أضف إلى المفضلة
الإثنين , 13 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
من هو بيلوأوسوف المرشح لمنصب وزير الدفاع الروسي نيويورك تايمز: لماذا اختار طلاب أميركا الجزيرةَ؟ "نيويورك تايمز": السنوار نجح في إحباط انتصار "إسرائيل".. وقد أصبح رمزاً لفشل حربها الأمير علي: "فيفا" تحت الاختبار لممارسة واجباته نحو حقوق الإنسان انتحار 10 ضباط وجنود اسرائيليين بوتين يغير وزير الدفاع ويبقى على لافروف انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص مؤثرون أمريكيون يعدون تقريرًا عن المواقع السياحية الأردنية حكومة جديدة بالكويت .. والأمير ومجلس الوزراء يتوليان مهام البرلمان عُطلة في 25 أيَّار بمناسبة عيد الاستقلال الملك يعزي هاتفيا رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ هزاع آل نهيان اتحاد كرة القدم يقترح تقليص أندية المحترفين ولعب 3 مراحل ولي العهد يتابع سير العمل في استراتيجية ومشاريع "العقبة الخاصة" توضيح حول فيديو منتشر لكاميرا مثبّتة على مركبة حامد العبادي يعزي بوفاة الحاجة بنا محمود الفياض الدبوش"أم غازي"
بحث
الإثنين , 13 أيار/مايو 2024


المعشر : التشاركية والإقصائية في الدولة الأردنية

15-07-2012 09:56 AM
كل الاردن -

من اهم المعايير لنجاح اية عملية تحولية في مجتمع ما، إدراك ضرورة توفر عنصر التشاركية والتوافق، لدى البت في بعض التشريعات المفصلية، التي ستحدد مستقبل البلاد واستقرارها السياسي والمجتمعي.

هناك بعض التشريعات كالدساتير وقوانين الانتخابات، التي لا يمكن ان تكون ملكا لحكومة معينة، حتى وإن كانت هذه الحكومة منتخبة من الناس، فما بالك بحكومات غير منتخبة، تعتقد أنها تستطيع فرض رأيها بالقوة، كما كان عليه الحال في الزمن الغابر.

ولهذا، فإن عملية كتابة دستورين، تونسي ومصري، جديدين مثلا، لا يمكن ان يتكللا بالنجاح، ان لم تتبع عملية توافقية، بحيث تشترك في وضع الدستورين، كافة فئات المجتمع، بمكوناته السياسية والمجتمعية. إن اتباع مبدأ الإقصائية في تمرير مثل هذه التشريعات، حتى ولو كانت هناك أغلبية برلمانية تسمح بذلك، تصرف غير حكيم، لن ينتج عنه استقرار سياسي او مجتمعي. وقد وعت كافة الفئات في تونس هذه الحقيقة، فسعت الى دستور جديد توافقي بعيدا عن حسابات الأغلبية والأقلية، المحكومة بلحظة معينة في التاريخ، تتبدل بتغير الظروف. وحين كان باستطاعة حزب النهضة تمرير ما يريد كإقرار الشريعة الاسلامية مصدرا رئيسيا للتشريع، ارتأى في النهاية العدول عن ذلك حتى يحافظ على التوافق المجتمعي فاكتفي بالنص الاصلي للدستور بأن دين الدولة هو الاسلام.

لهذا ايضا توافقت معظم القوى السياسية والدينية في مصر، بما في ذلك حزب العدالة والحرية وحزب النور الاسلاميان، على وثيقة خرجت باسم الازهر، تنادي بدولة مدنية تعددية، يكون الشعب وحده فيها مصدر السلطات، مكتفية باعتماد مبادئ الشريعة الاسلامية (وليست الشريعة نفسها)، مصدرا رئيسيا للتشريع، حفاظا ايضا على الوحدة المجتمعية.

اما الوضع لدينا، فمختلف تماما، حكومات غير منتخبة، لا تشعر بحرج بسن مسودات عدة لقوانين انتخابات، ستحدد مستقبل البلاد ونجاح العملية الاصلاحية من فشلها، دون وجود حد ادنى من التشاور مع المجتمع. وبصريح العبارة، فإن قانون الانتخاب لا يجوز ان يكون ملكا لحكومة الدكتور فايز الطراونة، او الدكتور عون الخصاونة او الدكتور معروف البخيت. ينبغي ان يكون القانون ملكا لكافة فئات المجتمع، تشعر أنها اشتركت في وضعه، فتدافع عنه وتحميه.

