أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


القرايا والسرايا

بقلم : د.محمد ابو رمان
23-07-2012 12:25 AM
ثمة شيء غير مفهوم في قيام قوات الدرك (قبل يومين) بفض اعتصام للأيتام ومجهولي النسب، بقسوة غير مبرّرة؛ فما قاموا به فعالية سلمية غير مسيّسة، تعبّر عن مطالب إنسانية مشروعة، بلا أي سقوف عالية، ولم يكن هنالك أي سبب مقنع لاستخدام القوة معهم، ما دفعهم إلى طلب اللجوء السياسي لإنجلترا، في حركة إعلامية ذكية!في اليوم التالي، نقل الأيتام اعتصامهم إلى دوار عبدون، بعد أن عقدوا مؤتمراً صحفياً شرحوا فيه ما تعرّضوا له على الدوار الرابع. وأُسدل الستار على المشهد الأول بتغريدة للأمير علي على 'تويتر'، يؤكّد فيها أنّ الملك سيأمر بحل مشكلتهم، فحقّقوا بذلك انتصاراً سياسياً على الحكومة التي تجاهلت تماماً اعتصامهم وقضيتهم، كما فعلت مع غيرهم (ربما تكون حكومة الواق واق هي المعنية بالأمر)!طيّب، إذا كانت الدولة فشلت –أمنيّاً- في مواجهة هذا الاعتصام لشباب لا يملكون أدوات إعلامية، ولا عمقاً اجتماعياً، ولا 'بكّايات' سياسية، فكيف ستفعل مع أحداث الشغب التي تقع على خلفية مطالب خدماتية أساسية، مثل ما حدث بالأمس في مدينة معان، عندما أغلق عمال المياومة في مؤسسة سكة الحديد الطريق المؤدية إلى العقبة، ولم ينهوا الاحتجاج إلاّ بعد وعود من المسؤولين بحل مشكلتهم؟!يتم الاعتداء على أيتام ومجهولي نسب في اعتصام سلمي وإنساني؛ بينما تجري مفاوضات شاقة لاسترضاء عمال المياومة الذين قطعوا الطريق، فما هو- بالله عليكم- المعيار القانوني أو السياسي الذي تحتكم إليه الدولة في إدارة الأزمة المركبة الراهنة؟ إذ يختفي الوزراء والمسؤولون فجأة عن المشهد، ويتركون المشكلات تتراكم وتكبر وتتضاعف لتصبح أزمات، وتلقي الحكومة بالكرة الملتهبة إلى رجال الأمن والدرك ليتعاملوا معها في الشارع!سواء استخدمنا الأمن الناعم أم الخشن، فلا يمكن أن ينتج ذلك حلولاً مع مزاج شعبي متمرّد محبط، طالما أنّ الخلل هو في جوهر إدارة الأزمة السياسية في البلاد، بل لن يؤدي الاعتماد على الأمن إلاّ إلى توريطه في احتكاكات وصورة سلبية مع المواطنين والمحتجين. وهو بالفعل ما بدأنا نشهده خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحديداً مع جهاز الدرك، الذي أصبح اللجوء إليه أمراً يومياً معتاداً، وهو جهاز يفترض ألا يشتبك مع المواطنين إلاّ عندما تتجاوز الأمور قدرات الأمن العام!تقودنا هذه المقدّمات إلى ملاحظة مهمة بأنّ منسوب العنف الاجتماعي والجامعي تراجع بصورة ملحوظة خلال العام 2011، وعاد إلى الصعود تدريجياً مع العام 2012، ثم بلغ الذروة خلال الأشهر القليلة السابقة!صحيح أن جزءاً كبيراً من المطالب والاحتجاجات اليوم هي مطلبية وخدماتية واقتصادية، لكن سبب العنف والاحتجاجات يكمن بصورة أساسية في سوء إدارة الأزمة السياسية، وضعف الحكومات ومؤسسات الدولة، و'تضعضع' شرعية اللعبة السياسية، وفقدان قواعدها التي تحكم الجميع!بيت القصيد أنّ عودة العنف المجتمعي والجامعي والتوترات الداخلية تزامنت مع شعور المجتمع بتراجع الدولة عن وعودها بإصلاحات جوهرية، مع التخلي عن مخرجات لجنة الحوار، ثم استقالة حكومة عون الخصاونة. وبلغ التوتر ذروته مع حكومة فايز الطراونة التي جاءت بقانون انتخاب يمثّل انقلاباً كاملاً على المشاريع المطروحة.الطريق إلى المستقبل تكمن في تغيير المناخ السياسي، وإعادة تدوير المزاج الاجتماعي نحو مشروع وطني إصلاحي جامع، وأفق سياسي واضح للجميع. بغير ذلك سنبقى نتخبط بأزمات سياسية طاحنة، طالما أنّ المعسكر البيروقراطي-الأمني لدينا يريد الإبقاء على معادلة سياسية صدئة، ويتعامل مع الإصلاح بوصفه تنازلاً للخصوم لا تجديداً للنظام والدولة والعلاقة مع المجتمع!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2012 03:55 AM

