أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


الزميل كمال زكارنة يكتب : جيل النصر

بقلم : كمال زكارنة
08-07-2023 10:40 PM

رفض العقيد آفين باروخ قائد وحدة دوفدوفان ،وهي الوحدة التي تعتبر نخبة النخبة في جيش الاحتلال ،والتي هاجمت مخيم جنين ،رفض ان يتحمل هو ووحدته فقط اسباب الفشل الذي منيت به وحدته.
وقال في رسالة وجهها لوزير حرب جيش الاحتلال غالنت عقب انتهاء العملية،ان الفشل يلحق بهم جميعا لعدة اسباب اهمها،العجز والضعف في المعلومات الاستخبارية التي وصلت الوحدة المهاجمة،حول طبيعة المقاتلين الفلسطينيين بأنهم بلا خبرة، لكن الواقع عكس ذلك تماما،فهم مدربون ومنظمون ومستعدون جيدا،يظهرون كالبرق من العدم، يطلقون النار ويختفون في العدم ،ويحترفون القنص ،رصاصهم يصيب الرأس كأنهم دربوا الرصاص على ذلك،والموت بالنسبة لهم كشرب الماء،خبراء في حرب العصابات ،المكان ينتمي اليهم ويرفضنا،كل شيء في المخيم كان يقاتلنا ،الحجارة والشجر والمنازل والشوارع الى جانب المقاتلين،والبنية التحتية لديهم اقوى بكثير من وصفكم لها،حسبت انني اقاتل شهداء المخيم الذين قتلوا عام 2002.
هذا ملخص تقييم قائد الوحدة التي هاجمت مخيم جنين والدروس والعبر التي استخلصها من العملية الفاشلة،وهو اولا، اعتراف حقيقي بالعجز والهزيمة ،وضعف جميع القدرات الواجب توفرها لاحراز النصر وفشلها،وعدم قدرة قواته على مواجهة شبان في مقتبل العمر في مساحة ضيقة جدا سلاحهم خفيف ،ولا مقارنة من حيث العدد والعتاد مع جيش الاحتلال،لكنهم تفوقوا بالايمان والعقيدة والشجاعة والارادة والصمود والعزيمة.
عندما يعترف قائد وحدة نخبة النخبة بعديدها وعتادها ومساندة سلاح الجو، بالفشل والهزيمة امام بضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين الذين يتحركون في مساحة نصف كيلومتر مربع،فان ذلك يعني بكل وضوح ،اننا امام واقع فلسطيني جديد ،يقوده جيل شبابي يختلف كثيرا عن الاجيال السابقة،التي اكتسب منها صفات متعددة من الوطنية والثورية والكفاح والبسالة والارادة القتالية ،وهذا الجيل الذي انفقت سلطات الاحتلال مليارات الدولارات من اجل افشاله،وفتحت له وامامه ابواب الفشل ،ووفرت له المخدرات والنساء والقمار وفتحت له كل طرق الفساد والافساد ،باستخدام اهم الاغراءات المالية والغريزية ووسائل الكيف المختلفة،الا انه انحرف بكل تصميم وارادة وشجاعة وعقيدة نحو البندقية والنضال والتحرير والاستقلال.
هذا الجيل الاشرس والاعنف والاشدَّ تصميما على المقاومة ،ورفض الاحتلال والذي افشل رهان النسيان،نرى في عيونه بشائر النصر ،فقد نسف هيبة واسطورة جيش الاحتلال الوهمية، التي سيطرت عقودا على العقل العسكري العربي.
التحدي الاستراتيجي الذي يواجه المقاومة الفلسطينية اليوم في الضفة الغربية المحتلة،هو محاولات خلق الفتنة الداخلية، التي يسعى الاحتلال الى احداثها بالتعاون مع الجواسيس،افرادا ومؤسسات ووسائل اعلام ودول وبعض المطبعين،وزج الشعب الفلسطيني في آتون حرب اهلية لا تنتهي، وهذه مسؤولية فصائل المقاومة التي لا يجوز ان تسمح للاحتلال بأن ينجح في هذا المسعى ،ومطلوب منها التصدي لكل هذه المحاولات والحفاظ على اللحمة الداخلية والوحدة الوطنية الميدانية،وتوجيه كل الطاقات والامكانات وتوظيفها في معركة التحرير.





التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012