الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي

أخي جاوز الظالمون المدى                                 فحق الجهاد وحق الفدا

" عينان لا تمسهما النار  : عين بكت من خشية الله . وعين باتت ساهرة في سبيل الله "

إن قطرة دم شهيد من بلدي تساوي كل أموالكم مجتمعة

إن التناغم المخزي بين مرافعة دولة القاضي وبين تصويت مجلس الأمة في قضية الفوسفات هو وصمة عار في تاريخ الأردن النيابي والحكومي وهو نتاج لنواب الدوائر الوهمية ولمجلس قال عنه المسؤولون إنه مزور .
وكما يقول المثل " لو خليت بليت"  فهناك نسبة من النواب الشرفاء الذين قاوموا كل الضغوط من أجل إفسادهم وظلوا كالطود الشامخ يتمسكون في أحلك اللحظات بكلمة الحق. فحق علينا أن نحترمهم ونقول لهم جزاكم الله عنا كل الخير

إن عائلات الشهداء وأبناءهم هم أمانة في رقبة حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وفي رقبة رئيس هيئة الأركان ومدير الأمن العام ومدير المخابرات العامة ومدير الدفاع المدني هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم  إبتغاء مرضاة الله قد أورثونا أياما بيضاء أيام عز وشرف كُتبت بدمائهم الزكية . أياما  يسجلها التاريخ العسكري كا ن آخرها  يوم الكرامة .
بأي شرع نلقي بأبنائهم بل بعائلاتهم  على قارعة الطريق أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام يمدون يدهم للحفاظ على ما تبقى من كرامتهم بدل أن نعطيهم حقهم بدل أن نرد لهم الجميل .
في أي محكمة يمكن أن تثمن الروح التي قضت في سبيل الله دفاعا عن الوطن وعن الملك وعن العروبة وعن الإسلام في أي محكمة نقيم روح الشهيد أو نوزنها . وفي أي عرف نتخلى عن أبنائهم وعن عائلاتهم والفاسدون يعيشون في قلاع وحصون ومزارع وقصور.
بل كيف يسمح رئيس وزراء مؤقت أن يساومهم على لقمة العيش أن يساومهم في مساواة رواتب آبائهم بالمتقاعدين العسكريين الجدد . ويلتف حول توجيهات ملكية سامية بمساواة رواتبهم التقاعدية .
 إن قطرة دم شهيد من بلدي  تساوي كل أموالكم مجتمعة.

إن عائلات الشهداء الأردنيين وأبناءهم هم أمانة في رقبة كل المتقاعدين العسكريين . فيا أيها المتقاعدون العسكريون الأطهار الشرفاء . يا أبناء الجيش المصطفوي يا حملة راية الجيش العربي . يا أيها المتقاعدون العسكريين في كل مؤسساتكم وفي كل لجانكم المختلفة .  كفاكم تشرذما وكفاكم تفتتا اتحدوا ولو لمرة واحدة لترفعوا عدالة مطلبكم في تحقيق المساواة المطلقة لكافة المتقاعدين العسكريين القديم منهم  والجديد وعلى رأسهم الرواتب التقاعدية للشهداء الأبرار لعائلاتهم ولأبنائهم. أنتم الرديف لقواتنا المسلحة وللأجهزة الأمنية أنتم الحماة والبناة لهذا الوطن أنتم خط الدفاع الثاني وأنتم الأقوى عددا وعدة ونوعية وكرامة وشهامة في زمن اختفت فيه الكرامة وضاعت فيه الشهامة . بالله عليكم اتحدوا ولا تفرقوا فتذهبوا . هل هناك قضية تجمعكم أكثر من قضية الشهداء أخوانكم في السلاح الذين كرمهم الله وشرفهم بنيل الشهادة .
وحدوا مؤسساتكم وحدوا أحزابكم وحدوا لجانكم وحدوا أصواتكم . فهناك من يحاول جركم الى الفتنة هناك من يحاول الإيقاع بينكم وبين أخوانكم رفاق السلاح هناك من يحاول أن يشوه تاريخكم وهناك من يحاول جاهداً أن يوقفكم في موقف المجابهة مع أخوانكم في السلاح .
فوتوا عليهم مخططات البغضاء والفحشاء وأخبروهم  بأعلى صوت أن ضباط وأفراد الأمن العام وقوات الدرك والقوات المسلحة والمخابرات العامة هم أخوانكم أخبروهم أنكم جميعا من أبناء الشعب الأردني الطيب أخبروهم بأن أحداً لن يتمكن من إيقاع الفتنة بين أبناء الوطن وبين المتقاعدين العسكرين وبين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لأنكم أبناء وطن واحد .
أخبروهم بالحسنى وبالخلق العظيم أنكم تدافعون اليوم عن حقوق شهداء الأمس وأنهم هم من سيدافع عن أنفسهم في الغد القريب. أخبروهم بأن مساواة رواتبهم التقاعدية طوال خمسة أعوام مقبلة لا تتجاوز ما سرقه فاسد  مارق بدون ضمير في صفقة واحدة

