أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


هل وصلت واشنطن إلى المطلوب بالملف السوري؟!

بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
03-03-2013 11:36 AM


في معطيات العلوم السياسية وتشابكاتها مع العلوم الأستخبارية، والعلوم البحثية التطبيقية، لم تعد السياسة كمفهوم تعرّف بأنّها: (فن الممكن) وكفى، بقدر ما صارت تعرّف وتعرف( بضم الأول وتسكين الثاني وفتح الثالث)، على أنّها (فن انتاج الضرورة) بمفهومها المطلق، الضرورة السياسية، والضرورة الأمنية، والضرورة الأقتصادية، والضرورة الأجتماعية، والضرورة الثقافية الفكرية، فهي منتج أمني – استخباري، ومنتج اقتصادي، ومنتج اجتماعي، ومنتج ثقافي – فكري، ومنتج عسكري أيضاً – حيث أي عملية عسكرية لا تقود وتؤدي، الى نتائج سياسية على أرض الواقع، هي عملية عسكرية فاشلة بامتياز. وان كانت السياسة في جانب، هي فكر على المستوى النظري الأيديولوجي، لكنها في الجانب الآخر من السياق والقوام العام، هي سلوك على المستوى العملي التطبيقي.
تقول المعلومات، أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وضمن أدارة اوباما 2، تجري هذا الأوان ديناميات مراجعات عرضية ورأسية، لجهة آليات تعاملها القادم مع ملف الحدث الأحتجاجي السوري ومآلاته، وتضيف المعلومات ذاتها، أنّ المطبخ السياسي الأمني في مجتمع المخابرات الأمريكي، وتحديداً في المجمّع الأمني الأستخباري الفدرالي والذي يرأسه الجنرال جيمس كلابر، قد قام بتسريب معلومات استخبارية وسياسية قصداً، لبعض مسؤوليه السابقين الفاعلين، وعلى شاكلة الآنسة الجميلة (جيم) سيبيل ادموند.
وتزامن ذلك مع تعين الحكومة الأمريكية، لمسؤولين جدد ككوادر أمنية وسياسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، حيث الأخير هو الجهاز المسؤول، عن رسم ووضع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التعين كفريق يستهدف إجراء تقييمات ومراجعات عميقة، لمسار تطورات الحدث الأحتجاجي السوري ومآلاته المختلفة.
ومن مهماته كذلك هذا(الفريق)، إجراء المزيد من الأتصالات والتفاهمات والمشاورات، مع نخبة المسؤولين الأمريكيين المعنيين، بالشؤون العسكرية والأمنية والأستخبارية، لجل مساحات الشرق الأوسط، لكي يصار لوضع سياسة أمريكية حديثة، لجهة سوريا وحدثها الأحتجاجي، تقوم على الجمع المشترك، بين خيار دعم واسناد المصالح الأستراتيجية الأمريكية بالتفاهم مع الفدرالية الروسية من الزاوية الأمريكية – تعتقد واشنطن أنّ موسكو ستوافقها على ذلك، وخيارات مساعدة المعارضة السورية، المتشرذمة والمنقسمة وائتلافها(إتلافها عبر معاق الخطيب)عبر توجيه الأوروبيين في ذلك من خلال الصقوري الأوروبي البريطاني وليام هيغ، وبعض أصدقائه من نظرائه من بعض عربنا المرتهن، حيث ما يسمى بإتلاف المعارضة السورية الخارجية، بمثابة طفل خداج مصاب بداء الشيخوخة المبكرة و/ أو طرح أنثى حامل Abortus.
وتشير المعلومة الأستخبارية، أنّ هذا الفريق الجديد في مجلس الأمن القومي الأمريكي، يعيش حالة صراع مع الزمن، حيث المطلوب منه انجاز هذه المهمة الذهبية، مستغلاً توفر جلّ الأسباب والمبررات والذرائع، التي من شأنها اتاحة التدخل الأمريكي في الشأن السوري إن لجهة المباشر لاحقاً وان لجهة غير المباشر الآن، كون سلّة الذرائع تتكاثر بقوّة وتتفاقم، بفعل فعاليات ومفاعيل الأحتجاجات وعمليات العنف والعنف المضاد، في بعض البؤر الساخنة في بعض المناطق من جلّ الجغرافيا السورية، بفعل توجهات وتوجيهات، محور واشنطن – باريس – لندن، ومن ارتضى من بعض العرب – الغربان الأرتباط به.
فهل وصلت أمريكا الى المطلوب بالملف السوري؟ أم ما زالت من تحت الطاولة مترددة وتراوح، في مربعات الشك واللاّيقين، في جلّ ما يحدث للنسق السياسي السوري؟ واذا كانت قد وصلت الى المطلوب الذهبي من زاويتها، أي خيارات الخطط والرؤى التي تفضّلها؟ هل هي خيارات الممرات الأنسانية الآمنة عبر اسطوانة الكيري جون الجديدة والمثقوبة؟ أم خيارات المناطق الامنة؟ أم خيارات المناطق العازلة، ان لجهة الحدود التركية – السورية، وان لجهة الحدود الأردنية – السورية ؟ أم أنّها تفضل انشاء مناطق عازلة داخل لب جغرافية القطر السوري، درعا مثلاً لتكون بمثابة بنغازي ثانية، أو أي بلد أو مدينة سورية قريبة من الحدود المشتركة، بين أنقرة ودمشق لتكون كذلك؟.