عندما كنا صغارا نجلس الى الرجال البركه الكبار(الختياريه)في المضافه ويبدأ أحدهم سرد قصة معينه يتعلق موضوعها بالحديث او الحدث الدائر فيسهب الى ان بتفرع في قصته ويتطرق الى عشرين قصه أخرى وكل قصه ترتبط بشكل معين مع القصه الاساس موضوع الحديث,واحيانا لا ترتبط الا بذكر شخص او زمان او مكان فيؤدي بالراوي الى التطرق والتفرع وينسى العوده الى الموضوع واذا ما دخل زائر جديد فكانت احيانا تضيع القصه ونفقد متعتنا نحن الصغار ولا نجرؤ طبعا ان نتكلم احتراما فاكثر من الصمت لا نفعل ولكنك ايها الكاتب المحترف تخاطب كبارا بامكانهم تذكيرك والقول لك ان كل القصص التي ذكرتها لا تتعلق بالمقدمه التي طرحت بها الموضوع فلماذا لم تجب وتبين للقارئ سر الشئ الغير مفهوم لقيام قوات الدرك بفض الاعتصام لجماعة لا حول لهم ولا قوة بهذه الطريقه بينما يطيلون البال ولا يتبعوا العنف مع الآخرين ولكني سأجيب عنك وأقول لك السبب عللّك لا تستطيع التعرض للسبب(السبب في هذه المسرحية وكل مسرحيه تتسبب بها قوات الدرك باثارة المواطن الاردني وشد انتباهه الى المسرحيه المفتعله ما هي الا تغطية للتساؤلات التي تحيط وتغطي سماء الاردن في كل مره وما اكثرها من مرات يغيب فيها الملك عن البلاد دون سبب وجيه وهذا تقريبا مستمر وبشكل يتكرر في كل شهر زياره لا احد يعلم اين يسيح بها ولم الاحظ ولو مره ان قام التلفزيون الاردني بتغطية زيارات الملك الدائمه بالرغم ان العرف المتبع في كل العالم ان زيارة رأس النظام في اي دوله في العالم ترافقه بعثه تلفزيونيه ولكن هذا لا يحدث في الاردن واذا ما حدث فان الوفد الاعلامي يعود في اليوم التالي ويعود الملك بعده باسابيع)هذا هو السبب ومن عندي اقول يا صاحب الجلاله لا داعي لان نجهد المواطن الاردني ونجهد اعصابه من اجل هذه الامور فاذهب حيث تريد وعد عندما تريد فلا فرق هناك والاردنيون تعودوا منذ زمن بان ملكهم يزور الاردن بين الحين والاخر وكما قال غوار الطوشه اذا اردت ان تعرف ماذا يوجد في عمان فعليك ان تعلم ما يوجد في جوهانزبرغ

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012