مبدأ التشاركية والتوافق اساس لإقرار قانون الانتخاب، اما ما نشهده اليوم، فهو نهج إقصائي يتباهى بذلك، نهج لم يدرك بعد ان الدنيا تغيرت، وأنه لم يعد من الممكن إدارة البلاد دون أخذ رأي العباد، آملا عدم استغفال الناس عن طريق الادعاء بأن القانون أقر من قبل سلطة تشريعية، انتخبت اصلا وفق قانون، ليس بعادل ولا ممثل، واثر تدخلات لم تعد خافية على أحد.

دعونا نستعرض مراحل إقرار القانون منذ بداية الربيع العربي، لنرى إن كانت نية الاصلاح السياسي متوفرة حقا لدى الدولة الاردنية فعلا لا قولا. فقد شكل جلالة الملك لجنة الحوار الوطني في شهر آذار 'مارس' من العام الماضي أتت ممثلة لفصائل عدة من المجتمع، مهمتها وضع قانون انتخاب توافقي. وما أن انتهت من توصياتها حتى وضعت هذه التوصيات على الرف، جنبا الى جنب مع توصيات لجان ملكية وطنية اخرى، لتقترح حكومة الدكتور معروف البخيت صيغة، لم تفسر لنا من اين اتت، وهي ثلاثة اصوات لكل مواطن على مستوى المحافظة وصوت لقائمة وطنية من عشرين مقعدا. ثم رحلت هذه الحكومة لتقترح حكومة الدكتور عون الخصاونة صوتين لكل مواطن على مستوى المحافظة، وصوتا لقائمة وطنية تم تخفيضها الى خمسة عشر مقعدا. اما النتيجة النهائية فهي إقرار قانون، اعاد البلاد لما كان عليه الحال سابقا، من صوت واحد على مستوى الدائرة، مع جائزة ترضية تتمثل بصوت لقائمة وطنية من سبعة عشر مقعدا، بعد زيادة عدد مجلس النواب، لتخفيف الاثر السياسي للقائمة، وصولا الى تدخل جلالة الملك، ليتم زيادة القائمة الوطنية الى سبعة وعشرين مقعدا، من اصل مائة وخمسين مقعدا للمجلس الجديد. هل يحتاج احد لأي تحليل معمق ليستنتج ما إذا كان ما سبق يشكل خطا بيانيا يسير باتجاه الاصلاح أم عكسه؟ أم أن استغفال الناس أو عدم الالتفات لأي حد ادنى من التوافق وصل الى حدود غير مسبوقة؟

اتوقف عند ملاحظتين: الاولى ان الشعب الاردني لم يتغير في السنتين الماضيتين، بل اربع حكومات هي التي تغيرت، وبالتالي لا يستطيع احد الادعاء ان قانون الانتخاب تمت صياغته بالتوافق بعد كل هذه الصيغ المختلفة، والتي تختلف بدورها عما توصلت اليه لجنة الحوار الوطني. والملاحظة الثانية هي أن هذا التراجع الواضح خلال السنتين الاخيرتين بين مختلف الصيغ انتهى بصيغة تعيد انتخاب اثنين وثمانين بالمائة من مجلس النواب وفق الصيغة القديمة التي ادت الى فقدان اكثر من خمسة وثمانين بالمائة من الشعب الاردني ثقتهم بمجلس النواب. كما ستؤدي الى انتخاب قوائم وطنية شبه خالية من الدسم بعد اعلان الحزب الأكبر في البلاد وهو جبهة العمل الاسلامي نيته مقاطعة الانتخابات. بمعنى آخر، لن ينتج عن الانتخابات لا مجلس نواب قوي ولا حكومات منتخبة عن طريق الاغلبية البرلمانية كما يريد جلالة الملك، ولا إعادة توزيع جادة للسلطات. ومتى ما ادرك الاردنيون ذلك بعد اشهر قليلة من الانتخابات القادمة، أو نزل الاخوان للشارع بدلا عن قبة البرلمان، ماذا نحن فاعلون؟

لم تعد فزاعة الاخوان مقنعة، لما كانت الدولة مستعدة لقبول ثلاثة اصوات على مستوى المحافظة ايام حكومة د.معروف البخيت، وهو الآتي من خلفية امنية، إن كان صحيحا ان الاسلاميين سيفوزون بأغلبية المجلس؟ إن الاستقرار المنشود لن يأتي عن طريق السياسات الاقصائية التي ستدفع قوى عدة للشارع. سياسات كهذه لن تؤدي الا لمزيد من القراءات الخاطئة والاحتقان والتأزيم في وقت نحن بأشد الحاجة للحكمة السياسية والمشورة بعيدة النظر.

