أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


الشرع يخرج عن صمته.. ماذا بعد؟

بقلم : فهد الخيطان
18-12-2012 12:15 AM
بعد صمت دام سنتين، نطق فاروق الشرع؛ السياسي والدبلوماسي العريق، وأحد رجال الحكم القلائل في سورية الذي لم يتلوث بالفساد ولم تتلطخ يداه بالدم.الشرع نائب الرئيس السوري، 'هكذا يفترض'، لكن المنصب شرفي ولغايات بروتوكولية في سورية؛ فالقرار لا يخرج عن الدائرة الأمنية المحيطة بالرئيس.منذ اندلاع الثورة في سورية، لاحقته الإشاعات، ولفّ موقفه الغموض. أخيرا، نطق فاروق الشرع في حديث نادر لصحيفة الأخبار اللبنانية. لم ينشق، ولم تفرض عليه الإقامة الجبرية. لا ينوي مغادرة دمشق، ولا يريد دورا في المرحلة الانتقالية.في الأسابيع الأولى للأحداث، ضغط الشرع لتجنب الحل الأمني وتبني مقاربة سياسية، لكنه فشل. فرفع يده وأصبح خارج 'السيستم'، يتابع بألم شلال الدم في مدن سورية.منذ ذلك الوقت يمكن القول إن الشرع لم يعد نائبا عاملا للرئيس؛ يستدعى في ظروف محدودة، ويظهر بشكل خاطف في مناسبات قليلة.أكدت التطورات اللاحقة في سورية صحة موقف نائب الرئيس؛ القوة المفرطة لم تجلب سوى المزيد من العنف والعسكرة، والأخطر دخول أطراف إقليمية ودولية على خط الأزمة لإبرام صفقة أو صفقات على حساب سورية أرضا وشعبا.يستشف من حديثه الصحفي أن الشرع لم يعد معنيا بالمنصب ولا بالنظام أيضا. ما يهم الشرع اليوم 'وجود سورية لا وجود شخص أو نظام' على حد قوله.الشرع محق؛ الإصرار على الحل الأمني دفع إلى عسكرة الأزمة السورية، ثم تعريبها، فتدويلها. لا يملك الشرع أجوبة شافية للخروج من المأزق، ولا يعتقد أن الأسد يملكها أيضا. ثمة حقيقة أساسية يؤمن بها: الحل الوحيد للأزمة يجب أن يكون سورياً، ومن خلال 'تسوية تاريخية' مع قوى دولية وإقليمية. ويجزم القول أن لا النظام ولا المعارضة قادران على الحسم العسكري.ليس متيقنا بعد من إمكانية الحل؛ فإذا ما أصرّت أطراف الصراع على كل ما تطمح إليه، فإن التسوية تصبح مستحيلة، وتذهب طموحات الشعب السوري في مهب الريح، وتدخل المنطقة كلها في نفق مجهول، كما يرى الشرع.لكن، هل يعقل أن شخصية بمكانة الشرع وتاريخه يبقى هكذا واقفا يتفرج على بلده وهو يضيع؟الرجل ليس مستعدا على ما يبدو للحاق بمعارضة الخارج، أو 'معارضات الخارج' على حد تعبيره. وفي الداخل لا يمكنه، بالطبع، أن يلعب دور المعارض وهو في موقع نائب رئيس الجمهورية، ولو من الناحية الشكلية. وليس واردا أيضا أن يصطف خلف الحل الدموي الذي اختاره النظام السوري. فماذا يفعل إذن؟يقول الشرع إن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، يتحرك ببطء ورويّة، بينما الأحداث على الأرض تمضي بتسارع وعنف. ويشارك دبلوماسيون عرب الشرع في رأيه؛ لا بل إن دبلوماسيا بارزا يعتقد أن الإبراهيمي كان سيحقق نجاحا ملحوظا لو أنه تسلم المهمة في المرحلة التي تلي سقوط النظام.الشرع لا يمكن أن يكون بديلا للإبراهيمي، لكن بوسعه أن يكون مبعوثا أو وسيطا بين الأطراف السورية، ليس بوصفه نائبا للرئيس، وإنما كشخصية مقبولة لدى الأطراف المتصارعة. فقد سبق لأطراف في المعارضة السورية أن أعلنت استعدادها للحوار معه.لقد أثبتت تجربة كوفي أنان ومن بعد الأخضر الإبراهيمي، استحالة تحقيق اختراق في الأزمة بدون تعاون وإسناد جدّيين من أطراف النزاع في سورية. الشرع يستطيع أن يلعب هذا الدور، فما من شخصية غيره في سورية اليوم تؤمن بالحل السوري للأزمة.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-12-2012 01:10 AM

النظام سيعيد انتاج نفسه مع فاروق الشرع بمشاركه غير مؤثره من تنظيمات المعارضه غيرالمحسوبه على السعوديه او امريكا...اما قطر فهي رديف ذكي للنظام يجلس في معسكر الخصم ليربكه كما يتطلب دوره المرحلي... فسوريا خط احمر للدور الروسي المعزز بصمت من بريطانيا و الشرع تم ابعاده عن دائره الدم ليكون عراب مرحله ما بعد الاسد دون مساس بدور سورياالمحوري الهام في معسكر المصالح البريطانيه الروسيه المشتركه. ان اهميه الشرع هي استمرار للدور الذي لعبه منذ ان ارسله حافظ الاسد الى لندن ليبني الجسور و تحت مسمى مدير مكتب الخطوط السوريه في لندن وقد نجح الشرع الى حد كبير و صمد تجاه صلف رجل امريكا و السعوديه القوي عبد الحليم خدام و تمكن من نقل الثقل البريطاني الى دمشق بعد و فاه الحسين و انتقال الاردن للمعسكر الامريكي فانتقلت حماس كسفيره خجوله للاخوان ال دمشق و ابتعدت دمشق عن السعوديه و مصر مبارك..... ,ان كل من يراهن على سقوط النظام وتغيير تحالفات سوريا الدوليه و الاقليميه واهم و سيبقى الاسد لحين تنظيم الاوراق الجديده مع المعارضه المقبوله و للشرع دور عراب تلك المرحله

2) تعليق بواسطة :
18-12-2012 06:44 AM

شكرا على الكتابة بالعربية. تعجبني تحليلاتك. سميتك المطلع من قبل. اتمنى ان اقرا لك مقالات في الايام القادمة تلمنا فيها انك Al-mugtareb واسمك الحقيقي.

