أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


عود الثقاب

بقلم : د.محمد ابو رمان
15-12-2012 11:42 PM
موضوع الكونفدرالية أو الفدرالية وسؤال العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين لم يختف في أيّ وقت مضى عن المشهد السياسي، بالرغم من نفي كلا القيادتين لإمكانية الحديث عنه حالياً، بصورة رسمية، قبل إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الـ67، وهو بالطبع ما يبدو اليوم بعيد المنال، مع هيمنة اليمين الإسرائيلي على المشهد السياسي، التي من المتوقع أن تتكرّس بصورة واضحة مع الانتخابات التشريعية هناك في الشهر القادم.ما يُطرح عن الكونفدرالية إلى الآن يأخذ صيغة 'المؤامرة' لدى الرأي العام الأردني والفلسطيني على السواء؛ فالقوى السياسية الأردنية، وتحديداً اليمينية، ترى ذلك تعزيزاً لمشروع 'الوطن البديل'، ولتآكل 'الهوية الوطنية' الأردنية، وتجعل من هذا الموضوع عنواناً لمواقفها السياسية، لذلك تطالب بالحصول على ضمانات أكبر بـ'قوننة فك الارتباط'. أمّا الفلسطينيون؛ فترى نسبة كبيرة منهم، أيضاً، في هذا السيناريو مؤامرة على الدولة الفلسطينية المستقلة الموعودة، ورضوخاً للضغوط الإسرائيلية، ومسمارا في نعش السلطة الفلسطينية، التي راهنت على التسوية السلمية، ثم هي اليوم تصل إلى انسداد سياسي!ضمن هذه الوقائع التي تشي بعدم إمكانية 'تمرير' مثل هذا المشروع أو تسويقه لدى الشارعين الأردني والفلسطيني، على السواء، وفي ضوء المعطيات الواقعية التي تؤشّر إلى تصلب إسرائيل في مفاوضات السلام، ما يمحو أي معنى لمثل هذا السيناريو، طالما أنّ القدس والحدود ما تزال قضايا معلّقة؛ فإنّ السؤال المنطقي هو ما سرّ طرح الموضوع في حال تمّ ذلك حالياً من قبل السلطة الفلسطينية (التي نفت بدورها خبر القدس العربي حول دعوة الرئيس عباس لقيادات من حركة فتح لمناقشة سيناريو الكونفدرالية مع الأردن بوصفه مطروحاً بقوة، إلا أنّ مصادر أخرى أكدته للصحيفة)؟..ربما يكون أكثر من اقترب بصورة مقنعة من الجواب على ذلك هو الزميل عريب الرنتاوي في مقالته أمس؛ إذ ربط ذلك بالاستعداد لإطلاق مفاوضات السلام من جديد، ومنح إسرائيل ضمانات سياسية، تتمثّل بوجود الأردن مع الطرف الفلسطيني، واستعداده لتأمين دعم استراتيجي في حال تم التفكير في سيناريوهات مستقبلية بين الطرفين.يعزّز من هذا التحليل التسريبات التي تتحدّث عن إعادة إطلاق محادثات السلام خلال الأشهر الأولى من العام القادم، وهو كما فهمنا من سياسيين مطّلعين بمثابة تفاهم مسبق بين الدول الأوروبية والسلطة الفلسطينية، تم على أساسه تصويت هذه الدول لصالح السلطة في الأمم المتحدة، لكن الاتفاق يقتضي باستئناف المفاوضات من دون شروط فلسطينية مسبقة!تنظر دول عربية أخرى إلى استئناف المفاوضات وإبقاء السلطة على قيد الحياة في سياق محاولة إحياء 'محور الاعتدال العربي' في مواجهة المحور الجديد (تركيا، قطر ومصر)، الذي يمنح الأفضلية والقوة لغزّة، وتُرجم ذلك بزيارة أمير قطر ورئيس الوزراء المصري وأردوغان إلى غزة، لتأكيد دعم حركة حماس، وهو ما يمثّل ضربة قاسية لمشروع السلطة الفلسطينية.لم يهتم أغلب المحللين بالتأكد من حيثيات الخبر ولا مدى دقته، فكل ما في الأمر أنّ الكل كان ينتظر عود الثقاب لإشعال نقاشات وهواجس مخبّأة، من دون أن نمتلك تصورات معمّقة فعلاً لسيناريوهات وبدائل نجاح التسوية أو فشلها أو حتى مستقبل المصالحة الفلسطينية والعلاقات الأردنية- الفلسطينية، فكل ما يصدر عنّا ما يزال في حدود 'ردود الأفعال' والانفعالات، من دون أي خطة عمل حقيقية!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-12-2012 03:10 AM

