أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


إلغاء مستشارية العشائر

بقلم : فايز شبيكات الدعجه
03-03-2013 11:02 AM

تلوح في الأفق بوادر حراك فكري كأول إشارة ملموسة للمطالبة بإلغاء مستشاريه العشائر .للوهلة الأولى يبدو الأمر مستغربا ومستهجنا ومرفوضا من حيث المبدأ. لكن التوقف قليلا للدراسة والتحليل يجعل الفكرة مقنعة إلى حد كبير بل ومطلبا شرعيا ملحا .
فالجذور الأولى للمستشارية تعود إلى سلسلة التشريعات التي صدرت خلال القرن الماضي لتمييز البدو الرحل بنوع من الرعاية الخاصة لدواعي إنسانية بحتة ،بهدف انتشالهم من حياة التخلف والجهل ،ومعالجة مشكلة تناحرهم للاستيلاء على الكلأ والماء ووضع حد للقبائل المتمردة ،وقد حددت القوانين العشائر الرحل المشمولة وعددتها حصرا .
وكانت مثل تلك التدابير تتوافق مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ،التي أجازت أية تدابير خاصة يكون الغرض الوحيد من اتخاذها تأمين التقدم الكافي لبعض الجماعات العرقية أو الاثنية المحتاجة ،أو لبعض الأفراد المحتاجين إلي الحماية ،التي قد تكون لازمة لتلك الجماعات وهؤلاء الأفراد ،لتضمن لها ولهم المساواة في التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو ممارساتها، شرط عدم تأدية تلك التدابير، كنتيجة لذلك، إلي إدامة قيام حقوق منفصلة تختلف باختلاف الجماعات العرقية، وشرط عدم استمرارها بعد بلوغ الأهداف التي اتخذت من أجلها.
بلغت تلك القوانين أهدافها واستقر البدو ، وانتهت تبعا لذلك مبررات بقاء المستشارية وغاية وجودها ،لكنها لا زالت ترفض الاعتراف بهذه النتيجة الفاصلة وتصر على العودة بنا إلى الوراء ،وفي هذا السياق يقول العلامة الأستاذ الدكتور علي محافظه في مقالته المنشورة في صحيفة العرب اليوم بتاريخ 11/2/2013 ( لسوء الحظ. المجتمع العشائري لا يفضي إلى بناء الدولة الوطنية الحديثة، دولة القانون والحرية والمساواة والعدالة. ولا يؤدي إلى ثقافة المواطنة العصرية، والتنافس الحر الذي يعد السبيل إلى الإبداع والنهوض والتقدم. المجتمع العشائري يرســـــخ الجمـــــود ويدفع إلى التراجع في مـــــختلف ميادين الحياة، ويقضي على كل أمـــــل في مستقبل زاهر. كما أنه يوطد دعائم الاستبداد والحكم الفردي المطلق ووجدت النخب الحاكمة أن التعامل مع العشائروالقبائل والحمايل والطوائف والأقليات الاثنية أسهل عليها من التعامل مع منظمات المجتمع المدني الحديث من أحزاب سياسية ونقابات مهنية وعمالية ونواد ثقافية ورياضية وجمعيات خيرية وجماعات ضاغطة تمثل مختلف القوى الاجتماعية الحية ).
تعتبر المستشارية آخر الخيوط التي تربط الدولة الأردنية العصرية بمجموعة القوانين البائدة ،التي أجازت مثلا لقائد الجيش معاقبة من يقومون بالغزو بالحبس ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة ،وتوقيف ذوي مرتكبي الغزو حتى تعاد المنهوبات، وتعيين المتصرف مسئولا عن محاكم العشائر التي منعت المادة السابعة من قانونها سوق البنات من قبل الدية ،ودعاوى الخيل الاصايل ،وقد تتابعت مثل هذه التشريعات وانتهت بقانون مجلس شيوخ العشائر رقم 52 لسنة 1971 الخاص بالعشائر الرحل أيضا ،وعندما استقرت تلك القبائل واخفت ظاهرة التنقل والترحال ،ألغى القانون الأخير أو توقف العمل به فيما يبدو، واستعيض عنة بمستشارية شؤون العشائر التي لجأت الى العمل في الخفاء بلا ضوابط او أسس واضحة ،وتعتقد بأن هناك فروق وعناصر لبعض الأشخاص او فئات من الناس تعاملهم بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا ،وتبرر ممارساتها الغامضة بتلفيقات ضرورة المصلحة الوطنية العليا. ولقد كثر الشاكون وذهب البعض إلى القول أن المستشارية وسعت من أنشطتها في الحياة الاجتماعية مؤخرا وأصبحت أداة ممتدة للتفرقة بين الناس ،وهي تخالف المادة السادسة من الدستور الأردني التي تنص على ان الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات ،وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين ،وتكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها ،وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-03-2013 12:11 PM

