أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


مئة طبيب يغالون في الأجور .. مئة فقط!!
25-10-2010 11:39 AM
كل الاردن -

ياسر الزعاترة

 

 

بحسب مصدر نقابي تحدث لـ"الدستور" ، فإن نقابة الأطباء بالتعاون مع وزارة الصحة سجلت عددا من المخالفات بحق حوالي مئة طبيب ، أهمها المغالاة في الأجور.

 

لا نعرف ابتداءً ما الذي ستفعله النقابة بحق هؤلاء الأطباء ، وإن كنا نرجح أنها لن تفعل شيئا ، لا هي ولا الجهات الأخرى باستثناء لفت نظر عادي ، والسبب أن لهؤلاء الأطباء نفوذهم وسطوتهم تبعا لشهرتهم ، ومن ثم معرفتهم وصلتهم بعدد كبير من الناس المؤثرين.

 

الأرجح أن الأطباء الذين تنطبق عليهم نظرية المغالاة في الأجور ليسوا مجرد مئة ، بل أكثر من ذلك ، وإن تميز المئة الأوائل بمغالاة من النوع الذي يثير انتباه الأثرياء ، فضلا عن متوسطي الدخل.

 

سيقول قائل إنه منطق السوق ، فمن شاء فليشتر ومن شاء فليذهب إلى بائع آخر ، الأمر الذي يبدو منطقيا لو كنا نتحدث عن عالم غير عالم الطب ، تلك المهنة الإنسانية العظيمة ، فضلا عن أن الأمر ليس بهذه السهولة ، إذ كثيرا ما يجد المرء نفسه متورطا مع أحد هؤلاء دون معرفة مسبقة بطريقة عمله ولا أسعاره الفلكية. ثم إن "صاحب الحاجة أرعن" كما يقال ، والإنسان حين يتعلق الأمر بصحته ، فإنه كثيرا ما يغامر بدفع أكثر من طاقته لقاء خدمة أفضل.

 

المصيبة بالطبع أن هذه الفئة من الأطباء ، ونظرا لكثرة الطلب عليهم غالبا ما يتغير نمط تعاملهم مع الناس ، فهم وتحت طائلة تحصيل المزيد من المال لا يمنحون المريض حقه من الوقت والجهد ، فإذا كان المريض في حاجة إلى 20 دقيقة للتشخيص مثلا ، فإنهم يشخصونه خلال خمس دقائق من أجل كسب الوقت لتشخيص أناس آخرين في الانتظار ، ونادرا ما تجد منهم من يعطي مواعيد بحسب قدرته على التشخيص والعلاج على نحو يمنح المريض ما يستحقه من وقت حتى يحصل على التشخيص الملائم ومن ثم يستفسر عن حالته ومرضه. ولا تسأل بعد ذلك عما يطلبونه من إجراءات بعضها داخل العيادة تكلف الكثير ، وبعضها خارج العيادة وفق صيغة تعامل مع بعض الجهات الأخرى لا تخلو من التجارة.

 

ذات مرة تورط صديق لي مع أحد أولئك في عملية بسيطة لابنه استغرقت عشر دقائق تقاضى عليها 750 دينارا (غير أجرة المستشفى) ، ولما سألته والدة الطفل عن الحالة رفض الرد عليها بدعوى أنها لا تفهم في الطب ، ثم تبين لاحقا أنه لم يفعل شيئا لأن الحالة لم تستدع شيئا في ذلك الوقت (بحسب رأيه الذي لم يفصح عنه).

 

من الجدير بالذكر أن ما نقوله هنا لا يشمل كل الأطباء الكبار ، إذ أن منهم من يتعاملوا بروح إنسانية ، وأيديهم ممدودة بالخير والعطاء ، لكننا نتحدث عن فئة معينة.

 

في هذا السياق ، ثمة حكايات كثيرة يمكن لأي أحد أن يسمعها في أي مجلس إذا فُتح الملف ، ولو تتبعت بعض المآسي التي تعرض لها بعض المرضى العرب ، فإن الأمر يغدو أكثر سوءًا ، وكثيرا ما ساهم في تشويه صورة الطب في بلدنا ، مع أنه لا يزال بحمد الله مميزا إلى حد كبير.

 

ربما كان من الصعب ضبط ما يجري في السوق ، بخاصة على صعيد العمليات الجراحية ، لكن الأكيد أن لائحة أجور عادلة ، إلى جانب قانون مساءلة طبية معقول قد باتا من الضرورات الملحة من أجل ضبط عالم الطب في بلدنا ، لأن الأولى ستساهم في ضبط جشع بعض الأطباء ، فيما يساهم الثاني في حماية الناس من الأخطاء الطبية التي يتفنن البعض في إحالتها إلى القضاء والقدر ، لكأن الإيمان بالقضاء والقدر يعفي المخطىء من مسؤوليته.

 

بقي أن نوجه التحية لكل طبيب يحترم مهنته ويحترم نفسه ، وهم الأكثرية في بلدنا بحمد الله ، لكننا نتمنى أن يكون لنقابة الأطباء دورها في متابعة الأخطاء والمخالفات (بمن في ذلك المتطفلون على مهنة الطب من المشعوذين بشتى أصنافهم) ، والأصل أن منطق القبيلة بطبعته السيئة لا ينبغي أن يحكم النقابات المهنية ، بل منطق الحفاظ على صورة المهنة إلى جانب تحقيق مصلحة المجتمع برمته.

 

 

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012