وتشير تقديرات خبراء الأستخبارات العسكرية، أنّ المحطة القادمة من مقاربات الحدث الأحتجاجي السوري عسكرياً، تتمثل وتذهب تموضعاً، في التكثيف والمحافظة على زخم العنف الجاري، في بعض المناطق السورية الملتهبة، والعمل على توسيعات لتشمل مناطق قريبة من دمشق عاصمة النسق السياسي السوري
وتؤكد معلومات تقارير مخابرات اقليمية ودولية غير محايدة، في بؤرة الحدث السوري، أنّ مركز قيادة ادارة عمليات العنف، سوف تستمر من مكانها الحالي في لواء اسكندرون، الى حين انضاج صورة وآليات خيارات، وخطط التدخل الدولي، وعندّ لحظة الأستقرار الأمريكي ازاء أي خيار، فانّ الخطوة الثانية تكون نحو اجراء التفاهمات الشاملة مع الدولة العبرية – الكيان الصهيوني أولاً، ثم الأوروبيين ثانياً، ثم الخليجيين العرب تحديداً، وبعض زملائهم من بعض العرب الآخر، الذي ارتضى الأرتهان - امّا كرهاً أم محبةً - بركب محور واشنطن – باريس – لندن ومن ورائه تل أبيب.
وفي اشارة الى تقرير استخباري أممي، تتحدث المعلومات عن وصول عناصر جديدة من وحدات العمليات الخاصة، التابعة لكل من المخابرات البريطانية والمخابرات الفرنسية الى لواء اسكندرون، حيث تستهدف في عملها، هذه الوحدات الخاصة المخابراتية المشتركة دعم برامج تدريب المسلحين.
وتساوق ذلك الأرسال، مع ارسال آخر لذات الوحدات الخاصة المخابراتية، على خط باريس – لندن باتجاه لبنان، وتحديداً في شماله، وعلى وجه الدقة في مدينة طرابلس، وتشير المعلومات المخابراتية، أنّ جل الأهداف المتوخاه والمرجوه من برامج التدريب، عبر هذه الوحدات المخابراتية العابرة للحدود، يتموضع على التدريب على عمليات حرب العصابات في المناطق المدنية – حرب المدن والشوارع، مع دعومات للمورد البشري المستهدف، بكميات كبيرة من الأسلحة الأتوماتيكية وقاذفات آربي جى وصواريخ ستنجر الأمريكية، لجهة تزويد المسلحين والمتطوعين، مع تحقيق نجاحات ومنذ أشهر، في تهريب جزء كبير من هذه الأسلحة الى الداخل السوري، وعبر لبنان وتركيا، واستخدام بعض العشائر العراقية، والتي تقطن بالقرب من الحدود العراقية – السورية، مع مقاومة أردنية واضحة ورافضة لضغوطات، من بعض العرب، ومن محور واشنطن – باريس – لندن، لأستهداف العمق السوري.
انّ جل ما ذكر أنفاً قد يشي، بأنّ الحكومة الأمريكية، صارت تجنح بقوة نحو الأشتباك الحقيقي، في ملف الحدث السوري، وتنظر اليه نظرة مختلفة، أنّه صار قابل للمساعدة والرعاية والدعم، مع ضرورات عدم تركه هكذا مستمراً.
وتشير معلومات تم تسريبها قصداً، لصحيفة (دايلي ستار صنداي) اول أمس، أنّ وزارة الحرب البريطانية وضعت خططاً سريّة، لمنطقة حظر جوي فوق سوريا باشراف حلف الناتو، وأنّ عملاء الفرع الخارجي للمخابرات البريطانية الأم أي سكس، والأستخبارات المركزية الأمريكية، وبعض عناصر المخابرات العربية، يتواجدون بكثرة وعمق على طول الحدود البريّة لسورية مع دول بعض جوارها.
وهذا ما ذهب لتأكيده ضابط الأرتباط البريطاني مع المخابرات الفرنسية، وأكّد على أنّهم يسعون الى الحقيقة لتقييم الوضع هناك، وأنّهم أحياناً تسللوا لواذاً الى الداخل السوري عبر أكثر، من منطقة حدودية من دول الجوار السوري، كذلك أكّد أنّ وحدات القوّات الخاصة البريطانية – الفرنسية المشتركة ليست ببعيدة عنها، ومن أجل السعي لمعرفة احتياجات المنشقين السوريين، من معدات عسكرية نوعية وما إلى ذلك وتدريبات وغيرها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-03-2013 01:01 PM

تحليل عميق جدا ويغرف من الباطن . شكرا لك يا أخي.

مطلوب مقالات مماثلة تنير للناس الطريق والمستقبل بعيدا عن النظرات الضيقة والعصبية المدمرة حمى الله أوطاننا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012