تحيه يا فايز. وبعد
قلتها...وﻻ ادري كيف يقولها واحد من عشائر الدعجه اﻻحرار!!!
لو قرات المقال بدون اسمك..لظننت واثقا ان كاتبه اما الدوايمه او احد المحاصصين من رنتاوي او قمحاوي او اشباههم. ممن يشنون حربا على كل مظهر يربط اﻻردن بالعشائر اﻻردنيه..وكل همهم هو ما تطلبه انت لﻻسف!! ببساطة تصل لدرجة ((غياب العقل))..اﻻ وهو الغاء العشائر ومستشاريتها..وتجريم ان تقول انك من عشيرة الدعجه مثﻻ..وبدل ان نقول شيوخ الدعجه نقول مخاتير مخيم الدعجه!!
هذا المقال ..يذكرني بقصة اردنيه تنطبق على مقالك
))زوجه اردنيه قالت لزوجها، كل الناس في ديوان الشيخ نسمعهم يسولفو، غير انت ساكت..صير مثل الرجال واحكي..قول اشي يا رجل...
ذهب صاحبنا. الليله التاليه لديوان الشيخ واراد ان يقول شيئا فقال((يا الشيخ ..فقال الشيخ: ها..شو عندك؟ احكي..فقال صاحبنا: عندي بالدار صطل سمن!! قال الشيخ: روح جيبو..ليش مخلليه عندك يا قليل الفهم!!؟؟))
وخرج لياخذ رزقة عياله ومونتهم! وزوجته تصيح: ليتك ما حكيت !!!!!
اللهم اهديك..واحفظ عشائر الدعجه والعشائر اﻻردنيه من افكارك...

2) تعليق بواسطة :
03-03-2013 08:44 PM

أشكر الكاتب على هذا المقال الرائع , والواقع أن هذة المستشاريه تمثُل تموذجا مصغراً ومختبراً لممارسات الفساد والأفساد , واسهمت في وصول المجتمع الأردني ألى ما هو عليه . ولكي نفهم ماذا فعلت تلك المستشاريه فيجب أن نبدأ من النتائج وكيف وصلنا لها , فكثيرا ما تسائل الناس أين شيوخ العشائر الأردنيه ؟؟ أين عودة ابو تايه الذي أعطى انذارأ للأتراك بمغادرة حاميه الكرك قبل حلول رمضان, وأين مثقال الذي ربط القائد الأنجليزي فردريك وأين ماجد العدوان وأين الشهوان وأين قدر المجالي فكيف أختفى هؤلاء وأمثالهم .
الواقع أنه جرًت عمليه افساد طويله أستخدمت بها العصا والجزرة والأنقلاب على الرجال الحقيقيين واستبدالهم بمن هم "على قدُ اليد" وحرف القيادات الحقيقيه عن القيًم الشريفه المتوارثه منذ القدم, فالشيوخ الذين كانوا يجيرون الدخيل وينصرون المظلوم ولا يقبلون الضيًم ويجمعون العشيرة على الحٌق أستبدلوا بالمدجنين بفعل الراتب والواسطه مسحجين يقودون غيرهم للتسحيج ولا عمل لهم غير تلقي تعليمات الحاكم الأداري لأقامه المهرجانات ألتي لا يعرفون ما سببها , فوالله لو سألهم أياً منهم عن حزب الفضول الأول لما عرفوة وتجدهم اليوم من أعضاء حزب الفضول الثاني .
يا سيدي, لا نريد الدخول في مواصفات الداخلين الجدد ألى هذا النادي وما هي "نشاطاتهم" على الحدود التي بهدلتنا مع الدول المجاورة ايضا ,ولا نريد الدخول كثيراُ في من "بهدلهم " واوصلهم لهذا الدرك فالحديث طويل وذو شؤون .

