سماح فوزي المسنات

 اليوم عيد الام و بوعزيزي غائب ، ولن يكون بجانبكي ليقبل يديكي ويتمنى لك الصحه والعمر المديد ، ولكن هناك الملايين من شباب العالم العربي من الفقراء والمظلومين والمقموعين يقولون لك كل عام وانت بالف خير يا أم الشهيد فقد غادرنا بوعزيزي وهو لا يعلم انه أضاءه شمعة الكرامة لشباب الأمة بأكملها عندما أحرق نفسه ، وحرر عقولنا الغائبه المهزومه على نفسها قبل ان يحرر أجسادنا المنكل بها بكل ما أخترع من وسائل الذل ، تذرفين الدمع على الشهيد وأمهاتنا تذرف الدمع علينا نحن الشهداء الاحياء فشباب الامة يستشهدون كل يوم ألالآف المرات وهم يرون ، ألأموال المهدورة ، والمقدرات المنهوبة ، والفاسدين المتغطرسين ، والبطانه الجشعه ، والمسؤولين يسوفون ألالام الشعوب ، أه يا وطن ....
أمهات الشهداء ، كلنا يعلم كم تعاني الأم العربية حين تربي أبنائها في دول يحكمها ساسة ليس لديهم مبادئ، ويكثر فيها التجار منزوعين الأخلاق يتلذذون بذل عمالهم ، وتحكمنا  للأسف نساء تعشق الثروة بلآ عمل ، والمتعة بلآ ضمير ، لدينا من العلماء ما يكفي لنهضتنا  ولكن تغيب عنهم القيم الانسانية والشخصية العربية بفروسيتها ، وكلنا نمارس طقوسنا الدينية بدون أي تضحية وكأننا نكرر أناشيد بدون أن نمارس ما نكرر .
أم الشهيد أينما كنتي في فلسطين ، العراق ، سوريا ، تونس ، ليبيا ، اليمن .... لقد أشربوكي من الكاس المر في كل التفاصيل والمراحل لحياتك التي عشتيها ، ففي مرحلة الطفولة  الأنثى تعامل باقل اهمية وتقدير و تحصل على تعليم اقل وبعض الدول الغذاء اقل وينظرون لها بدونية فكرية وجسدية وتناسوا انها لم تختار جنسها ، فبعض الدول مناهج التعليم مختلفة والأرث القليل قد تجبر على التنازل عنه ، وحين تكبر كل ما تفعله حرام وعيب ولأخيها مسموح ، وفي أغلب الاحيان تصاب بقصر النظر المزمن بسبب العادات والتقاليد ، وقد تعانى من مشاكل نفسية تورثها  بسبب ما مورس عليها ، فهي محاربه بالفكر والجسد ، ولكنها حفرة الصخر واثبتت وجودها في كل الجوانب المهنية والعلمية ، الام العربية ألماسه حقيقية في قوتها وصلابتها عبر التاريخ واسئلوا الأم الفلسطينية والعراقية . 
فالأم تربي وتطعم الى أن يشتد عوده وتسهر بجانب المريض الى ان  يشفى تساند الضعيف الى أن يقوى تسمع الشكوى الى ان يجف الدمع تزرع قيم الدين لحد التضحية  والأنتماء لحد الشهادة ، يقولون الام مدرسة اذا اعدتها أعدت جيل طيب الأعراق ، لذلك يجب أن نعدها كمثل أم بوعزيزي  ، فأم التاجر يجب ان تعلمه القناعة والكسب القليل  ومخافة الله في العباده وليس طقوس مفرغه أشبه بالوثنية   ، وأم القاضي الرائفه بالمظلوم ، والحاكم أتقاء الله في المواطن والوطن .
كل عام وأمها تنا بألف خير أدامكن الله لنهضة الآمة العربية .

<samahmasannat@hotmail.com