يا دولة القاضي إن سياسة التصعيد لا تجدي فلقد رأينا سياسة التصعيد بين الحكومة وبين المعلمين لقد غامرتم يا دولة القاضي  بمصائر أكثر من 850 ألف طالب لقد غامرتم بمصائر طلبة التوجيهي فلذات الأكباد وهم عماد المستقبل .  فالمصيبة والله كبيرة إذا كنت لا تهتم بتاريخ الآباء من الشهداء فكيف بالله عليك تغفل مستقبل الأبناء . وأصدقك القول إن قضيتهم أهم بكثير من قصائد عمر الخيام .
هل تريد يا دولة القاضي من المتقاعدين العسكريين أن يلجأوا الى الإعتصام هل تريد من المتقاعدين العسكريين أن يلجأوا الى المسيرات . إن كل شوارع المسيرات وكل ميادين الإعتصامات سوف تضيق بهم وسوف تعجز في استيعابهم هؤلاء الذين سطروا في رقاع التاريخ في ساحات المعارك  وفي جنان الخلد مساحات شاسعة .
 أقسم لك يا دولة القاضي  أن كل الميادين وكل الشوارع سوف تضيق بهم  لأنهم يسكنون في قلب كل بيت أردني ويسكنون في ساحات المعارك فوق أرض فلسطين والجولان وعلى ضفاف الأردن  وعلى امتداد إربد  وجرش والمفرق  وعجلون  والبلقاء والزرقاء  وعمان  ومادبا والكرك والطفيلة ومعان والعقبة . هؤلاء أشرف ما  أنتج الأردن من الرجال .

يا دولة القاضي مخطىء من يظن أن من يفجر أنابيب الغاز المصرية  يفجرها ضد الأردن وضد شعب الأردن . وصائب من يقول أن من يفجر هذه الأنابيب إنما  يفجرها  ضد إسرائيل ولسوف يستمر هذا التفجير ولن يتوقف عند التفجير 13 وإنما سوف يستمر.
ونحن نتساءل إلى متى سنظل نتحمل التصعيد في مصادر الطاقة وبالذات في مصادر الغاز ومصادر الكهرباء وإلى متى سيظل نواب ممن لهم ضمير من أبناء الوطن الشرفاء المخلصين يلوحون  بحجب الثقة قبل أن تغير موقفك في فاتورة الكهرباء .
فالحمد لله كل الدول العربية من حولنا تشكل أكبر مستودعات الغاز الإستراتيجية في العالم وهي تحتوي أكبر مخزون استراتيجي للنفط في العالم فما سر هذا الفتور في العلاقة بين الدول العربية وبين الأردن وهل هو بغريب أن نتساءل ماذا فعلنا بالمنح النفطية والمساعدات النفطية التي أخفيناها عن شعب الأردن. ولماذا لا نحيل الى القضاء كل من اشترى وباع شركات الكهرباء .
يا دولة القاضي لقد شاهدنا التصعيد في قضية الإنتخابات البلدية وتابعنا إجتماعات لجنة الحوار الوطني والتوصيات التي رفعت الى حكومة الدكتور معروف البخيت وإننا نتساءل كم مرة أعلن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله أن هذا العام هو عام الإنتخابات النزيهة .
وإنني أتساءل وأنت القاضي السابق كيف تساوي بين مسألة الصوت الواحد وبين الدوائر الوهمية وكيف تقرر أنهما لم يعودا مقبولين.
هل هناك تصويت للشعب على أن الصوت الواحد مرفوض وهل تعلم أن الصوت الواحد في نظر الكثيرين هو عماد نجاح الأردنيين في الإنتخابات النيابية. فاترك هذا الموضوع الى البرلمان كي يقرر أم أنك بصدد مرافعة أخرى من أجل خدمة أحزاب بعينها.
 أما الدوائر الوهمية فهي صيغة من صيغ الفساد ومنهج خبيث تستر من خلفه مسؤولون فاسدون كي يفسحوا المجال لإنجاح نواب فاسدين ولم يسبق لأي حكومة أو أي دولة في العالم  أن أفرزت نظام الدوائر الوهمية باشتثناء الحكومة الأردنية والتي تم في ظلها إجراء الإنتخابات للمجلس الحالي
يا دولة القاضي اذهب الى المحافظات اذهب الى القرى النائية اذهب الى الريف واذهب الى البادية وتأكد بأنهم غاضبون للإنتقائية التبي اتبعتها في انتقاء قضايا الفساد وهل يكفي أن تقول في أحد المتهمين أنه صديق عزيز
لقد تم تقديم مشروع قانون البلديات ومشروع قانون المحكمة الدستورية ومشروع قانون الهيئة المستقلة المشرفة على الإنتخابات وسنظل نعد اليوم حتى نهاية هذا الشهر كي تقدموا مشروع قانون الإنتخابات النيابية.
وسنظل نطالبكم بصوت مؤمن ألا تضيعوا حقوق عائلات الشهداء وأبنائهم ومساواة رواتبهم التقاعدية كاملة غير منقوصة برواتب المتقاعدين الجدد دونما حاجة الى تصعيد .
وكما ذكرتُ سابقا إن أموال فاسد مارق في قضية فساد واحدة تغطي نفقات كل المتقاعدين العسكرين لخمسة أعوام قادمة وشتان ما بين  الفاسد  المارق وبين شهيد دفن رفاته الطاهر في أرض حبيبة بالقرب من نابلس أو من جنين أُعيد إلى أهله ليُدفن من جديد  في قرية أردنية بعد  سبعة وأربعين عاما.