أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


في رحاب الكرامة
21-03-2012 09:04 AM
كل الاردن -

alt

 جمال الدويري

 

 في مثل هذا اليوم من عام 1968 اجتازت قوات كبيرة من العدو الصهيوني بكافة الأسلحة نهر الأردن باتجاه بلدة الكرامة الأردنية, متمادية بالغطرسة والوقاحة, مندفعة تحت غطاء المقولة الزائفة بأن لديهم الجيش الذي لا يقهر, هدفهم القضاء على تجمع الفدائيين الفلسطيين في البلدة واحتلال مرتفعات السلط ليهددوا العاصمة عمان وليفرضوا شروط الحرب والسلام في المنطقة.
 
 ولكن أشاوس القوات المسلحة الأردنية كانت لهم بالمرصاد, وبالعزيمة والإرادة وعشق الوطن والاستعداد للتضحية والذود عنه بكل غالي, والذي عوض اختلال الموازين العسكرية عددا وعدة لصالح العدو المهاجم, استطاع الجيش العربي الأردني أن يفرض على العدو شروط المعركة التي اختاروا هم موعد دخولها, ولكنهم لم يختاروا نهايتها, فقد لقن أبطال جيشنا المغاوير ومعهم إخوة لهم من الفدائيين الفلسطينيين العدو الصهيوني درسا فريدا في التضحية والإباء وفي العلوم العسكرية والعمل الميداني, حيث كسروا له الغطرسة والمقولة, وثبتوا قوانين جديدة لموازين القوى وعوامل النصر هي موضع إعجاب العدو والصديق حتى يومنا هذا. وفشل العدو من تحقيق أهدافه وغاياته وتكبد خسائر فادحة في الارواح والمعدات وفي الهيبة ومعنوية جنوده.
 
 وللمرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب يطلب وقف إطلاق النار رسميا حتى يلملم رجسه وخسائره من أرض المعركة, وترفض القيادة الأردنية , ويواصل جيشنا الباسل تطهير الكرامة والأغوار من فلول "الجيش الذي انهزم" . ويوقع فيه خلال انسحابه الغير منظم مزيدا من الخسائر .
 
 وهكذا كان يوم 21 آذار 1968 يوما أردنيا بامتياز خالدا في التاريخ مشهودا حظي باهتمام العسكرية وكليات علومها على مدى العالم.
 
 طوبيى لشهدائنا الأبرار الذين كانوا عماد النصر وعنوان الكرامة, الذين "حنوا" ذوائب الكرامة بدماءهم الطاهرة الزكية, وهيئا للوطن جيشه وحصنه المنيع الذي يقف بالمرصاد لكل طامع وحاقد في كل آن وحين.
 
 
 
 
 
 في رحاب الكرامة
 
 أصهيل خيل قد سمعت أم الصدى أم صرخة الأرواح باغتها الردى
 
 أم مرهفات الحد تهجر غمدها أم ذا صليل السيف فل مهندا
 
 أم غرة التاريخ عانقت السما أم أردنيا في الكرامة أرعدا
 
 هذا خميس لا يجارى في الوغى لله در جحافل لبت ندا
 
 هذي جيوش الحق هلل جمعهـا وهنا تعانقت المروءة والفدا
 
 كتبت بنور المجد ناصع سفرها واليوم تكتب ما يشرفنا غدا
 
 ذادت عن الحوض المفدى بالدما وجلت عن المفؤود ليلا سرمدا
 
 نعم السرايا طوقت سور الحمى والبر للشهداء وعدك أحمدا
 
 النصر للصيد البواسل وعدهم أو في جنان الخلد نالت موعدا
 
 وبيارق الأخيار طالت أنجما وأطاح خزيا بالخرافة والعدى
 
 الله أكبر والنشامى أقبلت عادوا بمن رغب الحياة مصفدا
 
 وتساقطت من بأسهم أوراق من قطع الحدود تغطرسا ومعربدا
 
 ما عاد إلا مدبرا ركب الهوا قد ذاق من طعم الهوان مؤبدا
 
 حملوا إلى وكر الرذيلة عارهم إربا لماما أو جريحا مقعدا
 
 ظنوا بأن نزالنا في نزهة ظنوا بأن الدرب جد معبدا
 
 فتجرعوا كأس المرارة حنظلا وطواهم نقع الكرامة أسودا
 
 وتسربلوا بالذل رغم عتادهم وتأكدوا جيش العروبة سيدا
 
 طوبي لأردن يفيض أشاوسا ويفيض من أرض النبوة سؤددا
 
 ordunnannews@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012