مشهد والمؤامره وعود ثقاب يا دكتور محمد ابو رمان .
1 - حماس قبل ايام على لسان خالد مشعل اعلن من غزة لا حديث عن طن بديل دون مقدمات !!
الاسلاميون ممتنعين وباصرار عن المشاركة في انتخابات البرلمان القادم !!
تحالف تركي مصري قطري حمساوي !!

2 - قبول فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة !!
عباس يلوح بكونفدرالية مع الاردن !!
فتح باب مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة بداية العام القادم !!

3 – اصرار نظامنا على اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وبقانونها !!
سيد البلاد يميل مع القوي اليسارية بعد قراءة تعنت الاخوان !!
توقف المساعدات العربية والغربية واملاءات قاسية من صندوق النقد الدولى لمنح القروض بوجود مديونيه خيالية !!
الاعلان عن قلق النظام من تحالف مصر تركيا وقطر واموال تضخ على الساحة الانتخابية ، ومن مستقبل القضيه الفلسطينيه ، والاوضاع في سوريا ومدى تاثيرها السلبي على الداخل الاردني !!

هذه اهم النقاط بالفضاء الاردني وما يحيط به
الان ان شكل مجلس السابع عشر واجبر على مناقشة الكونفدرالية مع السلطة الفلسطينيه
هل سيمرر ويوافق عليها ام يرفضها !! لا اجابة قاطعة لعدم معرفة من هم النواب واطيافهم !!
لكن السؤال لو شاركوا الاخوان فما هو موقفهم ؟؟ ومن هو مناصرهم ؟؟
لكن بعدم مشاركتهم ان أقر وتم الموافقة علية من قبل المجلس ، سيقطف الاخوان ثمار عدم المشاركة وسيناصرهم كل الشعب الاردني ؟؟
لهذا نظامنا في اوضاع صعبة لم يشهد صعوبتها منذ تأسيسه فهو بالفعل مهدد
شعب يعاني ويقاسي ويلات الفقر والغلاء والبطالة اجحف النظام بحقه من ممارسات خاطئة وافقدة الثقة به
والان علية الاختيار الوقوف مع النظام لاصلاح اشرعة المركب الممزقة للوصول الى بر الامان
ام يختار من يريد ان يتلاعب بدفة قيادة المركب ؟؟ فلا مجال لبديل توافقي ليقود حاليا .
على الشعب ان يختار .

2) تعليق بواسطة :
16-12-2012 09:12 AM

الغريب بان يطرح هذا الموضوع بعد ان اتضح بان الاردنيين والفلسطينيين لا يرغبون في الوحدة ولقد اعترف العالم بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والان تسعى حماس للدخول في المنظمة ولكن الاختلاف على النسب حيث لابديل عن منظمة التحرير فالعالم لايمكن التعامل مع فصائل كما اننا يجب ان نذكر ان الوحدة عام 1950 تمت بشكل فوقي واجزم ان مكونات بلاد الشام الاربعة ترغب بالتعاون وبالانفتاح الاقتصادي وعلى جميع الاصعدة ولكن لاترغب بالاندماج وضياع الهويات الوطنية التي تشكلت عبر القرن المنصرم والجميع سيكون ضمن الفضاء العربي واذا ما كان هناك حديث عن وحدة فيجب ان يضم جميع مكونات بلاد الشام في ظل تمكن الشعب السوري من نيل حريته

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012