بقلم : طايل البشابشة
08-08-2012 11:14 AM
(ولا تخفى على جلالتكم خطورة الإقصاء والتهميش لأن الذين يشعرون بهما يصبحون على إستعداد للإصغاء
إلى أولئك الذين يدعون إلى الفتن والضغائن).
هذه العبارة من رسالة موجهة إلى جلالة الملك من فئة سمت نفسها,المبادرة الأردنية لمواطنة متساوية.
لاحظنا التهديد المبطن من خلال سطور هذه الفقرة التي اخترناها لكي يتضح للأخوة القراء مدى الفجاجة والوقاحة ألتي وصلت إليها تلك الفئة.
عندما قرأت اسم هذه الجهة وتحت العنوان الماكر ألمبادرة الأردنية توقعت أنها ستطالب برعاية صحية أو اجتماعية لإحدى القرى في الصحراء الشرقية أو إحدى قرى الجنوب الأردنية المظلومة أو قرية عطشى من قرى الشمال الأردني البائسة..فخاب ظني وتبين أنها من عمان الخير حيث الرزق عند مواطئ الأقدام حيث لإمكان لجائع إذا ما شمر عن ساعديه وبحث عن العمل فسيجده والدليل هو آلاف فرص العمل ألتي يحتلها الأخوة الوافدون أو على الأقل مئات الجمعيات الخيرية ألتي تتكفل بالفقراء والمعوزين.
عموما هذا ليس بغريب بل ومتوقع ممن تخفوا تحت ذلك الاسم ولكن الذي لفت نظري هو لغة التهديد والوعيد فيها,فللأردن وشعبه الطيب تجربة لن تنسى مع مثل هذه الفئة سنة 70 ورأى أن الظرف ملائما والفرصة متاحة وربما يكون أحدهم أو منهم من مؤسسي ومتبني هذه المبادرة من شارك في تلك الفتنة التي كانت تستهدف الأردن قيادة وشعبا وهوية و لولا لطف الله والرجال الرجال من أبناء هذا التراب الطيب لتحققت أحلام وأمنيات وأهداف تلك الفئة الطامعة.
عموما هذه المبادرة ألتي زج باسم الأردن بها زورا ليكون شاهدا على فتنة جديدة وفي هذا الظرف العصيب ألذي يمر به الوطن,ظانين أنهم بإنتهازيتهم في هذا التوقيت وفي ظل التوتر وإنسدا د الأفق لمطالب الشعب المشروعة في قانون انتخاب تتوافق عليه كافة الفئات ومطالب الإصلاح ومكافحة الفساد ألتي سوفت ولم يتحقق منها إلا النزر اليسير ,مما سبب إحتقانا وعدم ثقة بين الدولة والمواطن.
ففي ظل هذا الظرف الصعب ,وبعدما تسللت هذه الفئة خلسةالى سفارات الناتو وجمعيات الغرب ألتي تعمل
ظاهرا تحت مسمى حقوق الإنسان وحقوق المرأة وباطنا لأهداف تتماشى مع ما يريد الغرب أن ينفذ من مخططات وأجندة للمطالبة بحقوق إدعوا أنها منقوصة,مستقوين بها على وطنهم هذا إذا كانوا يعتبرون الأردن وطنا لهم وما هو إلا محطة شاء القدر أن يحطوا بها فليظفروا بغنيمة تملأ بطونهم الجشعة,ولو على حساب أصحاب هذه الأرض ممن إستضافوهم وتقاسموا معهم شربة الماء الشحيحة ,ولقمة الزاد و الوظيفة والمدرسة والجامعة وحبة الدواء..هذا إذا كانوا يعتبرونهم أشقاء,مستكثرين عليهم أن يكون لأبنائهم مقعد في جامعة من خلال ما سمي بمكرمة أبناء القوات المسلحة,أو أبناء الأمن العام ممن أفنوا حياتهم في الذود عن الوطن ,وتوفير الأمن والإستقرار لتنتعش تجارتهم ومشاريعهم ألتي كدسوا من وراءها الأموال والعقارات.
نقول لهؤلاء الحاقدين والجاحدين..هل تظنون أن دورة الحياة في هذا الوطن ستسير وتستمر لتجارتكم ومؤسساتكم الخاصة وبنوككم التي تكدسون بها أموالكم ألتي جنيتموها من هذا الوطن,لولا شقاء ومعاناة هذا الجندي والشرطي الآتي من أطراف الوطن المهمشة من قبل حكومات ونظام ظالم إستغل أرضهم وثرواتها ومياههم وخيراتهم لتصب حيث تقيمون..؟
أتستكثرون على إبن هذا الجندي أو الشرطي أن يجالس أبنائكم في مدرج جامعة من جامعات الوطن وهو الذي لايملك أباه قوت يومه..؟في حين أن أبناء هؤلاء الهنود الحمر كانوا لايشكلون 10% من الطلبة في جامعات الوطن قبل أن تولد هذه ألتي تسمى مكرمة في حين أن المقاعد الباقية لكم وارجعوا الى كشوفات الخريجين, هذا عدا عن المنح ألتي تحصلون عليها من الدول الشيوعية والإشتراكية آنذاك ,من الصين حتى كوبا مرورا بالاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية ,هذا عدا عن ا لعشرات من الجبهات والهيئات والمنظمات ألتي توزع المنح على أبناء منتسبيها ألتي كانت تقدمها الكثير من الدول العربية ألتي كانت تدعم الثورة الفلسطينية كليبيا والجزائر وسوريا والعراق في حين أن إبن هذا الوطن المظلوم لامغيث له لاوكالة غوث ولا غيره من المنظمات والجبهات التي تدعمه إلا الله ودولته العتيدة ألتي كان جل خيرها وإنجازها في عمان.