لقد اصبح واضحا أن المعارضة لهذا القانون غير الاصلاحي ولا الجاد ليست مقتصرة على الاخوان كما تروج الحكومة، بل هناك قوى وأشخاص من رحم النظام تعارض القانون مثل عبد الهادي المجالي وطاهر المصري واغلب الاحزاب والقوى السياسية في البلاد. ايصدق احد ان رئيس مجلس الاعيان ذهب في اجازة خاصة خارج البلاد بينما المجلس الذي يرأسه يناقش قانون الانتخاب لولا عدم رضاه عما يجري؟ متى صوت اربعة عشر عضوا من مجلس الأعيان المعين بالكامل من جلالة الملك ضد أي قانون ترغب به الحكومة بما في ذلك معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية؟

اين الحكمة السياسية في دوائر صنع القرار العليا في الدولة ممن تشير على جلالة الملك؟ الا يوجد من يرى خطر هذه السياسات الإقصائية؟ هل يتجنى البعض حين يزعم ان البلاد تشهد مرحلة مراهقة سياسية لم تعرفها من قبل؟ أو ليس مشروعا بل على كل لسان ان الدائرة حول جلالة الملك بحاجة ماسة الى توسعة حتى يستمع جلالته الى مختلف الآراء الغيورة ايضا على مستقبل البلد؟ ام أن الاردن بعد كل ما قطع من اشواط في نهضته بات يضيق بآراء ابنائه؟
لم يعد خافيا ان دائرة صنع القرار تسيطر عليها العقلية الامنية، وان عدد مستشاري جلالة الملك السياسيين، ممن يتمتعون ببعد نظر سياسي قلة للغاية، وإلا كيف نفسر ما يجري من حولنا؟ متى شهدنا إقرار قوانين، ثم العودة لتعديلها في غضون أيام؟ يستحق جلالة الملك منا، افضل من قرارات لا يتم دراستها جيدا، قبل وقوع الواقعة، ثم يبذل الجهد لإصلاح ما افسدته القرارات ذاتها. كما قضايا الوطن لا تحل بالعنتريات الزائفة والقرارات، التي لا تأخذ بعين الاعتبار آراء الناس.
ان الزاوية الامنية جزء مهم من عملية صنع القرار، ولكن لا يجوز لها قيادة هذه العملية، لأن بناء الدولة الحديثة يحتاج الى مدخلات كثيرة، لا يشكل المدخل الامني الا واحدا منها.
مؤسف ما وصلنا اليه، ومؤسف اكثر، بل خطر، الإصرار على مثل هذه السياسات الاقصائية.

* نائب رئيس الوزراء الأسبق

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-07-2012 10:25 AM

هذا الكلام الانشائي ينفع في الوريات الشهرية وللتنظير والمحاضرات في اوكسفورد ولكن يا معاليك الاردن عمره ما منع حدا من المشاركة بل البعض ينأى لاسباب خاصة او لعدم توافق القانون مع رغبته وهاي مشكتله ومشكلتك فلا تجعلها مشكلتنا جميعا ... من يرغب في التشاركية فالباب مفتوح واذا ارد اقصاء نفسه فالله والنبي وياه ودربه خضراء كمان ..بدون شغل انشاء وحياتك يا معاليق

