوفه  بعد هذه لمعركة  الخاسرة  لكن معركة الكرامة  قلبت  الموازين  حيث تحولت هزيمة عام 67  إلي نصر  في عام 68 وتكّبد الجيش الإسرائيلي خسائر  كبيرة في المعدات والأرواح  بعد ان جر وراءه  ذيول  الخيبة والفشل في تحقيق  أهدافه  العدوانية  بعد طلبه  وقف إطلاق النار لا كثر من مرة وهي  المرة الأولى التي  يطلب فيها الجيش الإسرائيلي  مثل هذا الطلب  ولم يقبل  قائد المعركة  المغفور له  الحسين بن طلال الذي  كان  بنفسه يقود هذه المعركة  بوجوده  بين نشامى الجيش العربي  حتى  يخرج  أخر  جندي    إسرائيلي  من ميدان المعركة  وفعلا  خرج  العدو فاشلا" فشلا" ذريعا  وباعترافه الصريح على لسان  قادته بالهزيمة    حيث  قال: احد أعضاء  الكنيست الإسرائيلي ( لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا  بين جنودنا    لقد برهنت العملية  من جديد  ان حرب  الأيام الستة  لم تحقق  شيئا" ولم تحل النزاع العربي  الإسرائيلي )  وصرح المقدم  اهارون بيلد  قائد مجموعة القتال الإسرائيلية  انذاك قال: ( لقد شاهدت  قصفا" شديدا"عدة مرات  في حياتي  لكنني  لم أرى  شيئا"كهذا من قبل  لقد أصيبت  معظم دباباتي في العملية  ما عدا  اثنتين فقط)  في  المقابل قدم  الجيش العربي الأردني الباسل ما  لا يقل عن  تسعة وثمانون  شهيدا"  جبلت دمائهم الزكية الطاهرة بتراب الوطن  محققين بذلك نصرا" مؤزرا"  مبينا"  حيث قال    فيهم  جلالة المغفور له  الملك الحسين بن طلال رحمه الله بعد المعركة:  (قولوا  للإنسان  العربي  ان في  الاردن  شعبا" نذر  نفسه  من اجل  أمته وقضيتها  وجيشا" يلقى  أبناءه  الموت بصدورهم وجباههم  وجيشا"  عاهد الله  والوطن  ان يعيش  للأمة والقضية  وان يموت  في سبيل أخر  ذرة  من حقنا  المقدس  واصغر  حبة  من ثرانا الطهور )       
              ومن هنا يأتي احتفال أبناء الوطن بهذه المعركة الخالدة ، ليس لأنها كانت بحق معركة الأردنيين الذين علّموا المعتدي الدرس الذي تعلمه ، والذي كان ينبغي أن يتعلمه ، ولكن لأن هذه المعركة تعتبر جزءاً من تاريخنا العسكري ، وتاريخنا الوطني ، حيث أنها لم تكن مجرد معركة استبسل فيها نشامى الوطن ، وخاضوا غمارها ببسالة ، ودحروا العدو المتغطرس فحسب ، بل كونها جاءت لتعطي المعتدي درساً واضحاً ، ورسالة مباشرة ، مفادها أن حروبه معنا ليست نزهة كما كان يعتقد هو عندما(......طلب  من رؤساء بلدياته الاجتماع بعمان وتناول الغداء فيها......) ، وأننا لم نهزم وندحر عدواً طامعاً حاقداً وحسب ، لكن معركة الكرامة ضّمدت بسواعد أبناء الأردن جرحاً عربياً مكلوماً ، وقومت انكسارا" نفسيا" كبيرا" .
        فمهما كان احتفالنا بهذه الذكرى الخالدة ، فإننا لا نستطيع أن نفيها حقها ، لأنها اكبر من كل الكلمات ، واكبر من كل الاحتفالات ، فهي معركة أعادت إلى الأمة احترام الذات بعد نكسة حزيران ، وان النصر الذي حققه جيشنا  العربي الباسل البطل في هذه المعركة جاء في وقت كنا فيه بأمس الحاجة لتحقيق النصر على العدو  من اجل عزة وكرامة  هذه الأمة  التي طالما تعطشت لذلك منذ أمد بعيد .

        لقد كان صمود الجيش العربي في معركة الكرامة بمثابة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية ، والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني، وهذا الصمود والنصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية ، تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي  ، وأبرزت للعالم  اجمع  أن في هذا الوطن جيشاً يأبى الضيم ، ويعمل على دحر العدوان ، ويذود عن الحمى بالمهج والأرواح
    وأخيرا"  لن  ننسى  أم  الشهداء وأم الأبطال الذين  سطروا  هذا  النصر العظيم  وأذاقونا طعما"للحرية  ممزوجا"  بنشوة  الفرح الموشح  بالشموخ  والعزة والكبرياء  أنها الأم الأردنية  أم الشهداء التي أنجبت النشامى ، وانه  لمن  يمّن  الطالع  ان تزامن  عيدها  مع  ذكرى  ما صنعه الأبناء  الأبطال  في هذه المعركة الفريدة  من نوعها والتي  تعتبر نقطة تحول  في تاريخ الصراع العربي  الإسرائيلي ، فهنيئا"  لكل الأمهات  في عيدهن  وهنيئا"  لذوي  الشهداء  وأبناءهم  بهذ الوسام الذي  تزينوا به بما جاد به إباءهم وأبناءهم  من اجل الوطن، وحفظ الله راعي المسيرة وحادي الركب سليل الدوحة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ،  ورحم الله  شهداءالوطن الأبرار انه نعم المولى ونعم النصير
 
e-mal-hassan_abo_zaid@yahoo.com

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012