يوسف عكروش

 ويــــــــل حين تكبـــر الأنـــــا وتتضخــــم الــــذات متجاوزة حجـــم الوطـــــن
 قام التيار الديمقراطي العام العريض في الأردن ( مستقلون، قوميون، يساريون) بتأسيس النقابات المهنية والعمالية كافة وعلى مدى العقود الأخيرة وجائت نقابة المعلمون الأردنيون انجازا هاما للشعب الأردني دفــــع ثمنـــــه التيار الديمقراطي العام العريض ليقوم هذا التيار بتحقيق هزيمــــــة ساحقة لنفســـه. لقد دفع التيار الديمقراطي العام العريض في الأردن الثمن تلو الثمن وقدم التضحيات الجسيمة من أجل تأسيس النقابات والهيئات والمؤسسات الأهلية بأشكالها وقام بتقديمها على طبق من ألماس للآخــــــر!؟ يدفع هذا التيار الثمن ليقبض الآخر.. يزرع ليحصد الآخر.. ونحن نتفرّج مطبقين القول : أنــــــا وبعدي الطوفان!؟ يتقن هذا التيار البناء للغير ولا يتقن بناء بيته وكما يقول المثل الفلاحي- عند الصَخرةَ زي المهرة!؟
 بالرغم من كل التحذيرات التي يطلقها الجميع بلا استثناء والمخاوف والهواجس الكبيرة بأن تؤول نتائج الحراك الشعبي في الأردن الى هديــة يقدمها نشطاء الحراك الشعبي المطالب بالاصلاح والذي يشكل الديمقراطيون غالبيتهم ورأس حربته.. إن بقي الحال على ماهو عليه ولا مؤشرات بعد على تغيّره.. ستؤول حتما الى الآخر غنيمة مجانية وتنقلب نتائج كل ذلك على الشعب الأردني!؟
 - سيتم تحرير النقابات العمالية ولو بعد حين من قبضة الموظفين لدى الأجهزة الحاكمة وسيدفع الديمقراطيون الثمن ولكن أين سيكون مآلها!؟
 - نعم.. سيتحقق الاصلاح السياسي في الأردن ولو تأخر الوقت ولكن بثمــــن يدفعه الشعب الأردني وعلى وجه الخصوص الديمقراطيــون ومن ثم ماذا ينتظرنا سوى أن يتم تسليمه لمن ينتظر ويتربص بذلك!؟
 هل سيناضل الديمقراطيون ويحقققون الاصلاح السياسي ليقدموه هديـــــــــــــــة للآخـــر!؟ ما الذي ينتظرنا وما الذي يلوح في الأفق بل ما الذي يجري على الأرض؟!
 
 وهنا لا بـــد من اعادة التأكيد والقول: نعم لقد حقق التيار الديمقراطي هزيمــــة لنفســـــه فدفــــع الثمــــن والتضحيـــات ونجــح في إعادة تأسيس نقابة المعلمين الأردنيين ليقدمها هدية للآخــــــر!؟
 
 الآخـــر لديه: التنظيم الحديدي والمــــــال والدعــم متعـــدد الأطراف والأشكال والاتفاق على الهدف- الوصول بلا ثمن بل بالثمن الذي يدفعه الغير والمناورة والتكتيك !؟
 نحـن لدينــا: الأنـــــــــا المتضخمـــــة الجوفـــــــاء.. التشرذم والتفتـت.. عدم تقبّل الآخر ورفض الذات لا بل العداء للذات.. التنابـــذ.. عدم وضوح الرؤيا .. التلهي بالجزئيات والمعارك الهامشية .. المعارك الخارجية.. والاختلاف على الخارجي وتصفية الحسابات على حساب الداخل- الوطـــن.
 
 كم حزب؟ كم منظمة؟ كم فصيل؟ كم تجمع؟ كم حراك؟ كم تنسيقية؟ كم تكتل؟ كم.. وكم.. وكم؟
 والكـــــــــــــل يــــــــرى الوطـــــن في ذاتــــه المنتفخـــــة ولا يرى نفسه في الوطن!؟ عجبا!؟
 نقول هذا في يوم من أهم الأيام في التاريخ العربي الحديث.. يـــــــــــــــو م الأرض.. ألم نسمع نداءهــــــــــــــــــــــــا .. وهل نسمعه؟
 ألا نعي القادم ونبادر الى جبهـــــــــة وطنيــــــــــــــــــة عريضــــة تسعى لانقاذ الوطن مما هو قائــــم ومخاطــر القـــــــادم المحقق؟

 ysanasrah50@yahoo.com