3) تعليق بواسطة :
18-12-2012 11:39 AM

سيدي,,اعتز بتقديرك ,ارجوا قبول اعتذاري فالوقت لم يحن بعد للكتابه باسمي تجنبا لاحراج مصادري ,ولك شكري و احترامي

4) تعليق بواسطة :
18-12-2012 06:04 PM

الشرع الذي ظل صامتا على مدار سنتين عن المجازر الوحشية التي ترتكب ليس بريئا ...ويديه ملطختان بالدماء مثله مثل بقية الرفاق. ما دعاه للخروج والادلاء بهذا التصريح هو اقتراب الحسم لصالح المعارضة ،الحبل يلتف حول رقابهم رويدا رويدا وسترون.

5) تعليق بواسطة :
18-12-2012 06:58 PM

أنا من المتابعين لمداخلاتك والتي تدل على اطلاع واسع على مجريات الأحداث ليس فقط الظاهر منها بل وما يطبخ خلف الكواليس وبرأيي يشاركك في عمق التحليل ودقته السيد محمد المهند،طبعا أحيانا أخالفكما الرأي ولكن حتى عندما أخالفكما أرى نفسي مجبرا على إبداء اعجابي بآراءكما وطريقتكما بالنقاش والتي تدل على الفكر الناضج والراقي .
أتمنى أن يكون الحل القادم سوريا وطنيا بعيدا عن الطائفية موحدا لسوريا وشعبها محتفظا بعروبة سوريا ودورها المحوري في رسم مستقبل المنطقةواستقرارها وبرأيي لا يوجد شخص أفضل من الشرع للمحلة المقبلة فهو ابن حوران الذي لم يلوث يداه بالدم السوري والدبلوماسي الذي يلاقي قبولا لدى أكثر الأطراف ويستطيع أن يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية ولكن يبقى السؤال المهم : هل تقبل قطر ببقاء سوريا دولة مؤثرة وموحدة؟

6) تعليق بواسطة :
18-12-2012 08:45 PM

سيدي,الصراع غير المعلن بين الثور الامريكي و الثعلب البريطاني يزداد ضراوه و لبريطانيا قدرات اوسع على المراوغه فهم من قال "اجعل صديقك قريبا و عدوك اقرب" و هذا ما يمارسوه مع الامريكان في المنطقه و قد تولى طوني بلير لفتره هذا الدور فدخلت بريطانيا الى العراق مع الامريكان و تركزت قواتها في المناطق الشيعيه عن قصد لتنهك الامريكان و السنه في صراع بينهما في الوسط وتركت بذلك المجال في مناطق تواجدها لتنامي القوه الشيعيه بدعم ايراني فاستلم الشيعه الحكم و تنامى نفوذ ايران بالعراق..!!,الان تلعب قطر الدور ذاته و لكن مع السعوديه الراعي الاول للجماعات المسلحه في سوريا فهي تريد ان تنهك المقاتلين و تستنزفف الدعم السعودي لهم لتعطي المجال للنظام لاعاده انتاج نفسه بحله مؤسسيه ,و لك احترامي

7) تعليق بواسطة :
18-12-2012 09:36 PM

ساروي حدث له دلالاته, في احدى زياراتي لطهران كان لا بد ان ادلي بتصريح مقتضب للاعلام الدولي فاتصلت بالصحافي الاخ غسان بن جدو وهو قريب جدا من اصحاب القرار بايران و صديق شخصي لمحمد ابطحي مدير مكتب رئيس الجمهوريه ونائبه لاحقا فابدى استعداده لاجراء اللقاء و خيرني بين لقاء متلفز بالجزيره او اذاعي في ال "بي بي سي" فاخترت الثاني..بقي ان اشير بان الاستاذ غسان بن جدو كان ممثلا الجزيره و ال "بي بي سي" بطهران في ان واحد..!!,بريطانيا اقرب للجمهوريه الاسلاميه بايران باذكى مما يتصوره البعض

8) تعليق بواسطة :
18-12-2012 10:07 PM

يلعن ابو السياسه كنت بفكر حالي بفهم طلعت حاشاكم الله ----

9) تعليق بواسطة :
18-12-2012 10:17 PM

لا احد ينكر لعبة الامم في سوريا كل ما نتمناه للشعب السوري ان تنتهي هذه الازمه باسرع وقت وان تبقى سوريا موحدة وان نرى نهاية لهذا الشلال من الدماء البريئة ، نتمنى ان يفهم النظام ان سوريا الوطن والشعب اكبر من حكم حزب او عائلة ،كلما طالت الازمه كانت في غير مصلحة الشعب السوري ، نتمنى من المعارضة السورية ان تكون عاقلة في النهاية لا بد من حل سياسي ولا بد من الجلوس مع الاسد مصلحة سوريا اكبر من المعارضة والنظام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012