قرر الشعب الأردني بأغلبية قطاعاته مقاطعة المهزلة التي تسميها الحكومة انتخابات حتى يحدث إصلاح حقيقي و شامل بما في ذلك شعارنا المجيد ( الشعب يريد دستور جديد ) ... الحمد لله.
و لكن الذي يسوؤني أن يطلع علينا بين الحين و الأخر و على شاشة تلفزيون ( أم الحيران ) الشاشة المقصورة حصريا على المنتفعين من النظام أو الذين يرجون منه ما لا يرجونه من الله. يطلعون علينا بتصريحات تتحدث عن انجازات هي في الحقيقة جرائم فيها نبرة الجدية و الأهمية و الوضوح و الشفافية على حد قولهم فأصغت لهم آذاننا و سلمنا لهم رقابنا حتى أوصلونا الى الهاوية باقتصاد سيء و سياسية عقيمة و مديونية عالية و رواتب لا تكفي ومشاكل يومية بل في كل ساعة و ربما في كل 10 دقائق حسب آخر الإحصائيات ثم يقول المسوؤل في آخر حديثه عبارة ( وهكذا أصبح الأردن نموذجا يحتذى ) أي أن كثيرا من دول العالم تقتدي بالأردن و تحذو حذوه في كل المجالات... يا ساتر يا عظيم؟
طبعا أنا أعرف نسبة المصداقية في هذا الكلام لكن المفاجأة التي أذهلتنا أنني كنت أصدقهم فيما يخص رعايتهم لذوي الاحتياجات الخاصة حيث يشرف على ذلك بعض أفراد الأسرة الحاكمة و بكمية هائلة من الأموال التي تأتي من الخارج للمساعدة في تحقيق هذا الجانب الإنساني , أقول المفاجأة عندما علمنا جميعا بالوضع المزري و المرعب و الذي يدعو للخجل, الذي تبين أن ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشونه سواء بالمعاملة السيئة أو بمستوى الخدمة المقدمة أو حتى الحالة الصحية المتردية في المساكن. إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله.... حتى هذا لم يسلم من النهب و الإهمال و التزوير.
و انتظروا معي أسبوعا أو أسبوعين لتروا من جديد و على شاشة تلفزيون أم الحيران مسؤولا جديدا يتحدث عن انجازات ثم يقول في آخر حديثه ( وهكذا صار الأردن نموذجا يحتذى ) و حينها سيطلع له أحد المواطنين و يقول ( استحوا على حالكوا .. كفا كذبا و كفى تزويرا .. تقولون أصبح الأردن نموذجا يحتذى و أنا من شدة فقري لا أجد نعالا يحتذى)