أتستكثرون عليهم هذا الحق وأنتم تقيمون في فللكم وشققكم المكيفة وحياتكم الرغيدة الهانئة , وآبائهم في الشوارع تحت حر الشمس وزمهرير الشتاء يحرسونكم ويوفرون لكم الأمن والأمان..؟
وتتكلمون أيضا عن الإقصاء والتهميش في الوظائف الحكومية ,وهناك الألاف من الطلبة الجامعيين في الأطراف من الوطن ممن ينتظرون رحمة اللة وديوان الخدمة المدنية, ممن لم يجدوا وظيفة فالتحقوا بالجيش والأمن لأنه لايوجد البديل فلا آبائهم تجار ولا حرفيين ولا أصحاب أملاك ومؤسسات ..أقول ذلك وأنا أشهد الله أني أب لفتاتين جامعيتين تخرجت الأولى منذ 10 سنوات والثانية منذ 9 وهما لاتزالان تنتظران الوظيفة ,لذا فلا تظنون أنكم وحدكم المظلومون فكلنا في الهم شرق.
أما في ما يتعلق بالهجمة الشرسة على مديرية المتابعة والتفتيش,وكبح جماحها في سحب جنسيات سكان الضفة الغربية ,وهي التي تتعامل معهم بناءا على قرار فك الإرتباط المعلن سنة88 بناءا على طلب القادةالعرب و الرئيس الراحل عرفات حيث أعطي شرف تمثيل الشعب الفلسطيني حصريا ل م.ت.ف كمثل وحيد حيث استقبل بالزغاريد والأفراح في كافة بلدان الشتات وعمان كانت الأكثر فرحا ..ولا ندري ماذا حدث حيث اختلف الحال وأصبحت الجنسية الأردنية هدف الوقت الضائع الغالي ,وكأني بالمطالبين بها متفقين مع اليهود في تهجير البقية الباقية من سكان الضفة الصامدين على أرضهم في وجه هجمة الإستيطان وتوطينهم في الأردن..أفلا يطرب ذلك اسرائيل ويساعدها في تحقيق حلم الدولة اليهودية الخالصة..؟
أورد هذه القصه وأرجو أن لا أتهم بأني (جان ماري لوبن الأردن) وأعلم أيضا بأني سأشتم وستلقى علي تهم العنصريه والشوفينيه.. ولكني أوردها عن هذه الفئة بالذات التي تصطاد في الماء العكر ممن اختزلوا الشعب الأردني من أصول فلسطينية بهم ,وهو منهم براء فهم أهلنا وعزوتنا وأصهارنا وجيراننا وأصدقائنا ,معهم وبهم نعيش على هذه الأرض المعطاء ,وسنتصدى معا لمشروع الفتنة ألتي يعد لها هذه الثلة ,ممن باعوا ضمائرهم وأضحوا ملعونين ,كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم( ألفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) إليهم فقط ناكري الجميل نهدي هذه القصة ونعلمهم أننا يقظين وصاحيين لكل حركة وهمسة وأبناء اليوم ليسوا كأبناء الأمس الطيبين ,فمعبدنا بعد الله الوطن بهويته سيبقى قائما لأجله نحيا ونموت فداء له حتى لو تحالفتم مع الشيطان ..وليعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون .
ومن يصنع المعروف في غير أهله ..يلاقي ما لاقى مجير أم عامر (أم عامر كنية للضبع) و هي أن قوماً خرجوا إلى الصيد ، و بينما هم في عرض الصحراء إذ خرجت عليهم ضبع ، فطاردوها فهربت منهم حتى دخلت إلى خباء أعرابي فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم؟ فقالوا: صيدنا وطريدتنا ، فقال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون اليها ما ثبت سيفي بيدي ، ومن أخلاق العرب أنهم إذا استجار بهم أحد لا يخذلونه ، فرجع الصيادون وتركوه فقام الأعرابي الى شاة عنده فحلبها و قربه إلى الضبع و قرب إليها إناء ماء فأقبلت تشرب مرة من هذا ومرة من ذاك حتى ارتوت واستراحت وعادت لها الحياة و نامت فبينما الأعرابي نائم في جوف الليل إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه واكلت لحمه ثم تركته فجاء ابن عم له يزوره في الصباح و إذ به مجندل وقد بُقر بطنه و أُكِل قلبه فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: هي والله التي أجارها بالأمس ، فأخذ قوسه وكنانته وتبعها فلم يزل يبحث عنها حتى أدركها فقتلها ثم بكى على ابن عمه عند جثتها وانشأ يقول:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي ما لاقى مجير أم عامر (أم عامر كنية للضبع).