2) تعليق بواسطة :
15-07-2012 10:37 AM

*- "مخلوطة توب اكسترا" هي التي قدمها لنا نائب رئيس الوزراء الاسبق و وزير الخارجية و سفيرنا السابق في الولايات المتحدة ! لكن هذه المخلوطة جافة قديمة , ساتلطف هذه المرة و لن انتقد عميقا و لن اعرج على ماضي هذا الرجل لكن فلنتنبه الى نقطتين حتى لا نقع بالتنويم المغناطيسي في الطروحات المشابهة و التي توهم المرء بانها منطقية وموضوعية :
1- النموذج "السميحي" تذكرونه عندما كان يكتب سميح المعايطة بمنطق معين يحاكي فيه الموضوعية وما ان ينبهر القارئ له حتى اذا وصل لمركز السلطة انقلبت الدنيا راسا على عقب , انااعتبر ان هذا اسلوب متبع لدى اتباع النظام السابقين حتى يمارسوا لعبة الانقاذ الموضوعي للنظام و بالمرة العودة الى السلطة و الدخان التضليلي للعامة قد استنفذ مهمته
2- العودة لوضع الملك في خانة "اللاعارف" او " اللاسلطوي" او "المتأثر بالبطانة" , نظرية ال "inner circle" او البطانة هي نظرية عفنة عصراوسطية لا تستخدم ابدا بالنموذج الملكي المطلق و قد قمنا بوضع امثلة عملية لها و من خلال نموذج حكومتي البخيت !!!! لذلك وضع الملك في هذه الخانة التي ليست له تفقد الموضوعية لكل طرح , الملك يعرف و يدير و مسؤول !!!!

3) تعليق بواسطة :
15-07-2012 01:06 PM

...

رد من المحرر:
نعتذر

4) تعليق بواسطة :
15-07-2012 01:07 PM

(انتوني جيدنز) عالم الاجتماع البريطاني الشهير صاحب احدث مدارس
علم الاجتماع والتي سماها(الاستبعاد)
واخذت مدرسة لندن للاقتصاد بتدريسها
ثم قامت الحكومه الريطانيه باستحداث
وحده متخصصه لاجراء الدراسات المتعلقه
بالاستبعاد الاجتماعي وآثاره السياسيه
والاقتصاديه والاجتماعيه .
انهم يتنبهون للامور ويدرسون ويبحثون ويحللون هناك راسماليه تحترم
مواطنيها دائره واسعه جدا تدرس
اثر الاقصاء على المجتمع بدءا من
تدريسها للطلاب في الجامعه الى حزب
حاكم فرئاسة وزراء ولم يكتفوا
بدائره ضيقه من (القله)، وذلك
حتى لايضيع الجهد باصلاح ما افسدته
قرارات القله وسواء كانت مطلعه
ام لا سواء بسواء .

5) تعليق بواسطة :
15-07-2012 03:07 PM

أرجو من معالي الكاتب إذا كان يهتم بسؤال ان يجيب على التالي من سؤالي وهو وزير الخارجية الاسبق وسفيرنا في واشنطن وفي إسرائيل الشقيقة مما يعني انه في موقع المطلع والعارف بسر الاسرار والمخفيات العظام: اليس أن سر الإصرار على قانون الصوت الواحد هو ضمن التفاهمات مع دولة الكيان الصهيوني ونتيجة إتفاقية وادي عربة؟
ألم تشرع هذه الاتفاقية الباب لكل انواع الفساد وكانت وما زالت سببا مهما في عملية الأقصاء؟
لماذا الإصرار على عرابي وادي عربة في تشكيلات الحكومة والتوزير وغيرها في المواقع الرفيعة؟

6) تعليق بواسطة :
15-07-2012 03:27 PM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
15-07-2012 04:28 PM

شكراً للمحرر على الأعتذار.
ردي كان ملغوم وأنا شخصياً اعترف !!!

8) تعليق بواسطة :
15-07-2012 10:50 PM

اشكر معالي الدكتور المعشر : على هذاالتوضيح لمعنى التشاركية والتوافق وهي من مرتكزات الديمقراطية والذي هو حكم الشعب وهذا ما يجب ان يكون عليه الحال عند اعداد الدستور وسن القوانين ومن اولى من الشعب في التشاركية .

9) تعليق بواسطة :
16-07-2012 12:37 AM

إلى متى تسمحون لهذا العميل التحدث باسم الأردن ولماذا تنشرون مقالاته فإذا كنتم قد سمحتم له بنشر مقالاته فمن الأولى بكم نشر تعليقنا عليه وعلى مقالاته

10) تعليق بواسطة :
16-07-2012 04:31 PM

طول بالك رح ترجع وزير بدون ما تكتب هيك حكي مهي الوزارات عنا على الدور وما في بالدور غير نفس الشله الي انته منها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012