3) تعليق بواسطة :
03-03-2013 09:17 PM

وين تكافئ الفرص للاردنيه خذلك جوله في ربوع الاردن بتشوف التكافئ بطر على اخر في مناطق العشائر....!شكرا علي الطهراوي كفيت وفيت.

4) تعليق بواسطة :
03-03-2013 09:33 PM

للاسف لم اتجاوز السطرين من المقالة لانني صدمت حينما وجدت العشائر توصف التخلف والجهل حين انتشلتهم الدولة من ذلك في لغة تمنيت ان لاتصدر من شخص كانوا اباه واجداده من القوم الذي وصفهم بذلك في عقوق ممتد .لهذا السبب لم اكملها لانني عرفت الكتاب من عنوانه .
املا من الكاتب والذي عرفته في جهاز الامن يحمل كل الصفات الحميدة ان لايقضي على صورة جيده حملناها عنه ,ان يبتعد عن الاساء للعشائر الاردنية صمام امان البلد كيف لا وهو احد ابنائها فكل اسائة للعشائر له منها نصي فهو احد تفرعاتها .

5) تعليق بواسطة :
03-03-2013 09:39 PM

بوركت يا دكتور وكلامك صحيح 100% وان العشيرة التي نفتخر ونعتز بها اصبحت الان عبئا خاصة مع التعصب الاعمى والمشاكل بين الشباب في الجامعات والقرى والبوادي

6) تعليق بواسطة :
04-03-2013 07:33 AM

الكاتب المحترم كان يقصد بنية المستشارية وليس العشائر والمستشارية فعلا هي من ادوات التخلف في هذا المجال فلا يعقل ان معظم اصحاب المستشار يتقاضون رواتب ويقرب هذا ويبعد هذا لا لسبب الا لاسباب شخصية في النهاية اقول لا داعي للمستشارية ويكفي قائد البادية النشمي لهذا العمل

7) تعليق بواسطة :
04-03-2013 08:59 AM

نعم ان وجود هذه المستشارية يتناقض ومفهوم دولة القانون والمؤسسات والمساواة تحت مظلة الدستور.

هناك مجموعات قليلة جداً تستفيد مادياً من هذه المستشارية على حساب العشائر.

سياسة كلوب مازالت سارية المفعول في هذه المؤسسة

8) تعليق بواسطة :
02-04-2013 12:44 PM

دور المستشارية الايجابي لايمكن الاستغناء عنه في التوسط بالصلح ومتابعة القضايا العشائريةالمستعصية ودور مهم في حفظ الاستقرار كما هي حلقة الوصل مع قيادتنا الهاشمية يصعب على ابناء البادية الاستغناء عنه ودورها الخدمي الرئيسي يجب حصره لابناء "البادية" واعي ما اقول لكن عندما توسع عملها خارج عمل البادية واجهتها الصعوبات والعقبات مع قلة الامكانبات،رغم انني لم اراجع مكاتبها من عام1996 بعد انهاء خدماتي من قيادة البادية وحرس الحدود لكن أجد من واجبي الانحياز لسيادة المستشار من رعى البادية سنيين طويلة وبصماته الناصعة من العمل الامني كان هاجسه امن واستقرار الوطن,ولكن تغير الناس أشك ان مطلب المنفعة المادية والمعنوية تتغير المواقف, الحمد لله رب العالمين وبها نكتفي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012