أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


مع الشروق .. حافة المواجهة الشاملة

بقلم :
03-04-2024 06:34 AM

مع مرور كل يوم، يتزايد التصعيد بين محور المقاومة الذي تتزعّمه طهران والكيان الصهيوني بطريقة توحي بأن الأمور ذاهبة الى الانفجار والى مواجهة شاملة بين الطرفين أو بين الاحتلال وأحد أطراف هذا المحور (حزب الله).
وآخر فصول هذا التصعيد الذي بلغ حدّا غير مسبوق، هو شنّ الكيان الصهيوني مساء أمس هجوما جوّيا استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وخلّف 8 قتلى بينهم ،وفق تقارير غير مؤكدة، القائد برتبة عميد بالحرس الثوري محمد رضا زاهدي وهو قائد 'قوة القدس' في لبنان وسوريا.
صحيح أن الكيان المحتل تعوّد على شن ضربات عسكرية جوّية في سوريا ضدّ ما يزعم أنها أهداف ايرانية ، ولكن الجديد والخطير هذه المرة هو استهداف مبنى القنصلية الايرانية نفسها.هذا الاستهداف الخطير بدا وكأنه عملية انتقامية أولا، وثانيا هو ربما لقيمة الشخص الموجود هناك إن ثبت فعلا مقتله (محمد رضا زاهدي)، لكن في كل الحالات هو تصعيد خطير وينضاف الى الخطوات المتسارعة نحو الوصول إلى المواجهة الشاملة.
كما أنّه يأتي بعد يوم من استهداف المقاومة العراقية مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات) بطائرة مسيّرة، في هجوم غير مسبوق ضرب أحد المقرات العسكرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي وفشلت كل الدفاعات الجوية في التصدّي لها.
فبفضل هذا الهجوم اكتملت الجبهة الخامسة لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يشنّ حرب إبادة على قطاع غزة، وهو أيضا رسالة مضمونة الوصول أن الاحتلال أصبح تحت الحصار.
صحيح أن محور المقاومة و الكيان المحتل كانوا يتبادلون الصفعات قبل 'طوفان الاقصى'، لكن الأمر تحوّل بعد ذلك الى لكمات مباشرة في الوجه قد تشعل في أي لحظة مواجهة شاملة إما بين محور المقاومة ككل والاحتلال أو بين حزب الله والاحتلال.
يمكن قراءة عديد الرسائل من هذا التصعيد بين الطرفين، فعلى جانب المقاومة هناك العديد من الأهداف أوّلها منع هزيمة المقاومة في قطاع غزة عبر فرض وقف إطلاق النار ضمن الهدنة الجاري التباحث حولها.
أما الهدف الثاني فهو فرض معادلة وواقع جديد على الاحتلال في كل الحالات، سواء انتصرت المقاومة في غزة أو انهزمت عسكريا، حيث بات الاحتلال محاصرا من 5 جبهات وهي غزة واليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وقد تترك طهران لحزب الله تنفيذ المهمّة الكبيرة (المواجهة الشاملة) في لحظة ما ، خاصة أن حزب الله أدرك أن المواجهة آتية لا محالة وإن تأجلت قليلا بسبب العدوان على غزة لذلك قد تكون الفرصة مواتية جدا الآن.
أما على الجانب الصهيوني، فإن الكيان المحتل يريد إثبات أن له اليد الطولى ويمكنه تنفيذ أي عملية ضدّ أي هدف يريده ويعتبره يمثّل تهديدا له، والأهم هو أنّه يمكنه خوض أي حرب على جبهات متعدّدة والرسالة هنا موجهة رأسا لحزب الله.
هجوم القنصلية ستكون له تبعات كبيرة وقد يكون القشة التي قسمت ظهر البعير، فهو من ناحية تعدّ على القوانين الدولية باستهداف المباني الدبلوماسية وثانيا هو إحراج وخسارة كبيرة لطهران.
كما يبدو أن لحظة الحسم قد حانت في معركة اللكمات هذه التي زادت عن حدّها وحان وقت حسمها بالضربة القاضية، رغم أن الجميع ودون استثناء لا يحبّذ المواجهة الشاملة ولكن يبقى السؤال هنا هو إلى متى البقاء ضمن معركة الإنهاك والاستنزاف هذه ؟

بدرالدّين السّيّاري' الشروق التونسية '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012